آخر تحديث: 26/09/2021
شعر الإمام الشافعي.. مجموعة من أجمل أشعاره
الإمام عبد الله محمد بن إدريس الشافعي هو من الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي، اشتهر شعر الإمام الشافعي كثيرًا، بجانب مهارته في الرماية والترحال، وُلد الإمام في غزة.
الإمام محمد ابن إدريس الشافعي هو علم من أعلام الإسلام، وهو من أئمة الفقه، تتلمذ الإمام على يد الإمام ابن مالك، واشتهر الشافعي بشعره، في هذا المقال سنعرفك نبذة عن الإمام الشافعي وبعضًا من شعره.
من هو الإمام الشافعي؟
اتفق معظم الرواة على أن الشافعي:
- ولد في بلاد الشام بغزة وأن غالبية مؤرخي الفقهاء وكتاب طبقاتهم متفقون على ذلك، ولكن هناك الروايات التالية بجانب هذه الرواية تقول أنه ولدوا في عسقلان، التي تبعد ثلاثة فراسخ من غزة.
- وعامة المؤرخون يرجعون نسبه إلى قريش فهو من مواليد المطلب، واسمه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن الصائب بن عبيد بن عبد يزيد، بن هاشم، بن آل- مطلب بن عبد مناف، ويلتقي نبينا في عبد مناف.
- ويتفق أنه عاش حياة الأيتام الفقراء وحفظ القرآن، وأن ذكاءه الكبير ظهر بسرعة حفظه، ثم بعد حفظ القرآن اتجه إلى حفظ الأحاديث.
- وكان حريصاً على جمع الأحاديث والاستماع إليها وحفظها، وكان يحفظ بالسمه ثم ينقل ما حفظه على الخزف، وأحياناً على الجلود.
- طلب الإمام الشافعي علوم الدين في مكة، حتى بلغ شأنًا عظيمًا فيها ثم أذن له مسلم بن خالد الزنجي بالفتوى، وقال له: افت يا أبا عبد الله، فقد آن لك أن تفتي.
- كان هذا الوقت انتشر فيه اسم الإمام مالك، وقد بلغ الكثير من العلم والأحاديث، لذا استعار الموطأ كم رجل في مكة وقرأه وحفظه ثم انتقل إلى يثرب لطلب العلم.
- ذهب الشافعي إلى مالك حاملاً خطاب توصية من أمير مكة، وبهذه الهجرة بدأت حياة الشافعي تتحول كليًا إلى الفقه.
- وعندما رآه مالك فَقَالَ لَهُ: يا محمد! اتق الله، واجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بالمعصية. ثم قال له: إذا ما جاء الغد تجيء ويجيء ما يقرأ لك.
- يا محمد! اتق الله واحذر من العصيان، لأنه يعنيك. أنار الله قلبك، فلا تطفئه بالتمرد. ثم قال لها: إن جاء غدا، ستأتي، وما سيقرأ لك سيأتي.
- ويقول الشافعي: فغدوت عليه وابتدأت أن أقرأ ظاهرا والكتاب في يدي، فكلما تهيبت مالكا وأردت أن أقطع أعجبه حسن قراءتي وإعرابي فيقول: يا فتى زد، حتى قرأته عليه في أيام يسيرة.
نبذة عن حياة الإمام الشافعي
- كان عالمًا شافعيًا رحالة، هاجر من مكة إلى المدينة، أولًا تلميذًا للإمام مالك بن أنس، وتبعه حتى وفاته، ثم ذهب إلى اليمن للعمل هناك، ثم هاجر وذهب إلى بغداد عام 184 هـ، درس المذهب الحنفي، وفقه الحجاز (المذهب المالكي)، وفقه العراق (المذهب الحنفي).
- عاد الشافعي من رحلته إلى العراق ليبقى في مكة تسع سنوات، ومعه فقه جديد يجمع بين فقهين، فقه "أهل الفكر" و"فقه أهل الحديث".
- نشط في تدريس العلوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وكانت مواسم الحج مناسبة للقاء عدد من كبار العلماء، وحضر مجلسه أناس من جميع الدول.
- ومرة أخرى ذهب إلى بغداد عام 195 وحضره علماء وأسس مجلسا للعلوم وجاء الطلاب من كل مكان، ألف كتاب الرسالة الذي أرسى أسس علم أصول الفقه، ثم ذهب إلى مصر عام 199 هـ.
- راجع الإمام الشافعي في مصر بعض جوانب عقيدته وألف كتاب "الرسالة" الذي كتبه لأول مرة في بغداد، وبدأ في نشر تعاليمه الجديدة وتعليمها لطلبة العلوم.
- قصده الكثير من الطلاب من أهل الشام والعراق واليمن ومناطق أخرى ومصريين ليتعلموا منه ويستمعوا إلى كتاباته الجديدة، حتى وفاته في مصر عام 204 هجريًا.
شعر الإمام الشافعي
في هذه الفقرة نقدم لكم بعضًا من أشعار الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء:
- دع الأيام تفعـل مـا تشـاء
- وطب نفساً إذا حكم القضـاء
- ولا تـجزع لحادثـه الليالـي
- فما لحوادث الدنيا بقـاء
- وكن رجلاً على الأهـوال جلدا
- وشيمتك السماحـة والوفـاء
- وإن كثرت عيوبك في البرايـا
- وسرك أن يكـون لهـا غطـاء
- تستر بالسخـاء فكـل عيـب
- يغطيه كمـا قيـل السخـاء
- ولا ترى للأعـادي قـط ذلاً
- فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
- ولا تـرج السماحة من بخيـل
- فما في النار للظمـآن مـاء
- ورزقك ليس ينقصـه التأنـي
- وليس يزيد في الرزق العناء
- ولا حـزن يـدوم ولا سـرور
- ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
- إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع
- فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
- ومن نزلـت بساحتـه المنايـا
- فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
- وأرض الله واسـعـة ولكـن
- إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
- دع الأيام تغـدر كـل حيـن
- فما يغني عن الموت الـدواء
إليك إله الخلق أرفع رغبتي
- إليك إله الخلق أرفع رغبتي
- وإن كنت ياذا المن والجود مجرما
- ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
- جعلت الرجا مني لعفوك سلما
- تعاظمني ذنبي فلما قرنته
- بعفوك ربي كان عفوك أعظما
- فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تـزل
- تجـود وتعفـو منة وتكرما
- فلولاك لم يصمد لإبليس عابـد
- فيكف وقد أغـوى صفيك آدما
- فلله در العارف الندب أنه
- تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
- يقيم إذا ما الليل مد ظلامه
- على نفسه من شدة الخوف مأتما
- فصيحاً إذا ما كان في ذكر به
- وفي ما سواه في الورى كان أعجما
- ويذكر أياما مضت من شبابه
- وما كان فيها بالجهالة أجرما
- فصار قرين الهم طول نهاره
- أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
- يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي
- كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنما
- ألست الـذي غذيتني وهديتني
- ولا زلت مناناً علـي ومنعما
- عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي
- ويستـر أوزاري وما قـد تقدما
سمات أشعار الإمام الشافعي:
وبحسب الشافعي، فإن ملامح شعره هي:
1. الأخلاق:
- تركز معظم قصائد الشافعي على القضايا الاجتماعية، وخاصة جانبه الأخلاقي، ونواقص الحياة.
- كانت ملكته الشعرية مفتونة اجتماعياً، فبدأت تدرس ما يحدث في المجتمع من إبداعات وصفات بشرية وأفكار، وشعر اجتماعي يدرس أخلاق الناس وطبيعة الخصائص الإنسانية التي تنبثق عنها.
- لذلك، يكاد يكون شعره مقيدًا بالطبيعة الطيبة والشريرة لشخصيته، بما يهتم به الضمير الإنساني من العلاء والضعف، وبقوة الروح وضعفها.
- هذا لا يعني أنها بعيدة عن مجال الجماليات، بل هي في حد ذاتها بين مجالات الأخلاق والجمال "العلاقة بين الأحكام الجمالية والأحكام الأخلاقية قريبة من العلاقة بين مجالي الجمال والخير".
2. السهل الممتنع:
- أما الجانب الفني في الشعر الشافعي فهو سهله وبساطته التزم بالوضوح وأسلوبيًا لا يميل إلى خلق صور شعرية مقعرة وملتوية، ويريد الوصول بفكره لإقناع العقول.
- إذا كان الغرض من علمه هو الحصول على أفكار الناس، لذلك يجب أن تكون الطريقة سلسة، خالية من الغموض أو التعقيد، حتى يتمكن الطالب من الفهم بأسهل رؤية وأبسط فهم، وفي بعض الأشعار نلاحظ أنه يتعمد إخفاء المعنى.
في هذا المقال قدمنا لكم بعضًا من شعر الإمام الشافعي بجانب نبذة عن حياته وأكثر سمات شعره وضوحًا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10507
تم النسخ
لم يتم النسخ