كتابة : Ilham
آخر تحديث: 28/01/2020

متلازمة كوتار ”وهم الموت”

متلازمة كوتار Cotard delusion أو كما يعرف أيضا بوهم الموت، هو مرض نفسي شديد يصيب النساء و الرجال على حد سواء، هذا المرض يدفع بالشخص المصاب به إلى الاعتقاد بأنه ميت أو ليس موجود في الحياة، و لكنه في الحقيقة ليس كذلك، بل من وحي خياله فقط. فما هي متلازمة كوتار؟ وما أسبابها؟ أعراضها؟ و طرق معالجتها؟ هذه التساؤلات نجيب عليها في السطور التالية.
متلازمة كوتار ”وهم الموت”

مفهوم مرض كوتار

وهم الموت أو الشيء الذي يعرف بمتلازمة كوتار هو مرض نفسي يصيب الأشخاص البالغين، والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عاما، هي حالة مرضية تدفع أحيانا بالمريض إلى اعتقاده بأنه ميت، فيما يكون مصابا في الواقع بكم هائل من المشكلات النفسية، من بينها الاكتئاب الحاد على سبيل المثال.

وهم الموت يؤدي إلى توهم صاحبه بأن جسمه قد تعفن وأصبح جسدا باليا أو أن جسمه قد فقد الكثير من الدم، وهناك أيضا حالات نادرة مصابة بهذه المتلازمة قد توهم المصاب بها أنه مصاب بالخلود الأبدي.

يعتقد المريض المصاب بوهم الموت بأن كل شيء في الحياة لا يحمل أي معنى، كما يحس بأنه لا يوجد شيء حقيقي في الحياة من الأساس، فيما يمكن أن يحس بعض المصابين بهذا الوهم الخطير، أن يشعروا بوجودهم على قيد الحياة، إلا أنهم يعتقدون بأن أحد أعضاء الجسم لديهم هو من يعاني من الموت، كعدم وجود القلب أو الرئتين على سبيل المثال.

أكد تقرير صدر في سنة 2011 تابع لأساتذة من جامعة جينت البلجيكية، أن 89% من المصابين بوهم الموت، يعانون من أعراض الاكتئاب الحادة، إضافة لأعراض عامة كذلك مثل الإحساس المستمر بالقلق والتوتر، المعاناة من الهلوسة، وكثرة الشعور بالذنب.

سبب تسمية كوتار بهذا الاسم

يعود سبب تسمية مرض كوتار بهذا الاسم نسبة إلى طبيب الأمراض العصبية، الذي يحمل الجنسية الفرنسية الطبيب جول كوتار. الذي يرجع له الفضل في اكتشاف هذا المرض.

أطلق على مرض كوتار أسماء أخرى كهذيان الإنكار وهذيان النفي. وصف وهم الموت في عام 1882 في أحد محاضرات جول كوتار في باريس على أنه مرض متفاوت الشدة. اذ يمكن للمريض المصاب به أن يبدأ بشعور أنه يكره ذاته أو شعوره باليأس.

أما بالنسبة الحالات الحادة من وهم الموت فمن شأنها إيهام المريض أنه مصاب باكتئاب مزمن، بالإضافة إلى الأوهام والتهيئات التي يمكنها أن توصله إلى وضع حد لحياته بطريقة بشعة.

علامات وأعراض مرض كوتار

تتعدد وتختلف الأعراض والعلامات التي من شأنها أن تبين أن المريض مصاب أو على وشك الإصابة بمرض الموت. نذكر من بينها ما يلي:

  • وجود الصداع النصفي.
  • الإصابة بالشقيقة المتكررة.
  • حدوث نزيفٍ في منطقة تحت الجافية.
  • ضمور على مستوى الدماغ.
  • تشوّه الأوردة والشّرايين الدّماغية.
  • الإصابة بمرض التصلّب المتعدد.
  • الاحتشاء الدّماغي.
  • تخثّر في الجيوب الأنفيّة.
  • ورم الفصّ الجداري.
  • وجود أمراض الصرع.
  • اعتلالات الدماغ.
  • الاكتئاب الحاد.
  • الشّعور بالقلق.
  • الهلوسة والوسواس.
  • الشّعور الدّائم بالذّنب المستمر.
  • الانشغال بإيذاء النّفس، أو محاولات الموت.
  • محاولة الانتحار.
  • عدم تعرف المصاب على وجهه.
  • عدم الاهتمام بالحياة الاجتماعية.
  • الشعور المستمر بالرعب و الخوف.
  • إهمال النظافة الشخصية.
  • عدم الشعور بالواقع.
  • حب الانعزال.

مراحل مرض كوتار

توجد هنالك ثلاث مراحل يمر منها المريض قبل إصابته بمرض الموت، يلاحظ لدى المريض وجود وساوس لديه لا أساس لها من الصحة.

المرحلة الأولى تعرف بمرحلة اكتئاب وهي أول المراحل وتسمى هذه المرحلة بالنشوء. ثم تأتي المرحلة الثانية التي تعرف باسم مرحلة التفتح، يغلب في هذه المرحلة الاتسام بوهم الانكار. أما في المرحلة الثالثة وهي الأخيرة فتتأزم حالة المصاب بهذا المرض إذ يصبح هناك إنكار للوجود أو انكار وجود أجزاء معينة من الجسم كما يطلق على هذه المرحلة اسم المرحلة المزمنة والخطيرة.

أسباب مرض كوتار

ربط خبراء الصحة والأمراض النفسية بين مرض كوتار وبين عدد من الأمراض والاضطرابات النفسية الاخرى، والتي تزيد من فرص المعاناة من هذا الوهم، مثل اضطراب ثنائي القطب، إضافة إلى اكتئاب ما بعد الولادة، اضطراب الاغتراب عن الواقع، اضطراب الهوية التفارقي، و حالات فصام الشخصية.

وفي الغالب يصيب مرض الموت الأشخاص الذين يعانون من صدمات نفسية قديمة وحديثة على حد سواء، كالتعرض لحوادث السير، أو قد يصيب الأشخاص الذين تعرضوا لاضطرابات نفسية أخرى مثل: الانفصام والصرع وغيرها.
أول الحالات التي سجلت على أنها مصابة بوهم الموت

أول حالة سجلت في التاريخ على أنها مصابة بوهم الموت هي سيدة ادعت بأن هناك لعنة قد أصابتها بحيث أنها أصبحت ترفض الأكل لإيمانها أنها ليست بحاجة لتناول الطعام، وذكر الطبيب جول كوتار أن المريضة قد أنكرت وجود الكثير من أعضاء جسدها مثل القلب والمعدة، و في الأخير قد توفيت هذه السيدة ليس نتيجة هذه المتلازمة بل نتيجة الجوع الشديد.

علاج مرض كوتار

لا يوجد دواء فعال يستطيع أن يخلص المريض من مرض الموت، فالعلاج يتم عبر مراحل إذ تؤكد العديد من التقارير التي تحدثت عن نجاح العلاج بالدواء عبر مراحل.

كحلول لمعالجة هذه المتلازمة نجد على سبيل المثال : مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومثبتات المزاج النفسي.

اذا لم تنفع هذه الأدوية في معالجة المرض يتم التوجه مباشرة الى المزج بين العلاج بالصدمات الكهربائية والعلاج بالأدوية حيث ثبتت فعاليته إذ تأتي بنتائج إيجابية في الآونة الاخيرة.

في النهاية، إذا تمكنا من التعرف على الأمراض المرتبطة بمرض الموت من أمراض واضطرابات عصبية ونفسية كالاكتئاب الحاد، سوف نتمكن من علاجها بطريقة سليمة، وإذا أحسست عزيزي القارئ بإصابتك باضطرابات نفسية أو خلل في الوظائف العصبية خاصتك، ننصحك فورا بضرورة المتابعة مع طبيب نفسي مختص لعلاج المشكلة قبل تفاقمها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ