كتابة :
آخر تحديث: 05/02/2022

ما هو العقل اللاواعي؟ وكيفية تطويره وتطهيره؟

كل شخص على وجه الأرض لديه عقل واعي وعقل لاواعي، والمتحكم الرئيسي في حياة معظم البشر هو اللاواعي، ولكن قلة قليلة من يقومون بتطوير وتطويع هذا العقل حتى يصبح خادم جيد لهم في الحياة. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن العقل اللاواعي.
منذ قرون عديدة أصبح العقل الباطن للبشرية هو المسيطر على البشر، وأصبحت الكرة الأرضية تعاني من حروب وصراعات بسبب البرمجيات الخاطئة الموجودة في العقل الباطن للبشر، ولكن في السنوات الماضية اكتشف العلماء هذا الأمر، ومن هنا بدأت الكثير من العلوم الإنسانية في الظهور مثل علوم الوعي، وتطوير الذات، وعلم النفس.
ما هو العقل اللاواعي؟ وكيفية تطويره وتطهيره؟

ما هو العقل اللاواعي عند البشر

يطلق على العقل اللاواعي العديد من الأسماء، والتي منها العقل الباطن أو اللاشعور.

سمات وصفات العقل الباطن

  • العقل الباطن للإنسان هو عبارة عن الأفكار والمشاعر المخزنة في هذا العقل، والتي على أساسها تتكون شخصية الإنسان.
  • يقول علماء الطب النفسي أن العقل الباطن للبشر هو عبارة عن التجارب والخبرات التي يمر بها الشخص في حياته، وقمعها حتى أصبحت في طي النسيان عنده.
  • تؤثر الذكريات والتجارب المنسية في اللاواعي عند الشخص على واقعه، بحيث يصبح غير سعيد أو صعب للغاية.
  • يحتوي العقل الباطن على الكثير من الأفكار والمشاعر السلبية التي تعتبر محفز لسلوك معين عند الشخص.
  • العقل الباطن هو المسئول عن الغرائز عند البشر مثل غريزة البقاء أو الغريزة الجنسية أو شهوة المال والطعام.
  • يقوم العقل الباطن للإنسان بعمل العديد من الإجراءات والعملية الصعبة والمعقدة للغاية، ودون وعي وإدراك من الشخص.

تنعكس محتويات العقل الباطن للشخص، وكل العمليات المعقدة بداخله على واقع الشخص.

التعرف على العقل الباطن للبشر

  • يعتبر العقل الباطن هو الأداة التي وهبها الله للإنسان حتى تخدمه في الحياة، وليس العكس، بمعنى أن يصبح العقل الباطن هو المتحكم في الشخص.
  • الوعي هو السبيل الوحيد لتطويع العقل الباطن، وجعله خادم قوي في الحياة من خلال تطهير ما به من مشاعر وأفكار سلبية.
  • إعادة برمجة العقل الباطن على أفكار إيجابية في كل جانب من جوانب الحياة من الأمور التي تجعل حياة الشخص أفضل خاصة مع ذاته.
  • يحتوي العقل الباطن على الكثير من الأفكار المنطقية وغير المنطقية، وهو ليس قادرا على فلترة أو تمييز كل ما هو منطقي وغير منطقي.
  • لا يستطيع العقل الباطن ترتيب الأحداث أو الأفكار به حسب توقيت حدوثها أو وفقا لترتيب زمني معين.
  • توجد الكثير من القوانين التي تحكم العقل الباطن، ويعمل هذا العقل وفقا لها.

تأثير العقل اللاواعي على حياة البشر

منذ أن اكتشف العلماء ما يسمى بالعقل الباطن، وقاموا بالكثير من الدراسات على هذا العقل، وهم لا ينكرون أبدا تأثيره على البشر.

تأثير العقل الباطن على واقع وحياة البشر

  • يجب أولا معرفة أن العقل الباطن للبشر هو عقل غير مرئي، ولكنه عبارة عن تعبير مجازي أطلقه العلماء على هذا العقل.
  • العقل الباطن به الكثير من الغرائز والأفكار المكبوتة عند الإنسان، وهذه الرغبات والأفكار هي أمور غير مادية أو مرئية أيضا.
  • يقول الدكتور سيجموند فرويد أن العقل الباطن للإنسان يمكن الدخول إليه لمعرفة محتوياته من خلال العلاج التحليلي النفسي.

يقول فرويد وأطباء علم النفس أنه في حال تراكم الكثير من الأمور السلبية في العقل الباطن دون وعي من الشخص، فهذا الأمر ينتج عنه الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية.

من ضمن الأمراض والاضطرابات النفسية التي يكون العقل الباطن للإنسان سببا رئيسيا في ظهورها أو إصابة الشخص بها هي:

  • الوسواس القهري بكل أنواعه مثل الوسواس القهري الجنسي، وسواس العقيدة أو عن الله، وسواس النظافة والترتيب.
  • الرهاب الاجتماعي.
  • الاكتئاب.

كيف يؤثر العقل الباطن على حياة الشخص

هذا بالإضافة إلى أن كل المشاعر والذكريات المكبوتة في اللاواعي عند الشخص تبدأ في الظهور بشكل مادي على واقعه.

وهذا الأمر يجعل الشخص يعيش حياة تعيسة ومؤلمة نفسيا وعقليا وجسديا وماديا.

على سبيل المثال: فتاة تعرضت للاغتصاب أو التحرش الجنسي في الصغر، ولم تخبر أحدا بما حدث معها.

وتخزنت تلك الصدمة في عقلها اللاواعي بما تحتويه من مشاعر وأفكار مؤلمة، وصورة ذهنية معينة عن الذات.

مثل أن الفتاة تعتقد أنها عاجزة أو أنها مهددة بسبب ما حدث معها، أو أنها ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها.

هذه الفتاة قام عقلها اللاواعي بتخزين كل هذه الأفكار السلبية به، وظلت هذه الأفكار حبيسة هذا العقل لسنوات إلى أن كبرت الفتاة.

وبدأت هذه الأفكار والمشاعر تخرج على السطح في صورة مواقف مشابه لصدمة الطفولة مثل أن تتعرض الفتاة لموقف تحرش آخر أو ما شابه.

وهذا ليس تعذيبا للشخص أو أمر سيء كما يعتقد البعض، ولكنه مجرد انعكاس لما بداخل العقل الباطن للشخص.

وهنا يطلب العقل الباطن من الشخص أن يحرر نفسه من مشاعر وأفكار هذه الصدمة حتى يرتقي وعيه، وتبدأ تلك المواقف السخيفة في الاختفاء من عالمه.

وإذا لم تنتبه الفتاة لهذا الأمر ستتكرر هذه المواقف المزعجة في حياتها حتى تنتبه، وتعي أن هناك أمر ما بداخلها يجذب لها تلك المواقف.

كيفية تطوير وتطهير العقل الباطن

  • يجب أولا معرفة أن تطهير العقل الباطن ليس بالأمر السهل أو اليسير، فالأنا الدنيا أو الإيجو عند البشر لن يسمح أن يتم هذا الأمر بسهولة.
  • سيبدأ الإيجو في إعطاء إنذارات للشخص بأن ما سيقوم به غير جيد أو خطر من خلال شعور الشخص بالخوف الشديد أو نوبات الهلع.
  • كلما بدأ في الدخول إلى باطنه لمعرفة ما به من خلل تزيد لديه المقاومة لجعله يرجع عن هذا الأمر.
  • يجب أن يعي الشخص جيدا أنه إذا شعر بالخوف أو المقاومة الشديدة أثناء قيامه بتطوير أو تطهير العقل الباطن الخاص به فهذا امر طبيعي جدا.

لا يجب على الشخص مقاومة خوفه أو مقاومته عند تطوير ذاته، فالمطلوب فقط هو القيام بالمراقبة.

تفعيل نظام المراقبة الذاتية

  • المراقبة الذاتية كفيلة بتهدئة أو جعل الخوف أو مقاومة الإيجو لعملية التطوير تقل أو لا يؤثر ذلك على عملية التطهير أو تطهير الشخص لذاته.
  • كما أن قيام الشخص بتفعيل ما يسمى بنظام المراقبة أو الانتباه على ذاته هو أحد الأمور التي تطور العقل الباطن.
  • المقصود بالمراقبة الذاتية هي جعل الشخص في حالة من الوعي والانتباه لما يحدث من حوله.
  • وذلك من أجل أن يتعرف الشخص على أفكاره ومشاعره تجاه هذه المواقف والأحداث حتى يعرف من أين أتت، وما هو جذرها أو أصلها.
  • المقصود بجذر أو أصل الشعور هو أنه من الممكن أن يكون الشخص قد خزن مشاعر معينة في العقل الباطن الخاص به.
  • وذلك نتيجة تعرضه لصدمة ما في الطفولة، وظهور مواقف معينة في حياته ما هو إلا رسالة لتطهير هذا الجرح العاطفي أو هذه الصدمة.
  • كما أن نظام المراقبة الذاتية يجعل الشخص في حالة من الحياد تجاه كل مشاعره وأفكاره.
  • لا يسمح نظام المراقبة الذاتية بتحكم مشاعر وأفكار الشخص فيه أو أن يقوم هذا الشخص برد فعل معين بناءا على تلك المشاعر والأفكار.
  • قيام الشخص بمراقبة شعور أو فكرة معينة بوعي، وعيش هذا الشعور مهما كان مؤلما ثم السماح له بالرحيل كفيل مع الوقت بتطهير العقل الباطن للشخص.
بالطبع الحديث عن العقل اللاواعي للإنسان به العديد والعديد من الأمور، ولن يكفي الحديث عنها في هذا المقال، ولكن الأمر الغاية في الأهمية هنا هو أن يكون الشخص منتبها على ذاته، ولا يسمح لهذا العقل بالتحكم فيه أو السيطرة على واقعه، ويكون ذلك بشئ من الحكمة والرحمة واللطف مع الذات، ومن الممكن الاستعانة بأحد المتخصصين في هذا الأمر، ولكن لم يجدي هذا نفعا إلا بعد أن يكون الشخص لديه النية الخاصة في التغيير والتطهير، مع تفعيل نظام المراقبة الذاتية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ