تعرف على آداب الحديث في الإسلام
آداب الحديث في الإسلام
اهتم الدين الإسلامي أن يجعل المسلم مميزًا في جميع الأشياء، مما أرسل إلينا الكثير من القواعد والآداب والتي منها كيفية التحدث مع الآخرين بكل أدب وسلام، وجاءت أحديث النبي صل الله عليه وسلم تؤكد على ذلك، ومن أهم آداب الحديث في الإسلام التي علمنا إياه، ما يلي:
صفاء النية عند الكلام مع الآخرين
يجب أن يكون المسلم عندما يتحدث مع غيره أن تكون نيته الداخلية أن يتكلم بدون خبث، وذلك من خلال إخلاص حديثه إلى الله سبحانه وتعالى، ومن خلال ذلك سوف يلقي رضا الله له.
أن يحرص في أثناء حديثه على قول الصدق
يجب أن يكون المسلم المتكلم صادقًا ولا يقول إلا الصدق، ويحبذا أن يضيف لذلك أدلة تؤكد صدقه، كما يجب أن يكون كل قول يقوله المسلم أثناء كلامه واقعي ومناسب لما حوله، فالكذب صفة يرفضها الإسلام تمامًا ويعاقب صاحبها.
عدم التحدث مع الآخرين بدون علم
بعض الناس قد يتحدثون مع غيرهم في موضوعًا ما بدون توفر علم فيه، وهذا ما يرفضه الدين الإسلامي، حيث أن المسلم لا يتكلم بدون دليل، بل يجب أن يتحدث بمستند يؤكد على ما يقوله، حتى يتوفر الثقة أثناء كلامه.
التحدث بما لا يخالف الشريعة الإسلامية
الدين الإسلامي لا يدعو إلى التكلم بكلمات غير مفيدة لصاحبها، بل يفضل التحدث في آيات الله عز وجل وأحاديث نبيه الشريف، وإذا تكلم في أمور دنيوية، فيجب أن لا تخالف ما جاء به الله ورسوله صل الله عليه وسلم.
عدم التطاول مع الآخرين بكلام بذيء
يجب على المسلم أن يلتزم بالكلام الطيب الذي يستوعبه القلب ويحب سماعه، وعدم التحدث بما يكره صاحبه، كما يجب أن لا يشجع المسلم الظالم، بل أن يقف أمام ظلمه ويقول الحق بدون خوف لذلك.
الثبات على قول الحق
يجب على المسلم أن يبتعد عن المناقشات التي قد تتسبب له المهانة والذل، وأن يكون جميع كلماته مستمدة من دين الله وسنة رسوله.
أن يكون مستمع جيد
من الصفات الهامة التي يجب أن تتوافر في المسلم، هو التحلي بالسمعة الحسنة، وحسن الاستماع إلى غيره، وأن لا يكون حديثه طوال الوقت هو فقط الذي يتكلم، بل يجب أن يعطي لغيره فرصة في التحدث بكل راحة، وعدم العمل على قطع أفكار الشخص المتحدث.
تحديد محتوى المناقشة
من آداب الحديث أن يتم خلق وتحديد محتوى سوف يتم المناقشة فيه، وذلك ليتم العودة إلى جميع المعلومات الخاصة بالمحتوى الذي سوف يتم مناقشته، ويجب أن يكون مرجع المسلم هو كتاب الله وسنة رسوله، كما أن قول الحق في الإسلام يعد أحد أنواع الجهاد في الإسلام.
الأحاديث النبوية الشريفة في آداب الحديث في الإسلام
لا يوجد شيء في الحياة إلا حدثنا به رسول الله صل الله عليه وسلم، وذلك لكي يكون منهج تعليمي يتم الرجوع إليه، وقد ذكر لنا رسول الله العديد من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن أداء المناقشة في الدين الإسلامي، والتي منها ما يلي:
- يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله به بها سخطه إلى يوم يلقاه".
- يقول رسولنا الكريم صلوات الله وتسليمه عليه في أهمية الكلمة الطيبة: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليق خيرًا أو ليصمت".
- يروي لنا أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلوات الله وتسليمه عليه قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقى لها بالًا يرفعه الله بها في الجنة".
آداب الحديث العامة في الإسلام
ومن آداب الحديث العامة التي جاء بها ديننا الحنيف، تكون ما يلي:
- يجب أن يكون كلامك في المواضيع النافعة، والبعد كل البعد عن المواضيع غير القيمة.
- يجب أن تدرك ماذا تقول أثناء حديثك، وذلك لضمان وصول حديثك بشكل جيد لمن تتحدث معهم.
- أن يقوم الشخص المتكلم بإعطاء غيره فرصة في الحديث والتعبير عن آرائه.
- أن تكون مستمع جيد لمن حولك.
- عدم نقل الأحاديث التي يقولها من حولك للآخرين، فهذه أمانة سوف تسأل عليها أمام الله.
- لا تقوم بإحراج غيرك أثناء تحدثه معك، وذلك من خلال تخطي الأخطاء الذي قد يقولها في حديثه، ما دامت هذه الأخطاء لا تتسبب في مشاكل لكما، أو أنها لا تخالف الشريعة الإسلامية.
- عليك بتعويد ذاتك قبل بدء الحديث أن تقول "بسم الله الرحمن الرحيم"، والصلاة والسلام على نبينا الكريم صل الله عليه وسلم، فسوف تجد بركة كبيرة أثناء حديثك.
- أثناء حوارك مع الآخرين، يجب أن تكون مبتسم الوجه، مهما كانت حالاتك النفسية سيئة.
- عدم التحدث في أشياء ليس لك بها علم، وذلك لعدم نقل معلومات خاطئة للآخرين.
- عدم التحدث عن ذاتك مع الآخرين، وعدم التباهي بإنجازاتك سواء العلمية أو الحياتية، فالتواضع من صفات المسلمين، كما أن من حولك سوف يضرون من حديثك معهم.
- الاستماع إلى محاورات غيرك بشكل يدل على أنك مهتم بكلامه معك، حيث أنك قد تستفيد بمعلومة جديدة لم تكن تعرفها من قبل، كما أن الآخرين سوف يشعرون بالسعادة عند الجلوس معك.
- عدم اللجوء إلى رفع صوتك أثناء الحديث مع غيرك، حيث أن ديننا الحنيف نهانا عن هذا، فالصوت العالي يؤذي الأذن، وبالتالي يلجأ الأفراد لعدم الجلوس والتحدث معك، ولذلك يجب أن تحسن من نبرة صوتك، وتجعلها مناسبة، فلا تكون مرتفعة يتأذى بها من حولك، ولا تكون منخفضة لا يستطيع من حولك أن يستمع إليك.
- التحدث برفق مع من حولك، وذلك لكي يفهم من يتحدث معك ماذا تقول، فالعصبية سلوك غير قويم ولا يتقبله أحد، وبالتالي لا يستطيع الآخرين فهم ما تقوله ويفقدون التركيز في حديثه.
- عدم إلقاء النصيحة لشخص ما أمام الآخرين، فالنصيحة أمام الآخرين هي فضيحة وليست نصيحة، فبالتالي يجب تقديم النصيحة أثناء تواجدكم بمفردكما.
- التحدث بشكل سليم بدون الاستعجال، حيث أن هذا السلوك لا يجعل الكثيرين فهم ما تقوله.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_18143