كتابة :
آخر تحديث: 04/09/2023

مشكلة السرقه عند الاطفال أسبابها وعلاجها وتأثيرها في علم النفس

في مناقشاتنا لموضوع السرقه عند الاطفال سنتناول في هذه المقالة في موقعكم مفاهيم العديد والعديد من الجوانب الهامة جدا في تربية الأطفال والتي يجب على كل أب وكل ام أن يأخذوها في الاعتبار.السرقة عند الأطفال موضوع لا يتم مناقشته على أنه سرقه ولكنه يناقش موضوع أهم وهو تعليم الطفل مفهوم الملكية منذ الصغر، فيجب تعليم الطفل ما هو يملكه وما هو في ملكيه الغير هذا المفهوم الذي يتعلمه من خلال ما نشتريه له من ألعاب ومن أدوات يستخدمها في الدراسة، فهناك بعض الآباء والأمهات يتأخرون في تعليم أبنائهم تلك المفاهيم عن قصد او بدون قصد.
مشكلة السرقه عند الاطفال أسبابها وعلاجها وتأثيرها في علم النفس

مشكلة السرقة وتأثير التربية على تنشئة الطفل يسرق

إن هدف تنمية مهارات الطفل في مسالة الوعي بالملكية الخاصة والملكية العامة أمر يتم الإعداد له من خلال العديد من التصرفات التي يقوم بها الأب وتقوم بها الأم، ويتم ذلك من خلال:

  • فالطفل في بيته يتعامل في مراحل طفولته الأولى مع الممتلكات المتواجدة في منزله على أنها جميعاً ملكه، ويحق له العبث بكل ما يراه أمامه، فلا يدرك ما هو في ملكية الأب ولا يجوز له العبث به، ولا ما هو في ملكية الأم ولا يجوز له العبث به.
  • حيث يرى الأب والأم يسمحون له بأن يمسك بكل شيء يراه أمامه أو تطوله يداه، كنوع من أنواع التعليم والتدليل، وقد يرونها فرصة للاستكشاف والتعليم، ولكن هذه المرحلة يجب أن يتم معها تعليم الطفل مبادئ أخرى لا تقل أهمية عن تنمية حب الاكتشاف عند الطفل.
  • كذلك هناك بعض الآباء يقومون بشراء اللعبة الواحدة لأبنائهم جميعا فلا يتعلمون ما هو في ملكيتهم الخاصة وما هو فيه ملكيه الغير، والقواعد التي تحكم ما هو في ملكيتهم الخاصة والقواعد التي تحكم ما هو في ملكية الغير.

قد يواجه الأطفال الذين يسرقون بشكل متكرر صعوبة في الثقة بالآخرين وتكوين علاقات وثيقة. وبدلاً من الشعور بالذنب، قد يلقون اللوم على الآخرين في هذا السلوك، بحجة أنهم "بما أنهم يرفضون إعطائي ما أحتاج إليه، فسوف آخذه".

أسباب السرقه عند الاطفال

هناك أسباب عديدة تدفع الطفل للسرقة، فهناك دوافع خاصة بالعوامل الاقتصادية وعوامل خاصة بالعوامل الاجتماعية وعوامل خاصة بعوامل أخرى.

  • ولكن المهم أن ندرك أن هناك تصرفات وخطوات يجب القيام بها لعلاج كل سبب على حدى، وهناك أدوار يجب أن يقوم بها الأفراد، وأدوار تقوم بها مؤسسات الدولة لعلاج تلك المشكلة.
  • فهناك بعض المؤسسات التي يجب أن يتم تزويدها بمعلومات عن تلك القضية أكثر من غيرها، مثل المؤسسات التعليمية، والمؤسسات التي تقدم خدمة الرعاية للأطفال المشردين، وفهم دوافع الطفل للسرقة تساعد على إعادة تأهيله وإعادته مرة أخرى للمجتمع بدون هذا المرض الخطير.

من أسباب سرقة الطفل ما يلي:

1. عدم المعرفة بخطورة فعل السرقة

هناك سبب من أهم الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة وهي عدم معرفته بأن التصرف بشكل معين يعتبر سرقة، والمشكلة هنا أن الطفل هنا لا يكون لديه أي مشكلة نفسية ولكنها مشكلة معرفية.

  1. بمعنى أنه بمجرد أن يتم تعليمه بالتعاليم الصحيحة سواء من المدرسة أو من المنزل أو الشخصيات الوالدية بدور الرعاية فإن الطفل يعود عن هذا التصرف ويقوم بالتصرف بطريقة سليمة.
  2. لذا يجب عند قيام الطفل بالسرقة التأكد من معارفه وعن طريقة نشأته، وذلك ليتم التأكد من حصيلته المعرفية والأخلاقية، فإذا تأكدنا أنه لم يتلقى التعاليم المناسبة التي تمنعه عن السرقة وجب علينا أخذ ذلك بعين الاعتبار وتعليمه التعاليم المناسبة لذلك.
  3. ولكن المشكلة تكمن في أن هناك بعض الشخصيات الوالدية تقوم بعقاب الطفل دون النظر لمعارفه الأخلاقية ومعلوماته، وبذلك يدفعون الطفل دفعاً إلى مشكلة نفسية تسمى الانتقام ممن ظلمه، وهو ما سنتناوله في الفقرة التالية.

2. قيام الطفل بالسرقة للانتقام

  • في المثال السابق وجدنا الطفل قد تعرض للعقاب دون أن يفهم سبباً لعقابه، فهو قام بما يقوم به في المنزل، ففي منزله كل الأشياء متاحة له، واعتقد أن هذا متاح أيضاً في المدرسة، ولكنه تم عقابه دون سبب مقنع، وحينها يشعر الطفل بالظلم والحاجة للانتقام.
  • ودافع الانتقام هنا ينشأ لأن الطفل حين لم يفهم السبب الحقيقي للعقاب، قام بوعيه الضيق ومعلوماته القليلة بوضع سبب من عنده لهذا العقاب، مثل أن والديه يكرهونه، أو أن زميله الذي شكى الأمر للمدرس تسبب له في ذلك.
  • الأمر الذي قد يدفعه لضرب زميله الذي سبب له الألم، أو أن يكرر السرقة منه ولكن في تلك المرة هو يعلم أنها سرقة ولكنها يفعلها بدافع الانتقام ممن سبب له الألم من وجهة نظره.
  • وهنا يأتي دور الشخصيات الوالدية مرة أخرى في مناقشة الطفل وزيادة وعيه وتعليمه بأن العقاب الذي حدث له لم يكن لأن الشخصيات الوالدية يكرهونه أو أن صديقه قصد إلحاق الألم به، ولكن العقاب كان بهدف تعليمه وتقويمه فقط.
  • وقد يكون العلاج هو معاملة الطفل بطريقة فيها تقدير للطفل ومصالحه له، وشعور الطفل بالتقدير والاهتمام والمعاملة الطيبة في تلك الحالة له مفعول كبير في تحقيق التقويم بسرعة مذهلة.
  • فالعقاب والتنكيل بالطفل ليس حلاً مثالياً دائماً، ولكن هناك حاجة إلى أن يتعلم الطفل أن الشخصيات الوالدية تحبه وتقدره وحين يتم معاقبته، تعاقبه لتعلمه.

3. الظروف الاقتصادية وعلاقتها بقيام الطفل بالسرقة

  • هناك علاقة وثيقة بين قيام الطفل بالسرقة والظروف الاقتصادية، فهناك بعض الأطفال يسرقون لشعورهم بالحرمان، أو لأن الظروف الاقتصادية للشخصيات الوالدية لا تفي ببعض الاحتياجات الأساسية.
  • وذلك مثل العجز عن تلبية الاحتياجات التي يحتاجها الطفل في المدرسة من أدوات مدرسية، أو كتب أو غير ذلك، في حين أن الطفل يرى أطفالاً آخرين في الفصل يتمتعون بنفس الأشياء التي هو محروم منها، الأمر الذي يدفعه إلى سرقتها منهم لتلبية احتياجاته.
  • ولكن يجب التنبيه أنه ليس كل طفل فقير يسرق احتياجاته، فهناك العديد من الفقراء لا يسرقون، ولكن يصبرون، أو يوفقهم الله لمن يتبرع لهم بما يحتاجونه، فلا يجب الربط دائماً بين الحالة الاقتصادية الصعبة وبين السرقة.
  • فهناك بعض الأطفال قد تم تأسيسهم أخلاقياً بشكل سليم، وهذا التأسيس قد تم حتى قبل التحاق الطفل بالمدرسة، وهذا التأسيس ساعد على عدم وقوع الطفل الفقير في هذه التصرفات السلبية.
  • والحل هنا هو تعليم الطفل قيمة الصبر وتلبية الاحتياجات بطرق مشروعة، مثل ابدال الأشياء الغالية الثمن بأشياء رخيصة الثمن، ومن ناحية أخرى على المجتمع القيام بواجباته في مساندة الأسر الفقيرة لكي يحققوا الاكتفاء من الأشياء الأساسية للأطفال.
  • وحين تقوم الدولة بهذا الأمر فإنها تحق العديد من الأهداف أهمها حماية المجتمع من تربية أطفال لا يجدون إلا السرقة لتلبية احتياجاتهم، حينها ينشأ في المجتمع جيل منحرف سلوكياً يعرض أفراد المجتمع كله للخطر، لذا كان مساعدة الأسر الفقيرة هو في الحقيقة حماية للمجتمع ككل وليس مساعدة للفقراء فقط.

4. السرقة والتربية الصارمة

  • إن التربية الصارمة ليست مثالية في معظم الأحيان، بل أن القسوة دون فهم هي السبب الأساسي للعديد والعديد من المشكلات النفسية.
  • فالطفل الذي يعيش حياة فيها حرمان من معظم الاحتياجات النفسية والمادية ولا يستطيع التعبير عن هذا الحرمان بالنقاش والإقناع، هو في الحقيقة طفل فقير، وليس الفقر في فقر المال، ولكن الفقر في فقر المعنويات المدمرة بفعل الحياة الصارمة التي يعيشها الطفل.
  • بل قد تجد هذا الطفل الذي يعيش حياة صارمة على سرير ذهبي من حرير، ينظر بنظرة حسد لطفل فقير يشعر بالسعادة وسط والديه الذين يناقشونه ويعبرون له عن حبهم وتقديرهم له.
  • فقد يكون الطفل الذي يعيش في حياة صارمة في شعوره بالحرمان يندفع اندفاعاً إلى السرقة بهدف الانتقام من الشخصيات الوالدية التي سببت له الحرمان الشديد، فتكون السرقة أبسط تعبير لهم عن الاعتراض وليسبب لهم بعض الآلام التي شعر هو بها.

علاج السرقه عند الاطفال في الإسلام

تمر عملية علاج السرقه عند الأطفال في الإسلام بعدة مراحل، وإليكم خطة تعديل سلوك السرقة عند الأطفال، تشمل:

  1. مراقبة الطفل ومتابعة سلوكياته والتعمد على إظهار اهتمامك له وبتحركاته حتى يتراجع عن أفعال السرقة.
  2. عدم التحدث معه عن السرقة والتوبيخ أو الضرب في البداية استخدام أسلوب التلميح والوعظ.
  3. التحدث معه عن احتياجاته ومحاولة تلبيتها ‘ن أمكن.
  4. التحدث معه على مخاطر وأضرار السرقة وذكر أمثلة واقعية لمجرمين كانت نهايتهم في السجن بسبب السرقة.
  5. الوعظ الدائم بضرورة التحلي بالأخلاق الكريمة والبعد عن الأفعال المشينة.
  6. العقاب مع تشديد العقوبة، م خلال طلب إرجاع الأشياء المسروقة لمكانها ولأصحابها، تعويض الفاقد من المسروقات، الاعتذار عن السرقة للآخرين، منع تلبية احتياجاته أو حرمانه من شيء يحبه.

قد لا يستجيب الأطفال لطرق العلاج هذه بشكل سريع فالأمر قد يكون مرضى ويحتاج إلى وقت لتعديل سلوك السرقة عند الأطفال، لذا على الآباء عدم الاستسلام والمحاولة مرارا وتكرار، وعرض الطفل على طبيب نفسي لأنه من الممكن أن تكون السرقة عرض مرضي قد يؤثر على حياته بأكملها.

وأخيراً ... ففي مناقشتنا لموضوع السرقه عند الأطفال هناك العديد والعديد من دوافع السرقة عند الأطفال التي تدفع الأطفال للسرقة، ولكن حاولنا القاء الضوء على بعضها لتعم الفائدة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ