كتابة :
آخر تحديث: 26/04/2020

عقدة اوديب

تعد عقدة اوديب من بين أكثر العقد النفسية انتشارا في صفوف الأطفال، والكثير من الآباء يجهلون تماما ماهية هذه العقدة ويتعاملون معها بشكل عفوي. لنتعرف على أعراضها وكيفية علاجها.
عقدة اوديب

عقدة أوديب

عقدة اوديب Oedipus Complex مصطلح استوحاه الطبيب النمساوي سيجموند فرويد من أسطورة أوديب الإغريقية الشهيرة، ويستخدم هذا المصطلح لوصف مشاعر الطفل الذكر تجاه والدته، وارتباطه الشديد بها، في مقابل شعوره بالنفور والكره تجاه والده الذي يشاركه أمه.

أسطورة أوديب

"عقدة اوديب" أتت من أسطورة أوديب الاغريقية، واسم أوديب هنا يقصد به صاحب الأقدام المتورمة، وتدور أحداث هذه الأسطورة حول ملك طيبة المدعو "لايوس"، الذي تنبأ له أحد العرافين بأنه سيقتل من طرف ابنه، وأن هذا الأخير سيتزوج زوجته، حيت كانت زوجته حاملا آنذاك.

وحينما ولدت زوجة هذا الملك، أمر بأن تدق مسامير بأقدام مولوده، ويتم رميه من فوق الجبل، وهذا هو المغزى من اسم أوديب، ولكن خادم الملك الذي كلف بهذه المهمة، أبى القيام بذلك الفعل الشنيع بحق طفل بريء، فقام ببيعه لمزارع بمحيط ذلك الجبل، ليقوم هذا الأخير بسبب شفقته على هذا الطفل بتسليمه لملك كورنته ليتخذه ابنا له ولزوجته بحكم كونه عقيما، فتكلف هذا الملك برعايته وتربيته إلى أن شب وأصبح يافعا.

وفي أحد الأيام قام أحد المستبصرين بقراءة مستقبل أوديب، وقال له بأنه سيقتل أباه ويتزوج أمه، فانزعج أوديب من هذا الأمر فرحل عن بلده هربا من مصيره.

وفي طريقه لدخول بلاد طيبة، التقى بموكب الملك لايوس (والده الحقيقي)، فدار بينهما شجار فقتله هو ومن معه من حراس، وحينما أراد أوديب دخول طيبة منعته لعنة سفنكس من الدخول، فدخول هذه البلاد وخروجها يلزمه أولا حل اللغز الذي ستطرحه عليه سفنكس، ولحسن حظ أوديب فقد أجاب على اللغز الذي كان عبارة عن سؤال؛ "ما هو المخلوق الذي له قدم أحيانا، وأحيانا أخرى ثلاثة أقدام، وأحيانا أخرى أربعة أقدام؟ وكلما زاد عدد أقدامه كلما ضعفت قوته الجسمانية".

وبحل أوديب لهذا اللغز كتبت نهاية هذه اللعنة، وتم تخليص بلاد طيبة منها، فكان بذلك أوديب جديرا بأن يتولى خلافة الملك ويتزوج أرملته دون أن يدري بأنها أمه الحقيقية.

وبعد زواج أوديب من أرملة الملك وإنجابه طفلة منها، جاءه أحد العرافين وبلغه حقيقة أنه قتل أباه وتزوج أمه، فما كان من أوديب إلا أن يفقأ عينيه الاثنتين بيديه عقابا لإثمه العظيم الذي لا يغتفر، فيما همت زوجته التي هي أمه بوضع حد لحياتها عبر شنق نفسها، لعدم تحملها هول تلك المصيبة.

أعراض عقدة اوديب

تتضمن بعض علامات وأعراض إصابة الطفل بما يعرف بعقدة أوديب، ما يأتي:

  • شعور الطفل بالغيرة الشديدة والمبالغ فيها على أمه.
  • إصرار الطفل على النوم بين والديه.
  • تصرف الطفل بلطف مع أمه، في مقابل معاداته لأبيه ومنعه من الاقتراب منها.
  • رغبة الطفل في سفر والده لمدة طويلة حتى يتفرد بأمه ويبقى معها وحده.
  • إبداء الطفل رفضه الكلي لأي مظهر من مظاهر الحميمية والدفء التي تجمع بين والديه.

كما أن لهذه العقدة نسخة أنثوية إن صح التعبير، ويسميها سيجموند فرويد "عقدة إلكترا"، وتجتاز فيها الفتاة التجربة نفسها ولكن هذه المرة مع أبيها. وتظهر علامات عقدة إلكترا هذه، في غيرة الطفلة الشديدة على أبيها من أمها، إضافة إلى كرهها الشديد لهذه الأخيرة، كما تشمل هذه العلامات أيضا تصريح الفتاة المتكرر برغبتها في الزواج من أبيها عندما تكبر.

علاج عقدة اوديب

عقدة أوديب تعد مرحلة طبيعية يمر منها كل شخص، غير أن هذه العقدة يمكن أن تتطور وتصبح خطيرة، ولكن في الغالب الأعم يمكن للطفل التخلص منها بمجرد نضوجه الطبيعي وفهمه لقيم المجتمع، ولكن في حالة ما لم يستطع التخلص منها وتجاوزها، فإنه يمر إلى مرحلة التثبيت، مما يعني ثبات الطفل بتعلقه بأمه حتى يكبر فيبحث عن شريكة طبق الأصل لأمه ليتزوج بها.

وتخليص الطفل من عقدة أوديب هذه، يقتضي ضرورة اتباع مجموعة من الاقتراحات والنصائح الخاصة بتعامل الوالدين مع أطفالهم، ومن قبيل هذه النصائح:

  • معاملة الأطفال بالتساوي وعدم التمييز بينهم بسبب الجنس مطلقا.
  • وضع الطفل أمام واقع أن له والدين وهما زوجان تختلف علاقتهما ببعضهما عن علاقته بكل واحد منهما.
  • عدم السماح للطفل بالنوم مع والديه في غرفة واحدة وفي سرير واحد.
  • عدم السماح للطفل بالتقبيل بالفم.

وعموما فعقدة أوديب تنتهي بمجرد النضوج الطبيعي للطفل، حيث يقوم النظام الدفاعي اللاواعي لديه بكبث ميولاته الشاذة تلك تجاه والدته، كما يصحح علاقته التنافسية والعدائية مع والده، فيميل بذلك الطفل إلى اتخاذ والده قدوة له، حيث يدرك أخيرا بأنه لا يمكن مطلقا أن يأخذ مكان والده، لهذا فعندما يشب ويكبر قد يلجأ للبحث عن شريكة حياة شبيهة بوالدته.

على الرغم من أن عقدة أوديب لا تشكل مشكلة بحد ذاتها، إلا أنه يمكن أن تترتب عنها نتائج سلبية في حالة عجز الطفل عن التخلص منها، فتترك وقعا سيئا على نضوجه الطبيعي، وفي الكثير من الأحيان يمكن أن تمر هذه العقدة مرور الكرام على الطفل دون أن تخلف أية مشاكل تذكر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ