كتابة :
آخر تحديث: 21/01/2021

كيف تكون سعيدًا مع شريك حياتك؟

يتبادر إلى ذهن العديد سؤال مهم يطرح نفسه بشدة وسط تلك الضغوط النفسية والحياتية والعملية والمهنية والعائلية التي يعيش فيها الإنسان كل يوم.
ولكن الإجابة رغم ذلك على سؤال، كيف تكون سعيدًا ؟ ليس صعباً، ففي الحقيقة السعادة ممكنة ووصل إليها كثيرين، خاصة من الذين عانوا الكثير من الأحزان، فهم من قسوة اللحظات الصعبة يعرفون قيمة السعادة، ويعرفون كيف يحافظون عليها رغم كل الضغوط المختلفة الأنواع.
كيف تكون سعيدًا مع شريك حياتك؟

كيف تكون سعيدًا في أسرتك؟

يخطئ من يتصور أن السعادة شعور دائم لا ينقطع، وشعور يجب الحفاظ عليه طوال الوقت مهما كانت الظروف، فتلك في الحقيقة أهداف خيالية لا واقع لها، فالأنسان يمر بالعديد والعديد من الحالات التي تشغله عن السعادة، حالة من القلق والترقب والخوف وغيرها من المشاعر والانفعالات التي تجتاح الإنسان كل يوم.

ولكن السعادة مع الأسرة شيء آخر، فالبيت هو آخر مكان ينهي به الإنسان يومه، فيجب أن يكون هذا المكان إن لم يكن به أسباب السعادة فلا يدعو إلى الحزن.

ويعتقد البعض أن السعادة تعني أن لا مشاكل أو تعارف في المصالح، فالسعادة لا تعني عدم وجود المشاكل، ولكن تعني أن الإنسان يستطيع الحفاظ على شعوره بالسعادة والرضا رغم المشاكل, وهذا الأمر لا يصل إليه الإنسان بضربة حظ أو موهبة شخصية، ولكن بذكاء عاطفي وانفعالي يتعامل به الإنسان مع نفسه ومع من حوله.

فالوعي بكل فرد من أفراد الأسرة ومعرفة سماتهم الشخصية والنفسية أمر في منتهى الأهمية لتحقيق السعادة، فبذلك الوعي يمكن للإنسان الاستفادة من مميزات الشخصية وتجنب السلبيات التي قد نجدها في تلك الشخصية، بل وتوقع الأفعال التي تنتج عن تلك الصفات السلبية للتمكن من التعامل معها وعلاجها.

أهم سبب لضياع السعادة في الأسرة

أهم سبب في ضياع السعادة في الأسرة تتمثل في الأتي:

هو غياب التواصل فيما بينهم، فالتواصل بين الأجيال هام جداً، والتواصل بين الأب وابنه مهم جداً، والتواصل بين الأسرة والعالم الخارجي مهم جداً, فلا يجوز أن يكون رب الأسرة في تواصل تام مع المجتمع الخارجي بينما الإناث لا يملكون أية خبرات في التعامل مع العالم الخارجي، أو أن يكون أحد أبناء الأسرة لديه احتياجات خاصة ولا يتمتع بالتواصل مع العالم الخارجي تحت مسمى الحماية الخاصة به، فإنها في تلك اللحظة تكون حماية زائدة.

فالتواصل الواعي الذي يدرك فيه الإنسان كيف يمكنه حماية نفسه عند مواجهة المشكلات، هو الحل وليس الانعزال في المنزل وتخوف من مواجهة المشكلات.

كيف تكون سعيدًا في مهنتك؟

إن السعادة المهنية ربما كانت حلم من الأحلام لدى البعض، ويكتفون بالرضا الوظيفي، وهو أن يكون الإنسان راض عن نفسه وهو يمارس المهنة التي يمتهنها في مجتمعه.

ذلك لأن السعادة الحقيقية تكون بتحقيق الأهداف والتفوق، والتفوق بشكل عام لا يناله كل إنسان يمارس المهنة، ولكن المتفوقون فقط في تلك المهنة.

فسعادة الفوز بالبطولات الرياضية لا ينالها إلا النادي الفائز بالبطولة، أما باقي الأندية فلا تحصل على السعادة الكاملة.

أهم عائق لتحقيق السعادة المهنية

أن أهم العوائق التي تواجه الإنسان لتحقيق السعادة المهنية تتمثل في:

اختيار الإنسان للمهنة المناسبة له، فكثير من الناس لا يختارون المجال المناسب لهم، ولكن يختارون ما يرضي القيم المجتمعية، أو يختارون مجالاتهم بعشوائية.

وهنا يجب التنبيه على أهمية وعي الإنسان بقدراته، ووعيه بنفسه، فهذا الأمر في منتهى الأهمية لكي يحصل الإنسان على المهنة المناسبة له، فكيف للإنسان أن يختار المهنة المناسبة له وهو لا يدرك نوع الذكاء الخاص به؟

كيف تحقق السعادة مع شريك الحياة؟

تمر بمراحل عديدة تؤثر على اختيارك لشريك الحياة وتحدد مدى سعادتك معه، تلك المراحل تبدأ من السنين المبكرة لك عزيزي القارئ، نعم، فالتكوين النفسي لك من البداية له دور كبير في صنع الصورة الذهنية التي تكونها لنفسك عن نفسك من جهة وللجنس الآخر من جهة أخرى.

وبمعنى أدق، كلما كانت صورتك الذهنية عن نفسك وعن الجنس الآخر سليمة وصحيحة، كلما كانت فرص سعادتك مع شريك الحياة قوية جداً، وكلما كانت الصورة الذهنية التي تملكها مريضة وبها العديد من المغالطات، كلما كانت فرص السعادة مع شريك الحياة قليلة جداً، حتى وإن كانت البدايات رائعة، فالعبرة بالطريق والخواتيم.

وتلك الصورة الذهنية تتكون من وقت مبكر، في علاقتك عزيزي القارئ بأمك وأختك، وعلاقتك عزيزتي القارئة بوالدتك وأخوكِ، وكيفية تعاملك مع المواقف الصعبة معهم.

فالمواقف الصعبة جزء لا يتجزأ من تلك الحياة، وهي الكاشفة عن قدرات البشر، ولا يمكن الحياة بأي حال من الأحوال بدون مواقف صعبة، ولكن المهم هو كيفية التعامل معها.

لذا ننصح دائماً بعدم التسرع في حسم بعض المشكلات بشكل خاطئ، لأن المشاكل مع الأهل والأصدقاء لها تأثير كبير في اختيار شريك الحياة.

عوامل تساعد على السعادة مع شريك الحياة

هناك عوامل كثيرة تساعد على تصحيح الصورة الذهنية والحفاظ على صحتها عن شريك الحياة، وذلك حتى تتمكن من تحقيق السعادة معه رغم وجود المشكلات, ومن تلك العوامل المهمة التي تساعد على تحقيق السعادة مع شريك الحياة الأتي:

التأني في الانفعالات، نعم، فلا تتسرع في انفعالاتك مهما كانت الضغوط، فلا الفرحة الجارفة دليل سعادة حقيقية، ولا الحزن الشديد دليل اكتئاب دائماً، فيجب عليك أن تتحكم في مشاعرك، وأحكامك على الأمور، فتضع حداً دائماً لغضبك وحداً أيضاً لفرحك، وأن تتأكد دائماً من صدق الأخبار والمعلومات التي تأتيك عن كل ما حولك.

فشريك الحياة ليس ملاكاً بلا أخطاء، كل ما في الأمر أن العيوب لم تظهر بعد، فإذا ظهرت العيوب وأنت مستعداً لها ولتتعامل معها وتقبلها ومعالجتها، استطعت أن تحافظ على السعادة رغم وجود العيوب.

أما إذا توقعت أن شريك الحياة بلا عيوب، ولم تستعد لها، ولم تدرس طباعه بشكل جيد، فأنت هنا بتلك الحالة إنسان حالم غير واقعي، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض بلا أخطاء، ولكن يوجد إنسان يعمل دائماً على تصحيح خطؤه باستمرار، ذلك هو الفارق.

فتوقع دائماً الجانب الآخر من الصورة، فكل الألوان تتكامل مع بعضها، الأبيض مع الاسود، وكذلك كل ألوان المشاعر والانفعالات تتكامل مع بعضها البعض، الحزن مع الفرح مع الخوف مع كل الانفعالات، تتكامل في صنع إنساناً متزناً.

فالهدف ليس أن تبقى سعيداً مدى الحياة، ولكن الهدف أن لا تبقى في مساحة الحزن فترة طويلة، فالإنسان يمر بكافة الألوان في اليوم الواحد وربما في الدقيقة الواحدة، ولكن المهم هو أن لا تبقى في مساحة الحزن أو الذهول أو الاكتئاب معتقداً أن تلك هي الحياة.

وأخيراً ..أتمنى أن أكون قد وفقت في إجابة هذا السؤال الصعب، كيف تكون سعيداً؟ .. لأن الإجابة على هذا السؤال تختلف من شخص لآخر، ومن بيئة لأخرى ومن لحظة لأخرى، فكل لحظة تتجدد فيها الحياة تكون هناك طريقة جديدة لصنع السعادة بها، لأن السعادة ليست وسيلة تحققها بطريقة واحدة، بل هي في الحقيقة وعي باللحظة ووعي بالحياة ووعي بصعوبات الحياة وأفراحها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ