كتابة : حوريه
آخر تحديث: 18/11/2020

آثار الغضب على النفس

آثار الغضب على النفس آثار لا مجال لحصرها، فهي مدمرة جداً على الإنسان وعلى المجتمع على حد سواء، وهذا ما سنراه في السطور القادمة.
آثار الغضب لها آثار من زوايا عديدة، فهي لها آثار على الإنسان على المستوى الصحي، وعلى المستوى الأسري، وعلى المستوى المجتمعي، وعلى مستوى مستقبله، ورؤيته لذاته وللآخرين، كذلك نحن في حاجة للتفريق بين الغضب وبعض المشاعر الأخرى، مثل الحماس والانطلاق.
آثار الغضب على النفس

آثار الغضب على النفس

  • لكي نعرف ما هي آثار الغضب على النفس يجب أولاً أن نعرف ما هي النفس الإنسانية، هناك نظريات عديدة تناولت تعريف النفس وطريقة نشأتها، ولكن يمكننا أن نبسط بعض المعاني، فهي مجموعة المعارف التي جمعها الإنسان منذ ولادته ليتعرف بها على نفسه وعلى البيئة المحيطة له.
  • وتلك المعارف يستمدها من مصادر كثيرة، منها الشخصيات الوالدية التي قامت بتربيته منذ سنوات عمره الأولى، ثم التجارب التي خاضها الإنسان لكي يختبر صدق ما عرفه عن نفسه وعن الآخرين وصولاً إلى الحكم الذي يستنتجه عن نفسه أو مجتمعه.
  • ولكي يستمر الإنسان في التعرف على نفسه ومجتمعه بشكل سليم يجب أن يتسم هذا التعرف بالهدوء والحكمة، وأن لا يتسرع في الحكم على نفسه أو الآخرين، لأن في هذا التسرع حكم غير صحيح قد تنتج عنه في النهاية أمراض نفسية عديدة على النحو الذي سنبينه في السطور القادمة.

التمييز بين الغضب وبين المشاعر الأخرى

هناك حاجة كبيرة للتفريق بين مشاعر الغضب وبين المشاعر الأخرى، فالغضب هو فقد للسيطرة هو انفجار نفسي وشعوري جارف يؤذي صاحبه ويؤذي الآخرين،

وهو يختلف تماماً عن سرعة الإنجاز والحماس، ويختلف أيضاً عن القوة في المطالبة ببعض الحقوق، أو ما نطلق عليه الشخصية القوية.

ولكي نقرب المعنى للقارئ العزيز نقص قصة بسيطة لنميز بين المعاني المختلفة، فمثلاً حين تعلم أن ابنك قد رسب في امتحان الشهر الخاص به، هناك العديد من ألوان الانفعال متاحة لك:

  • الأولى أن تقوم بضرب ابنك بمجرد أن تعرف الخبر، وبدون أن تسأله، وبدون أن تعطي لنفسك فرصة لتعرف ما هي البيئة التعليمية التي يعيش فيها ابنك، فإنك فقط تضربه وتهينه ولا تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه، وقد يتسبب الضرب في فجوة نفسية كبيرة بينك وبين ابنك قد لا تسطيع علاجها إلا بعد سنوات طويلة.
  • الثانية أن تقوم بالتفكير للحظات، ثم تسأل ابنك عن السبب وراء هذا الرسوب، ثم تذهب للمدرسة وترى مستوى الدراسة بها، ثم تعود بمعلومات عن المشكلة ثم تفترض بعض الحلول وتختار أفضلها، ثم تبدأ بالتطبيق فوراً بحماس وعدم تردد، وهنا يطلق على تصرفك .. حل المشكلة بقوة وحماس وليس غضب.
  • الثالثة أن تدخل في صراع بين الغضب وبين الحكمة، فمرة تغضب ومرة تهدأ، وهنا يجب عليك أن تهدأ لتبدأ في حل المشكلة، أما في الغضب فإن المشكلة تحرق أعصابك ولا تحلها من الأصل.
  • وهنا يتضح الفارق بين الحماس في تنفيذ الحل والقوة في فرض الحل، وبين الغضب الذي يعبر عن شحنة سلبية داخلية تدمر الإنسان والمجتمع ولا تحل المشكلة بل يجعلها تتفاقم.

ماذا يفعل الغضب بجسم الإنسان؟

  • الغضب يجعل الجسم في حالة استنفار مستمر، ويحفز المخ على إنتاج هرمونات تأمر الأعضاء بالعمل بأقصى طاقة، واستمرار الغضب يجعل الجسم غير قادر على تنفيذ ذلك فتظهر أعراض عصبية نتيجة عدم قدرة الجهاز العصبي على الاستجابة للشحنات الانفعالية السلبية الواردة من المخ فتظهر أعراض الضغط النفسي التي تختلف من شخص لآخر.
  • فهناك من يترجم الضغط العصبي لديه بأعراض في المعدة، فيشعر بحموضة شديدة، وهناك من يشعر بغثيان وقيء، وهناك من يشعر بدوار.
  • كما أن هناك من تظهر عليه أعراض الضغط العصبي والغضب في حركات لا إرادية في يديه أو عيونه، أو طريقة تحدثه ببعض الحروف.
  • كما أن الغضب له أثر أكبر على وعي الإنسان بتصرفاته، فقد يفقد الغضب الإنسان القدرة على إدراك ما حوله، وإدراك تصرفاته هو شخصياً، وهو بذلك قد يرتكب الجرائم دون شعور.

كيفية الخروج من الغضب

  • عدم الدخول في حالة الغضب هي الوسيلة الوحيدة لنجاة من عواقب الغضب الوخيمة، ولكي تسيطر على الغضب يجب في البداية أن تتعرف على نفسك لكي تسيطر على نفسك.
  • ولكن كيف تتعرف على نفسك، وكيف تسيطر على نفسك؟ تلك هي المسألة، ولكي نجيب على هذا التساؤل نكتب السطور التالية.

سيطر على غضبك بالتعرف على نفسك

وهناك وسائل عديدة للتعرف على النفس وردت في العديد من الدراسات التي تناولت سبل تطوير الذات ومنها:

كتابة قصة حياتك بطريقة إيجابية

نعم يمكنك السيطرة على غضبك، إذا تعرفت على نفسك، وعلى إمكانياتك وأدواتك، ويمكنك التعرف على نفسك من خلال كتابة إنجازاتك وتجاربك في ورقة، أو تسجيلها في تسجيل صوتي،

فإن سردك لقصة حياتك بطريقة إيجابية لها مفعول كبير في تقليل حدة التوتر لديك، ووضع يدك على مكامن قوتك في الماضي لتستغلها في الحاضر لتصنع قوة حقيقية لك في المستقبل.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنك ترصد كل أحداث حياتك بطريقة إيجابية، فتجنب حين تقوم بذلك استخدام عبارات تحقر فيها من نفسك، أو تجلد فيها ذاتك، فمثلاً حين تتناول حدث ترى فيه نفسك مخطئاً،

عليك أن لا تنسب الخطأ لنفسك، ولكن عبر عن الخطأ بصيغة المجهول، مثل قولك، حدث خطأ، ولا تتوقف كثيراً عند الأحداث السلبية، فاشغل نفسك بالحكمة المستفادة من الحدث ثم انتقل إلى الحدث الإيجابي.

أعط أسماء جميلة لأحداث حياتك

نعم فإن أحداث حياتك الجميلة تستحق أن تتذكرها بأجمل الأسماء التي تنتج مشاعر السعادة لديك.

وجدير بالذكر أن الشعور بالسعادة له مفعول كبير في تقليل حدة التوتر السلبي التي تقلل من احتمالات الغضب وتعطي فرصة أكبر للعقل على دراسة المشكلات وحلها، واستغلال طاقة التفكير في النظر في الحل بدلا من النظر في المشكلات فقط.

دون أحداثك الجميلة يومياً

والآن وبعد أن قمت بكتابة قصة حياتك بطريقة إيجابية، وقمت بإطلاق الألقاب الجميلة عليها، يمكن استكمال كتابة قصتك بأن تكتب قصتك اليومية، فهذا يساعدك كثيراً على التعرف على مكامن قوتك.

وهنا يمكن القول بأن بعض العلامات على الطريق قد تساعدك على استغلال تلك العادة على النحو الجيد، فمثلاً، قم بوضع هدف في بداية اليوم، ثم انظر هل حققته آخر اليوم أم لا.

وفي حالة عدم تحقيقك له لا تقم بجلد ذاتك، ولكن انظر إلى أحداث يومك بطريقة إيجابية، وتعرف على الوسائل التي دفعتك لفقد بعض الوقت، فدراستك لتلك المواقف لها أثر كبير في التعرف على نفسك، ومع تكرار التجربة تنجح حتماً فيما كنت تهدف إليه.

وأخيراً.. آثار الغضب على النفس كثيرة ولا حصر لها كما ذكرنا في بداية المقالة، ولكن آثار التغلب على الغضب أيضاً كثيرة ولا حصر لها أيضاً، ويكفي أن أقول لك أنك في الغضب تخسر نفسك، وفي تغلبك على غضبك تكسب نفسك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ