آخر تحديث: 20/03/2024
أسرار مرض الهيدروفوبيا وأسبابه وطرق علاجه
الهيدروفوبيا أو رهاب الخوف من الماء هو أحد أنواع الرهاب الناتج من القلق الشديد، فإذا رأيت شخص يخاف من الماء لدرجة أنه لا يستخدمه حتى في النظافة الشخصية فلا تتعجب. هذا المرض ينتج عادة من القلق الشديد الذي يصيب الشخص من التعرض للماء، وعادة ما يكون هذا الخوف مبرراً، ولكن في معظم الأحيان هو خوف غير واضح السبب. ويتسبب في شعور المصاب به بأعراض القلق الشديد منها التعرق أو الشعور بصداع أو دوار أو ارتفاع في ضغط الدم أو تشويش على الرؤية أو ما يطلق عليه البعض الزغللة في العين، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على ما هي هيدروفوبيا وأعراضها وطرق علاجها، تابعونا.
ماهي الهيدروفوبيا؟
الهيدروفوبيا هو الخوف من الماء أو الأنهار أو البحار أو أي بيئة مائية خوفًا غير مبررًا، وتتجلى أعراض هذا الرهاب في تجنب السباحة أو الابتعاد عن المياه بشكل عام. يعتبر الهيدروفوبيا شكلًا من أشكال اضطرابات القلق، وقد يكون تأثيرها على حياة الشخص كبيرًا، للهيدروفوبيا أسباب عديدة، بما في ذلك تجارب سلبية سابقة مع الماء أو الغرق، أو حتى الانطباعات السلبية المكتسبة عن طريق الثقافة أو الوسائط الإعلامية.
سبب رهاب الهيدروفوبيا
- رهاب الخوف من الماء ينتج أسباب عديدة، فالقلق الشديد عادة ما يكون مرجعه سوء تفسير لبعض المواقف وسوء فهم بحيث نتج عنه ربط وجود الماء باستدعاء المخاوف والقلق بهذا الموقف فتستجيب أعضاء الجسم لهذه المخاوف بأعراض القلق والتوتر الشديد.
- وربما لا يكون موقفاً تعرض له المريض هو السبب في الإصابة بهذا النوع من الرهاب، فربما كان معلومة من المعلومات، أو استنتاج من الاستنتاجات التي وعيها المريض بشكل خاطئ فنتج عنها هذا الرهاب.
أعراض ومضاعفات رهاب الهيدروفوبيا
- إن مريض رهاب الخوف من الماء يعاني من العديد من المصاعب في حياته، فاستخدام الماء أمر لا غنى عنه لأي إنسان، سواء من لحظة بداية يومه وحتى النوم، مروراً باحتياجه للشرب والنظافة وغير ذلك.
- إن مريض رهاب الخوف قد تحدث له نوبات القلق والتوتر بمجرد رؤية المياه، ولكن رغم أن الخوف من المياه يجمع كل المرضى إلا أن هناك أنواع متنوعة من المخاوف.
الخوف من مياه البحار (فوبيا البحر العميق)
- هناك بعض الأشخاص يعانون من فوبيا البحر العميق بالإنجليزية:Deep sea phobia، ويتملكهم الرهاب بمجرد رؤية البحر حتى في الصور في بعض الأحيان، وهذا قد ينتج من عدم التعامل بشكل صحيح مع بعض الأحداث مثل حوادث الغرق، فقد ينتج هذا الرهاب من مشاهدة حوادث الغرق لأحد الأقارب أو الأصدقاء، فينتج عن هذا الحدث صدمة عصبية لا يستطيع المريض عبورها بشكل سليم فينتج عنه الإصابة بهذا الرهاب.
- وقد ينتج الخوف من مياه البحر من معلومات مغلوطة يتعلمها المصاب عن آثار مياه البحر على الإنسان، مثل أن يعتقد مثلا أن مياه البحر تسبب بعض الأمراض الخطيرة، وقد يصدق المريض هذا الاعتقاد رغم عدم منطقيته لكن الخضوع لحالة توتر شديدة جداً قد تؤثر على مراكز الوعي في المخ فيصدق المصاب المعلومات اللا معقولة وتسبب له الرهاب.
كيف اعرف اني اعاني من فوبيا؟
لا يجب على أي إنسان التسرع في وصف نفسه بأنه مصاب برهاب البحر بالفرنسية: Phobie de la mer أو الهيدروفوبيا وذلك لأن هناك شرط مهم جداً يجب توافره لكي نحكم هذا الحكم على المريض، هذا الشرط يتمثل فيما يلي:
- أنه يجب أن تكون أعراض الخوف من الماء مستمرة ولا تنقطع بعد وقت معين، فهناك أعراض مشابهة لأعراض الخوف من الماء قد يصاب بها الإنسان بشكل طبيعي ورغم أنه تظهر عليه تلك الأعراض إلا أنه لا يعتبر مريضاً بهذا الرهاب.
- فقد يكون الخوف من المياه له ما يبرره مثل وجود حيوانات مفترسة في البحر بالفعل، أو أن نفس المكان يكون قد شهد حالات غرق متكررة، حينها يكون الخوف من البحر أمر لا علاقة له باضطراب رهاب المياه.
- وقد يكون الإنسان قد تعرض لحالة اكتئاب بعد غرق أحد الأعزاء، وصاحب هذا الاكتئاب الخوف من تكرار التجربة فيخاف من نزول البحر.
- وفي تلك الحالة عندما يزول أثر الاكتئاب ويعود الإنسان لحالته السابقة فإنه بذلك لا يعد مصاباً بهذا المرض، وإنما يجب أن يكون الخوف من الماء مستمر رغم عدم وجود ما يبرره بشكل سليم.
علاج رهاب الهيدروفوبيا
- يخطئ من يتصور أنه ليس هناك علاج لهذا المرض، فما من داء إلا وجعل الله له الدواء، ولكن يجب على المريض أن يقوم بدوره في تحقيق هذا الهدف، فالمريض له دوره في العلاج، وأول أدوار هذا العلاج أن يقر المريض بمرضه ولا يتهرب منه.
- كما أن محاولة الحياة بدون علاج هو أمر مرهق جداً للمريض ولمن حوله، والمجهود المبذول في محاولة التكيف مع المريض أكبر بكثير من الاعتراف بالمرض والسعي للعلاج، ولنا أن نتخيل مريض يحاول التكيف مع مرضه لسنوات طويلة دون الوصول للراحة، ونقارنه بمن اعترف بمرضه واستطاع تحقيق الشفاء في فترة أقل بكثير، أكيد سنجد أن الذي سعى للعلاج هو الفائز بحياته وثقته بنفسه وثقة من حوله به.
- إن حالات التوتر المفاجئة التي يتعرض لها مريض الخوف من الماء تضيع عليه العديد من الفرص في الحياة، ولن يستطيع الحصول عليها والفوز بها إلا من خلال الشفاء من هذا المرض.
العلاج السلوكي لمريض فوبيا الماء أو البحر
- إن المريض بمرض الخوف من الماء يمر بمراحل وجلسات متخصصة مع مختص، يهدف فيها المختص إلى معرفة التاريخ المرضي للمريض، والتعرف على المواقف والأحداث والمعلومات ليس التي عاشها فقط، ولكن أيضاً المعلومات التي تعلمها، وفسر بها تلك الأحداث.
- فحدوث المواقف الصعبة مثل غرق صديق أو موت عزيز أمر لا يسبب بالضرورة الصدمة أو المرض لكل من يمر به، فهناك من يمر بهذا الحدث ولا يمرض بمرض رهاب الهيدروفوبيا.
- ولكن المشكلة تبدأ من رد فعل الفعل الخاطئ حيال هذا الموقف، فالهروب من مشاعر الحزن، والكبت، والاستهانة بالمشاعر وعدم تفهمها من الشخصيات الوالدية هو رد فعل خاطئ قد يتسبب في هذا المرض.
- ولكي ينجح المريض في اكتشاف أسباب رد الفعل الخاطئ، ويملك شجاعة الاعتراف به وتصحيحه يجب أن يمر بجلسات مع متخصص يساعده على تحقيق ذلك.
- وذلك لأن الغوص في اللاشعور واستخراج المعلومات منه يسبب ضغط نفسي كبير على المريض، قد لا يتحمله إلا مع طبيب متخصص يملك المهارات والأدوات المهنية التي تمكنه من مساعدة المريض على عبور تلك المرحلة.
- كما أن المتخصص يملك الحس والوعي الذي به يرى المراحل التي يجب أن يتوقف فيها المريض عن استكمال خطوة ما، أو البدء بخطوة أخرى.
العلاج الكيميائي أو الدوائي لهذا الخوف
- إن مريض الخوف من الماء يشعر بقلق شديد جداً عند التعرض للمثير، وفي تلك الحالة يحتاج المريض إلى التعامل مع تلك الأعراض بهدوء، ولكي يتمكن من ذلك قد يرى الطبيب المختص تمكين المريض من الحصول على المهدئات التي تحد من حدة تلك الأعراض وتخفف أثرها.
- وفي كل الأحوال يجب أن لا يكرر المريض أي دواء إلا بعد مراجعة طبيب المتخصص، وذلك حتى ينجو المريض من الآثار السلبية الناتجة من تكرار الدواء.
نصائح الأطباء بشأن الهيدروفوبيا
- ينصح الأطباء بعدم ترك أي موقف يمر على الطفل أو أي إنسان إلا بعد أن يتم التأكد من عبوره بشكل سليم، وهذا التأكد يحدث مع إجراء ما يسمى بالتفريغ النفسي الآمن الذي يشعر فيه المريض بالأمان فيظهر كل ما يخفيه في اللاشعور.
وأخيراً.. إن مرض الهيدروفوبيا أو الخوف من الماء من الأمراض التي يمكن علاجها بالصبر والعلم فلا تتردد وابدأ في العلاج الآن في تلك اللحظة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5778
تم النسخ
لم يتم النسخ