آخر تحديث: 03/09/2022
أخلاق إسلامية يجب أن يكتسبها المسلم
إن اكتساب أخلاق إسلامية جيدة أمر يجب على كل مسلم وعلى كل أم مربية أو أب مربي، حتى تنشأ أجيال صالحة نافعة لنفسها ومجتمعها، والإهمال في تعليم الأخلاق أمر في غاية الخطورة، لذا سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن أهمية الأخلاق الإسلامية وأهمية تعليمها للأبناء، فالإنسان ما هو إلا مجموعة أفعال وتصرفات فإن فسدت أصبح فاسداً، وإن صلحت أعماله وأفعاله أصبح صالح.
معنى مصطلح أخلاق إسلامية؟
تعرف الأخلاق بأنها:
- كل القيم والمبادئ والعادات والأفعال السليمة التي ترضي الله عز وجل وترضي البشر وترضي الإنسان نفسه، لذلك يمكن وصفها بأنها مثل عليا وقيم ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان أو بتغير البشر، ويكون مصدر هذه الأخلاق هو الله عز وجل الذي يوجه الإنسان لفعل الخيرات والأعمال الصالحة.
- ويشعر الإنسان صاحب الأخلاق بأن الله عز وجل يراه في كل فعل ونطق وفي كل حركة يتحركها، لذلك تجده لا يفعل إلا الصحيح، وإن بدا منه فعل سيء لمرة واحدة فإنه يستغفر الله سريعاً ويتوب ويعتذز لمن أخطأ في حقه، ولا يتكبر أبداً ودائماً ينطق الحق.
ما هي أهم أشكال أخلاق إسلامية؟
ما سوف نتكلم عنه الآن الأخلاق التي حث عليها الإسلام وأرشدنا لها حتى نقتدي بنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث تعتبر الأخلاق تقويم لسلوك الإنسان ورفعة لشأنه وحمايته من كل ما قد يهين نفسه، وتشمل:
خلق الصدق
- من أهم الأخلاق إسلامية التي يمكن أن يتحلى بها المسلم هو خلق الصدق، حتى يكون الإنسان صادق مع نفسه ومع الله عز وجل، وقد أوصى الله تعالى على أهمية اكتساب الصدق كصفة قويمة، وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في كثير من الآيات، كما ذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث الشريفة التي يأمرنا فيها بالصدق والأمانة.
- وقال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).
- والصدق هو الصراحة والأمانة في القول والفعل، وعندما يكون الإنسان صادق مع نفسه فإنه سوف يتخلص من كل الصفات السلبية التي به، كما أنه سوف يعرف طريق الحق، والصدق مع الناس أفضل وسيلة لاكتساب الحب والقرب والراحة النفسية، بالإضافة إلى أهمية الصدق مع الله عز وجل واتباع الأوامر والانتهاء عن النواهي.
خلق الأمانة
- الأمانة تعني أن يؤتمن الإنسان على شيء ما ويكون أهل ثقة وأهل لأن يحافظ عليها ويصونها إلى أن يسلمها إلى صاحبها، ويجب على كل مسلم أن يكون أمين وأن يحافظ على الأموال أو الأشياء التي يأتمنه عليها أخيه المسلم، وقد تناولت الكثير من الآيات القرآنية التحدث حول أهمية الأمانة وجزاء من يتخذها خلق أساسي في حياته.
- قال الله تعالى( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه).
- وفي كثير من الأحاديث النبوية الشريفة حثنا الرسول الكريم على الأمانة حيث قال( لا إيمان لمن لا أمانة له).
خلق الرحمة
- لقد اتصف الله سبحانه وتعالى بالرحمن الرحيم، وجعل التسمية في الطعام والشراب وفي كل بدء عمل يقوم الإنسان به أن يقول( بسم الله الرحمن الرحيم) نظراً لأهمية صفة الرحمة في حياة البشر، ولولا رحمة الله لعبادة لما ترك على الأرض من دابة.
- فلولا الرحمة لما شعرنا بالأمان والحنان، ولأصبحنا مثل الحجارة والأشياء المادية لا شعور ولا مشاعر لها، ورحمة الله بالعباد تتمثل في الرزق والعفران والإحسان، كما أن رحمة الأم بأطفالها تتمثل في رعايتهم الرعاية السليمة ووقايتهم من المخاطر، وكذلك الأمر بالنسبة لرحمة الناس ببعضهم البعض، وفي حديث قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم( من لا يرحم لا يرحم).
خلق العفو والصفح
- يعني خلق العفو والصفح أن يعفوا الإنسان عن الأخطاء التي بدرت من الناس في حقه، وليس من الواجب على المسلم أن يعفو أو يصفح، ولكنه خلق من الأخلاق الإسلامية المحببة إلى الله تعالى، ولو عفو الله لنا لأهلكتنا ذنوبنا، لذلك أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ندعوا دعاء ضروري جداً في ليلة القدر، ألا وهو ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا).
خلق الصبر
- الصبر من أعظم الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، وهو يعني الانتظار والتفكير السليم وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، فقد يلجأ شخص إلى تصرف بسرعة ودون تفكير ثم يندم عليه بعد ذلك، ومن أعظم الصبر هو الصبر عند الشدائد وفي الظروف الصعبة التي يختبر الله فيها صبر عباده وقوة إيمانهم، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم في كثير من السور أهمية الصبر وجزاء الصابرين، حيث قال ( واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
- كما قال( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)، وفي آية أخرى يبين الله تعالى فيها جزاء المؤمنون والصابرون وغيرها من الأخلاق الحسنة( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين والقانتات، والصادقين والصادقات، والصابرين والصابرات، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات، أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً)
خلق العزة
- يعتبر من الأخلاق الإسلامية الجميلة التي ترفع من قدر الإنسان وكرامته، وهي بين الكبر والذل، فيعتز الإنسان بذاته وبمن هم أحبابه دون كبر، وقد قال الله تعالى( من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً).
- والعزة تعني أن يرفض الإنسان كل ما قد ينقص من قدره أو كرامته، وأن يفعل الأفعال التي تدل على عزته فلا يمد يديه للناس، وأن يكون غني في نفسه ليس محتاج لأحد.
الاختلاف بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق النظرية
تختلف الأخلاق النظرية عن الأخلاق الإسلامية، حيث أن الأخلاق النظرية هي المتعارف عليها بأنها العادات والتقاليد أو العرف السائد في المجتمع ويكون مصدرها العقل البشري، وهي متغيرة باختلاف الزمان والمكان ولا ترتبط بشكل كبير بالدين، أما الأخلاق الإسلامية فهي قيم ثابتة لا تتغير بتغير الزمان أو المكان لأن مصدرها الدين ورضا الله عز وجل.
ما هي خصائص الأخلاق؟
- صالحة لكل إنسان ولكل مكان وزمان.
- سهلة وميسرة.
- تحقق التوازن بين مطالب الروح والجسد.
- لا تتعلق الأخلاق بالمظاهر فقط بل تشمل أيضاً النوايا والبواعث والمقاصد، ويقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
- مبادئ الأخلاق ترضي القلب وتقنع العقل.
وبذلك فقد تكلمنا عن أخلاق إسلامية وصفاتها وخصائصها ومعانيها، وهي تشمل أيضاً الشجاعة، والمودة والإحسان، والشهامة، وسلامة النفس والعدل والحياء والشكر، كما تشمل أيضاً التعاون والقناعة والوقار، وكلها أخلاق يجب عل المسلم أن يتعلمها ويعلمها لأبنائه حتى ينجح المجتمع ويصبح صالح.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17963
تم النسخ
لم يتم النسخ