الشرود الانفصالي .. تعرف عليه بأبسط الطرق
جدول المحتويات
علامات الشرود الانفصالي
في البداية يمكن لكثيرين معرفة معنى الشرود، فهو يحدث لكثيرين، فحالة الشرود تحدث عندما تستغرق في مشاهدة فيلم من الأفلام الروائية فتنفصل بمتابعته عن كل ما حولك، وقد يحدث عندما تقرأ كتاباً من الكتب التي تحبها بشدة، فلا تستطيع الانفصال عنه حتى تكمله لآخر كلمة فيه.
إن حالة الشرود التي تحدث في تلك اللحظة الطبيعية ينسى فيها الإنسان نفسه والواقع الذي يعيش فيه مستغرقاً بشدة فيما هو شارد فيه متناسياً الواقع الذي خرج منه للحظات.
أما الشرود الانفصالي فهي فقدان الشخص لذاكرته وشروده بعيداً عنها تماماً بشكل ينفصل فيه عن الهوية التي يعيش بها في المجتمع، فلا يتذكر في حالة شروده اسمه أو تاريخه أو أي معلومة عن نفسه.
وبمطالعة الكثير من مصادر المعلومات الطبية التي كررت مثالاً واحداً يحدث لمن يقود سيارة في حالة سير ثم يشرد شروداً يجعله يسير بسيارته متجها لأماكن لا يعلم لماذا يذهب إليها وينسى تماماً الذكريات الخاصة بهويته الأصلية.
هذا الشرود قد يكون لأيام أو ساعات أو أسابيع أو شهور يكون فيه المرء في حالة انفصال تام عن شخصيته واسمه وكل مواصفاته التي عاش بها قبل الشرود، فهو منفصل تماماً عن هويته الأصلية.
أسباب الشرود الانفصالي؟
- يحدث الشرود الانفصالي لأسباب عديدة، منها ما هو جسمي ومنها ما هو نفسي، فيجب عند معرفة أسباب الشرود الانفصالي التأكد من عدم وجود أي إصابات بالدماغ يؤدي إلى حالة الشرود، كذلك يجب مراجعة تاريخ المريض المرضي للتأكد من عدم إصابته بأي نوع من أنواع الصرع أو خلاف ذلك.
- في حالة استبعاد الأسباب الجسمية فإن الأسباب النفسية غير محصورة على وجه الدقة، ولكن معظمها اتجه نحو التعرض لضغط وقلق نفسي شديد بشكل مفاجئ، بشكل أدى إلى رغبة الإنسان إلى الهروب من الضغط الشديد الواقعي إلى حالة شرود ينفصل بها عن هذا الواقع المؤلم متجهاً لعالم جديد يحاول فيه إيجاد الراحة من الآلام الشديدة.
- ومن أمثلة الآلام الشديدة المفاجئة التي قد يواجهها مريض الشرود الانفصالي تعرض بعض البلدان للزلازل والحروب والبراكين، ففي تلك الحالة يتعرض أهل المنطقة المنكوبة إلى ضغط نفسي شديد، قد يؤدي بهم إلى فقدان الذاكرة والشرود الانفصالي الذي يفصلهم عن واقع الصدمة الطبيعية، وقد يتجهوا بسياراتهم أو بأنفسهم إلى أماكن بعيدة بشخصية جديدة وهوية جديدة محاولين البعد تماماً عن واقع الصدمة الأصلية.
العودة إلى الشخصية الأصلية
- هناك حالات كثيرة عادت من حالة الشرود الانفصالي التي تعرضوا لها بعد أسابيع أو أشهر، ومنهم من لم يتذكر مطلقاً الصدمة التي أدت به إلى الشرود الانفصالي، ولكنهم تذكروا ما قبل الصدمة، حيث عادت لهم هويتهم الأصلية وتاريخهم الشخصي.
- والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يتذكر الإنسان العائد من الشرود الانفصالي الأحداث التي عاشها أثناء الشرود؟ الإجابة بأن معظم الذين عاشوا في حالة الشرود الانفصالي لم يتذكروا مطلقاً الأحداث التي مرت بهم أثناء الشرود الانفصالي.
- ولكن علماء النفس يؤكدون على أن تلك الأحداث موجودة بالفعل في مكان معين في ذاكرة الشخص، ولكن يتم استدعاؤها بطريقة معينة لكن تذكرها لا يحدث بطريقة فورية، لأن تلك الذكريات مدفونة في مكان معين داخل ذاكرة الإنسان.
بعض التساؤلات القانونية حول الشرود الانفصالي
هناك بعض الحالات التي تثور حول حالة الشرود الانفصالي، خاصة إذا ما قام المصاب أثناء فترة الشرود بالزواج من أخرى، فإنه في حالة أنه كان في شخصيته الواقعية متزوجاً، فإنه في تلك الحالة يكون متزوجاً من امرأتين، امرأة في شخصيته الواقعية وامرأة أخرى في شخصيته التي كونها أثناء حالة الشرود.
وفي تلك الحالة ما هي مسئولية الشخص عن زواجه أثناء فترة الشرود الانفصالي؟ وهل يتذكر تلك الزوجة بعد العودة لشخصيته الأصلية؟
كذلك في بعض الأحيان يكون سبب الصدمة في حالة الشرود الانفصالي هو حدوث حرب من الحروب، فيهرب الجندي من المعركة واقعاً تحت أسر حالة الشرود الانفصالي ويغيب عن مكان تجنيده لأسابيع أو شهور متعرضاً لعقوبات الهرب من المعركة، ولكنه في الحقيقة لم يهرب بإرادته ولكنه هرب لإصابته بهذا المرض.
أهمية تقوية النفس عند مواجهة الصدمات
في متابعتنا لأسباب الشرود الانفصالي يظهر جلياً لنا أهمية وجود تأسيس سليم للنسق النفسي للإنسان، بحيث يستطيع الإنسان مواجهة الصدمات بطريقة صحيحة وسليمة بدون التعرض لحالة الشرود الانفصالي.
حيث أن الثقافة النفسية السليمة الصحيحة تمثل الدرع الذي يحول دون حدوث الشرود الانفصالي، بل يحاول الإنسان مواجهة الضغوط الحادثة أثناء الصدمة بثبات ووعي.
فأهمية التعرف على مراحل الصدمة النفسية والتعامل الجيد معها يساعد على تقليل احتمالات الإصابة بهذه الحالة، فالصدمة النفسية لها مراحل يجب أن يتعلمها كل الناس، سواء الأطباء منهم أو غير المتخصصين في المجال النفسي.
مراحل التعرض للصدمة النفسية
- تبدأ مراحل الصدمة بالحزن الشديد ثم الإنكار ثم المساومة ثم قبول الصدمة، وتلك المراحل يجب أن يعبر بها الإنسان ولا يمنع نفسه من عبورها، بحيث أنه عند الحزن يجب أن يسمح لنفسه بالبكاء والتعبير عن حزنه، ولا يستجيب للعبارات التي تقول بأن الرجال لا يبكون مثلاً، فالرجال والنساء وكل البشر من حقهم التعبير عن حزنهم بالبكاء.
- ويجب تفريغ حالة الحزن الشديد لكي نعبر للمرحلة التالية وهي مرحلة الإنكار وفيها يرى المصدوم الصدمة ولكنه ينكرها، وهنا يجب أن نترك للمصدوم المجال لكي يعبر عن صدمته، وله أن يأخذ ما يشاء من وقت ليستوعب الصدمة التي تعرض لها.
- ثم نأتي للمرحلة التالية وهي مرحلة المساومة وهي مرحلة يقبل فيها المصدوم بعض معلومات الصدمة ولا يقبل البعض الآخر، وهنا يبدأ المصدوم في قراءة الواقع الذي كان لا يصدقه ولا يستطيع مواجهته، وهي مرحلة هامة يحاول فيها المصدوم التعرف على الواقع الجديد بعد الصدمة.
- ثم تأتي المرحلة الرابعة والأخيرة والتي نتمنى أن يصل إليها كل مصدوم وهي مرحلة قبول الصدمة والتعامل معها وإيجاد حلول لآثارها المدمرة سواء كانت تلك الصدمة شخصية أو حروب أو زلازل أو أي صدمة من الصدمات، فمرحلة القبول تعني احتفاظ المصدوم بشخصيته وهويته وعدم الهروب وقبول الواقع والتعامل معه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16072