النسيان في علم النفس ومفهومه والنظريات المفسرة له
جدول المحتويات
مفهوم النسيان في علم النفس
لقد فسر علماء النفس معنى وتعريف النسيان من عدة تعريفات مختلفة ومن أهم هذه المفاهيم ما يلي :
- تم تعريف النسيان في علم النفس بأنه عدم قدرة الإنسان على استرجاع ماحفظه وخزنه من معلومات سابقة، حيث يقوم العقل بحفظ وتخزين جميع المعلومات والمواقف التي مر بها الإنسان.
ومن خلال بعض التجارب التي أجريت على ذاكرة الإنسان والتي كان هدفها تحديد معنى النسيان أو أسبابه تم جمع عدد من القراءات على فترات زمنية مختلفة، حيث قام العالم أبين غاروس بقياس معدل النسيان من خلال تحديد عدد القراءات المطلوبة والتي تمكنه من تكرار الدلالات مرة أخرى دون حث ثم قام بإعداد منحنى النسيان.
ففي قانون الانحدار المرتبط بمفهوم النسيان فيوضح أن النسيان ينحدر من غير المستقر إلى المستقر بمعنى أن الأفكار المجردة تنسي بسهولة أما الأفعال الملموسة فإنها لا تنسي.
كما عرف النسيان بأنه فقدان للمعلومات بشكل تدريجي بناءً على تراكم المعلومات الكثيرة في الدماغ فإن العقل يفقد البعض منها أو الغير مؤثر في حياته بشكل مباشر أو المعلومات التي لايستخدمها الفرد ولا تمثل له أهمية.
أسباب النسيان في علم النفس
تتعدد أسباب النسيان في علم النفس بتعدد النظريات والتعريفات الموضحة له، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
ظاهرة تثبيط المعلومات
وهي ظاهرة فسرها علماء النفس بأنها تتعلق بتكوين العلاقات المترابطة حيث أن كل معلومة أو حدث ارتبط بموقف معين أو حدث آخر تم تخزينه مسبقاً في الذاكرة فيقوم العقل بتخزينه أيضاً وحفظه بناءً على ما ارتبط به، ولكن النسيان يحدث عندما تدخل معلومات أخرى أو علاقة أخرى بالموقف أو حدث جديد ارتبط بنفس الموقف فإن العقل يميل إلى تثبيط العلاقة القديمة
ظاهرة اللاوعي
تم تفسير النسيان من خلال ظاهرة العقل اللاواعي، حيث تعني أن العقل اللاواعي يقوم بحذف التجارب القديمة الماضية التي ليس لها أهمية في حياة الإنسان وبخاصة التجارب المؤلمة منها، كما أن الروابط بين العلاقات في اللا وعي إن تم حذفها فلا يمكن احياؤها من جديد أو تذكر ما حدث
ضعف مخططات الأعصاب
بعد إجراء التجارب أو الكشف على العقول البشرية تم التوصل إلى أن الدماغ يحتوي على الكثير من الأعصاب والتي تربطها مسارات كثيرة تتصل ببعضها، وهناك من البشر من لديه مخططات ومسارات قوية بين الأعصاب وبعضها كما يوجد أشخاص كثيرون تكون مسارات الأعصاب لديهم ضعيفة الأمر الذي يتسبب في فقدان الكثير من المعلومات والأحداث التي حفظها العقل من قبل.
ظاهرة قمع المعلومات
القمع في علم النفس يعني الرغبة في النسيان، أو أن الإنسان يرغب ويريد أن ينسى ما حدث وما مر به من مواقف معينة، فالإنسان يمر بمواقف كثيرة مؤلمة ومواقف محرجة أو مواقف يشعر فيها بالذنب وبالأسى، وعند الرغبة في النسيان فإن الدماغ بالفعل يقوم بحذف المعلومات تدريجياً.
كما أن الرغبة في التذكر تؤدي للحفظ الجيد والتذكر بشكل أفضل.
ظاهرة التنويم المغناطيسي
اقترح العلماء منوم خاص يعرف بالمنوم المغناطيسي وهو نوع من التنويم يعمل على التحكم في الطاقة المخروطية للموضوع عن طريق إعطاء العقل اقتراح معين أثناء التنويم المغناطيسي لنسيان نوع معين أو تجربة معينة ومن خلال الاقتراح يحظر استدعائه للتجربة.
نقص الانتباه من أسباب النسيان
يختلف البشر كثيراً في عقولهم وفي تفكيرهم وفي انتباههم للأمور، كما يختلفون في نسب الذكاء، ومن الطبيعي أن الإنسان الذي ينتبه جيداً للمواقف ويفهمها كما يركز جيداً في المعلومات التي تدخل للعقل فإن سوف يتذكر أغلب المواقف التي مر بها، على العكس من الإنسان الذي يكون ضعيف الانتباه فإنه ينسى سريعاً.
كما أن الانتباه يرتبط بشكل مباشر بالتعلم، أو أن الانتباه الضعيف يعني ضعف عملية التعلم وضعف التركيز.
نظريات النسيان في علم النفس
بحث العلماء كثيراً في معرفة معنى النسيان للتوصل إلى أدق النتائج، فقد توصلوا إلى الكثير من التفسيرات المرتبطة بالتذكر والنسيان وتم وضعها في نظريات ومن أهمها ما يلي:
نظرية عدم الاستخدام
تم التوصل إلى هذه النظرية من خلال الجسد أيضاً بمعنى أن كل عضو لا يستخدم في الجسم مع الوقت فإنه يضعف ويضمر، وبذلك فقد ربطوا الأمر بالعقل والذاكرة فإن الذاكرة عندما يدخل إليها معلومة معينة ولكن الإنسان لم يستخدمها بعد ذلك فإنها تحذف تلقائياً بعد أن تصاب بالضعف والضمور، لذلك يطلق على هذه النظرية ايضا اسم الاضمحلال.
نظرية التداخل والتعطيل
تعتبر من أكثر النظريات الشائعة في علم النفس والتي فسرت النسيان، حيث يوضح العلماء أنها تعني أن النسيان يحدث بسبب تداخل المعلومات الحديثة مع المعلومات القديمة، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاط المعلومات والأفكار الأمر الذي يسبب النسيان لكثير من المعلومات السابقة ، على سبيل المثال عندما يتعلم الفرد علم كبير وتراكمي أو عدد كبير جداً من الصفحات فإنه المعلومات الجديدة تفقد الإنسان القدرة على تذكر المعلومات القديمة.
نظرية إخفاق الاسترجاع
من خلال التجارب تبين أن الإنسان يمكنه أن يحتفظ بالذاكرة طويلة الأمد طوال حياته، وبذلك فإن المعلومات والذكريات التي يظن الإنسان أنه نسيها فهي في الواقع موجودة ويمكن استدعائها بشروط، مثلما يحدث في التنويم المغناطيسي.
أنواع الذاكرة عند الإنسان
كانت النظرة للذاكرة قديما بأنها مثل المكتبة الكبيرة التي تضم العديد من الكتب والمجلدات، ولكن مع تقدم العلم فقد تم التوصل إلى أن الذاكرة لا تقع في مكان واحد من الدماغ البشري، ولكنها تقع في أماكن كثيرة، ومن أنواع الذاكرة ما يلي:
الذاكرة الحسية
أي أن حواس الإنسان تلتقط الصور والمعلومات السمعية وتدخلها للدماغ ليتم معالجتها بالجهاز العصبي، وتعتبر الذاكرة الحسية هي المرحلة الأولى من مراحل تخزين المعلومات
الذاكرة قصيرة الأمد
هي المرحلة التي يتم فيها معالجة وتذكر المعلومات في نفس الوقت أو بعد فترة قصيرة من دخول المعلومات، ويسهل الوصول للمعلومات في هذا النوع من الذاكرة في خلال 15 ثانية.
الذاكرة طويلة الأمد
هي جزء من الذاكرة أو نوع تكون وظيفته تخزين والاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة عن طريق ربط المعلومات بأحداث أخرى، وهذه الذاكرة يمكنها تخزين عدد لا نهائي من المعلومات والمواقف ولا تضمر بمرور الوقت، حيث يستخدمها الإنسان في حفظ وتخزين أهم الأحداث في حياته والتي لا يرغب في نسيانها مطلقاً.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16817