نبذة مختصرة عن ابن بطوطة وأهم رحلاته ومؤلفاته

نبذة مختصرة عن ابن بطوطة
ابن بطوطة هو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي ابن بطوطة، وسبب وجود اسم الطنجي في نسبة أنه مولود في بلاد المغرب وبشكل محدد في طنجة، حيث كانت ولادته موافقة ٢٣ من شهر فبراير لعام ١٣٠٤ والتي توافق ٧٠٣ هجريا، وتشمل نشأته وحياته ما يلي:
نشأة ابن بطوطة
- الأسرة التي نشأ بها ابن بطوطة كانت ذات طباع هادئ معروف عنها بأنها على قدر لا بأس به من التقوى والورع والإيمان وأيضا ذلك انعكس على ابن بطوطة فظهرت عليه علامات الذكاء والنبوغ في عمر قصير.
- وبسبب الأسرة التي كانت ملتزمة بتعليم الدين الإسلامي أثر ذلك على ابن بطوطة بأنه كان على غير غرار أقرانه الذين كانوا في مثل عمره يميلون إلى اللهو وتأثير أنفسهم عليهم لفعل الأمور المنكرة فهو كان ورعا تقيا في دنياه بشكل كبير.
- ابن بطوطة بدأ القيام برحلاته التي اشتهر بها وهو في السن ٢١ من عمره ويعتبر أول رحلة قام بها هي عندما أراد القيام بمناسبة الحج إلى الكعبة ومن بعد ذلك قام بالتعرف على الكثير من البلاد سواء كانت بلاد مسلمة أو غير مسلمة.
- على الرغم من أن رحلته التي قام بها لم يقوم من خلالها باكتشاف أراضي أو بلدان جديدة إلا أنه من خلالها تعرف على أكثر من ٦٠ حاكم وملك وغير ذلك من الوزراء والشخصيات الهامة، فاهتمام ابن بطوطة كان بالأجواء الثقافية والعادات والتقاليد التي كانت تشتهر بها كل بلد يزورها.
ماذا درس ابن بطوطة؟
- ابن بطوطة درس العلوم الدينية، وكان متخصصًا في الفقه الإسلامي، تحديدًا المذهب المالكي. تعلم القرآن الكريم، الحديث، والتفسير، إضافة إلى الفقه والعقيدة. هذه الدراسات أهلته للعمل قاضيًا شرعيًا في العديد من الأماكن التي زارها أثناء رحلاته.
- إلى جانب ذلك، كانت لديه معرفة واسعة بالجغرافيا والثقافات المختلفة بفضل أسفاره المستمرة.
مهنة ابن بطوطة
ابن بطوطة، واسمه الكامل محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، كان رحالة ومؤرخًا وقاضيًا، ويُعرف بكونه أحد أعظم الرحالة في التاريخ، ومهنته الأساسية:
- قاضيًا (فقيهًا): ابن بطوطة كان فقيهًا مالكيًا، مما يعني أنه كان متخصصًا في القضاء والإفتاء وفق المذهب المالكي في الفقه الإسلامي. وخلال أسفاره، شغل مناصب قضائية في بعض الأماكن التي زارها، مثل الهند والمالديف.
- رحّالة ومؤرخًا: ابن بطوطة اشتهر برحلاته التي استمرت حوالي 30 عامًا، والتي زار خلالها معظم العالم الإسلامي ومناطق أخرى، مثل إفريقيا، آسيا، وأوروبا. وقد قام بتدوين مشاهداته وتجاربه في كتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".
- جغرافي: قدم وصفًا جغرافيًا دقيقًا للأماكن التي زارها، مما جعل كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" مرجعًا مهمًا للجغرافيا.
- كاتب: دَوّن تفاصيل رحلاته بدقة، مما جعله أحد أعظم المؤرخين الجغرافيين في التاريخ.
- تاجر (بدرجة محدودة): رغم أن التجارة لم تكن مهنته الأساسية، فقد كان من الشائع في ذلك الوقت أن يتاجر الرحالة ببعض البضائع لتغطية نفقات رحلاتهم.
- رسام خرائط: لم يكن رسام خرائط بالمعنى الحرفي، لكنه أسهم في تقديم معلومات جغرافية دقيقة ساعدت الآخرين في وضع الخرائط لاحقًا.
صفات ابن بطوطة
ابن بطوطة تميز بعدد من الصفات التي جعلته واحدًا من أعظم الرحالة والمستكشفين في التاريخ، إليك أبرز صفاته:
- حب الاستكشاف: شغف بالسفر واستكشاف أماكن جديدة حول العالم.
- الثقافة والعلم: كان مثقفًا واسع المعرفة في العلوم الدينية والجغرافيا.
- المرونة والتكيف: قادر على التأقلم مع مختلف الثقافات والعادات.
- دقة الملاحظة: سجل تفاصيل دقيقة عن الأماكن والأشخاص في كتاباته.
- التواصل الاجتماعي: مهاراته في بناء علاقات مع مختلف الناس ساعدته في رحلاته.
- الشجاعة والإصرار: واجه المخاطر بشجاعة وإصرار، واستمر في رحلاته رغم التحديات.
- الإيمان والروحانية: كان مخلصًا في دينه وملتزمًا بالقيم الروحية.
- الكتابة والتوثيق: وثق رحلاته بتفاصيل دقيقة وأسلوب ممتع.
- الصبر والتحمل: أظهر قدرة كبيرة على تحمل الظروف القاسية.
- الانفتاح على الثقافات: كان منفتحًا على فهم مختلف الشعوب وعاداتهم.
ماذا اخترع ابن بطوطة؟
- ابن بطوطة لم يكن مخترعًا بالمعنى التقليدي للكلمة، بل كان رحّالة ومؤرخًا جغرافيًا. لم يُعرف عنه اختراعات مادية أو تكنولوجية، لكنه ابتكر وسيلة فريدة للتوثيق من خلال رحلاته وتسجيل ملاحظاته الدقيقة عن الأماكن التي زارها والشعوب التي قابلها.
- أبرز "اختراع" له يمكن اعتباره طريقة توثيق رحلاته التي تمتاز بالدقة والاهتمام بالتفاصيل، مما جعل كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" مرجعًا هامًا في تاريخ الجغرافيا والإثنوغرافيا.
- إذن، يمكن القول أن إرثه كان في التوثيق والملاحظة، وليس في الاختراعات العلمية أو التقنية.
نبذة مختصرة عن مؤلفات ابن بطوطة
بخصوص تحفة الأنظار في غرائب الأمطار وعجائب الأسفار يعتبر خير مثال يمثل نبذة مختصرة عن ابن بطوطة بخصوص الرحلات التي قام بها، يعتبر هذا الكتاب بمثابة توثيق لجميع الأشياء التي شاهدها وقام بها وتعرف عليها ابن بطوطة في رحلاته، من خلال:
- هذا الكتاب تم توثيقه من قبل ابن بطوطة وببعض من المساعدة من قبل الفقيه ابن جزيء، يأتي هذا الكتاب على جزئيين وأيضا ١٨ فصل.
- من الجدير بالذكر أن ابن بطوطة حرص في مقدمة كتابه على ذكر السبب الذي دفعه إلى القيام بهذه الرحلات بالإضافة إلى كونه مولعه بالسفر والتعرف على الثقافات الجديدة.
- كما أن الوصف والتوثيق في هذا الكتاب كان يشمل كل شيء من الملابس والألوان والشكل وطريقه الخياطة والتطريز والزي المنتشر في كل بلد وليس هذا فقط بل أنه تناول أدق التفاصيل المتعلقة بإعداد الطعام والأكلات التي تشتهر بها كل منطقه وطريقة تحضير كل طبق منها.
- والمميز في هذا الكتاب أن ابن بطوطة يظهر تأثره بالجانب الديني أن بداية الكتاب بأن بداية رحلاته هي التي خرج بها من موطن رأسه طنجة قاصدًا بيت الله الحرام من أجل أداء مناسك الحج ومن بعد ذلك تابع وصفة وتوثيقه بشكل متسلسل.
- وبسبب القيمة العالية التي أضافها هذا الكتاب على الجانب الجغرافي التاريخي تم ترجمته إلى الكثير من اللغات والتي توجد في أكبر المكتبات على مستوى العالم، ومن هذه اللغات الفارسية الإنجليزية الألمانية الإسبانية وغير ذلك من اللغات.
- اضطر ابن بطوطة بسبب رحلاته إلى تعلم لغات أخرى لكي يتمكن من التعامل مع المجتمعات الأخرى بشكل عميق فتعلم اللغة التركية والفارسية والتي كانت أكثر اللغات المنتشرة في العصور الوسطى.
- المثير بخصوص هذه الرحلات أنها كان البعض منها محفوف بالمخاطر خاصة تلك التي كانت في الصحراء والغابات ولكن ذلك لم يمنعه من إيقاف رحلاته حيث سافر ابن بطوطة أكثر من ١٤٠ ألف كيلومتر خلال هذه الرحلات ولكن أغلبها كان سفرا عبر البحار.
- ولكي يتمكن ابن بطوطة من استكمال رحلاته من الناحية المالية كان يقوم بلقاء شعر المدح للأمراء والملوك وذلك لكي يعطونه بعض من الهدايا التي كان يبيعها بعد ذلك ويستخدم مالها في الإنفاق على رحلته.
رحلة ابن بطوطة إلى مصر
تمكن من زيارة الكثير من المناطق والمدن الموجودة في مصر والتي ركز بها على أكبر المناطق والمدن والتي ذكرها في كتابه الشهير وتتمثل هذه المدن في:
الإسكندرية:
- أظهر ابن بطوطة إعجابه الشديد بالبوابة الكبيرة الموجودة على أسوار مدينة الإسكندرية والتي بلغ عددها ٤ أبواب عملاقة، وأيضا بين أن هذه الأبواب لا تفتح إلا في يوم الجمعة لكي يتمكن سكان هذه المدينة من زيارة موتاهم في المقابر.
- بين أن هذه المدينة عبارة عن مرسي كبير وأشاد بالمنارة الموجودة في البحر التي تطل عليه الإسكندرية.
- وبخصوص العمود شاهق الارتفاع المغطى بالرخام والتي يطلق عليه اسم عمود السواري وصفه بأنه من أغرب الأشياء التي شاهدها ولكن أشاد ببراعة ودقة الصنع.
- في وقت زيارة ابن بطوطة إلى الإسكندرية كان أمير هذه المدينة الجميلة هو صلاح الدين.
- وأشاد أيضا بأنه يوجد من هذه المدينة الكثير من العلماء في علوم وجوانب مختلفة من العلم والتي ذكر منهم الإمام عماد الدين الكندي.
نهر النيل:
- ذكره في كتابه بشكل دقيق وأضاف أنه من أطول الأنهار التي شاهدها على مستوى العالم وليس هذا فقط بل الأكثر من حيث الاتساع وعذوبة المياه ونقائها.
- ولم يكتفي بذلك بل ذكر أهمية هذا النهر بالنسبة لجمهورية مصر العربية ومن الناحية الجمالية أضاف أنه يوجد على ضفتي هذا النهر الكثير من القرى والمزارع والذي يعتبر من المناظر التي شاهدها بشكل قليل في أغلب رحلاته التي قام بها.
- وذكر في كتابه أن سبب تميز هذا النهر أمران الأول أن وقت إفاضة هذا النهر تكون في فصل الصيف وبشكل خاص ذروة هذا الفصل في درجات الحرارة ونسبة المياه تقل في أيام الشتاء والأمطار وهو بذلك مغاير لأغلب أنهار العالم.
- والأمر الثاني المميز لنهر النيل أنه اتجاه جريانه يكون من الجنوب إلى الشمال في حين كافة الأنهار التي شاهدها الاتجاه يكون معكوس بمعني من الشمال إلى الجنوب، وأعتبر ابن بطوطة أن هذا الأمر ليس عيوب لنهر النيل بل هي مميزات له.
وفاة ابن بطوطة
- أغلب الروايات تجمع أنه بعد أن فرغ من قيامه برحلاته وأسفاره وبعد أن قام بتوثيق جميعها في كتابه الخاص بمساعدة الفقيه ابن جزيء، فضل ابن بطوطة أن يتولى مهنة قاضي في دولة مرينية.
- طوال فترة حياته كان معروف عنه أنه محسن كريم جواد لا يرد سؤال أحد.
- توفي ابن بطوطة في عام ٧٧٩ هجريا والتي يوفقها في التقويم الميلادي ١٣٧٧ م.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15969