شرح قصيدة سئمت تكاليف الحياة مكتوبة
جدول المحتويات
نبذة عن قصيدة سئمت تكاليف الحياة
- نوع القصيدة: المعلقات
- كاتب القصيدة: زهير بن أبي سلمى
- شكل القصيدة: عمودية
- بحر القصيدة: البحر الطويل
- قافية القصيدة: تنتهي بحرف الميم
كلمات قصيدة سئمت تكاليف الحياة مكتوبة
- أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
- بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
- وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
- مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
- بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
- وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
- وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
- فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
- أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
- وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
- فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
- أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
- تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
- تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
- عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
- وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
- وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
- أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
- بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
- فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
- جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
- وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
- ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
- عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
- كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
- نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ
- فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ
- وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
- سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
- تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
- فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
- رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
- يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
- عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
- تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما
- تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
- وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً
- بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ
- فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
- بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
- عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
- وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
- فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
- مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ
- تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
- يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ
- يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
- وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ
- فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
- وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ
- فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم
- لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ
- يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
- لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ
- وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
- وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
- مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
- وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ
- فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
- وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ
- فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
- كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ
- فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها
- قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ
- لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ
- بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ
- وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ
- فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ
- وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي
- عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ
- فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ
- لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ
- لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ
- لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ
- جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ
- سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ
- رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا
- غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ
- فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا
- إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ
- لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم
- دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ
- وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ
- وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ
- فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم
- عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ
- تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً
- صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ
- لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم
- إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ
- كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ
- لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ
- سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
- ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
- رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
- تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
- وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
- وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي
- وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
- يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ
- وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
- عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ
- وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
- يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
- وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
- يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
- وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
- وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
- وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ فَإِنَّهُ
- يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ
- وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
- إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ
- وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
- وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
- وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
- وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
- وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
- وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ
شرح أبيات قصيدة سئمت تكاليف الحياة
إليكم شرح أبيات قصيدة "سئمت تكاليف الحياة" للشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى، وتشمل:
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
- الشاعر هنا يتساءل إن كانت أم أوفى (وهي مكان كان يمر به الشاعر في رحلته) قد تغيرت أم بقيت على حالها. يشير إلى الدمنة، وهي آثار القدم أو آثار المعسكرات، ليدل على مرور الزمن. هذا البيت يعكس الحنين إلى المكان والذكريات التي تتعلق به.
- يصف الشاعر موقعًا آخر مرتبطًا بالمكان، و"حُومانَةُ الدُرّاج" هي ربما معالم معينة في المكان الذي عاش فيه الشاعر.
- يصف الشاعر دارًا قديمة لها علامات أو آثار قديمة، مثل "الوشم" على المعصم، مما يعكس ملامح الماضي والأزمنة الغابرة.
- يشير الشاعر إلى النساء اللاتي كان يراهنّ في الماضي، يصفهنّ بأنهن يسرن خلفه وهن يملكن جمالًا وطاقة، وأنهن ينهضن بسرعة بعد أن استرخين.
- يروي الشاعر أنه عاد إلى المكان بعد عشرين عامًا، ولم يعرفه كما كان، بسبب التغيرات التي حدثت مع مرور الزمن.
- يصف الشاعر معالم المكان بتفاصيل دقيقة، مثل الأحجار التي كانت تُستخدم في بناء المكان والتي لا تزال تظهر آثار الزمن عليها، مما يدل على عمر المكان وصموده.
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
- في هذه الأبيات، يعبر الشاعر عن الحنين إلى مكانٍ كان قد عاش فيه سابقًا، ويستكمل وصفه لهذا المكان بعد أن عاد إليه بعد فترة من الزمن. يبدأ بالحديث عن الدار التي عرفها ويخاطبها قائلاً: "ألا عِم صباحًا أيها الربع وسلم".
- ويستمر الشاعر في وصف الرحلة التي يمر بها ورفيقه، متسائلًا عما إذا كانت النساء قد عبرن من المنطقة الجبلية (العلياء فوق جرثوم). ويصف النساء بالقول إنهن محملاتٍ بأحمالٍ ثقيلة، وجاء في التفاصيل الحديث عن الخيول التي كانت تحملها في هذا المشهد البدوي.
- يُظهِر الشاعر كيف أن المكان، رغم مرور الزمن عليه، كان يتمتع بجمال وروعة، حيث وصف المنظر بأنه "أنيق" وجميل للعين. كما يذكر أنهن عندما وصلن في وقت مبكر، كنَّ جاهزاتٍ لهذا المنظر الساحر الذي أسَرَ عيون الناظرين.
- أبيات الشاعر تعكس الذكريات الطيبة عن تلك اللحظات الماضية، والتأمل في التفاصيل التي كانت تشير إلى الحياة البدوية والنشاطات المتعلقة بالقبائل، مثل الرحلات والخيول والنساء.
غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ
فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا
إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ
لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم
دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ
وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ
وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ
فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم
عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ
تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً
صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ
لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم
إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ
كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ
لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ
وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ فَإِنَّهُ
يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ
وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ
وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
- هذه الأبيات من قصيدة للشاعر زهير بن أبي سلمى ، وهي تعبير عن الحكمة والتأمل في الحياة والموت. في البداية، يشير الشاعر إلى الحروب التي خاضها قومه، حيث كانت الرماح والدماء هي سيدة الموقف. ثم ينتقل إلى الحديث عن الموت الذي يلاحق الجميع، وكيف أن الإنسان لا يمكنه تجنب القدر. وتظهر في الأبيات فلسفة الشاعر حول الزمن، حيث يلاحظ أن الحياة لا تدوم طويلًا، حتى لمن عاش طويلاً، كما في قوله: "سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم".
- ثم ينتقل الشاعر إلى التربية الأخلاقية، موجهًا نصائح حول كيفية العيش بكرامة وكيف يجب أن يتصرف المرء في مواقف مختلفة، مثل: ضرورة إكرام النفس وعدم التردد في الدفاع عن الحقوق، والابتعاد عن الظلم.
- كما يشير الشاعر إلى علاقة الإنسان بالآخرين، مشيرًا إلى أن من لا يتعامل بحذر في علاقاته مع الناس، سيُعرض نفسه للذم واللوم، فالحياة تعتمد على التوازن بين الكرامة والتواضع.
- الأبيات تشمل أيضًا بعض الأمثال الحكيمة حول الوفاء، الشجاعة، الصداقة، و الكرم، وتحث على تقوى الله ومراعاة المواقف.
ما معنى سئمت تكاليف الحياة ومن يعش؟
البيت "سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ" من قصيدة زهير بن أبي سلمى، ويعبر عن الملل من حياة مليئة بالتحديات والهموم. الشاعر يتحدث عن الشقاء والتعب الذي يعيشه الإنسان طوال حياته، مؤكداً أن من يعيش حياة طويلة تصل إلى ثمانين سنة قد يشعر بالملل ويأخذ منه اليأس، لأنه لم يعد يجد في الحياة شيئاً جديداً يثير اهتمامه. يشير الشطر الأول من البيت إلى التحمل والصبر على مشاق الحياة، بينما يتحدث الشطر الثاني عن التعب المزمن الذي يصيب الإنسان بعد سنوات طويلة من العيش.
- سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ: يعني أن الشاعر قد تعب من الصعاب التي يواجهها في حياته.
- من يَعِش ثمانين حولاً: يشير إلى الشخص الذي يطيل عمره ويمضي سنوات طويلة في الحياة.
- لا أبا لك يسأم: جملة تعبيرية تعني أن الشخص سيشعر بالملل بعد مرور كل هذه السنين.
المعنى العام يشير إلى التعب النفسي والملل الذي قد يصيب الإنسان من طول العمر ومعاناته في الحياة، وهي نظرة تعكس واقع الإنسان الجاهلي الذي يواجه مشاق الحياة بتحدي لكنه لا يملك وسيلة للخلاص من هذا العبء إلا في الموت.
إعراب سئمت تكاليف الحياة
إعراب البيت "سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ":
- سَئِمتُ: سَئِمتُ فعل ماضٍ مبني على السكون، والضمير ت ضمير متصل في محل رفع فاعل.
- تَكاليفَ:مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
- الحَياةِ:مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.
- وَمَن: الواو حرف عطف، و من اسم موصول مبني في محل رفع بدل من الفاعل في الجملة السابقة.
- يَعِشُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والضمير ي في محل رفع فاعل.
- ثَمانينَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
- حَولاً: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
- لا: حرف نفي مبني على السكون.
- أَبا: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
- لَكَ:حرف جر مبني على الكسر، و ك ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
- يَسَأَمُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والضمير ه في محل رفع فاعل.
شرح وتحليل قصيدة سئمت تكاليف الحياة
قصيدة "سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ" هي واحدة من أشهر أبيات الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى، والتي تعبر عن مشاعر اليأس والتعب من متاعب الحياة. القصيدة تعكس نظرة شاعر حكيم إلى الحياة والموت، وتتمحور حول استعراض فكرة طول العمر والمعاناة المستمرة.
- التعبير عن اليأس: يبدأ الشاعر بالقول "سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ"، مما يشير إلى أنه قد تعب من مشاق الحياة ومتاعبها، والتي تتضمن الأعباء الاجتماعية والمادية التي يفرضها الواقع.
- المرور بالزمن: الشطر الثاني "وَمَن يَعِشُ ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ" يعكس نظرة شاعرية للزمن الطويل الذي قد يؤدي بالإنسان إلى الشعور بالملل. العمر الطويل لا يعني بالضرورة حياة مليئة بالراحة أو السعادة، بل قد يصبح عبئًا على الشخص، مما يساهم في إحساسه بالإرهاق.
- الفلسفة الوجودية: يقدم الشاعر في أبياته مفهومًا فلسفيًا يتعلق بالحياة والموت. فالموت هو المخرج النهائي من هذه المتاعب، وهو أمر لا يمكن للإنسان الهروب منه. من خلال تعبيره عن ملله من الحياة، يوحي زهير بن أبي سلمى أن الإنسان لا يمكنه التحكم في مسار حياته أو في طول عمره، بل إن جميع الناس سيواجهون الموت في النهاية.
- البلاغة: يتميز الشاعر باستخدامه للأسلوب البلاغي من خلال التنقل بين أفكار واضحة، مما يجعل النص سهل الفهم ويترك أثراً عميقاً في النفس. كما أن استخدامه للمعنى الرمزي في تعبيره عن حياة الإنسان والموت يزيد من قوة الرسالة.
ما هو الغرض الرئيسي لمعلقة زهير بن أبي سلمى؟
زهير بن أبي سلمى، أحد شعراء المعلقات السبع، وُلد في نجد حوالي عام 520م. اشتهر بالصدق في الشعر وبأسلوبه الأخلاقي الحكيم.
- القصيدة: تعدّ جزءًا من معلقة زهير الشهيرة التي امتدح فيها ي مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف وهو صلح قبيلتي عبس وذبيان بعد حرب داحس والغبراء. هذه الأبيات تأتي كخلاصة فلسفية لتأملات زهير في الحياة.
الغرض الرئيسي: جاءت المعلقة كإشادة بجهود السلم بين القبائل ونبذ الحرب، وعبرت عن رؤية زهير للحياة.
نبذة عن كاتب قصيدة سئمت تكاليف الحياة
زهير بن أبي سلمى (حوالي 520-609م) هو أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي وواحد من المعلّقين السبعة الذين قيل إن قصائدهم كانت تُعلّق على جدران الكعبة. ينتمي زهير إلى قبيلة مُزَينة، وقد اشتهر بشعره الذي يعكس الحكمة والبلاغة، مع التركيز على المكارم والقيم الأخلاقية، ومن أبرز سمات شعره:
- التفكير العقلاني: اشتهر زهير بحكمته العميقة وواقعيته في التعبير عن التحولات الإنسانية والطبيعية، كما تجسد في قصائده نظرة متوازنة تجاه الحروب والصلح.
- الموضوعات: يتناول شعره مواضيع مثل الحرب، المصالحة، الكرم، والوفاء. من أبرز قصائده تلك التي تتعلق بنقد الحروب ودعوة للصلح.
- الشعر الوجداني: من أشهر ما يميز شعره أيضًا هو ما يطلق عليه الشعر الوجداني، حيث يعبر عن مشاعر الصدق والوفاء والصداقة، متأثرا بقيم مجتمعه الجاهلي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21126