كتابة :
آخر تحديث: 08/05/2021

ما هي الساعة البيولوجية؟! وما أهميتها للإنسان؟

ما هي الساعة البيولوجية؟! سؤال في غاية الأهمية لأن التعرف على الساعة البيولوجية يعد أمراً مهماً جداً للأشخاص، فإذا كنتَ تشعر بزيادة معدل نشاطك أو نعاسك خلال نفس المواعيد بشكل يومي فإن ذلك النظام يعود إلى الساعة البيولوجية.
هناك الساعة البيولوجية الداخلية التي تنظم لك سير حياتك بشكل يومي، فالساعة البيولوجية أو الحيوية، هي عبارة عن ساعة داخلية تعمل 24 ساعة من خلال الدماغ، بالإضافة إلى أنها تدور بين فترات اليقظة والنعاس بصورة منتظمة، وقد يطلق عليها أيضاً اسم دورة النوم واليقظة.
ما هي الساعة البيولوجية؟! وما أهميتها للإنسان؟

ما هي الساعة البيولوجية؟

الساعة البيولوجية هي المسؤولة عن حدوث التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية أيضاً، والتي تتبع دورة يومية، إذ تستجيب بشكل أساسي للضوء والظلام في بيئة الكائن الحي، النوم في الليل والاستيقاظ أثناء اليوم هو بمثابة مثال عن دور الساعة البيولوجية التي ترتبط بالضوء.

مكونات الساعة البيولوجية وطريقة عملها:

  • توجد الساعة البيولوجية في أغلب الكائنات الحية، بما في ذلك النباتات والحيوانات، والميكروبات الدقيقة، وتعد جهاز توقيت فطري للكائن الحي.
  • تتكون من جزيئات خاصة، وهي بروتينات تتفاعل في كافة خلايا الجسم، إذ توجد بروتينات الساعة البيولوجية تقريباً في كل نسيج وعضو من أعضاء الجسم.
  • هناك جينات محددة ومتشابهة في كل الكائنات الحية، وتعتبر هي المسؤولة عن تصنيع مكونات وبروتينات الساعة البيولوجية، وهذه البروتينات هي التي تساهم في تحدد إيقاعات الساعة البيولوجية، كما تنظم أوقاتها.
  • يعمل الدماغ على تنسيق كل إيقاعات الساعة البيولوجية، مما يساهم في الحفاظ على مزامنة الساعات ضمن دورة يومية منتظمة، والساعة الرئيسية في الدماغ هي عبارة عن مجموعة من 20000 خلية عصبية، وتوجد في جزء من الدماغ يدعى الهيبوثلاموس الذي يستقبل التأثير المباشر من العينين وهو كمية الضوء الواردة.

طريقة عمل الساعة البيولوجية

  • إن هرمون الميلاتونين يعد هو الهرمون المسؤول الأساسي عن عمل تنظيم ساعة الجسم البيولوجية طوال حياتنا، ويتم إنتاج هذا الهرمون في الغدة الصنوبرية التي توجد في الدماغ، ويزداد افرازه في ساعات الليل، ومع اقتراب الصباح يتم إيقاف إنتاجه مرة أخرى.
  • بالتأكيد يوجد هناك بعض الاختلافات الطبيعية في اليقظة اليومية خلال النهار، فالقيلولة مثلًا ينام فيها الأشخاص أثناء ساعات النهار، بالتالي الساعة البيولوجية تختلف من شخص إلى آخر بحسب ممارساته، ونمط أو طريقة حياته.

ومن أجل أن تعمل الساعة البيولوجية بشكل صحيح هذا يتطلب وجود ثلاث مدخلات وهي:

  1. الجينات: الجينات تساعد على التحكم في دورة 24 ساعة في الساعة البيولوجية، وعندما يفتقر الأشخاص أو الحيوانات إلى تلك الجينات، فإن دورات النوم والاستيقاظ من الممكن أن تختل أو تغيب تمام الغياب.
  2. الضوء: يحتاج الدماغ إلى إدخال ضوء الشمس من خلال العينين حتى يتم إعادة ضبط ساعته البيولوجية بشكل يومي، وعندما يؤثر الإنسان على ساعته البيولوجية مثل أن يبقى في الظلمة بشكل مستمر، فإن هذا يسبب حدوث خلل في دورة 24 ساعة.
  3. درجات الحرارة: تؤثر درجة الحرارة على عمل هرمون الميلاتونين، فتنخفض في ساعات الليل درجة حرارة الجسم، مما يزيد من إفراز الهرمون.

الأمراض والساعة البيولوجية

عندما يتم حدوث خلل في الساعة البيولوجية أي حدوث طفرة أو حوادث متكرر، فإن ذلك من شأنه أن يزيد نسبة الإصابة بالأمراض التالية:

  • السكري: في حال حدوث طفرة في مستقبلات هرمون الميلاتونين الذي بدوره المسؤول عن الساعة البيولوجية، فإن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري، حيث أن الجينات التي تتحكم في مستقبلات الميلاتونين تشترك في إفراز هرمون الأنسولين.
  • أمراض القلب: يؤثر الخلل الوراثي في عمل الساعة البيولوجية في الدماغ هو الآخر على النشاط الكهربائي في القلب، مما يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بمشاكل في القلب.
  • مرض الهوس الاكتئابي: لقد أثبتت بعض الدراسات أن حدوث خلل في الجينات المسؤولة عن نشاط الساعة البيولوجية تزيد من نسبة الإصابة بمرض الهوس الاكتئابي.
  • اضطرابات طور النوم المتأخر: إن المصابين بهذا المرض يعانون من مشكلة ضبط ساعات النوم والاستيقاظ في الساعة البيولوجية، والتي من الممكن أن تكون غير مريحة عند محاولة جدولة أنشطة مثل العمل والمدرسة.

طريقة الحفاظ على الساعة البيولوجية

نقدم لكم بعض النصائح من أجل حصول على ساعة بيولوجية سليمة:

  • في حال كنت مضطراً لتغيير وقت النوم، فمن الأفضل أن تفعل ذلك تدريجياً وليس بقفزة كبيرة.
  • يجب القيام بإيقاف تشغيل التلفزيون وخففت الأضواء في الليل، بما يشمل الهواتف والأجهزة اللوحية وأي شيء يضيء.
  • لابد من الإلتزام بجدول النوم الذي يعمل بشكل جيد لجسمك من أجل الحفاظ على النظام في إيقاعه الطبيعي.
  • يجب تأجيل آخر جزء من العمل إلى الصباح بدل من البقاء في وقت متأخر لإنهائه.
  • يجب الابتعاد عن الوجبات الثقيلة، والأطعمة الحارة، والكافيين خصوصاً في الساعات المتأخرة من الليل، وتناول الكربوهيدرات الخفيفة بدلاً من ذلك.
لقد توصلت الأبحاث إلى أن الساعة البيولوجية لا تتحكم في ساعات النوم واليقظة والشيوخة فقط، ولكنها أيضاً تعتبر هي المسؤولة عن الشعور بالجوع، واليقظة العقلية، والمزاج، والتوتر، بالإضافة إلى الأمراض القلبية، ينبغي الحفاظ على الساعة البيولوجية لما لها من تأثير كبير على الإنسان.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ