كتابة :
آخر تحديث: 16/02/2022

ما هو الكذب المرضي؟ وما هي أهم خصائصه وعلاماته؟؟

يعد الكذب المرضي هو عبارة عن علامة تحذيرية تدل على اضطراب الشخصية التي تكون معادية للمجتمع والذي يعرف في علم النفس بالشخصية السيكوباتية وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص أنانيين ويتصفون بالمكر.
وسوف نتعرف في هذا المقال على الكذب المرضي وأسبابه وأبرز أعراضه بالإضافة إلى توضيح كيفية التعامل مع الشخص المصاب بالكذب وكيفية علاجه.
ما هو الكذب المرضي؟ وما هي أهم خصائصه وعلاماته؟؟

ما هو الكذب المرضي

يطلق عليه مسمى آخر وهو الميثومانيا وهو الذي يتم إطلاقه علي الشخص الذي يروي الأخبار الكاذبة باستمرار ويمكن أن يكون هذا الشخص مؤمنا بأكاذيبه ومصدقها حتي ولو بشكل ظاهري أمام الناس وقد تم تناول هذا المرض من قبل علماء النفس منذ مئات السنين.

وعلى الرغم من كثرة الأبحاث التي تناولته بالدراسة إلا أنه لم يتم إدراجه في الدليل الخاص بالجمعية الأميركية للطب النفسي أو إدراجه في التصنيف الدولي الخاص بالأمراض والذي هو تابع لمنظمة الصحة العالمية حتى الآن مما زادت الشكوك حول هذا المرض هل هو أمر مستقل بذاته أم أنه مرتبط أمراض أخرى.

السمات الشائعة لهذا المرض

  • الأشخاص المصابون بهذا المرض تراهم يتعمدون الكذب وذلك كرد فعل طبيعي لهم على أي محفز لهم، كما أن هؤلاء الأشخاص يتميزون بالاحترافية في الكذب لأنهم يمارسون الكذب باستمرار كما انهم بارعون في اختلاق القصص التي تؤيد كذبتهم ولذلك كثيرا ما يصعب على الأشخاص تميز مع هذا الشخص الحقيقة من التزييف.
  • غالبا ما تكون كذبة هؤلاء الأشخاص موجهة نحو الهدف فتجد هذا الشخص يروي الكثير من الأكاذيب من اجل الوصول إلى غاية معينة يريد تحقيقها والوصول إليها.
  • من النادر أن هؤلاء الأشخاص يشعرون بالذنب.
  • عادة ما يقوم هؤلاء الأشخاص ببناء حياتهم ومستقبلهم على الكذب والخداع وقد يعرضون ضحاياهم للإيذاء دون أن يشعرون نحوها بأي ذنب.

أسبابه

أشارت الكثير من الدراسات إلى أن هؤلاء الأشخاص المصابون بمرض الكذب لديهم كميات كبيرة ومتوفرة من المادة البيضاء التي توجد في منطقة الفص الجبهي الموجود في الدماغ، وهذه المادة ترتبط بوصلات في الدماغ تؤدي إلى سرعة الفكر وتمكن الفرد من المعالجة اللفظية بصورة أسرع مما يجعل هؤلاء الأشخاص يعانون من م مشاكل كثيرة في التعاطف بالإضافة إلى قلة النشاط في الدماغ وخاصة النشاط المرتبط بالعاطفة.

غاليا ما يقوم هؤلاء الأشخاص بالكذب على اعتباره أنه وسيلة للتكيف والتي تم تطويرها معه منذ مرحلة الطفولة المبكرة وغالبا ما يرتبط هذا الاضطراب بنوع آخر من الاضطرابات المتعلقة بالصحة العقلية والتي قد تشمل الشخصية السيكوباتية وهي الشخصية المعادية للمجتمع أو الشخصية النرجسية التي تقدس ذلتها.

خصائص الكذب المرضي

  • قد يرجع الإصابة بهذا المرض إلى أن هؤلاء الأشخاص لديهم دوافع محددة يسعون إلى تحقيقها والتي منها تمكنهم من تعزيز معنوياتهم وزيادة احترامهم لذاتهم أو أنهم يتعمدون الكذب من اجل كسب تعاطف الآخرين أو انهم يريدون أن يعيشون في بحر من الخيال أو إخبار الآخرين بشيء يثير اهتمامهم له أو أنهم يتعمدون الكذب رغبة في امتلاك شيء معين فجميع هؤلاء الأشخاص لديهم أهداف محددة يسعون إلى تحقيقها.
  • هؤلاء المرضي لديهم ثقة عالية بأنفسهم كما أنهم يستخدمون سماتهم الكاذبة كوسيلة دفاعية لهم فمثلا تراهم يثبتون نظرتهم إلى الشخص الذي أمامهم بلا من أن ينظر بعيدا عنه على عكس الشخص الطبيعي الذي يشعر بالتوتر عند لجوئه للكذب للخروج من مأزق تعرض له.
  • يلعبون دور البطل أو الضحية في القصص الذين يبدعون في تأليفها كما أنهم يؤمنون بذلك بشكل غير طبيعي.
  • قد يغيرون قصصهم مررا وتكررا من أجل الوصول إلى أهدافهم.
  • لا يحبون أبدا أن يكونوا موضع شك من أي شخص.

العلامات والأعراض الشائعة

  • أن هؤلاء الأشخاص يتعمدون الكذب من اجل ان يكتسبوا شيئا وتراهم يبالغون في الكذب بشكل كبير.
  • دائما ما يغيرون قصصهم من أجل السعي للوصول إلى غايتهم.
  • دائما يعيشون حياتهم بإحساس مزيف للواقع.
  • في حالة إذا تمت مواجهتهم بحقيقة كذبهم تراهم يتصرفون بشكل دفاعي عن أنفسهم ولا يعترفون بالكذب مهما أعطيت لهم من دلائل تؤيد كذبهم.

أعراضه

عادة ما يبدأ المريض بأكاذيب بسيطة ثم بعد ذلك تتطور إلى كذبات أكبر لتصبح هذه الكذبات مليئة بالدراما والكثير من التفاصيل وذلك من اجل أن يستخدمها مريض الكذب من اجل أن يتستر بها على كذبات سابقة، كما أن الفرد الكذاب قد يعتمد الكذب لمجرد أن التفاصيل التي يرويها قد زادت عليه.

ومن الجدير بالذكر أن الشخص الذي يكثر الكذب ليس بالضرورة أن يكون مصاب بالكذب، حيث هناك فرقا جوهريا بين الاثنين وهو أن الشخص كثير الكذب من الممكن أن تجد وراء كذبه بعض الأسباب التي دفعته إلى الكذب كأن يكون تعمد الكذب كمحاولة منه لإثارة الإعجاب والاهتمام به أو تعمد الكذب كوسيلة للتستر على أخطائه أما الشخص المريض بالكذب يتعمد الكذب دون وجود مبرر أو سبب واضح لكذبه.

كيفية التعامل مع الشخص المصاب بمرض الكذب

قد يكون من الصعب التعامل مع هذا الشخص وخاصة عند أدارك واكتشاف كذباته التي لا يوجد لها مبرر والتي قد تحمل تأثيرا سلبيا وتؤدي إلى زعزعة الثقة بين كثير من الأفراد ولكن على الرغم من هذه الصعوبة إلا أن هناك بعض النقاط التي يمكن وضعها في الحسبان عند التعامل مع مثل هذا الشخص وهذه النقاط تتلخص في:

  • يجب عليك ألا تفقد أعصابك كما يجب عليك أن تحاول أن تكظم غيظك وغضبك مع استماع إلى هذا الشخص بهدوء إلى أن يمكنك اكتشافه.
  • يجب أن تتوقع من هؤلاء الأشخاص أثناء حديثك معهم إنكارهم لقيامهم بالكذب كما أنهم يمكن إصابتهم بصدمة عند مواجهتهم بكذبتهم.
  • يجب عليك ألا تأخذ موضوع كذبه بصورة شخصية فكثيرا ما يرتبط الكذب المرضي بأمراض نفسية أخري ولا يقصد هذا الشخص الكذب عليك أنت بالتحديد.
  • يجب عليك كشخص سوي أن تقدم الدعم للشخص المريض بالكذب كما يجب أن تخبره بأن قيمته محفوظة ويتم إدراكها من قبل الجميع وانه عليه أن يتخلى عن الكذب ولا حاجة له إليه من اجل إثارة الإعجاب به.
  • يجب عدم انخراطك معه في كذباته فعندما تلاحظ كب الشخص يمكنك أن تطلب منه أن يعيد الكلام مرة أخرى حيث أن ذلك يعطيه فرصة للتراجع عن كذبه.
  • يمكن اقتراح على هؤلاء الأشخاص بأسلوب لطيف أن يقوموا باستشارة الطبيب وذلك من أجل تخلصه من الكذب، وذلك اعتمادا على أنه يوجد سبب يدفعهم إلى تعمد الكذب وتزيف الحقيقة فمثلا يمكن أن يكون هذا الشخص مصاب بمرض نفسي.

كيفية علاجه

يتم علاج هذا الشخص الذي يتعمد الكذب من خلال إخضاع المريض لجلسات العلاج النفسي أو وصفه الأدوية المناسبة التي تعالج المشاكل النفسية الأخرى كالاكتئاب أو متلازمة القلق العام والتي لها دور في إصابة الفرد بداء الكذب.

ختاما يعد الكذب المرضي هو أحد العلامات التي تدل على اضطراب الشخصية، ولذلك يجب الإسراع بعلاجه قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح الشخص شخصية سيكوباتية معادية للمجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ