كتابة :
آخر تحديث: 25/05/2022

أهم المشاعر الرئيسية عند الإنسان.. الفرق بين العاطفة والشعور

يعتبر الشق العاطفي لدى الإنسان من أكثر أجزائه المعقدة والغامضة على مختلف المستويات. وهو بلا شك إحدى المميزات التي تسموا بالإنسان عن غيره من الكائنات ككائن فريد مميز. وذلك من خلال تجلياته في المشاعر المختلفة والانطباعات النفسية المتنوعة. من الحزن إلى البهجة، واليأس والأمل. فما هي المشاعر؟ ما أنواعها؟ وكيف يمكن النظر إليها علميا وفنيا ؟ كل هذا وأكثر نتناوله عبر ثنايا الأسطر المقبلة في موقع مفاهيم. قراءة ممتعة!
أهم المشاعر الرئيسية عند الإنسان.. الفرق بين العاطفة والشعور

ما هي المشاعر؟

المشاعر هي :

  • مكون العاطفة الذي يترجم الحالة الفسيولوجية. الحب، الغيرة، الكراهية، الحنان، الغضب، المتعة هي مشاعر يختبرها الجميع من وقت لآخر في حياتهم اليومية.
  • الشعور هو ما يدركه دماغنا، حين يتفاعل أثناء مواجهته شخصًا أو موقفًا ما. ويمكن القول بأن المشاعر هي مجرد تعبير عن انطباعاتنا النفسية الداخلية والجوهرية.

الفرق بين العاطفة والشعور

نعتقد، خطأ، أن المشاعر والعواطف تشير إلى نفس الشيء، ولكن في الواقع هما مفهومان مختلفان، ولكن يتمثلا فيما يلي:

  • العاطفة هي حالة نفسية شديدة تتجلى في اضطراب عقلي وجسدي قوي (صراخ، بكاء، ضحك، توتر...) يمنعنا من الرد بطريقة معقولة ومناسبة على الحدث الذي تسبب فيه، العاطفة شيء قوي لدرجة أنها تميل إلى إرباكنا وجعلنا نفقد رباطة جأشنا. وهي عموما عابرة تخمد مع الوقت.
  • أما الشعور فهو إدراك الحالة العاطفية. إنها حالة عاطفية، ولكنها على عكس الأولى، مبنية على تصورات عقلية وإدراك واضح لأسبابها ونتائجها وطرق التعامل معها. اختلاف آخر هو أن الشعور موجه بشكل عام نحو عنصر معين (موقف، شخص، إلخ)، في حين أن العاطفة قد لا تكون رد فعل على شيء محدد تماما.
  • وبالتالي فإن المشاعر هي العواطف التي يدركها دماغنا والتي يمكننا مواجهتها بشكل مستمر. مجازا يمكن القول بأن العواطف هي التي تقوم بتغذية وتوليد المشاعر.
  • فالكراهية هي الشعور الذي يغذيه الغضب كعاطفة، الإعجاب هو الشعور الذي يغذيه الفرح، والحب هو شعور يولده العديد من المشاعر المختلفة (التعلق، الحنان، الرغبة…).

المشاعر الرئيسية عند الإنسان

ينتاب الفرد العديد من المشاعر وتختلف باختلاف حاجة الإنسان إليها، ومن أهم هذه المشاعر ما يلي:

الشعور بالحب

  • هذا بلا شك أصعب شعور يمكن تحديده لأن من المستحيل وصفه بدقة. يتميز الحب بعدد من المشاعر الجسدية والنفسية المتضاربة والمتداخلة. إنه نتيجة الظواهر الفسيولوجية والنفسية الشديدة التي لا تفتأ تراود المرء، والتي تشترك جميعها في شيء واحد: كونها ممتعة وإدمانية.
  • العواطف مثل الفرح، والرغبة الجسدية (عندما يكون الحب جسديا)، والإثارة، والتعلق، والحنان، وغيرها الكثير تسير جنبًا إلى جنب مع الحب.
  • من العلامات البدنية التي يثيرها الحب: تسارع معدل ضربات القلب في حضور الشخص المحبوب، والتعرق، الابتسامة والنظرة المتعلقة بالمحبوب لا بأي شيء آخر..

شعور الود أو الصداقة

  • مثل الحب، شعور الصداقة قوي جدا. ففي حين يمكن أن يكون الحب من طرف واتجاه واحد، فإن الصداقة هي شعور متبادل، بين الصديقين. أيضا، في الصداقة، لا يوجد جاذبية جسدية أو رغبة جنسية.
  • وأخيرًا، ففي حين أن الحب غير منطقي ويمكن أن يضرب دون سابق إنذار، فإن الصداقة تبنى بمرور الوقت على أساس الثقة، الوفاء، الدعم، والصدق والالتزام.

الشعور بالذنب

  • الشعور بالذنب هو شعور ينتج عنه القلق والتوتر والقلق الجسدي والعقلي. وهو انعكاس سيكولوجي طبيعي يحدث بعد سوء التصرف.
  • وقد تعقب عنه محاولات لإصلاح الخطأ، أو على الأقل الاعتراف به والاعتذار إن كان هناك طرف متأذ من التصرف السيئ.

الشعور بغياب الاهتمام

  • يمكن أن يكون لشعور الهجر أو غياب الاهتمام، عواقب وخيمة إذا عانى منه المرء في مرحلة الطفولة لأنه يمكن أن يولد الاعتماد العاطفي في مرحلة البلوغ.
  • يحدث هذا الشعور عندما يكون الإنسان في طفولته، قد تعرض للإهمال من طرف والديه أو أحد أحبائه. عندما لا يلتئم الجرح حتى البلوغ، يكون الشعور بالتخلي عنه وغياب الاهتمام دائمًا، ما يؤثر على الخيارات العلائقية، خاصة في المحبة.
  • يؤدي هذا الشعور إلى الخوف المستمر من الإهمال، والحاجة الكبيرة لإظهار الحب والاهتمام والمودة من قبل معارفه وأقربائه.

الشعور بالوحدة

  • غالبًا ما يولد الشعور بالوحدة معاناة مرتبطة بغياب التفاعل الاجتماعي والتعاطي مع الآخرين.
  • وقد يترافق مع مشاعر أخرى كالكراهية وغياب الاهتمام والغضب أيضا.. ومن المعلوم أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، وبالتالي فإنه لا يجد قيمته ومعنى لحياته إلا في إطار علاقاته ومشاركته الاجتماعية.

الشعور بالانتماء

  • إن الاعتراف والقبول في جماعة ما مهم جدًا لأي فرد. هذا الإحساس بالانتماء يولد الثقة واحترام الذات ويساعدنا على تعريف أنفسنا كأفراد.
  • بدون التفاعل مع الآخرين، لا يمكننا أن نعرف كيف نتفاعل مع الأحدث وحتى الأشخاص من حولنا، بدون الآخرين، لا يمكن التعبير عن عواطفنا. إن الانتماء، أكثر من مجرد شعور، هو حاجة للبشر لأنه يساهم بشكل كبير في رفاهنا وإدراكنا لقيمتنا ومعنى وجودنا!

المشاعر من الناحية العلمية

  • عرف علم الأعصاب تطورات رائعة على مدى السنوات العشرين الماضية. حيث أدى ظهور الصور الطبية بالرنين المغناطيسي إلى قلب كل شيء رأساً على عقب.
  • إذ يسمح لك الماسح الضوئي بالرنين المغناطيسي (MRI)، بعرض أي منطقة في الدماغ بدقة تصل إلى بضعة مليمترات.
  • كما يوفر معلومات قيمة حول تدفق الدم وحالة الكيمياء الحيوية.
  • في حين يوفر التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) رؤية للدماغ فعليا على الهواء مباشرة، حيث يلاحظ المتخصصون الخلايا العصبية وهي تعمل وتتفاعل وتهدأ فيي ذات الحين، ويستطيعون تحديد المناطق النشطة وغير النشطة أثناء المهام المختلفة التي يؤديها مدماغنا.
  • لقد اكتشفوا بالفعل كما هاما من أسرار صندوقنا الأسود وخلاياه العصبية التي يبلغ عددها 100 مليار، ولا تزال الأبحاث جارية بشكل معمق في هذا الباب، خاصة في وظائفه المعقدة: كاللغة، الذاكرة، الفكر وأيضا المشاعر التي نحن بصددها.

الفرح والدوبامين

لفهم أفضل لكيفية حدوث الفرح، ينبغي أن نبدأ بالسؤال التالي: ما هو الشعور بالمتعة؟

في عام 1952 اكتشف الباحثان أولدز وميلنر، أن "النواة المتكئة" هي المسؤولة عن أحاسيس المكافأة والرفاهية: فهي تتلقى معلومات من المنطقة القطنية البطنية عبر ناقل عصبي محمولة في مادة الدوبامين. بمجرد تنشيطها، تتواصل النواة المتكئة مع أجزاء مختلفة من الدماغ عن طريق إطلاق ثلاثة ناقلات عصبية:

  • السيروتونين للنشوة.
  • الإندورفين لمقاومة لألم.
  • أندو كانا بينوادس -endocannabinoids- لمقاومة لقلق.

الغضب: ما الذي يحدث في الدماغ؟

  • عندما نشعر بالغضب، يتسارع قلبنا، يصبح تنفسنا صعبا، تنقبض عضلاتنا .. على مستوى الدماغ، يتم تنشيط منطقة الحاجز.
  • حيث يتم إرسال رسالة إلى الوطاء الوسيط، الذي سيعطي الأمر لتدفق الأدرينالين والكورتيزول والتستوستيرون في الجسم.

شرح الحزن بالكيمياء

كيميائيًا، يتوافق الحزن مع انخفاض في مادة الإنكيفالين enkephalins على مستوى اللوزتين. حيث يتم إرسال رسالة إلى ما تحت المهاد، تؤدي إلى عمل مزدوج:

  • عبر الجهاز الودي، حيث يتدفق الأدرينالين مؤديا إلى انقباض المعدة وضعف الشهية وتسارع في التنفس مترافق مع شبه اختناق.
  • بالتوازي، عن طريق الجهاز السمبتاوي، يتم إطلاق الأسيتيل كولين والنورأدرينالين في الجسم، مما يسبب الدموع والاسترخاء.

الحب شعور معقد

  • الحب ليس عاطفة ولكنه شعور معقد، يتضمن مزيجًا كبيرًا من المواد. أثناء الوقوع فيه أول مرة، يحدث اندفاع الأدرينالين، مما يتسبب في الشعور باليقظة وتسارع معدل ضربات القلب. في الوقت نفسه، يولد ارتفاع في الدوبامين الشعور بالمتعة والإثارة والبهجة.

المشاعر والعواطف في الفنون

إحدى السمات المركزية للتجارب الجمالية هي قدرتها على إثارة العواطف فينا. من الطبيعي أن تشعر بالفرح، أو الرعشة، أو الرعب في مرأى من الأعمال الفنية الفخمة، أو حتى المشاعر السلبية أحيانًا من الخوف أو الغضب أو الاشمئزاز أمام بعض المشاهد والمواقف المعروضة عبر الكتابات أو اللوحات، ويتجلى ذلك فيما يلي:

  • ومع ذلك، على الرغم من أنه من المتفق عليه بشكل عام أن الفنون يمكن أن تثير العواطف بسهولة، فإن طبيعة هذه التجارب وتحديداً كيف يتم النظر إلى العواطف في الفنون وتمثيلها على المستوى الذاتي والجسدي والتقويمي هي قضية نقاش حاد.
  • إنه أيضًا سؤال مفتوح يتعلق بكيفية تفاعل العواطف - بالتوافق مع الإدراك - لتشكيل تجارب جمالية قيمة ومكثفة وممتعة في بعض الأحيان.
  • تؤدي النغمة العاطفية للأعمال الفنية إلى تغييرات عاطفية متطابقة مع هذه النغمة على المستوى الذاتي والجسدي. على سبيل المثال، يُظهر الجمهور المزيد من العبوس (مؤشر العواطف السلبية) أمام الأعمال الفنية ذات المحتوى العاطفي السلبي، والمزيد من الابتسام (مؤشر العواطف الإيجابية) أمام الأعمال الفنية ذات المحتوى الإيجابي عاطفيًا، بالإضافة إلى استجابات أعلى لموصلية الجلد (مؤشر الإثارة) أمام المزيد من الأعمال الفنية المثيرة.
  • تؤثر العوامل المعرفية (على سبيل المثال، من خلال الفهم الأفضل أو الخبرة الأعلى في مجال الفنون) على تفاعل العواطف والتقييمات الجمالية بسهولة وسلاسة.
  • يبدو أن هذا يسمح بحالات عاطفية أكثر اختلاطًا، والتي قد تكون أساسًا استكشافيًا لمفارقة يبدو فيها: أن المشاعر السلبية في الفنون يتم الاستمتاع بها في بعض الأحيان.
  • حيث قد نسمع تقارير عن الاستمتاع بالمحتوى السلبي العاطفي أكثر من الإيجابي، حين يكون المرء ذات خلفية فنية أو ذا ذائقة جمالية مختلفة. ما يعني بأن الأشياء السلبية لا تعني دائما أنها تولد مشاعر سلبية، بل ربما العكس تماما!
المشاعر الإنسانية هي التي تلون الحياة من حولنا. ولولاها لكانت هذه الأخيرة مجرد أبيض وأسود، أو ربما لون واحد لا يتغير. وعلى الرغم من الغموض الذي يحوط العواطف البشرية فإنها تبقى العمود التي تنبني به وعلى أسسه حياتنا!

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع