كتابة :
آخر تحديث: 29/07/2022

إليك كيف تتوقف عن مقارنة النفس بالغير

بعض الأشخاص لا تكتمل فرحتهم أو رضاهم بأنفسهم دون النظر للآخر أين وصل وماذا حقق مقارنة معه، ويمكن القول أن مقارنة النفس بالغير نزعة بشرية طبيعية وقد لا تكون سيئة، لكن في بعض الحالات يمكن أن تدمر الشخص من الداخل وتجعله متعلقا على الدوام بالآخر في كل شيء يقدم عليه أو يقوم به. يمكن أن تتولد لدى الشخص إما بسبب محيطه أو كشعور شخصي، وللتخلص منها والاستمتاع بالإنجازات الشخصية وتحقيق الرضا عن الذات، يقدم لكم مفاهيم في هذا المقال طرق ستساعدك على ذلك.
إليك كيف تتوقف عن مقارنة النفس بالغير

أسباب مقارنة النفس بالآخرين

  • البشر مخلوقات اجتماعية، والمقارنة شائعة عبر تاريخنا، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل Twitter و Instagram و Facebook عززت من هذه العادة لدى الجميع من خلال محتواها الذي يذكر الكثيرون بما يفتقرون إليه الأمر الذي يدفع من المتصلين بهذه المواقع من الدخول في دوامة من التساؤلات والمقارنة التي تزودهم بمشاعر سلبية.
  • من السهل أن تنسى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي جزء مهم من حياة الآخرين. نرى أفضل لحظاتهم، لكن لا نشهد عادة معاناتهم وما تخفيه كواليس حياتهم.
  • كذلك المحيط والعائلة له دور كبير في بعث تلك المقارنة لدى الشخص منذ طفولته، وذلك عندما يضعه الأهل، على سبيل المثال، في مقارنة دائمة مع زميله بالصف وعلاماته أو صديقه وتعامله وغيرها من الصفات التي يجبرك الأهل على ملاحظتها لدى الآخر ومقارنتها مع نفسك.

أضرار مقارنة النفس بالغير

إذا كنت قد سئمت من المشاعر السلبية التي تولدها مقارنة النفس بالغير، فآن الأوان لتتوقف عن ذلك لما لذلك من أضرار وتأثيرات سلبية على حياتك ونفسيتك. إليك أهم الأسباب لتتوقف عن المقارنة:

المقارنة تسرق منك الفرحة

  • مقارنة النفس بالغير من شأنها أن تجعل حياتك صعبة وتجلب لك الكثير من البؤس والألم. بدلاً من ذلك، حاول استخدام الآخرين كحافز للعمل بجدية أكبر والقيام بعمل أفضل.

المقارنة توقف تقدمك

  • إذا قضيت أيامك في مقارنة نفسك بإنجازات الآخرين وما يحققونه في حياتهم، فلن تنجز أي شيء أبدًا. يجب أن تستثمر كل طاقتك في متابعة أحلامك وأهدافك وتفادي تضييع وقتك الثمين على الآخرين.

لا وجود لحياة مثالية

  • قد تعتقد أن الكثير من الناس يعيشون حياة رائعة بدون جوانب سلبية، إلا أنه حتما اعتقاد خاطئ، فكل شخص على هذه الأرض يواجه مشاكل وتحديات طوال حياته لكن لا يظهرها وترى فقط ذلك الجانب المشرق. لذا في المرة القادمة التي تقارن فيها نفسك بصديقك أو جارك أو زميلك في العمل، تذكر أنك ربما لا تعرف كل التفاصيل عن حياته.

المقارنة تحرمك من الوقت الثمين

  • لدى كل منا في اليوم 86400 ثانية واستخدام خمس ثواني منه لمقارنة نفسك أو إنجازاتك بتلك الخاصة بالآخرين هو أكثر من اللازم وسيحرمك من وقتك الثمين الذي من المفترض أن تقضيه على أمور أخرى.
  • يمكنك التحكم في حياة واحدة - حياتك. ولكن عندما نقارن أنفسنا باستمرار بالآخرين، فإننا نهدر طاقة ثمينة في التركيز على حياة الآخرين بدلاً من حياتنا.

أنت فريد بما يكفي لتقارن نفسك بالآخرين

  • الله أعطى كل شخص منا موهبة وتفردا وتميزا وقيمة فريدة، وبدل ترك كل هذا جانبا والتركيز على تلك المعطاة للآخرين وجب الامتنان لما في يديك والشعور بالرضا لما تحظى به.

كيف تتوقف عن مقارنة النفس بالغير؟

بعد أن كشفنا عن الأضرار الناجمة عن وضع النفس في مقارنة دائمة مع الآخرين، اتضح لنا أهمية المحاولة والبدء في التوقف عن القيام بذلك، وهذه أدناه خطوات تسهل عليك ذلك:

إدراك السبب

إذا عرف السبب بطل العجب، هذا المثل ينطبق على الطريقة الأولى التي ستساعدك في التخلص من مقارنة النفس بالغير، فمن أن تعرف متى تنتابك تلك المقارنات، إن نبذ الحقيقة بإذلال الذات أو الحكم الذاتي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الحالة. من الضروري الإشارة إلى حقيقة أننا جميعًا بشر ونميل إلى امتلاك مشاعر غير مرغوب فيها دائمًا والمقارنة واحدة منهم.

لا بأس أن تشعر بهذه المشاعر لكن فور إدراكك للسبب الذي يدفعك للمقارنة مع الآخرين حاول تجاوزه ومواجهته وبدل أن تكون وقحًا مع الآخرين أو مع نفسك أثناء المقارنة، اتخذ نهجًا أكثر وعيًا تجاهها وتخلص من العادة.

الامتنان

إن الامتنان من المشاعر التي تعتبر درعا واقيا من وضع النفس في مقارنة مع الآخرين، فالشخص الممتن لما يملكه والذي تقع عيناه على ملا بيده دون النظر لما يملكه الآخرون يعيش في نعيم من الراحة والطمأنينة التي لا مكان فيها للمقارنة.

التركيز أكثر على نقاط قوتك وما تجيده هو نقطة جيدة لتبدأ منها على كيفية عدم مقارنة نفسك بالآخرين. بهذه الطريقة ستدعو كل المشاعر الإيجابية في حياتك والتي ستزودك بالقوة للقيام بعمل أفضل في حياتك. سيساعدك الامتنان وتذكير نفسك بإنجازاتك على التركيز على ما هو مهم.

التركيز على النفس

نحن نضيع الكثير من الوقت في التفكير والمشاحنات من خلال مقارنة أنفسنا بالآخرين لدرجة أننا ننسى أنه كان بإمكاننا استغلال ذلك الوقت للعمل على أنفسنا وتطويرها. إن التشديد على إنجازات الآخرين لن يؤدي إلا إلى الإضرار بصحتنا العقلية وسننتهي بالحزن والخمول واليأس.

لا شيء يتم إنجازه بهذه الخلفية من التفكير، لذا بدلاً من ذلك، يجب أن تركز على نفسك وتحاول تحسين النقط الذي تفتقر إليها. يجب أن تركز على رحلتك وتستمتع بعملية التعلم، إنها حياتك وأنت تعيشها.

حدد وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي

وهذا من منطلق أن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز لدى الكثيرين تلك النزعة في المقارنة مع الغير، ويمكن أن يؤدي الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً عند استهلاك محتوى نمط الحياة والجمال، إلى آثار سلبية على تقديرنا لذاتنا ونظرتنا لحياتنا، فتشعر لا إراديا بنفسك وأنت في خانة المقارنة مع الآخر.

ولتفادي حدوث ذلك ننصحك بإلغاء متابعة الحسابات التي تجعلك تقارن نفسك بالآخرين، وأغلق هاتفك بعد وقت معين من اليوم ولا ترد على كل رسالة أو تعليق تتلقاه.

ذكر نفسك أن "المال لا يشتري السعادة"

هناك علاقة بين الصحة النفسية والمال، لكن هناك شيء واحد صحيح: المال لا يشتري السعادة. على الرغم من تعرضك للتأثير من الإعلانات التي تقول غير ذلك وتمجد من الماديات والمظاهر، فإن المال لا يضمن السعادة الدائمة. يمكن أن تقودنا مشاهدة المشاهير وهم يعيشون أنماط حياة فاخرة إلى الاعتقاد بأن المال سيحل مشاكلنا، لكنه نادرًا ما يفعل ذلك. بدلا من ذلك، فإنه يشتري فقط السعادة المؤقتة.

ختاما، نُذكرك أن الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو نفسك، يجب أن تركز جهودك على النمو من الداخل، وأن تكون أكثر لطفًا ومرونة، وأن تعمل بجد، وأن تكون أكثر انفتاحًا بدلاً من ما إذا كان أداؤك أفضل بما يكفي لتنال الترقية بدل زميلك في العمل، أو أن وزنك أنحف كفاية لتقارعي الأخريات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع