كتابة : Jihane Ouchahde
آخر تحديث: 01/05/2020

معلومات حول عقدة ميديا

ليس هنالك ولو ذرة شك في أن حب الأم لأطفالها فطرة لا خلاف فيها، ولكن هذا الحب الذي تكنه الأم لفلذات أكبادها قد يضطرب فجأة ليتحول إلى كراهية وحقد شديدين عند إصابتها بعقدة ميديا، فيصل بها الأمر إلى إيذائهم معنويا وحتى جسديا.
معلومات حول عقدة ميديا

عقدة مييديا

عقدة مييديا Medea Cpmplex هي مصطلح يعود أصله إلى الأسطورة الإغريقية التي كتبها الفيلسوف اليوناني يوريبيديس، ويتم به وصف مشاعر الكراهية والبغض التي تكنها الأم لأطفالها وخاصة الذكور منهم، وذلك بسبب معاملة الزوج السيئة وأذيته لها، فتلجأ لصب غضبها هذا من زوجها على أبنائها عن طريق أذيتهم انتقاما من أبيهم.

أسطورة عقدة ميديا

تدور أحداث أسطورة ميديا الإغريقية، حول ميديا الفتاة التي وقعت في حب الأمير جيسون الذي يعد أحد ألد أعداء وطنها، وفي سبيل حبها وعشقها له خانت وطنها وباعته للأعداء، كما ساعدت حبيبها هذا على قتل والدها وأخويها الاثنين، كل هذا قامت به بسبب حبها الأعمى له.

وبعد ذلك هربت ميديا مع عشيقها الأمير جيسون فتزوجا ورزقا بطفلين، وكانت ميديا تكن لزوجها مودة كبيرة، ولكن سرعان ما تحولت هذه المودة وهذا الحب الجنوني إلى كراهية وحقد شديدين.

وذلك بسبب اكتشاف ميديا لخيانة زوجها وحبيبها جيسون وعدم إخلاصه لها، وقراره الزواج من فتاة أخرى، كون أن زوجته ميديا في نظره ما هي إلا مجرد امرأة حقيرة خانت وطنها وعائلتها، لهذا السبب قرر الأمير جيسون الزواج من غيرها والتخلي عنها، وتركها ذليلة ككلاب الشوارع بعد أن يأخذ منها طفليه طبعا.

وبسبب نار الحقد والانتقام التي شبت وملأت صدر ميديا جراء غدر زوجها لها جن جنونها، فقامت بذبح طفليها الصغيرين بلا رحمة ولا شفقة ودون أن يرف لها جفن أمام ناظري زوجها جيسون الذي كان يستعد للزواج، وذلك ثأرا من حبيبها الخائن هذا.

أسباب ظهور عقدة مييديا

هذا، ويرجع السبب المباشر للإصابة بعقدة مييديا إلى سوء المعاملة الزوجية التي قد تتلقاها الزوجة من زوجها، وإلى تهميشه وأذيته لها وصولا إلى الاعتداءات الجسدية (الضرب، الصفع، الاعتداء...) وحتى الإهانات النفسية والكلامية (التجاهل، الذم والشتم، التهديد...) التي قد تتعرض لها من طرفه.

وهذه الأذية التي تتلقاها المرأة المصابة بهذه العقدة من زوجها، ستنعكس حتما في نهاية المطاف على أبنائها، متمثلة في كراهية الأم وحقدها على أولادها، وفي رغبة لا شعورية لمحاولة إيذائهم جسديا وأخلاقيا ولفظيا، بل يمكن أن يصل بها الأمر إلى حد محاولة قتلهم دون أن يرف لها جفن.

ذلك من أجل تحقيق لذة الانتقام من زوجها بشكل غير مباشر عن طريق إيذاء أطفالها، فلكي تنتقم منه وعلى أذيته وسوء معاملته لها، تلجأ لإيذاء أولاده.

ولكن هذه الأذية تطال وتمس الأطفال الذكور على وجه الخصوص، أما بالنسبة للإناث فتلجأ الأم المصابة بهذه العقدة إلى غرس بذور الحقد والكراهية لديهن تجاه والدهن كنوع من الانتقام، مما يدفعهن إلى تهميشهن له.

الآثار السلبية التي تخلفها عقدة مييديا على الأطفال

عقدة "ميديا" ليست مجرد عقدة عادية وعابرة كغيرها من العقد، فيمكن أن يترتب عنها مجموعة من الآثار السلبية التي قد تؤثر سلبا على حياة الأطفال، لأن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من كل هذا، وتتضمن بعض هذه الآثار السلبية التي يمكن أن تطالهم، ما يأتي:

اضطراب النضوج العاطفي والاجتماعي

فاضطراب النضوج العاطفي والاجتماعي هذا، يمس بالدرجة الأولى الفتاة، حيث أن الأم المصابة بهذه العقدة تعمل على تحريض بناتها الصغار ضد أبيهن، وهذا الشرخ العاطفي يشوه نظرة الفتاة إلى سائر الرجال، حيث أنها سترى صورة أبيها القاسي التي رسمتها أمها في مخيلتها منذ طفولتها في شخص كل الرجال الذين ستصادفهم في حياتها، وهذا ما سيؤثر حتما على النضوج العاطفي والفكري لهذه الفتاة.

التردد بين التودد أو الانفصال الأبوي

ففي حالة ما إذا كانت الأم تعاني من هذه العقدة، فإن أطفالها الصغار حتما سيواجهون انفصاما عاطفيا بين سلوك والدتهم العدواني والقاسي وسلوك والدهم السيء مع أمهم.

على الرغم من كون هذه العقدة النفسية نادرة الحدوث بفضل غريزة الأم التي تغلب عليها، إلا أن النتائج المترتبة عن الإصابة بها، قد تكون كارثية وفي غاية الخطورة، لأنها تمس بالدرجة الأولى نفسية الأبناء ونضجهم العاطفي والفكري.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ