تعرف على حضارة الفينيقيين وما قدمته للعالم
جدول المحتويات
بداية حضارة الفينيقيين
تعود نشأة الحضارة الفينيقية إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، في دول حوض المتوسط وبلاد الشام على وجه الخصوص، في جنوب سوريا ولبنان وشمال فلسطين وقبرص، ولعل أبرز المدن الساحلية التي تبعت للحضارة الفينيقية، ما يلي:
- كانت مدن جبيل وصيدا وصور في لبنان. إذ عُرفوا حينها في العالم القديم بأنهم الشعب الذي يأخذ القصدير إلى الجزر الإيطالية، إلى جانب النحاس الذي كان من المواد الأساسية في تلك الفترة.
- وظهر الفينيقيون بشكل بارز بعد انهيار العصر البرونزي عام 1200 قبل الميلاد، وعندها اتخذت مدن بلاد الشام مثل صيدا وصور مكانة هامة في ذلك الوقت، بسبب السقوط المفاجئ للكثير من الحضارات حينها.
- أما أبرز مدن الحضارة الفينيقية على الإطلاق، فكانت مدينة قرطاج في شمال إفريقيا وتحديدًا تونس التي أُسست عام 813 قبل الميلاد.
- إذ توسعت حينها الحضارة الفينيقية لتحقيق المكاسب الاقتصادية المختلفة، فكانت قرطاج من أكثر المدن ازدهارًا من بين مدن الفينقيين، لدرجة أنها كانت على وشك غزو مدن الإمبراطورية الرومانية.
تربع الفينقيون على السلطة
انحصر نشاط حضارة الفينيقيين التجاري في دول بلاد الشام والأناضول ومصر قبل انتهاء العصر البرونزي. فقد قاموا بما يلي:
- سيطر الميسينيون على بحر إيجه ومنعوا دخول باقي التجار والبحارة إليه. في حين كانت المدن الفينيقية تابعة لحكم دولة مصر العظيمة، وكانت تعمل على توفير الأخشاب، وخاصةً خشب الأرز اللبناني الشهير إلى جانب المؤن والنبيذ لمصر.
- ومع نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد، سقطت حضارة مينوسية مما أدى إلى تخفيف الكثير من القيود التي كانت مفروضة على الفينقيين في ذلك الوقت. ونظرًا لموقع المدن التابعة لهم في قلب العالم، بدأت الحضارة الفينيقية تزداد ثراءً فدخلوا في حروب كبيرة مع الآشوريين والبابليين.
- وبنوا المستعمرات غرب البحر المتوسط واستغلوا على إثرها المعادن والتجارة فبرزت مدينة قرطاج.كما كانت المستعمرات الهامة الأخرى في صقلية وكورسيكا ومالطا وسردينيا وإسبانيا، وعلى مدى السنوات الخمسمائة التالية، نمت قرطاج بسرعة في الحجم والقوة.
اقتصاد حضارة الفينيقيين
تحدثنا في البداية عن نشاط حضارة الفينيقيين التجاري الضخم، الذي شكل اللبنة الأساسية في اقتصاد الحضارة الفينيقية. فبرع الفينيقيون في هذه الأعمال:
- أعمال النجارة وتصدير البضائع المختلفة وبيع الأخشاب وصناعة الأصباغ. إذ كانت صناعة الأصباغ الأرجواني أمرًا قيمًا للغاية في ذلك الوقت.
- ومع مرور الوقت، تحولت مدن الفينقيين إلى أبرز مراكز التجارة، نظرًا لموقعها القريب من معظم الدول والإمبراطوريات حولها.
- وفي المقابل، استورد الفينقيون المواد الخام وصنعوا منها المجوهرات والمنحوتات العاجية والأثاث المنزلي.
السياسة في الحضارة الفينيقية
- كانت حضارة الفينقيين مقسمة إلى دويلات ومدن، ولم تكن لهم إمبراطورية أو دولة كاملة مثل البابليين والمصريين على سبيل المثال. نظرًا للكثير من الخلافات وخاصة التجارية منها.
- وبناءً على ذلك كان نظام الحكم ديمقراطيًا عند حضارة الفينقيين، وكان لكل دويلة أو مدينة حاكم يدير شؤون البلاد، مع الإشارة إلى أن نظام الحكم عندهم كان وراثيًا في كل دويلة من مدن الحضارة الفينيقية.
ديانة الحضارة الفينيقية والآلهة
تعتبر الحضارة الفينيقية حضارةً متعددة الآلهة، وأبرز الآلهة لديهم كانوا من:
- القوى الطبيعية مثل الشمس والسماء والبحر وغيرها. كما كان كل إله منهم مسؤول عن مجال ما، والزراعة والتجارة والحروب وما إلى ذلك.
- من ناحية أخرى، اعتقد الفينقيون أن روح الإنسان لا تفنى بعد أن يموت، بل ترقد بسلام بجانب جيد المتوفي. ولم يؤمنوا بالحياة الثانية، كما اعتقد المصريون القدماء في ذلك الوقت.
علوم وإنجازات الفينيقيون
تنوعت العلوم والفنون التي برع الفينيقيون في تقديمها إلى العالم، على امتداد حضارتهم، وفيما يلي نظرة أقرب على أبرز تلك العلوم والإنجازات:
الأبجدية الفينيقية
- تعد الأبجدية الفينيقية أهم ما قدمه الفينيقيون إلى العالم، وهي أبجدية أوغاريت التي تعد من أشهر الأبجديات في العالم، مما أنها أحدثت تميزًا كبيرًا ونقلة نوعية في الحضارة.
- وقد تطورت الأبجدية الفينيقية منذ حوالي 1200 قبل الميلاد، من نموذج أولي سامي سابق أدى إلى ظهور الأبجدية الأوغاريتية. واستخدم بشكل أساسي للأوراق التجارية. كما انتشر استخدام الأبجدية الفينيقية في الأناضول وشمال إفريقيا وأوروبا.
علوم الفلك والملاحة
- كما تميز الفينيقيون ببراعتهم في علوم الفلك والملاحة، إذ كانوا يحتاجون إليها بسبب طبيعة عملهم كتجار في البحر وعلى مدى سنين طويلة. بالإضافة إلى تحديدهم لخطوط الطول ودوائر العرض على خرائطهم، التي ساهمت في تسهيل رحلاتهم التجارية في ذلك الوقت.
نهاية الحضارة الفينيقية وسقوطها
- غزا الإسكندر الأكبر بعلبك وذلك عام 334 قبل الميلاد، فيما أكمل غزوه على باقي المدن الفينيقية التي تقع في بلاد الشام، ليصل إلى مدينتي صيدا وجبيل، وذلك عام 332 قبل الميلاد.
- ومن ثم قسّم الفرس فينيقيا إلى أربع ممالك تابعة، وهي صيدا وصور وأرواد وجبيل، وصنعوا وأسسوا فيها أساطيل لملوك الفرس.
- وبهذه الطريقة انتهت واحدة من أهم الحضارات وأكثرها تأثيرًا في التاريخ. فقد قدمت الحضارة الفينيقية الكثير من الإنجازات إلى العالم، كما برعت في تقديم القلاع والأماكن الأثرية، التي لا تزال شاهدًا على تلك الحضارة العريقة حتى يومنا هذا، في دول بلاد الشام مثل سوريا ولبنان وفلسطين.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_18033