كتابة :
آخر تحديث: 08/11/2024

كيف يمكن اكتساب ملكة الذكاء العاطفي بخطوات سهلة وبسيطة؟

يتمتع البعض من البشر بامتلاكهم ملكة الذكاء العاطفي بشكل فطري مقارنة بغيرهم، ومع ذلك يمكننا جميعا اكتساب هذه الصفة الشخصية والعمل على تحسينها، ناهيك على أن الاهتمام بأفكارنا ومشاعرنا والعمل على احترام الآخرين، قد يساعد الإنسان على تطوير هذه الصفة. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على ما هو مفهوم الذكاء العاطفي؟ وما هي مميزات الشخص الذكي عاطفيا؟.
كيف يمكن اكتساب ملكة الذكاء العاطفي بخطوات سهلة وبسيطة؟

مفهوم الذكاء العاطفي

  • الذكاء العاطفي أو الدهاء العاطفي Emotional intelligence أو كما نشير له بالمختصر (EI) هو عبارة عن: مجموعة من المهارات والسلوكيات التي يتميز بها الإنسان عن غيره، ويمثل في قدرة الشخص على الغوص والتأمل داخل عواطفه الداخلية والشخصية، وفهمها بصورة صحيحة وسليمة، وإدراك مدى تأثيرها على الأشخاص الذين يحيط به، من أصدقاء في العمل، الدراسة، جيران، والأسرة.
  • وقد نجد أن هنالك بعض الأشخاص الذين يتمتعون بمهارة أكثر بشكل طبيعي في ما يخص جوانب معينة من الحياة، على سبيل المثال تفوقهم في الدراسة أو نجاح علاقاتهم الأسرية، الزوجية أو العملية.
  • كما يمكن لأي شخص تعلم المهارات والتقنيات التي تتعلق بالدهاء العاطفي والعمل على تطويرها وتعزيزها. عن طريق البحث عن الأشياء التي نشعر بالامتنان لها بالنسبة لواقعنا المعاش.
  • ناهيك عن الاهتمام بأفكارنا ومشاعرنا، إضافة إلى العمل على احترام والإصغاء إلى الآخرين. والتي من شأنها أن تجعلنا متفقين عاطفيا وتساعدنا في تطوير هذه الصفات.

مهارات الذكاء العاطفي

قد نجد شخصا ناجحًا في علاقاته المختلفة مع محيطه، في حين قد نجد شخصا آخر لا يستطيع حتى الحفاظ على صداقته مع شخص معين، والسبب راجع لكون الأول يتمتع بدهاء عاطفي وحسي والثاني لا. وهناك صفات وأفعال يتسم بها الشخص يستطيع أن يميز به نفسه عن غيره وهي مهارات الذكاء العاطفي وتشمل التالي:

القدرة على فهم وتحديد العواطف

  • غالبا ما تجد الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الذكاء أو الإدراك العاطفي ينفردون بذكاء ذاتي، مما يخول لهم السرعة في فهم مشاعرهم وكذا مشاعر الأشخاص المحيطين بهم، الشيء الذي يجعل من السهل عليهم التعامل مع عواطفهم بالطريقة الصحيحة والمناسبة. كما يستخدم هؤلاء الأشخاص لغة عاطفية غنية تجعلهم متمكنين من تحديد عواطفهم بشكل جيد.
  • على سبيل المثال، بدلا من استعمالهم لكلمة "فرحان أو سعيد" يميل هؤلاء الناس إلى استخدام مجموعة ثرية من المفردات التعبيرية والتي تترجم مدى سعادتهم، مثل مبتهج ومسرور.
  • كما يساعد استخدامهم لمفرداتهم هذه على التعامل بشكل أكثر فعالية مع المشاعر السلبية أو الناس الذين يتمتعون بطاقة سلبية.

القدرة على فهم مشاعر الآخرين

  • يستخدم الشخص الذي يتمتع بدهاء عاطفي الإدراك الذاتي للتمكن من فهم مشاعر الآخرين، وبالتالي تسهل عليه القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون من حوله، كما تمكنه هذه الطريقة في مساعدته على فهم نوعية المساعدة والدعم الذي سوف يقدمه لمحيطه.
  • كما يبادر هذا الشخص بطرح أسئلة تتيح للآخرين فرصة للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم بطلاقة، وبدون أي خجل أو تردد.
  • يساعد هذا الأسلوب لاحقا في إيجاد الطريقة المناسبة لإدخال البهجة والسرور إلى قلب الشخص الذي هو بحاجة للمساعدة والعمل على التهدئة من روعه، ويمكن لهذا النوع من الأشخاص إقامة علاقات ناجحة، ومفيدة وهادفة.

جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة

  • يتمتع الشخص الذي يتميز بالدهاء العاطفي بقدرته على التواصل مع الآخرين، مما يجعله قادرا على مراعاة مشاعر غيره، على سبيل المثال قد نجد شخصا يميل إلى تذكر تفاصيل حياته مع شخص آخر، مثل عملهم واهتماماتهم، وتذكر الأوقات والذكريات الجميلة.

الاهتمام بأدق التفاصيل

  • يملك الأشخاص الذين يتمتعون بالدهاء العاطفي القدرة على جعل الأشخاص المحيطين بهم يشعرون بالسعادة من خلال اهتمامهم بأدق التفاصيل، من مناسبات وتواريخ...
  • على سبيل المثال تذكر الزهور المفضلة لدى شخص ما وإحضارها له لإدخال البهجة إلى نفسه، أو تذكر تاريخ عيد ميلاد شخص ما وعمل مفاجئة له كل هذه أشياء تدل على تمتع الشخص بذكاء عاطفي محض.

إدارة الأفكار

  • يدرك الشخص الذي يتميز بذكاء عاطفي، أن الأفكار تبقى مجرد أفكار وليست حقائق، الشيء الذي يمكنه من تجنب الحديث عن بعض الأفكار أكثر من اللازم.
  • علاوة على ذلك، فقد يملك هذا الشخص القدرة على فهم حقيقة أن الأفكار التي تجول في أذهان الناس هي السبب وراء الحالة النفسية التي يعيشها كل واحد على حدة، لذلك تجد هذا الشخص يعمل جاهدا على التخلص من الأفكار غير المفيدة.

التخلص من الضغائن والأفكار السلبية

  • لا يميل الأشخاص الذين يتمتعون بالدهاء العاطفي إلى حمل ضغائن أو الحديث عن أغلاط الماضي فهم يدركون جيدا أنه لا يمكن تغييره مهما حاولوا، كما أنه في اعتقادهم أن التركيز على التجارب السيئة التي حدثت في الماضي من شأنها أن تمنعهم من التمتع باللحظة الحالية.

تقدير كل ما هو جيد

  • يساعد التوازن العاطفي الشخص على تقدير كل ما يملكه حتى ولو كان بسيطا، والعمل على احترام كل ما استطاع تحقيقه خلال حياته، ومنع الأفكار والمشاعر والطاقة السلبية من السيطرة على تفكيره.
  • يستطيع الشخص المتميز عاطفيا أن يصرف تركيزه نحو الجانب الإيجابي في حياته من أجل تحقيق التوازن الصحي، وهذا كله يساعد على الخروج من قوقعة التفكيرات السلبية والحالات المزاجية الغير المحمودة.

أنواع الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي يتضمن مجموعة من المهارات والقدرات التي تندرج تحت ثمانية أنواع رئيسية، كل منها يعبر عن جانب محدد من القدرة على فهم وإدارة المشاعر، وإليك أنواع الذكاء العاطفي الأساسية:

  1. الوعي الذاتي: معرفة الشخص بمشاعره وفهم تأثيرها على سلوكه وقراراته.
  2. التحكم الذاتي: القدرة على ضبط المشاعر والانفعالات، مثل الغضب أو التوتر، والتصرف بهدوء.
  3. التعاطف: فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها بإيجابية، مما يقوي الروابط والعلاقات.
  4. التحفيز: القدرة على تحفيز النفس لتحقيق الأهداف، حتى عند مواجهة صعوبات أو تحديات.
  5. المهارات الاجتماعية: القدرة على بناء علاقات جيدة والتواصل بفعالية وحل النزاعات بطريقة إيجابية.
  6. السلامة الجسدية: التفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة، ما يحافظ على التوازن الجسدي والنفسي.
  7. الصحة النفسية: تعزيز الرضا النفسي وتقليل التوتر من خلال إدارة المشاعر بوعي.
  8. تحسن العلاقات: تحسين العلاقات الشخصية والمهنية بفضل التواصل الفعّال والتفهم المتبادل.

أهمية الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي له دور كبير في تحسين جودة الحياة الشخصية والمهنية، وفيما يلي بعض فوائد الذكاء العاطفي، وتشمل:

  • فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، مما يساعد على بناء علاقات أقوى وأكثر استقرارًا.
  • التقليل من التوتر وتحسين القدرة على حل المشكلات.
  • يقلل من القلق والاكتئاب ويعزز الرفاهية النفسية.
  • يعزز القدرة على التحفيز الذاتي ويزيد من مستويات التركيز.
  • يزيد من التعاون ويحقق بيئة عمل إيجابية.
  • الوعي الذاتي وإدارة المشاعر يساعدان على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية بعيدًا عن التسرع أو الانفعال.

أمثلة على الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وإدارة عواطفنا وعواطف الآخرين بطريقة إيجابية، مما يساعدنا على تقوية العلاقات، واتخاذ قرارات صائبة، والتعامل مع التحديات بشكل أفضل، وفيما يلي بعض الأمثلة على مظاهر الذكاء العاطفي:

  • عندما يلاحظ شخص ما أن زميله يبدو حزينًا أو مضغوطًا في العمل فيبادر بالسؤال عن حاله ويعرض عليه المساعدة.
  • عند مواجهة موقف مثير للغضب مثل الانتقاد أو التعليقات السلبية، يتمكن الشخص ذو الذكاء العاطفي من ضبط مشاعره والرد بطريقة هادئة وبناءة، بدلاً من الانفعال أو الهجوم.
  • في المواقف الصعبة، يتمكن الشخص الذي يمتلك ذكاء عاطفيًا من الحفاظ على تفكيره الإيجابي، ويبحث عن حلول للمشكلات بدلاً من الشعور بالإحباط والاستسلام للتوتر.
  • الشخص ذو الذكاء العاطفي لا يتردد في الاعتراف بأخطائه ويعتذر عند الضرورة.
  • التعاطف أي القدرة على وضع النفس مكان الآخرين.
  • الشخص الذي يمتلك ذكاءً عاطفيًا يستطيع تأجيل بعض الرغبات قصيرة الأجل من أجل تحقيق أهداف بعيدة الأجل.
  • يقدم الشخص الذكي عاطفيًا نقدًا بناءً وبأسلوب يشجع الآخرين على التطور بدلًا من إشعارهم بالإحباط.
  • تنظيم المشاعر والتحكم بها.
  • القدرة على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
  • تحفيز الذات.

طرق تعزيز الذكاء العاطفي

هنالك العديد من المهارات التي تساعد على تقوية الدهاء العاطفي مع الآخرين، من بينها ما يلي:

  1. ممارسة الاستماع العميق والمركّز خلال التواصل مع الطرف الآخر.
  2. عدم التسرع في الأحكام على الآخرين.
  3. احترام آراء الغير.
  4. تقبل الرأي المخالف.
  5. احترام ضوابط التواصل.
  6. سؤال الناس عن مشاعرهم بطريقة مباشرة.
  7. العمل على ملاحظة لغة الجسد.
  8. التخلص من الضغائن والأفكار السلبية اتجاه شخص ما.
  9. العمل على ملاحظات علامات الاتصال غير اللفظي لدى الأشخاص.
  10. مراقبة ردود أفعال الآخرين والعمل على تحليلها.
  11. الحرص على التجاوب بصورة مناسبة مع محتوى رسائل الناس.
  12. بالإضافة إلى ذلك، القدرة على بناء علاقات قوية مع الأشخاص الآخرين والزملاء.
وصلنا إلى نقطة نهاية موضوعنا الذي دارت محاوره حول الذكاء العاطفي وطرق تعزيزه، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يملكون ذكاء عاليا على المستوى العاطفي يتمتعون بحياة اجتماعية أفضل، وأغلب صداقاتهم تكون ناجحة سواء على الصعيد العملي أو الأسري.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع