كتابة :
آخر تحديث: 21/05/2022

ما هو مفهوم الأسرة في الإسلام؟ ما هي رسالة الأسرة المسلمة في الحياة؟

الأسرة في الإسلام تحتوي على كلًا من الزوج والزوجة والأبناء، وإذا صلحت الأسرة وكانت مهتمة بتعاليم الدين الحنيف، صلح الأبناء وكبروا في بيئة صالحة، ولذلك يهتم موقع مفاهيم بذكر كل ما يتعلق بالأسرة المسلمية وأهميتها الكبيرة للمجتمع،كما أن الدين الإسلامي أيضًا تكلم عن حقوق الأسرة، أي الزوج والزوجة والأبناء، فهو لم يظلم أحد ورتب المعاملات بينهم بشكل سليم.

ما هو مفهوم الأسرة في الإسلام؟ ما هي رسالة الأسرة المسلمة في الحياة؟

الأسرة في الإسلام

  • اهتم الدين الإسلامي بالأسرة اهتماما كبيرا، حيث أنها أساس المجتمع ونواته، وقد جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تدل على أهمية الأسرة في الإسلام، ومنها قوله تعالى في كتابه العزيز: "وَمِن آياته أَن خَلَقَ لَكُم مّن أَنفُسِكُم أَزواجاً لّتَسكُنُوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً".
  • كما أن القرآن الكريم أوضح بأن كل زوج مهم للآخر، وذلك في قوله تعالى: "هُوَ الذي خَلَقَكُم مّن نَّفسٍ, واحِدَةٍ, وَجَعَلَ مِنهَا زَوجَهَا لِيَسكُنَ إِلَيهَا"، فالأسرة إذا كانت مستقلة، يكون المجتمع أيضاً مستقل ومتفاهم.

أما عن تعريف الأسرة، فهي تشمل الأم والأب والأبناء والخال والخالة والعم والعمة، فكل واحد منهم له حقوق وعليه واجبات في الإسلام، ومن أهمية الأسرة بأنها تقوم بما يلي:

الأسرة هي أساس فطري للفرد

  • لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى بحاجة فطرية للزواج سواء هذا الرجل أو المرأة، وقد جعل الله هذه الفطرة لكي نعمر الكون وننشئ أولادنا بصورة حسنة عارفين بخالقهم، وهذا ما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات.

الأسرة مهمة في التنشئة السوية للفرد

الاسره في الاسلام

  • الأسرة هي الأساس في تربية الأبناء، فهي من تراعيهم وتجعلم ذرية طيبة، كما أنها من توجه الأبناء وتحسن سلوكهم، فيجب على الأسرة أن تهتم جيدًا بتطور الأبناء وبناء الطفل بشكل سليم، وذلك من خلال استغلال مهارات الطفل أفضل شيء، ولم يتحقق ذلك بدون المعرفة والقراءة للتعلم.
  • وقد ذكر كتاب الله العزيز أهمية الأسرة في تربية الأبناء، وذلك من خلال قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"، والأبناء هم أمانة وهبها الله للآباء، فيجب أن يحسنوا معاملتهم وتربيتهم.

ومن أهم الأدوار التي يجب على الآباء أن يراعونها للأبناء ما يلي:

  • الاهتمام بالأبناء منذ ولادتهم، حيث أن الله يأتي بهم إلى الدنيا بالفطرة السليمة التي خلق الناس عليها، فبالتالي من السهل تشكيلهم على الحق لفطرتهم السليمة ولنفوسهم الطيبة.
  • زرع الإيمان في قلوبهم، وذلك لما يوافق أفكارهم العقلية.
  • تربية الأبناء على حب الله سبحانه وتعالى، وذلك ليس كلامًا فقط بل يجب أن يكون بشكل عملي أيضًا.
  • تربية الأبناء على حب والحفاظ على فروض الإسلام.
  • عدم الضغط عليهم، والتعامل معهم بشكل سوي، حتى لا يتسبب ذلك لهم مشاكل نفسية نحن في غنى عنها.

تعليم القيم والأخلاق للأبناء

  • الأسرة مهمة لغرس القيم في الأفراد، فالأم والأب يقومان بالاشتراك معًا في تعليم الأبناء السلوك الحسن وإبعادهم عن السلوك غير السوي، مع بيان السبب لهذا البعد، فالأطفال أذكياء ويجب التعامل معهم مثل البالغين وشرح لهم لماذا نبتعد عن هذه السلوك.
  • والأسرة بالنسبة للأبناء هم المرجع الحقيقي لهم، فيجب أن يكون المرجع صالح ولديه من المعلومات الكافية في كيفية التعامل مع الأبناء بشكل سليم.

أهم الآيات القرآنية التي جاءت عن الأسرة المسلمة

كما ذكرنا من قبل بأن الدين الإسلامي الحنيف اهتم اهتمامًا كبير بالأسرة المسلمة، لكونها هي نواة المجتمع، فصلاح المجتمع من صلاح الأسرة، ومن أهم الاهتمامات التي جاء بها القرآن الكريم ما يلي:

  • جعل الله الأسرة مترابطة يسودها المودة والرحمة، وقد جاء ذلك في كتاب الله العزيز "وَمِن آياته أَن خَلَقَ لَكُم مّن أَنفُسِكُم أَزواجاً لّتَسكُنُوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً"، كما جاء أيضًا في آية أخرى في كتابه العزيز "هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَّهُنَّ".
  • كل فرد في الأسرة مهم للآخر، فلا يمكن أن تكون الحياة الأسرية سليمة إذا لم يوجد الزوجان معًا مشتركين في تربية أبنائهم، وقد جاء ذلك في كتاب الله تعالى "هُوَ الذي خَلَقَكُم مّن نَّفسٍ, واحِدَةٍ, وَجَعَلَ مِنهَا زَوجَهَا لِيَسكُنَ إِلَيهَا".
  • الأسرة يجب أن تكون متفاهمة في كل شيء، وأن تكون حياتهم مبنية على التراضي، حتى يكون ذلك التشاور في إرضاع الطفل وفترة فطامه، وقد جاء ذلك في كتابه العزيز "وَالوالِداتُ يُرضِعنَ أَولَـادَهُنَّ حَولَينِ كَامِلَينِ لِمَن أَرَاد أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ، إلى قوله: فَإِن أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ, مّنهُمَا وَتَشَاوُرٍ, فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِمَا".
  • قد يدخل جو الكراهية في الأسرة، وذلك من أفعال الشيطان لكونه يسعى كل السعي في هدم الأسرة المسلمة، ولكن جاء ذلك في كتابه العزيز في كيفية حل هذه المشاعر، وذلك في قوله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعرُوفِ فَإِن كَرِهتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً".

ما هي رسالة الأسرة المسلمة؟

كل شيء في الكون له حكمة، فما هو الهدف من الأسرة المسلمة في تنشئة الأبناء، فالأهداف تكون كما يلي:

  1. إقامة شرع الله وتأسيس أفراد يعلمون جيدًا أوامره ويطبقونها، وذلك لما جاء به عز وجل في كتابه العزيز: "فَإِن خِفتُم أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِمَا فِيمَا افتَدَت بِهِ".
  2. الأسرة المسلمة مهمة في زيادة أعداد المسلمين، وقد جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: "لنكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم".
  3. تربية الطفل المسلم وإعداده لخدمة الإسلام، كما أن الأسرة هي الأمان للطفل، فلا يوجد مقارنة ما بين من يرضع من ثدي أمه ويشعر بحنانها، وما بين من يربى مع الخادمات والمرضعات.
  4. تعليم الأبناء الفرائض وجميع أوامر الله عز وجل، حتى يتم نشأتهم بشكل سليم.
  5. الأسرة في الإسلام هي المحور الأساسي لبناء المجتمعات، وقد جاء ذلك في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
  6. الأسرة في الإسلام هي الأسلوب السليم التي اختاره الله سبحانه وتعالى لإعمار الكون، وقد جاء في كتاب الله العزيز: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".

أنواع تربية الأبناء داخل الإطار الأسرى

يوجد ثلاث أنواع يتبعونه كل أسرة في تربية أبنائهم، ومن ضمن هذه الأنواع ما يلي:

  • النوع الأول من التربية هو ما يعتمد على التربية القاسية للأبناء، وذلك من خلال الضرب والإهانة، ذلك يؤدي بهم إلى العديد من المخاطر النفسية والجسدية، ولا ينشأ بيئة سوية.
  • النوع الثاني من التربية وهو اللين، والمقصود به الإسراف في تدليل الأبناء، ولكن ذلك غير جيد أيضًا ويتسبب في إفسادهم، وهذه الأسرة تعاني من الكثير من الفوضى في حياتهم.
  • النوع الثالث والصحيح في تربية الأبناء، وهو العقاب والثواب، أي الثواب على ما يفعلونه من عمل جيد، والعقاب إذا ما قاموا بشيء غير صحيح ولكن يكون ذلك بشكل سوي ولا يكون مهين ومبرح للطفل.
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة مفهوم الأسرة في الإسلام وأهميتها الكبيرة للمجتمع، فيجب أن تعلم عزيزي القارئ بأن الأسرة هي أساس تنشئة الأجيال، فيجب الاهتمام بها وتدارسها جيدًا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع