مفهوم التراث وأنواعه وأهميته وكيفية المحافظة عليها
تعريف التراث
- مفهوم التراث هو عبارة عما خلفه الأجداد للأبناء، لكي يكون عبرة لهم من الماضي ويبقي لهم نهجا يسيرون عليه، ويستقوا منه الدروس، والعبر ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل بسلام.
- كما يمكن تعريفه بأنه ما ينتقل من عادات وتقاليد، وعلوم، وفنون من جيل إلى جيل.
- ويمكن تعريفه من الناحية العلمية، بأنه يعد علم ثقافي يختص بالناحية الثقافية التقليدية، أو يختص بالناحية الشعبية مع تسليط الضوء عليها من ناحية تاريخية واجتماعية.
- كما أنه يعرف على أنه مجموعة متكاملة من العادات والتقاليد التي يتوارثها الأجيال بالإضافة إلى الآثار والثقافة وما ينتج عنها من أنشطة معاصرة.
- كما أنه يعتبر جزءًا أساسيًا من الحاضر الذي نعيشه بالإضافة إلى المستقبل الذي سوف يتم بناؤه.
وتعريف التراث هو مجموع ما خلّفته الأجيال السابقة من ثقافات، عادات، تقاليد، علوم، وفنون، ويشمل العناصر المادية وغير المادية التي تشكل هوية المجتمع وتاريخ الأمة. يُقسم التراث إلى:
- التراث المادي: يشمل المباني التاريخية، المواقع الأثرية، القطع الأثرية، وغيرها من الأصول الفيزيائية التي يمكن لمسها ورؤيتها.
- التراث غير المادي: يتضمن العادات، والتقاليد، والفنون الشعبية، والموسيقى، والأدب الشفوي، واللغة، وكل ما يُعبّر عن ثقافة المجتمع ويستمر من جيل لآخر.
أنواع التراث
تتعدد أنواع التراث الذي يوجد في كل حضارة، والتي تعد الإرث الحقيقي لأي دولة ومن أهم أنواع التراث الأتي:
التراث الديني
تعتبر الحضارة الإسلامية مثالًا واقعيا على روعة التراث الإسلامي الذي يتواجد في مشارق الأرض، ومغاربها ليحصل هذا التراث على تأثير كبير بين جميع الحضارات كما يعد هذا التراث الإسلامي من أكثر الأنواع التي لا زالت باقية حتى وقتنا الحالي، ويرجع أهميته في الأتي:
- وذلك بسبب ما يتمتع به من مميزات خاصة، كانت تعمل على مزج العقل والروح، كما كانت تهتم بكل عنصر منهم على حدا.
- ومن الجدير بالذكر أنه في الحضارة الإسلامية، قد اهتمت بالعلم إلى جانب اهتماها بالروج من أجل استقامة الإنسان ليبح فعالا ومعطاءً.
- ومن الأمثلة الواقعية التي تدل على براعة التراث الإسلامي ما ظهر في بلاد الشام، وبغداد من علوم وأدب، وفنون كان ينبهر بها الناظرين من روعتها.
- كما كانت العمارة الإسلامية التي اشتهرت بها الدولة العثمانية خير مثال على روعة الحضارة الإسلامية ، وانتشارها في كل مكان، فقد اشتهرت بالقصور والمساجد التي تدل على روعة الفن والزخرفة الإسلامية.
- ولا يمكن أن نغفل بلاد الأندلس، حيث أن التراث الإسلامي قد تجسد فيها بشكل عجيب، ويرجع ذلك إلى استمرار مدة الخلافة الإسلامية بها لمدة قد قاربت على الثمانية قرون.
- مما جعلها تترك خلفها الكثير من المساجد والقصور في بلاد غرناطة وقرطبة، وأشبيلية ومن أشهر هذه القصور قصر الحمراء ونافورة الأسود.
التراث الطبيعي
- يعبر التراث الطبيعي من أهم أنواع التراث والمعالم الطبيعية، بالإضافة إلى التشكيلات الجيولوجية التي وجدت بشكل طبيعي دون أدنى تدخل من جانب الإنسان.
- ويعد هذا النوع من التراث، هو الأبرز عالميًا الذي تم إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
- فقد قامت هذه المنظمة باعتماد اتفاقية عام 1972 م كان هدفها هو العمل على حماية المعالم الطبيعية البارزة للأجيال القادمة، بالإضافة إلى حماية البيئة وتنوعها الطبيعي.
وهناك أمثلة واقعية تدل على التراث الطبيعي من أمثلتها:
- محمية ماناس التي توجد في بلاد الهند، حيث تعتبر هذه المحمية هي موطن لكثير من الحيوانات المهددة بالانقراض.
- ولذلك تم انضمامها إلى قائمة التراث العالمي للعمل على حماية هذه الحيوانات والحفاظ عليها من الانقراض.
التراث الثقافي
يعد هذا النوع من أوسع الأنواع انتشارًا ، حيث أنه يشمل على الأتي:
- كثير من الثقافات الخاصة بالعديد من الشعوب المختلفة الأنواع والأجناس.
- ويشمل التراث الثقافي العلوم والفنون، والآداب والعادات، والتقاليد، والمعتقدات الدينية، والمعتقدات الفكرية.
- بالإضافة إلى الأنماط السلوكية التي تتعلق بالحياة وتقاليد الزواج، ولكي تسعى الدولة إلى حفظ تراثها الثقافي تعمل على إقامة الحفلات الشعبية والوطنية، التي بها تحافظ على تراثها من الفناء والاختفاء.
- ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تأسيس لجنة لحماية التراث الثقافي على مستوى العالم، كانت تهدف إلى حماية المورثات الثقافية بمختلف أنواعها.
التراث اللغوي
- تعد اللغة هي أحد أنواع التراث، فهي أساس المجتمعات التي تعتبر هي الأساس في التواصل بينهم، كما أنها لا تقوم الحضارات ولا المجتمعات إلا من خلالها، فنجد في المجتمع العربي اللغة العربية هي اللغة السائدة رغم تعدد الثقافات الموجودة به.
- حيث نجد معظم السكان مهما اختلفن جنسياتهم يتحدثون باللغة العربية بطلاقة، ومن هؤلاء السكان الأفريقيين والشراكسة والأرمينيين.
- ويرجع ذلك إلى ارتباط اللغة العربية ارتباطًا وثيقًا بالقرآن الكريم، حيث أنزله الله تعالى على نبيه بلغة العرب.
- كما أن اللغة العربية قد تشكل بها التراث الأدبي بداية من بعثة النبي صل الله عليه وسلم مرورًا بعصر صدر الإسلام والخلافة الأموية، والعباسية إلى العصر المملوكي والعصر الحديث إلى نهاية وقتنا الحالي.
التراث العلمي
- يعد القرن العشرين من أكثر العلوم التي شهدت اهتمامًا كبيرًا بالعلوم العربية والغربية من جهة العرب المسلمين، أو من جهة الغرب المستشرقين.
- فقد بذلت الدولة الكثير من الجهود لإحياء التراث العلمي القديم، فقد عملت على معالجة قضايا التاريخ.
- كما عملت على حفظ العمل، واستمرارها عن طريق إعادة بناء أعمال كبار العلماء على مر العصور، كما قامت الدولة بإنشاء أقسام أكاديمية متخصصة في الجامعات كانت تهتم بحفظ تاريخ العلم.
التراث الأدبي
- يعتبر التراث الأدبي هو أهم أنواع التراث، وهو النافذة التي ننظر بها على الحضارات المختلفة، كما نستخدمه في الأخذ من نهره الذي لا يجف، وقد حظي هذا النوع من التراث باهتمام الكثير من النقاد والمفكرين.
- وقد حظي التراث الأدبي العربي الذي خلفه المسلمون قبل بداية عصر النهضة باهتمام كبير من جانب العرب والمسلمين والمؤرخين الغرب ويرجع ذلك لكثرة تنوعه.
- حيث أن اللغة العربية تحتوي على خزائن قيمة وكنوز كثيرة، جعلت جميع الحضارات تسعي للأخذ والاستفادة منها.
التراث الحضاري
- يعد التراث الحضاري هو الأسلوب المعيشي الذي يعتاده الفرد يتطور معه شيئا فشيئا، ويضم التراث الثقافي التقدم العلمي والتقني، والثقافي، والتاريخي الذي يتمتع به الشعب في مدة معينة من الزمن.
- كما يمكن تعريف الحضارة بأنها تلك المجتمعات المعقدة التي تعيش في المدن.
أهمية التراث
التراث يمثل هوية وتاريخ الأمم والمجتمعات، فهو يضم جميع ما ورثناه من الأجيال السابقة من تقاليد وعادات وفنون ومعارف، وتتجلى أهمية التراث فيما يلي:
- حفظ الهوية: يساعد التراث في تعزيز الهوية الثقافية والانتماء، حيث يشكل جزءًا من الذاكرة الجماعية والتاريخية للأمة.
- تعزيز الفخر والانتماء: يحفز التراث الشعور بالاعتزاز بالثقافة المحلية ويقوي الانتماء للوطن.
- التعليم: يُعتبر التراث مصدرًا قيمًا للتعليم حيث يقدم للأجيال الجديدة دروسًا وقيمًا مستمدة من تجارب الأجداد.
- الجذب السياحي: يسهم التراث المادي والثقافي في جذب السياح ودعم الاقتصاد المحلي.
- الحفاظ على التنوع الثقافي: يُساعد التراث في المحافظة على تنوع الثقافات والتقاليد وسط عولمة الثقافة.
- الإلهام الفني: يُعد التراث مصدر إلهام للفنانين والمبدعين ويعزز من الإنتاج الأدبي والفني.
كيفية المحافظة على التراث
هناك عدة طرق يمكن من خلاها الحفاظ على التراث من الاندثار ومن أهم هذه الطرق:
1. فرض السياسات العامة:
- حيث أن وجودها يعمل على إبراز التراث الثقافي للشعوب، كما تعمل على مزج المقومات التراثية والتاريخية بالأنشطة الإنسانية المعاصرة.
2. زيادة المراكز الخدمية والمتاحف:
- وذلك عن طريق تزويد المناطق التي تحتوي على تراث طبيعي، أو ثقافي بالموظفين الذين لديهم معلومات كافية عن هذا التراث وإيصالها إلى الزوار.
3. إيجاد التشريعات القانونية:
- وذلك لمنع التعدي على المورثات التراثية سواء بالنهب أو السرقة، ولضمان ديمومة وجودها هذه المورثات.
4. إنشاء اللجان المختصة:
- حيث تكون مهام هذه اللجان هي البحث في القضايا التراثية، والحضارية كما تعمل هذه اللجان على تدريب الأفراد لحماية التراث.
- كما يعتبر من أهم مهامها هو رصد ميزانيات مناسبة من أجل البحث عن التراث الثقافي والحضاري، وإعادة ترميم بعض المناطق الأثرية التي تحتاج إلى ترميم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10058