رهاب الكلاب وتأثيره على حياة الإنسان
رهاب الكلاب هو نوع من أنواع الخوف الشديد الذي يشعر به الإنسان بمجرد رؤية الكلب، ويختلف رد فعل كل إنسان في التعبير عن هذا الخوف.
رهاب الكلاب أو الخوف من الكلاب من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير في كثير من دول العالم، حيث أن هناك أعداد كبيرة عالمياً لديها فوبيا من الحيوانات المختلفة بشكل عام والفوبيا من الكلاب بشكل خاص، وذلك حسب الإحصائيات الاخيرة.
محتويات
كيف نميز خوف الكلاب
هناك خطأ شائع يقع فيه كثيرين بأن يقوم بتشخيص حالته بأنه مريض نفسي بفوبيا الخوف من الكلاب، أو رهاب الكلاب، وهذا أمر غير صحيح طبياً.
فليس كل خوف من الكلاب يعتبر رهاب كلاب، فربما كان الخوف من الكلاب أمر طبيعي جداً في موقف من المواقف، ولا يعد مرضاً، وهذا الأمر يمكن أن يحدث عندما نعلم أن الكلب الذي نمر بجانبه أو نراه كلب مصاب بالسعار أو كلب شرس.
فالخوف منه في تلك اللحظة مع معرفة تلك المعلومة أمر عادي وطبيعي جداً وليس مرضي، لأن معرفة تلك المعلومة تسبب الشعور بالخوف لدى أي إنسان.
ما هو الرهاب المؤقت؟
وهنا أيضاً قد نجد إنساناً يشعر بالخوف من الكلاب، ولكنه رد فعل لموقف عاشه أو رآه أو سمع عنه، مثل أنه شاهد كلب يعض إنساناً.
فالإنسان الطبيعي قد يظل عدة ساعات أو أيام يشعر بخوف طبيعي من الكلاب بعد هذا الموقف كرد فعل للموقف الذي عاشه.
ولكن عندما تستمر الحياة بشكل طبيعي، نجد الإنسان قد عاد من جديد للشعور الطبيعي عن رؤية الكلاب، فلا خوف أو رعب من رؤيتهم، وقد يحنو عليهم.
وقد يساعد في مرور تلك الأزمة رؤيته لموقف مناقض كأن يرى كلباً يعطف على صاحبه، فينسيه الموقف الأخير آلام الموقف الأول.
الخوف من الكلاب المرضي
- الخوف من الكلاب بشكل مرضي هو استمرار الشعور بالخوف من الكلاب بعد مرور وقت طويل على موقف معين، وهو شعور دائم يلازم الإنسان في أي مكان ومع رؤية أي كلب.
- حين يكون هذا الشعور مستمر، ولا يستطيع الإنسان التخلص منه، ويسبب له أعراض جسمانية ونفسية عنيفة فإنه بذلك يكون مصاب برهاب الكلاب المرضي.
أعراض الخوف من الكلاب المرضي
يختلف التعبير عن الخوف من الكلاب من شخص لآخر، فهناك أشخاص عند رؤيتهم للكلب يصابون بأزمات نفسية عنيفة، كالشعور بالقلق والخوف الشديد، وذلك يحدث لهم دون وجود أي أعراض جسمانية.
وهناك نوع من المرضى تظهر عليهم أعراض جسمانية مع القلق الشديد الذي يشعرون به، وهو يضرب الأجهزة الضعيفة في الجسم.
مثل الشعور باختناق وسرعة في ضربات القلب وهناك من يصاب برعشة في اليدين كتعبير عن القلق المرضي الناتج من رؤية كلب أو الاقتراب منه.
وبشكل عام فإن التعبير عن القلق يختلف من شخص لآخر حسب التربية والخبرات السابقة لدى الإنسان.
ما هي المشكلات التي تواجه المريض؟
قد يقول البعض وما المشكلة في الخوف من الكلاب، فهو أمر لا ينتج عنه أي أثر، وهذا الأمر غير صحيح.
فإن المصاب برهاب الكلاب يجد صعوبة شديدة في الحياة الطبيعية وقد يتسبب المرض في تفويض العديد من الفرص في الحياة لديه.
فمثلاً قد نجده لا يذهب إلى العمل الذي يتقنه بسبب أن المنطقة التي يقع فيها مكان العمل بها كلاب.
وقد نجده يمتنع عن زيارة أحب أصدقائه أو أقرب المقربين لديه لأنه يعلم أن الشارع الموجود به بيت قريبه به كلب فيخشى أن يزوره لسنوات.
وقد نجده وهو يسير في الشارع بشكل طبيعي يختار الطريق الطويل المرهق، على الطريق القصير السهل لأن الطريق السهل به كلب يخشاه.
كيفية العلاج من رهاب الكلاب
في البداية يجب أن نعلم أن هناك شروط يجب توافرها في المريض لكي ينجح العلاج معه ويؤتي بثماره وتلك الشروط على النحو التالي:
الاعتراف بالمشكلة
على المريض أن يعترف بمشكلة الخوف من الكلاب، وأن لا ينكرها، فالاعتراف به يعد خطوة هامة جدا في طريق العلاج، بل هي من أهم الخطوات التي تؤهل للخطوات التالية.
وبدونها لن يخطو المريض خطوة واحدة نحو العلاج ولا يحاول أن ينظر إليها على أنها بسيطة ويمكن الحياة بها فهذه حيلة دفاعية من الحيل التي يؤجل بها المريض علاجه.
فيجب أن يعلم أنه كلما كان العلاج مبكراً كلما كان العلاج أسرع، وكلما تأخر العلاج كلما زادت صعوبة الأزمة وربما نتج عن التأخير مضاعفات نفسية وجسمانية نتيجة تكرار الشعور بالقلق المستمر، كمضاعفات على القلب والدورة الدموية.
اللجوء لمختص
من المهم جداً عند الاعتراف بالمرض النفسي اللجوء لمختص النفسي، سواء كان أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، وذلك لأن أهل الاختصاص يملكون من الأدوات والخبرات ما يؤهلهم لتوفير الوقت والجهد وتعليم المريض الإمكانيات والأدوات الصحيحة في العلاج.
مصارحة المختص بالخبرات السابقة
من المهم جدا والضروري أن يقوم المريض بشرح حالته للمختص بصراحة ووضوح، وأن لا يخجل من توضيح أي مسألة للمختص، فذلك يساعد بشدة في الإسراع بخطوات العلاج.
أسباب مرض الخوف من الكلاب
هناك أسباب عديدة للخوف من الكلاب، ولكن أهم تلك الأسباب الخبرات السابقة السلبية لدى المريض، حيث يعد من أهم أسباب مرض رهاب الكلاب الخبرات السلبية التي تعرض لها المريض ولم يحسن التعامل معها، كحدوث صدمة نفسية نتيجة موقف سلبي.
مثل قيام كلب بإحداث إصابة له أو بإحداث إثابة لشخص أمامه.
فعند حدوث الصدمة النفسية هناك مراحل يجب أن يمر بها الإنسان بشكل سليم حتى يتمكن من عبور تلك الصدمة ولا تؤثر على سلامته النفسية بعد ذلك ومن مراحل الصدمة هي:
- مرحلة إنكار المشكلة ـ وهي أن ينكر الإنسان حدوثها أو تأثيرها عليه
- مرحلة الحزن ـ وهي مرحلة حزن شديد من آثار الصدمة عليه
- مرحلة المساومة ـ وهي أن يقبل الإنسان بعض آثار الصدمة ولا يقبل البعض الآخر
- وأخيراً مرحلة القبول ـ وهي قبول الصدمة وعلاجها وتقبلها بكل آثارها
فهناك من لا يعبر تلك المراحل في سلام ويظل في مرحلة إنكار الصدمة أو مرحلة الحزن أو مرحلة المساومة باقي حياته ولا يقبل نفسه أو يقبل الحدث ويظل يعني من الخوف الشديد والرهاب من الكلاب باقي حياته.
لذلك ينصح الأطباء دائماً بضرورة علاج الصدمة النفسية التي تنتج من رؤية الكلاب في موقف سلبي لأن عدم علاج تلك الصدمة بشكل سليم قد يؤدي لنتائج سلبية كبيرة جداً على شخصية المريض نفسياً وعضوياً.
هل هناك علاج دوائي لرهاب الكلاب؟
إن مرض رهاب الكلاب من الأمراض التي تنتج من القلق الشديد، ويتم علاجها بالمهدئات التي تساهم في تخفيف حدة القلق النفسي، ولكن ينصح دائماً بأن لا يتم تناول أي مهدئات أو عقاقير طبية إلا تحت إشراف طبيب متخصص سواء بتناول العلاج لأول مرة أو تكرار العلاج.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5622