أسباب تستحق الطلاق شرعاً ويباح فيها طلب الطلاق
ما معنى الطلاق في الإسلام؟
- الطلاق لغة معناه التخلي والترك أي يترك الإنسان الشيء ويطلقه دون قيود.
- الطلاق اصطلاحاً هي كلمة يرفع بها عقد النكاح أو كلمة يقصد بها الزوج حل عقد النكاح بينه وبين زوجته.
والجدير بالذكر أن الدين الإسلامي كان حريصاً للغاية على ترسيخ مفهوم بناء الأسرة الإسلامية بناءً سليماً، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على ذكر الزواج وكذلك الطلاق وأهم الأحكام التي تتعلق به والحقوق المشروعة لكلا الزوجين خاصة بعد الطلاق، وعلى الرغم من مشروعية الطلاق في الدين الإسلامي بشرط وجود أسباب تستحق الطلاق شرعاً، إلا أنه كان مكروهاً بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم" هو أبغض الحلال"، لأن الطلاق يساعد على هدم هذا التكوين الذي يدعو إليه الدين الإسلامي ويترك تأثير نفسي في حياة الزوجين وكذلك الأطفال الصغار وقد يؤدي بهم إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية وشعورهم بعدم الأمان.
أسباب تستحق الطلاق شرعًا
ما هي اسباب طلب الطلاق؟الأصل أنه لا يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق إلا في حالة وجود أسباب تستحق الطلاق شرعاً حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة".
فيما غير ذلك متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها؟ في حالة وقع عليها ضرر من زوجها وهذا الضرر أو تلك الأسباب لها صور متعددة ومنها:
- إذا كان الزوج عاجزاً عن قيامه بالحقوق الزوجية مثل النفقة والسكن المستقل والمعاشرة وغيرها، ويلحق بذلك أيضاً بخل الزوج الشديد أو تقتيره في النفقة على زوجته مما يمنعها من الحاجيات.
- عند إهانة الزوج زوجته لأسباب غير شرعية بالضرب واللعن والسب وغيرها، حتى ولو لم يتكرر ذلك فيجوز لها طلب الطلاق للضرر وإن حدث ذلك من الزوج لمرة واحدة.
- إذا كانت الزوجة متضررة بكثرة سفر زوجها كأن يسافر الزوج لأكثر من ستة أشهر وتخاف على نفسها من الفتنة فيجوز لها طلب الطلاق.
- إذا كان الزوج محبوساً لمدة طويلة وتتضرر الزوجة بفراقه طبقاً لما ذهب إليه المالكية فيجوز طلب الطلاق.
- إذا رأت الزوجة من زوجها عيباً مستحكماً مثل العقم أو عجز الزوج على الوطء أو إصابته بمرض خطير منفر.
- كذلك إذا كان الزوج فاسقاً أو فاجراً يقوم بارتكاب الكبائر والموبقات أو لا يؤدي العبادات المفروضة، وصبرت عليه الزوجة ونصحته فلم يستجيب لها، حينئذ لها أن تسأله الطلاق وإذا رفض الطلاق يجوز لها أن ترفع أمرها للقاضي ليفرق بينهما.
- إذا رأت الزوجة في نفسها نفوراً من الزوج و بغضًا شديدًا في قلبها حتى ولو لم تعرف سبب ذلك يجوز لها طلب الطلاق في تلك الحالة.
- لو كان الزوج يمنع زوجته مطلقًا من رؤية أهلها خاصة والديها فيجوز لها طلب الطلاق شرعاً والله أعلم.
ما هو الضرر الذي يبيح للمرأة طلب الطلاق؟
كذلك من الحالات التي تندرج تحت بند أسباب تستحق الطلاق شرعاً ويحق للزوجة فيها طلب الطلاق للضرر ما يلي:
- وقوع إيذاء نفسي أو جسدي على الزوجة مع إثباتها لذلك فيحق لها طلب الطلاق وإذا رفض الزوج يحق لها رفع الدعوى والحصول على كافة حقوقها الشرعية، وتسمى دعوى طلاق للضرر سواء كان بالقول أو بالفعل من قبل الزوج.
- من أسباب تستحق الطلاق شرعاً للضرر هي امتناع الزوج عن الإنفاق على زوجته أو هجر الزوج زوجته لمدة تزيد عن ستة أشهر.
- كذلك يحق للزوجة طلب الطلاق للضرر إذا سافر زوجها للخارج لمدة طويلة وتغيبه عنها لأكثر من سنة أو زواجه من أخرى.
ماذا افعل اذا رفض الزوج الطلاق؟
في حال التعرض من قبل الزوجة للضرر من الزواج أو أسباب تستحق الطلاق شرعًا، في حالة إذا طلبت الزوجة الطلاق ورفض الزوج الطلاق أو إثبات طلاقها، ففي تلك الحالة يجوز لها اللجوء إلى الحل القانوني وإقامة دعوة قانونيًا من قبل الزوجة أو وكيلها في محكمة الأحوال الشخصية المختصة بذلك وتسمى تلك الدعوة دعوة إثبات طلاق.
كيف أعرف أن الطلاق خير لي؟
- عند إصرار أحد الطرفين على الطلاق ففي تلك الحالة يجب التيقن بأن حدوث الطلاق هو الأفضل خاصة من الناحية الشرعية، لأن علاقة الزواج لا تقوم إلا برضى الطرفين وفي حالة إصرار أحد الأطراف على ذلك فيه دليل على صعوبة استكمال الحياة الزوجية بينهما.
- إذا فشلت الوساطة والتحكيم بين الزوجين من حيث وقوع شقاق كبير لا يمكن حله وتدخل أطراف خارجية وايضاً لم يصطلحا ففي تلك الحالة تكون التفرقة هي الأفضل.
- الزوج كافر من الخير للزوجة المسلمة ألا تستمر في زواجها معه ولابد من التفريق بينهما.
- وأيضاً عند الخوف من الوقوع في الفتنة يكون الطلاق أمر جائز شرعاً وخير للزوجة.
أسباب الطلاق النفسية
من بين أكثر أسباب تستحق الطلاق شرعاً وتعد من الأسباب النفسية القوية والعاطفية للطلاق ما يلي:
- وجود فوارق اجتماعية وثقافية كبيرة تظهر بعد الزواج ولا ينتبه إليها الشريكين قبل زواجهما وتؤدي إلى حدوث الكثير من الخلافات.
- عدم الاهتمام من قبل أحد الزوجين وتوفير الاحتياجات العاطفية والنفسية والمعيشية وغيرها يؤدي إلى الطلاق النفسي.
- كثرة الشجار الدائم من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية ودخولها في نفق الانفصال العاطفي.
- تسرب الملل الزوجي إلى الحياة الزوجية بعد مرور سنوات طويلة من الزواج.
- وقوع المرض لأحد الزوجين ومشاكل التقدم في العمر تفسر الكثير من حالات الطلاق التي تحدث بعد مرور سنوات طويلة من الزواج.
- أيضاً فقدان الثقة تعد من أكثر الأسباب التي يمر بها الزوجين قبل حدوث الطلاق العاطفي.
نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق
إذا كنت على حافة حدوث انفصال أو طلاق بينك وبين زوجك وكانت أسباب الطلاق غير شرعية في المقام الأول، يجب الأخذ في الاعتبار بعض النصائح التالية قبل التفكير في الطلاق أو التخلي عن حياتك الزوجية:
- يجب أن تفكري ملياً في مصلحة أولادك في المقام الأول.
- التحلي بالصبر والدعاء والعمل على التخطيط بشكل دقيق قبل اتخاذ هذا القرار المصيري.
- في حالة وجود أسباب تساعدك على إصلاح العلاقة بينك وبين زوجك فلا تترددي في الأخذ بها.
- من المحتمل أيضاً التفكير في الابتعاد عن الزوج لمدة شهر وقطع الاتصال به مما يعزز من الشعور بالشوق والحنين ويجعلك أكثر تسامحاً معه.
- أيضاً من الممكن السفر لمكان بعيد لفترة معينة لاستعادة راحة البال والابتعاد عن الطاقة السلبية التي تسببت في تشويش أفكارك وسلبت منك راحتك النفسية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20442