كتابة :
آخر تحديث: 06/12/2023

أضرار الطلاق على الرجل ونصائح للرجل بعد الطلاق

نادرًا ما نتحدث في عالمنا العربي عن آثار الطلاق على الرجل المطلق، حيث نصب جم الآثار لكفة المرأة، رغم أنهما معاً يتشاركان نفس الأضرار، لكن ربما بحكم الهالة التي تُعطى للرجل في المجتمع العربي، لا يتم الحديث عن ذلك بل ولا يقوى بعض الرجال على الاعتراف بحقيقة أن الطلاق له تأثيرات سلبية عليهم. وإثر ذلك، اختار مفاهيم أن ينوب عن فئة الرجال المتضررة من الطلاق مع رصد أبرز تلك الآثار.
أضرار الطلاق على الرجل ونصائح للرجل بعد الطلاق

آثار وأضرار الطلاق على الرجل المطلق

النساء أكثر عاطفية من الرجال، هذا معتقد شائع ورائج، لكن ورغم ذلك، توصلت العديد من الدراسات، بخصوص الأكثر تأثرا بالطلاق بين الرجل والمرأة، إلى أن الرجل يجد صعوبة أكثر في تجاوز تلك المرحلة ويتأثر بها أكثر من المرأة. في الواقع، قد يخسر الرجل الكثير من السعادة والصحة في حالة الطلاق، وهذه أدناه أبرز معالم تأثره:

1. فقدان الهوية

  • الرجل عموما يتأثر بفقدان أمرين في حياته، أحدهما متعلق بالوظيفة والآخر متعلق بعائلته، هذا التأثير يجعله يفقد هويته ويتوه في البحث عن نفسه فيما بعد. ورغم امتلاكه لحق زيارة الأطفال بعد الطلاق، إلا أنه غالباً ما يضيع ويكافح في التأقلم مع المعيشة الجديدة التي تكون منقسمة على نفسه وأطفاله وزوجته السابقة.

2. انعدام الدعم

  • مقارنة بالنساء، الرجل يجد نفسه وحيدا بعد أزمة الطلاق وتكون شبكة الدعم عنده صغيرة، وذلك راجع إلى أن الكثير من الرجال يعتمدون بالأساس على زوجاتهم للحصول على الدعم العاطفي دون تقوية الروابط مع الأصدقاء أو أشخاص آخرين، زد على ذلك، أن الرجل بطبعه يصعب عليه الانفتاح والإفصاح عن حاجته للدعم أو الإفصاح عن ضعفه.

3. تحمل عبء اللوم

  • وعلى غرار النساء، الرجال يتحملون العبء الثقيل الذي يُحمله له المجتمع والعائلة، فيتم إسقاط أسباب الفشل كلها على الرجل، حتى لو كان مهتما وغير مهمل خلال العلاقة، صحيح أنها صورة نمطية غير عادلة لكلا الطرفين، لكن وجب التعامل معها وتحمل كل أصابع الاتهام التي تشار نحوهم، وهذا جزء آخر من آثار الطلاق على الرجل المطلق.

4. الخسارة المالية

  • للطلاق آثار مالية وفاتورة باهظة يدفعها الرجل، لإعالة الأسرة ودفع نفقة الأطفال، الأمر الذي يؤثر على وضعه المالي الخاص الذي يصبح ضحية للاقتطاعات التي فرضتها أزمة الطلاق، وفي حالة عدم الامتثال لتلك النفقات، يكون الرجل معرضاً لمتابعة قانونية.

5. كبح الحزن

  • من المهم جدا عقب أي خسارة أو مأساة عاطفية إخراج كل ذلك الحزن وأخذ فترة للتعافي منه والتخلص منه للتطلع للمستقبل، وهذا ما تنجح فيه المرأة مقارنة بالرجل، فهذا الأخير يعيش فترة حزن أقصر ويكبح كل تلك المشاعر السلبية بداخله مُدعياً أنه تجاوزها، الأمر الذي يؤدي به الاكتئاب والاختناق ونوبات الغضب التي تصدر في كل فرصة.

6. مشاكل صحية

  • الرجل وبعد الطلاق يكون عرضة لمجموعة من الأفعال والسلوكيات التي تكون صحته هي المتضرر الأول والوحيد منها، كأن يشرب الكحول، أو يتناول طعام غير صحي، أو يدخن. علاوة على ذلك، يميل الرجال إلى تجاهل أي أعراض صحية تظهر عليهم وتجنب الفحص الطبي الأمر الذي يزيد من تفاقم وضعهم الصحي.

7. فقدان الثقة في الآخر

  • من أكثر الآثار النفسية التي يضطر الرجل إلى التعامل معها بعد الطلاق هي تلك المشاكل المتعلقة بالثقة، فتصاحبهم كل تلك الشكوك والمشاكل وترسبات العلاقة السابقة في علاقتهم الجديدة، فبينما البعض يدخل في علاقات جديدة ويفشل فيها بسبب انعدام الثقة في الآخر، البعض الآخر يجد صعوبة في البدء من جديد ووضع ثقته في شريك آخر.

نصائح للرجل بعد الطلاق

السقوط أو الفشل في مرحلة ما لا يعني النهاية بقدر ما يعني انطلاقة وبداية لمرحلة أخرى في الحياة والتي ربما إذا تمت إدارتها بشكل أحسن ستكون أفضل من التي سبقت، وهذه أسفله أبرز الخطوات المساعدة لتجاوز أزمة الطلاق عند الرجل:

1. أعد تكوين نفسك

  • من الأمور التي تجعل الرجل عالقا في حفرة الطلاق وعتمتها تلك العادات القديمة التي كانت لديه في علاقته السابقة، لذلك اعتبر الأمر بداية جديدة لك كشخص، وأعد تكوين نسخة جيدة عن نفسك من خلال اعتماد عادات جديدة وهوايات جديدة ونظرة جديدة للحياة لا مكان فيها للماضي وعاداته.
  • اجعل تلك المرحلة فرصة لبناء حياة جديدة ونقطة تحول لك نحو الأفضل الذي يتأتى طبعا من خلالك وسلوكياتك وأفعالك ما بعد الطلاق فاحرص أن تكون كلها ذات معنى وفائدة.

2. وضع حدود مع الشريك السابق

  • من المهم حرص الرجل على وضع حدود لعلاقته مع زوجته السابقة بما فيه نفع له ولأطفاله، لأن محاولة الحديث عن حياتك الاجتماعية الجديدة أو دردشة عاطفية مع الشريك السابق بعد حدوث الطلاق على سبيل المثال، لن يفيد في شيء، بل العكس تمامًا سيجعلك في وضعية مراقب ومنتظر لردة فعل الشريك السابق وغالبا ما ستدور في نفس الدوامة.

3. التسامح

  • التسامح ليس فقط لأجل الآخر بل لأجل نفسك، لتتخلص من أي وجود للعلاقة السابقة بداخلك، قد تكونان معا ارتكبتما أخطاء في العلاقة أدت للوصول لمسار ضيق، لكن ذلك لا يعني كره بعضكما البعض أو البحث عن الانتقام، كل ذلك سيزيد من تفاقم المشاكل والبقاء في دوامة الحزن. بدل ذلك التسامح هو الحل الأمثل للتخلص من كل بقايا الماضي ومشاعره السلبية المؤلمة.

4. الاعتناء بالصحة

  • كما ذكرنا سابقا، الطلاق له تأثير صحي سلبي على الرجل، لذلك وفي مرحلة ما بعد الطلاق يجب الاعتناء بالصحة الشخصية واعتماد عادات وروتين يومي يساعد في ذلك كممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والخروج للترفيه عن النفس وتفادي البقاء وحيدا نفي البيت مع ذكريات الماضي، حاول تشتيت ذهنك من خلال أمور إيجابية.

5. قطع الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعي مؤقتًا

  • وذلك لتفادي كل تلك المشاعر السلبية وانغماسك المستمر في المضي وآلامه الناتج عن تصفحك لصفحة زوجتك السابقة على الفيس بوك مثلا، وفي حال بدا الأمر صعبا نظرا لوجود علاقات أخرى في تلك المواقع داعمة لك، يفضل إلغاء الاشتراك من صفحتها لفترة من الوقت (من الممكن القيام بذلك دون حذفها من قائمة الأصدقاء).
نأمل أن تكون كل تلك النقاط حول آثار وأضرار الطلاق على الرجل المطلق وافية ودافعاً كافي لتحسين نوعية حياتك بعد تلك الأزمة العاطفية، والتي لا تعني أبدا نهاية الحياة أو فشلا نهائيًا، إنها ببساطة تجربة ومرحلة، صعبة طبعا، لكن وجب حسن إدارتها للتطلع لمستقبل أفضل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ