كيف احبب نفسي في الصلاة حتى أتعلق بها؟
كيف احبب نفسي في الصلاة
يقول الله تعالى في مُحكم آياته: "فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰبًا مَّوْقُوتًا"، أي أنها فرضٌ وركنٌ من أركان الإسلام الخمسة التي لا يجب التهاون بها أو إسقاطها من الحياة اليومية، لأنها معبر الوصول إلى الله تعالى والحياة الآخرة، إنها أحب الأعمال الصالحات إلى الله سبحانه وتعالى ولن تغني عن أي عمل آخر مهما عظُمَ قدره.
وحتى تصل إلى استشعار لذة الصلاة والتعلق بها، إليك هذه النصائح الآتية:
الصبر على العبادة
- تتطلب الصلاة الصبر فهي عبادة يومية تتم خمس مرات على مدار اليوم، وربما يفقد المرء الحماس أو الشغف ويشعر بالملل ويؤديها لمجرد أنها فرض، لذا يجب الصبر ومجاهدة النفس على هذه الطاعة وتحفيز النفس عليها لتصبح هي أهم أولوياتك بمجرد أن تسمع صوت الأذان وتجد نفسك منطلقًا لأدائها قبل أي عمل آخر.
استشعر حضور الله معك
- تأكد قبل أي شيء بأن الله أقرب إليك من حبل الوريد، وحاول أن تستحضر في نفسك شعور أن الله تعالى يناديك وأنه يريدك جل جلاله، فإذا تأملت هذا المعنى ستستشعر حضوره عز وجل معك، لتجد نفسك تتعلق بالصلاة وتحب مقابلته بهذه الصلة وقت سماعك الأذان، لتلبي النداء على الفور، فما أعظمها من تلبية.
أثري علاقتك بالله بجوارحك
- إن مشاعر الحب من أرقى ما يمكن للتلذذ بها وبذل أقصى جهد دون أن تضجر أو تشعر بتعب، وإثراء علاقتك بالله هي أفضل الأولويات، فعندما تحب الله عز وجل بكل جوارحك بصدق ويقين وتتفكّر في ما أنعم به عليك، وتدبر عطاياه ورحمته بك، ستجعل قلبك متلهفًا للقائه في أداء الصلوات، ومترقبًا لكل ما تفعله حتى تُدرِكُك محبته ويقبلك.
التحلي بلين القلب
- لتحب الصلاة وتصل إلى مرحلة التلذذ بأدائها دون أن تمَل أو تكِلّ، عليك بالخشوع ولكي تبلغ هذه المكانة ينبغي أن تتحلى بلين القلب، فهو اللبنة الأساسية التي تجعلك تستشعر كل ما تفعل، ستجد نفسك تتعلق بالصلاة وعند سماعك الأذان يترقق قلبك وتجد في نفسك حلاوة الإقبال عليها بكل طمأنينة.
كن متيقن بأن الصلاة راحة للقلوب
- إذا وصلت لمرحلة إدراك أن الصلاة هي سبيلك وطريقك إلى راحة قلبك من الهموم والمتاعب الدنيوية، وبأن كل ما ضاق عليك أمر قمت تتوضأ وتصلي، ستجد أنك مهما ذهبت إلى أبعد حدود العالم ليس لك إلا الله والوصول إليه بالصلاة وهذا سيجعلك متيقنًا بأن السكينة والاطمئنان لن يأتيا بغيرها أبدا.
ماذا افعل لكي احب الصلاة؟
إليك أسرار كيف احبب نفسي في الصلاة ستساعدك على أن تحافظ على صلاتك وتتلهف إليها كلما سمعت نداء الله أكبر حي على الصلاة، وذلك على النحو الآتي:
- خصص منبه للصلاة واجعل التنبيه قبل كل صلاة مفروضة بخمس أو عشر دقائق عن وقتها الأصلي استعدادًا لها بالتوضأ وانتظار سماع الأذان.
- حاول انتقاء صحبة صالحة من الأصدقاء ملتزمون بأداء الصلاة لإعانتك على أن تحافظ عليها في أوقاتها.
- اجعل لك وِرد يومي من كتاب الله تعالى تداوم على قراءته وحفظه.
- حافظ على أداء السنن والنوافل.
- استأذن من معك مهما كان هذا الشخص عند سماعك الأذان لتقم إلى الصلاة.
- أكثر من الاستغفار.
- تضرّع إلى الله بالدعاء وأن يُعينك على عبادته وطاعته.
فوائد الصلاة
حتى تعرف كيف احبب نفسي في الصلاة لابد من تأمل فوائدها وأهميتها بالنسبة للمرء المسلم نفسيًا وبدنيًا، وذلك فيما يلي:
- عبادة الصلاة تشرح الصدر وتجعله في حالة من السكينة والهدوء الروحاني.
- أداء الصلوات يغسل الذنوب والخطايا، فبين كل صلاة وأخرى يسقط عنك ذنب وترفع لك حسنات.
- تعزيز استقرار العقل والتفكير والحالة المزاجية عمومًا.
- حركات الصلاة التي يؤديها المرء المسلم تعد تمرينات تساعد على علاج الحالات العصبية والعضلية المختلفة، إضافة إلى تحسين الدورة الدموية.
- تساهم حركات الصلاة في جعل الدماغ يعمل بشكل أفضل خاصة عند السجود الذي يفيد في تنشيط الدورة الدموية، وهذا بدوره يساعد على علاج الخوف والقلق والاضطرابات النفسية.
- كما أن أداء الصلاة بخشوع تعالج بعض أنواع من المشكلات النفسية والمشاعر السلبية التي أغلبها يتعلق بمعاملاتنا الحياتية مع الآخرين.
كيف أحب الصلاة ولا أتركها
هناك أمور تساعد على كيف احبب نفسي في الصلاة وأواظب عليها منها ما يلي:
- المبادرة بالإسراع إلى أداء فريضة الصلاة عند سماع الأذان والتوجه إلى المسجد للوقوف في الصفوف الأولى.
- الحرص على الوضوء باستمرار وكلما انتقض يتوضأ مرة أخرى.
- استحباب الاستماع إلى القرآن الكريم بأصوات تجعلك تستشعر عظمته ليتعلق القلب بالله وإذا تعلق القلب بالله هداه السبيل وألهمه الطاعات والحفاظ عليها.
- قضاء الصلاة الفائتة قبل دخول الوقت الآخر، حتى لا يتراكم عددها ثم يحدث تكاسل عنها ويتركها.
- تجنب التسويف لأنه سبب التكاسل عن أداء الصلاة، فهذه طاعة وعبادة مفروضة وجاءت في الركن الثاني من أركان الإسلام ولا يجوز تركها أو التكاسل عنها مهما كان من المشاغل اليومية.
ما سبب عدم الرغبة في الصلاة؟
لعلك تتساءل عن أسباب عدم الرغبة في الصلاة أو عدم القدرة على المحافظة عليها بانتظام، فإليك أهم الأسباب كما يلي:
- الفتور وضعف إقبال المرء المسلم على الله عز وجل لضعف إيمانه نتيجة انشغاله بالدنيا.
- فعل المنكرات والمعاصي التي تقلل من الإقبال على الطاعة، إذ أن من آثار الخطايا على العبد أن يُحرَم من العبادات لكرهه لقاء الله فكره الله لقاءه أعاذنا الله وإيّاكم.
- أن يستخف العبد بما أمر الله عز وجل ونهى عنه والجهل بما سيترتب على ذلك.
- عدم الاطلاع وقراءة القرآن الكريم لإدراك منافع الصلاة وفوائدها ودرجة أهميتها في الإسلام وبمنافعها في الدنيا والآخرة.
- الجهل بقيمة الصلاة في القرآن، فقد جاء ذكر كلمة الصلاة 67 مرة في 62 آية في 28 سورة، ليتبيّن المرء المسلم مدى أهميتها عند الله تعالى.
كيف أصبح مدمن على الصلاة؟
قال الله تعالى في كتابه العزيز: "حَٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ"، (سورة البقرة: 238)، وقال تعالى: "إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰبًا مَّوْقُوتًا"، (سورة النساء: 103)، وقال تعالى: "فَخَلَفَ مِنۢ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَٰتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"، (سورة مريم: 59).
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "ليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة"، وقال صلوات الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه).
وفي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "ولا تترك صلاة مكتوبة، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمّة"، لذا فإن ترك الصلاة وعدم إعانة النفس على أدائها ظُلمٌ شديدٌ لها وحتى تستحبب الصلاة وتُقبل عليها قم بالآتي:
- الابتعاد عن رُفقاء السوء ومجالس السفهاء وقليلي العلم والدين من الجهلاء.
- كما يجب الابتعاد عن وسائل اللهو وكل ما يشغل النفس عن الطاعة.
- الدعاء وطلب الثبات على الصلاة والإلحاح على الله تعالى بالهداية والتوبة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20881