آخر تحديث: 10/12/2019

كيفية التمتع بالفشل

النجاح والفشل مفهومان متداولان كثيرا في حياة الناس، الفاشل يعتبرونه ذلك الشخص الذي لم يحالفه الحظ في حياته لينجح، أما الناجح فذاك الشخص المحظوظ الذي يتمنون أن يكونوا مثله. كثيرون يُقِرون بأن الفشل ضد النجاح، ولا يمنحون أنفسهم فرصة التعرف على كيفية التمتع بالفشل وجعله مجرد تجربة تحقق خبرة تكسبنا سبل النجاح الحقيقي لاحقا.
كيفية التمتع بالفشل

النجاح

خاصية إنسانية محبوبة يتمناها كل الناس في حياتهم، خاصية تجعلهم سعداء ويسعون لتحقيقها دائما، قد يعتقد البعض أن الأشخاص الناجحين لم يذوقوا مرارة الفشل وهذا خطأ. غالبا ما يكون الطريق نحو النجاح رحلة صعبة مليئة بالمخاطر والصعوبات لكن الناجح عكس الفاشل فضل مجابهتها عوض الاستسلام لها.

الفشل

الفشل خاصية إنسانية كذلك، ولكنها عكس النجاح غير محبوبة بين معظم الناس، إن لم أقل كلهم فمن سيحب الفشل يا ترى؟

فالفشل يدل على سوء حظ الإنسان، وعدم كفائته وقلة حيلته.

ما شرحت به الفشل في البداية هو الشرح الذي يعطيه له معظم الناس، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الفشل ليس ضد النجاح، الفشل جزء من النجاح، فتقبُل الفشل خطوة مهمة في طريق النجاح.

كيفية التمتع بالفشل

ستشعرون بأن المتعة والفشل لا يقترنان ببعض، ولكن ماذا إن عرفتم أن الفشل يعلمك أكثر من النجاح، ماذا إن عرفتم أن الفشل وسام في صدور الناجحين، عندها عندما تفشلون ستحاولون أن تعرفوا ما الذي جعلكم كذلك، ماهي الأخطاء التي ارتكبتموها كي تتجنبوها في المرة القادمة، ستشكر الله لأنك فشلت لأن لولا فشلك هذا لن تعرف العديد من الأمور ولن تكون على عِلم بالعديد من الدروس.

لا أقصد هنا بالمتعة أن تنظم حفلة فشل مع العائلة، بالطبع لاو لكن لا أريدك يا صديقي ويا صديقتي القارئ(ئة) أن تشعر بمشاعر سلبية مبالغ فيها عندما تفشل، يمكنك أن تحزن لأنك في الأخير إنسان، ولكن لا تُضخم هذا الحزن وهذه المشاعر السلبية وتبالغ فيها لتتحول إلى اكتئاب أو أمراض نفسية، أريدكم بدل ذلك أن تفكروا في الدروس التي تعلَّمتموها من فشلكم وأن تستمتعوا باستيعابها لأنها ستقودكم للنجاح الذي غالبا يبتدئ بالفشل.

يمكن أن نستحضر هنا مثال العالم توماس إديسون الذي فشل ألف مرة قبل أن يخترع لنا هذا المصباح في غرفتك الآن، بالنسبة إليه لم يفشل ألف مرة بل تعلم ألف درس.

أريد أن أوصل رسالة كذلك لأولئك الأشخاص الذين يخافون من الفشل، أريد أن أقول ربما هذا ليس ذنبكم، إنه ذنب المربين أو الآباء لأنهم دائما يمنعونك من الفشل لا يسمحون لك بالخطأ أبدا، لدرجة أنه تترسخ في أذهاننا فكرة أن الفشل شيء مقرف ومحرج، لا يجب أن نخطئ رغم أن الخطأ من طبيعة البشر كلهم، يا لها من مفارقة عظيمة.

لذلك لا بد أن تسامح مع أخطاء أبنائنا، وذلك بعدم المبالغة في ردة الفعل تجاه الخطأ بمعنى أن لا نبدأ بالصراخ والغضب، بالمقابل يمكننا أن نتجاهل الخطأ إن كان بسيطا مع تنبيه هادئ و بسيط، أما إن كان الخطأ سلوكا سيئا يمكننا أن نعاقب الابن(ة) عقابا سلميا ومنطقيا وذكيا (كحرمانه من الهاتف، أو ربما منعه من الخروج في عطلة نهاية الأسبوع إلى آخره).

مقولات حول الفشل

النجاح هو أن تنتقل من فشل إلى فشل بدون أن تفقد حماسك.
من يجرؤون على الفشل الذريع بإمكانهم تحقيق كل ما هو عظيم.
من الجيد الاحتفال بالنجاح ولكن الأهم استخلاص العبر والدروس من الفشل.
سقوط الإنسان ليس فشلا، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط.
إننا ندفع ثمنا غاليا من جراء خوفنا من الفشل.
ليس هناك سوى شيئا واحد يجعل الحلم مستحيلا هو الخوف من الفشل.
تذكر... أن تجنب الفشل يعني الحد من الإنجاز، ومجرد تجنب الفشل لا يتساوى مع النجاح.
الفشل ليس نهاية المطاف والخطأ ليس ذريعة للتقوقع، المهم أن لا تسلب ثقتك.
يمكن لأي شخص التعامل مع النصر.. فقط الأقوياء يمكن أن يتحملوا الهزيمة.

وأخيرا، وجب القول بأن الفشل به جانب مشرق جدا يمكننا الاستفادة منه، للوصول إلى النجاح الذي نحلم به.

وجب القول كذلك بأن الفشل ليس عيبا بل العيب أن لا تحاول أبدا، ومن طبيعة الحال نحن نتحدث عن محاولة تحقيق أهداف نبيلة، تساهم في تنمية الذات والوطن والعالم.
وجب الإشارة كذلك إلى أنه من المهم معرفة أن كل النجوم البارزين الآن سواء في مجال السينما أو التجارة أو التنمية الذاتية إلى آخره، أغلبهم مروا من محطات فشل عديدة ولكن بقوة إرادتهم وتعلمهم الجيد من فشلهم وعدم تشاؤمهم منه، استطاعوا أن يكونوا ما هم عليه الآن.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ