كتابة :
آخر تحديث: 02/05/2021

مظاهر الصحة النفسية والتوافق الذاتي

مظاهر الصحة النفسية هي واحدة من أهمّ المجالات التي اهتمّت بها الدراسات النفسية وعلم النفس، وتعد المفهوم الأكثر إثارة لاهتمام الناس عامة وعلماء النفس والعلوم الانسانية.
يحاول الإنسان بطبيعته الوصول إلى القدر المطلوب من الصحة النفسية السليمة، فقد أظهر في العصر الحالي التقدم الفكري والتطور المعرفي والتكنولوجي، ولقد أدّى ارتفاع مستوى طموحات الأفراد إلى كثرة مجالات التنافس، والتفوُّق، وظهور النزاعات، والسعي نحو التقدم وإثبات الذات.
مظاهر الصحة النفسية والتوافق الذاتي

مظاهر الصحة النفسية

عندما يتحلى الفرد بالصحة النفسية السليمة، فسوف ينعكس ذلك بشكل واضح على جميع تفاعلاته واستجاباته للمثيرات المختلفة، وطريقة تعامله مع الظروف والحوادث غير المرغوب بها، وهناك بعد الدلالات والمظاهر البارزة للصحة النفسية كما يلي:

  • التوافق الذاتي:
  • وهو حالة من الاستقرار النفسي التي فيها يكون الفرد متوافقاً مع ذاته ومتكيّفاً مع مستواه وإمكاناته وقدراته، وكفاءاته الذاتية.
  • وإدراكه لمواطن القوة ومواطن الضعف التي لديه، وإمكانيّة استثمارها والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن، ومن ثم تحقيق مبدأ الأمان الداخلي والرضا عن الذات وحبها
  • بالإضافة إلى توجيه وضبط الانفعالات والاستجابات في مختلف المواقف، والتقدير الذاتي المتوازن من دون مبالغة أو تحقير.
  • التوافق الاجتماعي:
  • ويعني قدرة الفرد على التكيُف السليم مع البيئة الخارجية في كل المواقف الاجتماعية المبنيّة على طرق التفاعل مع الآخرين من أجل إقامة العلاقات المختلفة في جميع البيئات الاجتماعية، مثل الأسرة والمدرسة والعمل والجامعة وغيرها.
  • فتكون استجابة الفرد الاجتماعية متكيّفة ولها مستوى عالٍ من التآلُف والإيجابية، وبهذا يكون راضياً عن أدائه الاجتماعي، ويكون الآخرون من حوله راضين عن التعامل معه عن طريق التعاون وتبادل الاحترام والثقة والتسامح والمرونة.
  • الاتّزان والنضج في الانفعالات:
  • يتميز الأفراد المتمتّعين بالصحة النفسية بالاتزان الانفعالي، وكذلك الثبوت العاطفي والوجداني، والاستقرار في الميول والاتجاهات الذاتية والاجتماعية، والنضج في طريقة الاستجابة للمثيرات المختلفة.
  • فيكون هناك حالة من التوازن بين شدة المثير وشدة الاستجابة المترتّبة عليه، هذا بالإضافة إلى القدرة على مواجهة الظروف الحياتية والضغوط المختلفة، وحل المشكلات ومعالجتها بشكل إيجابي وبَنَاء، ومواجهة الإحباط والأزَمات الحادة بأقلّ قدر من الآثار النفسية السلبية، والقدرة على تحمل المسؤوليات الاجتماعية، وتحمل مسؤولية النتائج المترتبة عن السلوكيات الذاتية المختلفة.
  • النجاح في العمل:
  • أحد مظاهر الصحة النفسية أيضاً، ويكون النجاح في التفوق في المجالات المهنية والعملية والنجاح في أداء المهام بشكل تام.
  • بالإضافة إلى أن تقدير الفرد للمستوى العامّ له في القدرات والكفاءات الشخصية، ويُساعده بشكل كبير في توظيف مهاراته في مكانها الصحيح لتكون أكثر كفاءة وفاعليَة.
  • بالإضافة إلى السّعي الدائم للارتقاء بالمستوى الوظيفي والقيام باختيار الفرد لنفسه المكان والمهنة المناسبة له.
  • بالإضافة إلى عدم مقابلة حالات الفشل في كل المجالات العملية والحياتية بالإحباط والانسحاب.
  • وكذلك اختيار الأنماط السلوكية والاستجابة المناسبة في مواقف العمل والتعايش مع المجتمع العملي.
  • الإقبال على الحياة وحسن الخلق:
  • وهي واحدة من أهم مظاهر الصحة النفسية، إذ يكون الفرد مقبلاً على الحياة ومحباً لها ومستمتعاً بوسائل الراحة والسعادة المتاحة التي يمتلكها.
  • يكون شخصاً إيجابياً في معظم أحيانه، ومتوقعاً للخير ومتفائلاً به، ويكون راضياً بكلّ ما هو متاح من قدرات مادية، وقدرات ذاتية، واجتماعية، والقدرة على التّأقلم والتكيف في مختلف الظروف والمواقف التي من الممكن أن يتعرّض لها الفرد، والترحيب بالخبرات والتجارب الجديدة وحبّ الإقدام عليها.
  • بالإضافة إلى التميز بالقدر العالي من حسن الخلق، والتحلّي بالصفات الجيدة، والابتعاد عن الآثام والفواحش، والحب لكل الذين حوله.

العوامل المؤثرة في الصحة النفسية

هناك بعض العوامل التي تتأثّر بها الصحة النفسية لدى الأفراد منذ بداية نموّهم الجسمي والنفسي والاجتماعي، وهي عوامل عديدة منها العوامل البيئيّة الخارجية أو النفسية الداخلية، ومن أهم هذه العوامل ما يلي:

  • الأسرة: وتعد الأسرة البيئة الأوليَّة للطفل وهي أكثر العوامل تأثير عليه في المستقبل، إذ اتفق العلماء على أنّ السنوات الخمس الأولى من حياة أي طفل هي الأساس المُكوّن لشخصيته واتجاهاته وكذلك أنماطه السلوكية التي ستستمرّ معه في مراحله العمرية القادمة.

والتنشئة الأسريّة السويّة تُخرج أطفالاً وأفراداً أسوياء وسليمين متوافقين مع أنفسهم ومع من حولهم، أما التنشئة الأسريّة غير السليمة قد ينتج عنها أفراد غير أسوياء يعانون من بعض السلوكيات غير التوافقيّة، نتيجة لاكتساب بعض القواعد والأنماط غير المرغوب فيها من الأسرة، مثل الأنانية المفرطة، وعدم تحمل المسؤولية.

  • المدرسة: هي الهيئة أو المؤسسة التعليمية الرسمية التي ينتقل إليها الطفل في عمر معين، ثم يذهب الطفل إلى المدرسة وهو مزوّد بالقيم والمعايير والاتجاهات النفسية والاجتماعية الأساسية.

تعمل المدرسة على توسيع دائرة ما اكتسبه الطفل في البيت بطريقة مُنظّمة مدروسة، وفي المدرسة يتفاعل الطفل مع أصدقائه ومعلميه في البيئة الصفّية التي تؤثّر بدورها بالسلب أو الإيجاب على الصحة النفسية له، فالبيئة المدرسية التي تتّسم بالانضباط والنظام مع الحرية والديمقراطية تُنشئ فرد مدعّم بالصحة النفسية السليمة أكثر من الفرد الذي ينشأ في بيئة مدرسية تتصف بالفوضى وعدم الانضباط والاحترام.

إن الصحة النفسية نفسها هي التي تعكس مظاهر الصحة النفسية، فلابد أن يكون الشخص متزناً نفسياً وروحياً وجسدياً حتى تنعكس تلك المظاهر التي تؤثر فيها الكثير من العوامل، بداية من الأسرة وحتى الشارع والاختلاط بمختلف الفئات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ