كتابة :
آخر تحديث: 20/08/2022

ما هي مراتب القضاء والقدر؟ وأثره على المسلم؟

عندما تؤمن عزيزي القارئ بالقضاء والقدر، فأنت ستكون سعيد في دنيتك ولا يشغلك بها أي هم أو تعب، فلا يوجد أفضل من أن المسلم يتوكل على الله سبحانه وتعالى في جميع أموره، يرضى بكل ما كتبه له، وهي من مراتب القضاء والقدر، حيث يهتم موقف مفاهيم بعمل جولة داخل المقال بكل ما يتعلق بالقضاء والقدر وكيفية إدراكهم بشكل سليم،كما أننا سنقدم أهم النقاط التي تحدث بها العلماء من قبل عن القضاء والقدر، تعريفه وفهمه جيدًا ومعرفة مراتبه وكيفية الاستفادة منه، فتابعونا من خلال السطور التالية.
ما هي مراتب القضاء والقدر؟ وأثره على المسلم؟

مراتب القضاء والقدر

أما عن مراتب القضاء والقدر فتكون كما يلي:

مرتبة العلم

  • مرتبة العلم هو أول مراتب القضاء والقدر، حيث يجب على العبد أن يدرك يقينًا بأن الله جل وعلاه يعلم كل شيء يحدث في الكون، فعلمه ليس شبيهًا بعلم البشر، ولكن علمه وسع كل شيء في جميع نواحي وأحوال الحياة، فلا يعلم أدق التفاصيل في الحياة إلا الله سبحانه وتعالى.
  • وقد جاء في كتاب الله العزيز العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على أن العلم هو أول مراتب القضاء والقدر، وذلك في قوله تعالى: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ"، وفي قوله تعالى: "أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا".

مرتبة الكتابة

  • وهي المرتبة الثانية للقدر، حيث أن الله سبحانه وتعالى سجل كل شيء في كتابه الكريم، حيث أنه ذكر جميع أعمال الإنسان والحيوان والجن وجميع المخلوقات التي نعلمها ولا نعلمها.
  • وقد جاء ذلك في كتاب الله العزيز مؤكدًا، وذلك في قوله تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ"، حيث أن المقصود بالزبور هنا هو جميع الكتب التي أنزلها الله لنا من السماء.
  • كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أيضًا: "أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"، وقد جاء عن حديث رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ".

مرتبة المشيئة

  • وهي المرتبة الثالثة للقضاء والقدر والذي أبلغنا بها جميع الرسل عليهم السلام، كما أن ما أنزله الله علينا من كتب سماوية وما يؤكد عليه العقل والمنطق، وما يأتي من فطرة الإنسان بداخله بأن كل شيء يحدث في الكون حولنا هي من مشيئة الله عز وجل، فالأمر يحدث إذا جعله الله يحدث، والأمر لا يحدث إذا لم يرد الله به أن يحدث.
  • وقد جاء في كتاب الله العزيز العديد من الآيات الخاصة بمشيئته سبحانه وتعالى، فهو إذا أراد شيئًا يكون له كن فيكون.
  • وذلك في قوله تعالى: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، كما أنه ذكر عظيم مشيئته في آية أخرى، وذلك في قوله تعالى: "شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ".

مرتبة الخلق

  • هي المرتبة الرابعة من مراتب القضاء والقدر، حيث أن في هذه المرتبة تؤكد على أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل ما في الكون، وجميعهم تحت قدرته ومشيئته، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"، فلا يمكن أن يسير أي شيء في الكون بدون إرادته، فلا يوجد مخلوق سواه.
  • كما أن في هذه المرتبة تؤكد أيضًا على أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لأفعال عباده، ويعلم كل واحدًا منهم سوف يتبعه أم يعصيه، ولكن جعل الإنسان مخير وليس مسير في اختياره للقرب من الله أو عصيانه وإتباع الهوى.
  • فقد جاء في كتابه العزيز: "مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"، وقوله تعالى أيضًا: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ".

مراتب القضاء والقدر مرتبطة بمنهج توحيد الله عز وجل

فقد قمنا من خلال السطور السابقة بذكر أربعة مراتب للقضاء والقدر، وإذا لاحظنا أنهم مرتبطين بمنهج توحيد الربوبية، فدعونا نأخذ كل مرتبة منهم وندمجها مع منهج توحيد الله سبحانه وتعالى:

المرتبة الأولى، العلم

  • الله هو عالم كل شيء، فهو يعلم أحوال عباده وأجلهم وأرزاقهم ويعلم ما يدور بداخلهم، الله يعلم ما سوف فيحدث، وقد جاء ذلك في كتابه العزيز: "لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا".

المرتبة الثانية، الكتابة

  • كل شيء مكتوب عند الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ، وذلك لقوله تعالى: "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين"، كما جاء أيضًا في كتابه العزيز: "أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ".

المرتبة الثالثة، المشيئة

  • إذا أراد الله شيء كان له كن فيكون، فمشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فقد قال في كتابه العزيز: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"، فكل شيء في الكون تحت رحمته ومشيئته، ولا يسأل عن سبب حدوث ذلك، فحكمة الله وسلطانه وسع كل شيء، ولا يمر شيء في الكون لا يوافق إرادته سبحانه.

المرتبة الرابعة، الخلق

  • خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء في الكون، كما أن أفعال العباد أيضًا معلومة ومخلوقة عند الله، فقد قال الله في كتابه العزيز: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ".

أثر الإيمان بالقضاء والقدر على المسلم

الإيمان بالقضاء والقدر من الأشياء الهامة التي تعود على المسلم بالعديد من النفع له، ومنها ما يلي:

  1. أن يتيقن المسلم بأن كل شيء يحدث في الكون هو من إرادة الله سبحانه وتعالى، كما أن إرادته سبحانه ماضية لا محالة.
  2. الاستقامة عند التعرض للضراء وكذلك السراء أيضًا، فقد جاء في قوله تعالى: "إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ"، فهذه الآية الكريمة تجعل المسلم يرتاح قلبه بأن كل ما أراده الله سوف يكون.
  3. من خلال معرفة المسلم بالقضاء والقدر والإيمان بهما، فإنه يخلص في عمله ويتوكل عليه، ولا يخشى في الحياة من أحد، فكل شيء يسير وفق إرادته.
  4. عدم الضيق من شيء ما، والقناعة لما يحدث حوله، وعندما التعرض لحسد غيره، فالمسلم عندما يؤمن بالقضاء والقدر يعلم بأن الله هو المتحكم في الكون، وكل شيء يحدث في الحياة يكون تحت إرادته.
  5. الحصول على السعادة في الدارين، وتعليم الشكر والحمد في الضراء قبل السراء، ويحتسب ما يشعر به المسلم من ضيق عند الله جل وعلاه.
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة مراتب القضاء والقدر، فهي أحد أركان الإيمان، وبالتالي المؤمن بالله عز وجل لا يصيبه تعب أو هم، فهو يعلم بأن كل ما يحدث في الكون تحت إرادته.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ