أبرز مسببات الأمراض النفسية
مسببات الأمراض النفسية..
هناك أسباب كثيرة تؤدي لظهور الأمراض النفسية، حيث يعتقد معظم الأطباء والمتخصصون أن العوامل التي تتعلق بالجينات الخاصة بالأشخاص ومنها؛ العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، قد تتسبب في حدوث هذه الأمراض، وأيضا هناك أسباب أخري يعتقد الأطباء أنها سبب في إصابة بعض الأشخاص بهذه الأمراض، ومن بين هذه الأسباب هي:
الأسباب الوراثية
هناك ارتباط وثيق بين الأمراض النفسية وبين الجينات، حيث تنتقل هذه الأمراض من الآباء وصولا بالأبناء، ولكن ليس شرط أنه إذا كان أحد الوالدين به إصابة بمرض نفسي أن ينتقل لأحد الأبناء.
أسباب متعلقة بفسيولوجيا الجسم
قد تظهر بعض من الأمراض العقلية وذلك نتيجة لحدوث عدم توازن في النواقل العصبية التي تتواجد في الدماغ، وبالتالي يتسبب في حدوث ضرر في نقل الإشارات العصبية لباقي أعضاء الجسم، وبعدها تظهر أعراض المرض العقلي.
التعرض لصدمة نفسية
قد يتعرض الكثير من الأشخاص إلى حدوث صدمات نفسية في حياتهم من بينها؛ فقدان أحد الوالدين، أو الإساءة العاطفية، أو التعرض لإصابة جسدية، أو إصابة جنسية، كل هذه الأمور قد تسبب حدوث الأمراض النفسية.
التعرض للضغوطات
هناك مشاكل أسرية أو مشاكل اجتماعية تتعلق بالعمل أو بالعائلة قد تعرض الأشخاص إلى وجود ضغوطات كثيرة، وقد تتسبب هذه الضغوطات لحدوث حالة من الإجهاد، وبالتالي تظهر الأمراض النفسية.
ما هي مسببات الأمراض النفسية الخفية؟
ذلك هو الخطأ الخفي الذي يعتقد البعض أنه أصبح شيئاً عادياً في الحياة لمجرد أن المجتمع يكرره باستمرار ولا يرى فيه مشكلة، ولكنه في الحقيقة يسبب العديد والعديد من الأمراض النفسية.
ربما كان هذا الخطأ كلمات يقولها الإنسان، وربما كانت عادة اجتماعية، وربما كانت تصرف يقوم به الإنسان دون شعور بخطورته.
وسنحاول في السطور القادمة تقديم بعض تلك النماذج التي يقوم بها البعض دون علم بآثارها النفسية والعضوية على الإنسان.
الإهانة أحد مسببات الأمراض النفسية
نعم.. الإهانة بكافة صورها، حتى وإن كانت على سبيل المزاح، فكم من المزاح كان سبباً في العديد من الأمراض النفسية فيما بعد.
الإهانة بكافة صورها ومهما كان المكان أو الزمان أو المبرر له، فهو نوع من أنواع السموم التي تدمر النفسية، وحين يلجأ إليها أي إنسان ليصلح أمراً معيناً، فهو في الحقيقة إصلاح شكلي إن تحقق ولكن أمامه يفقد الإنسان العديد والعديد من أساسيات الصحة النفسية بشكل لا يمكن تعويضه.
فالمدير الذي يهين موظفيه بشكل مباشر، يعاقب حسب النظم واللوائح الإدارية المنظمة لتلك المنشئة التي يعمل بها، ولكن هناك نوع من الإهانة يمكن أن لا يعاقب عليه القانون، مثل تصيد الأخطاء للموظف المجتهد، ووصف عمله بأنه غير دقيق رغم أنه يقوم بعمله بجد والتزام، وذلك بهدف فرض السيطرة وفرض القرارات على أصحاب الرأي في العمل.
فمدير المنشأة في تلك الحالة يرى أنه يقوم بواجبه كمدير، وأنه يجب أن يهين المتمردين والمعترضين على قراراته.
ولكنه في الحقيقة يدمر أهم ما تقوم عليه أساسيات نجاح أي منشئة، وهي إنه يدمر نفسية موظفيه، ويرسل رسالة هامة لهم محتوها بسيط جداً، أنك غير مطلوب منك التفكير والاقتراح، مطلوب منك فقط الالتزام بما آمرك به، وأنه حتى وإن اعترضت على قراراتي واقترحت اقتراحات أكبر فائدة ونجاحاً، فإن ذلك لا يزيدك عندي إلا إهانة أكبر وأكبر، فكلما فكرت أكثر وأظهرت أفكارك، كلما تعرضت لإهانات أكبر وأكبر.
فتقل الأفكار الابتكارية في المؤسسة، ويسير الجميع في اتجاه الرأي الواحد ينفذونه حتى بدون اقتناع، لمجرد أنه رأي المدير، وهذا هو الفارق بين القائد والمدير.
الفارق بين القائد والمدير في الإهانة
القائد لا يهين موظفيه حتى وإن كانت اقتراحاتهم أفضل من اقتراحاته، فهو لا يخاف من زوال منصبه إذا ما تفوق عليه أحد موظفيه، لأنه ببساطة لديه الكثير والكثير من الخيارات التي تمكنه من التنقل بين المناصب في دقائق.
حتى في حالة وجود ملحوظة في العمل، يعلم موظفيه أنه لا ينتقد شخصياتهم، ولكن يقدم الملحوظات على أعمالهم للحفاظ على مستواهم الرائع، وخوفاً عليهم من هبوطه لمستويات أقل.
حتى في حالة الخلاف على جزئية من جزئيات العمل، يعرف كل موظف حدود وظيفته فلا يتعداها، وفي إمكانه اختيار الألفاظ المناسبة التي توصل الرسالة الحاسمة بدون إهانة، مثل أنه يعرف تماماً أبعاد الرأي الذي يقدمه الموظف، لكنه صاحب القرار الوحيد والمسئول عن فشله أو نجاحه، وأنه وحده المتحمل للمسئولية أمام الجهات الأعلى.
الإهانة في التربية تدمر النفسية
وهنا لا نقصد تلك التربية بين الأم وأولادها فقط، أو حتى العلاقة بين الأب وابنه، بل إن التربية تمتد حتى تربيتك لنفسك، إن استخدام الإهانة في تربيتك لنفسك أو لأولادك أو حتى في محادثاتك مع أصدقائك يدمر النفسية بشكل كبير.
فهناك فارق كبير بين التوجيه والتدريب وبين الإهانة التي تسبب أمراض نفسية كبيرة للطفل منها احتقار الذات وانخفاض اعتداده بذاته لينشأ إنساناً غير قادر على اتخاذ المواقف والقرارات مهما كانت بسيطة.
والسؤال الذي أجده في عقل وقلب كل أب وأم يقومون بتربية أبنائهم، وما هو البديل عن الإهانة للأطفال؟ إن الإهانة نوع من أنواع العقاب اللفظي الذي يستخدمه الآباء والأمهات لعقاب الأبناء على عدم الطاعة أو تعريض أنفسهم للخطر، فما هو البديل؟
بدائل تربوية تغني عن الإهانة
دعني أقول لك مصطلحاً قد يكون جديداً عليك، وهو صراع الأذكياء، نعم فطفلك ذكي جداً لدرجة لا تتصورها، بل دعني أقول لك، أنه قد يفوقك في الذكاء بمراحل، فهو يقرأ ما بين السطور جيداً، بل يفهمك جيداً لدرجة لا تتخيلها، إنك بكل بساطة كأب أو أنتِ كأم عالمه الأهم والوحيد.
إن ذكاء الطفل في تلبية احتياجاته قد يفوق قدراتك على الفهم والعقاب، ودعني أقول بصراحة، أن الإهانة هي أبسط أنواع العقاب بالنسبة للطفل، فحين يتعود عليها، لن تكون رادعة له، بل ستكون مجرد تنفيس عن الغضب لا أكثر، لكنها لن تمنعه من تكرار الأخطاء، وتلبية احتياجاته بالطرق الخطأ.
ولكن حين تملكين العديد من وسائل الجذب لدى طفلك، حين تملكين لعبة لا يستطيع أن يلعبها إلا معك، وحكاية لا يستمتع بها إلا معك، ونظرة تقدير لا يراها إلا في عينيك، ونظرة حب لا تقع إلا في قلبه، حينها سيكون أكبر عقاب في الدنيا أن تمنعي عنه كل ذلك كأم، أو أن تمنع عنه كل ذلك كأب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7147