كتابة :
آخر تحديث: 28/07/2024

محو الذكريات السيئة من العقل الباطن

هناك أهمية كبيرة لإجابة هذا السؤال، كيف تنسى الذكريات المؤلمة؟ حيث أن كثيرين يتعرضون لأزمات كبيرة بسبب عدم قدرتهم على نسيان الذكريات المؤلمة، لذلك سنحاول في تلك المقالة في موقع مفاهيم مناقشة هذا الموضوع. وهناك صعوبة كبيرة في مواجهة إجابة هذا السؤال، والسر في ذلك يكمن في حالة الندم والحزن التي تبدو على الإنسان ندما على ما حدث في الماضي، وقد يحدث ذلك في عدة أشكال، فقد يحدث مع فقدان علاقة عاطفية، أو انفصال بعد زواج مؤلم، أو فشل في الدراسة، أو غير ذلك من الذكريات المؤلمة التي يحاول الإنسان نسيانها دون جدوى، ويكمن السؤال الذي يطرح نفسه، وهو ما الذي يدعو الإنسان إلى عدم القدرة على النسيان؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة.
محو الذكريات السيئة من العقل الباطن

لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل؟

  • يكمن السر وراء عدم القدرة على نسيان الذكريات المؤلمة في عدم استيعاب لما حدث من أحداث في الماضي، ويحدث ذلك حين يكون الإنسان غير مدرك لحقيقة الأشخاص الذين دخلوا حياته اعتقاداً منه أنهم لن يصدر منهم تصرف ما في وقت ما.
  • وحدوث تلك الأخطاء في التواصل مع الناس أمر وارد وطبيعي، حيث أن هناك الكثير من الأشخاص لا نستطيع الوصول لحقائق صفاتهم إلا بعد الدخول معهم في تجارب حقيقية.
  • وبعد الصدمة يكون الإنسان في حالة خوف وعدم قدرة على تصور المستقبل، ويظل يسأل المصدوم نفسه عن سر ما حدث في الماضي دون وجود إجابة مقنعة.
  • فمثلاً يظل المحب في حالة تساؤل بينه وبين نفسه بعد الانفصال عن حبيبه وهو يسأل كيف اتخذ حبيبه قراراً بالفراق بتلك السهولة.
  • ويظل الإنسان في حالة من التوتر وعدم التصديق للماضي بشكل يضيع منه الحاضر والمستقبل دون وجود إجابة حقيقية لهذا التساؤل.
  • وقد يحدث أن يظل المصدوم في حالة متابعة لنفس الشخص ظناً منه أنه قد يعود، ولكن هذا لا يحدث، أو قد يقول لنفسه أنه لا يستطيع الحياة بدونه.

كيف ننسى الذكريات المؤلمة من العقل الباطن

أولى خطوات الحل تلك المشكلة التي يمكن من خلالها محو الذكريات المؤلمة من العقل الباطن ونسيانها، تتمثل في الخطوات الآتية:

1. الحوار مع النفس (العلاج السلوكي المعرفي)

  • جدير بالذكر أن علماء النفس يؤكدون على أهمية الحوار بين الإنسان ونفسه والعبارات التي يقولها الإنسان لنفسه، حيث أن لها دور كبير في صنع الحالة النفسة التي يكون عليها الإنسان في تلك الحياة.
  • وهنا يقول الإنسان المصدوم لنفسه عدة عبارات تعتبر نوع من أنواع المصايد للأخطاء النفسية التي يجب أن ينجو منها أي مصدوم.
  • تلك العبارات التي إن غيرها الإنسان واتخذ سبيلاً آخر من الحوار بينه وبين نفسه، فإنها بالفعل ستكون أولى خطوات الحل بشكل أكيد لا محالة.
  • فتغيير القناعات يبدأ بتغيير العبارات التي يقولها الإنسان لنفسه، تلك العبارات التي سنحاول ذكرها في السطور القادمة للوقاية من المصائد الخاطئة.

2. تغيير فكرة أنك لن تستطيع الحياة بدونه

  • هنا يقع الإنسان في خطأ نفسي كبير حين يعتقد أنه لن يستطيع الحياة بدون الشخص الذي فارقه، حيث أن تلك العبارة تضع شرطاً لممارسة الحياة بشكل طبيعي، وهذا الأمر يضع العراقيل أمام الإنسان فلا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي.
  • والعبارة الصحيحة هي أنك في حاجة للحياة لكي تستطيع أن تنساه، فتغيير تلك العبارة لها مفعول إيجابي كبير على الإنسان، فهي تزيل العوائق التي تضعها العبارة الأولى، ففي العبارة الأولى تمنع من الحياة إلا إذا عاد الماضي، أما في العبارة الثانية فهي تدعوا لاستمرار الحياة حتى في غياب الماضي.
  • وهنا يجب التنبيه على أن الأمر لا يتوقف على مجرد كلمات يقولها الإنسان لنفسه ليحل المشكلة، ولكنها فقط البداية، بداية التغيير تكمن في بداية تغيير الإنسان للعبارات التي يقولها من نفسه لنفسه.

3. مع مرور الأيام في الحياة سيأتي النسيان

  • نعم فهذا هو السر الذي يجب أن يعرفه كل إنسان، وهي أن النسيان يأتي مع استمرار الحياة، واتخاذ قرار بذلك، وأنه من الطبيعي أن يفكر الإنسان في التجارب السابقة ولكن يجب أن لا يوقف الحياة عليها.
  • ويجب أن يقبل الإنسان أن تظل بعض الأفكار عن الماضي موجودة في الذاكرة، والقبول هنا لا يعني الموافقة على الآلام التي حدثت في الماضي، ولكن يعني أن يقبل الإنسان ذاته ويتعامل معها ولا يشعر باحتقار الذات والدونية بسبب الذكريات الأليمة.
  • ويجب أن لا يقع الإنسان في حالة من انتقاد الذات ولم النفس، فهذا الأمر يدعوا إلى انعدام الثقة بالنفس، ويجب على الإنسان أن يكون قادراً على إنهاء أي حالة نقد هدام للنفس، فهناك فارق كبير بين تعلم النفس من أخطائها، وبين إهانة النفس لذاتها.

4. قبول مشاعرك وأفكارك لتحقيق نسيان الذكريات المؤلمة

  • هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد على نسيان الذكريات المؤلمة، تلك النصائح تساعد مع ما ذكرناه من تغيير للحوار الداخلي وتغيير للمعتقدات التي يعتقدها الإنسان عن نفسه وعن الحياة.
  • فيجب في البداية الحفاظ على قبولك لذاتك كما ذكرنا، ويجب التنبيه هنا على أن قبول مشاعرك وأفكارك لا تعني الموافقة على ما حدث في الماضي ولكن يعني أنك ترى نفسك إنساناً له حق الخطأ وأن هناك بعض الأخطاء تحتاج بعض الوقت للإصلاح، فلك إرادة إصلاح الخطأ ولكن دون فرض على نفسك ما لا ستطيعه.

5. إعادة تشكيل الذاكرة

  • حاول تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى الذكريات المؤلمة. ابحث عن الجوانب الإيجابية أو الدروس التي يمكن تعلمها من التجربة. مع التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك وحاول زيادة الأنشطة التي تمنحك شعورًا بالسعادة.

6. الاعتناء بالنفس

  • النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين المزاج والتعامل مع التوتر.
  • التغذية والنوم: حافظ على نظام غذائي صحي ونمط نوم منتظم لدعم الصحة العامة والعقلية.

7. الانخراط في الأنشطة الاجتماعية

  • المشاركة في الأنشطة المجتمعية أو التطوعية يمكن أن يتيح لك الانخراط في تجارب إيجابية ويساعدك على الابتعاد عن التركيز على الذكريات المؤلمة.

استرجاع الذكريات المؤلمة

  • نعم يا صديقي، فهذا أمر ضروري جداً لتحقيق الهدف الذي نحاول تحقيقه، أن لا تنساق وراء تذكر الذكريات المؤلمة، حتى وإن كنت في حالة فراغ نفسي أو معنوي أو مادي.
  • حاول دائماً أن تشغل نفسك بأشياء مفيدة، وهذا ما نطلق عليه بناء نظام الدعم النفسي، حيث أن هذا النظام للدعم الذي تدعم به نفسك يكون من خلال فعلك للأفعال المفيدة التي تستطيع من خلالها إثبات وجودك.
  • جدير بالذكر أن الأفعال الإيجابية التي تقوم بها مثل قيامك بممارسة الرياضة أو ممارسة هواية تحبها لها دور كبير في تحقيق الدعم النفسي الذاتي.
  • كذلك قيامك بتقوية الجانب الإيماني داخلك له مفعول كبير في عبور الأزمات، وقدرتك على نسيان الذكريات الأليمة، فيامك بالدعاء مثلاً والصلاة له دور كبير يجب عليك الحفاظ عليه.
  • كذلك وجود صحبة داعمة له مفعول كبير في مساندة الإنسان وتحقيق الهدف، فعملية التفريغ النفسي التي تحدث مع الأصدقاء له أهمية كبيرة في عبور الأزمة.
  • كذلك عدم التعجل في تحقيق الهدف له أهمية كبيرة في عدم شعور الإنسان بالإحباط، وعدم شعوره بأنه لن ينجح، فهناك بعض الأشخاص يتسرعون في إصدار قرارات سلبية رغم أنهم كانوا على وشك تحقيق النجاح.
  • فهناك بعض الذكريات تحتاج لشهور وهناك بعض الذكريات تحتاج لسنوات، وكما ذكرنا يجب أن لا نوقف حياتنا على النسيان، ولكن يجب أن تستمر حياتنا في العطاء وسيأتي النسيان بالتدريج.
  • فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ومهما كانت الذكريات فأنت قادر على عبورها بسلام، لأنك أكبر من أي ذكرى مؤلمة.

اجمل ما قيل عن الذكريات المؤلمة

الذكريات المؤلمة يمكن أن تكون مصدر إلهام وتأمل عميق، ورغم أنها قد تكون صعبة، فإن الكثير من الفلاسفة والكتاب والشعراء قد عبروا عن تجربتهم معها بطرق ملهمة، إليك بعض الأقوال الجميلة التي تتناول الذكريات المؤلمة:

"الذكريات ليست كلها جميلة، لكنها تبقى جزءًا من الحياة التي شكلت من نحن."

"لا يمكننا تغيير الماضي، لكننا يمكننا دائمًا اختيار كيف نتعامل مع ذكرياته."

"الألم جزء من الحياة، لكنه لا يحدد من نحن. نحن ما نفعله بعد الألم."

"إن الذاكرة تشبه بقايا القهوة، مرارة بقاياها قد تعود إلينا، لكننا يمكننا دائمًا صنع قهوة جديدة."

"الذكريات المؤلمة هي الدروس التي تعلمناها، رغم أنها تأتي مصحوبة بالألم."

"الأشياء التي تعذبنا تظل تعذبنا فقط طالما اخترنا أن نعيش في ظلها."

"الألم ليس شيئًا ندفعه بعيدًا؛ إنه شيء نحتويه ونجد في طياته القوة والشفاء."

"من خلال الظلام والتجارب المؤلمة، نكتشف الضوء والمرونة التي لم نكن نعلم بوجودها."

"ليس هناك شعور أقوى من الانتقال من الألم إلى السلام الداخلي."

"الألم ليس جرحًا مميتًا، بل هو فرصة للتعافي والنمو."

"الذكريات المؤلمة والجرح والاحزان ضيوفي."
وأخيراً.. فإن إجابتنا على سؤال كيف تنسى الذكريات المؤلمة؟ له جوانب كبيرة في الأهمية يمكنك عزيزي القارئ أن تكتشفها بنفسك مع تنفيذك للنصائح الواردة بتلك المقالة، ولكن باقي التفصيلات ستصل لها وحدك حين تقوم بابتكار باقي الأساليب المناسبة لقدراتك وذكرياتك الشخصية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ