كتابة : نور حامد
آخر تحديث: 20/09/2022

اضطراب ثنائي القطب بين الأعراض والعلاج

يعد اضطراب ثنائي القطب من أكثر الاضطرابات النفسية التي لا تزال محل جدل كبير. إذ يعاني عدد كبير من الناس بين ذكور وإناث كبار وصغار، من هذا الاضطراب النفسي الشائع بنسبة أكبر مما تتوقع، ونظرًا لخصوصية هذا الإضراب وصعوبة تشخصيه كحال معظم الاضطرابات النفسية، سنتعرف في هذا المقال عبر مفاهيم على مرض ثنائي القطب، أسبابه وتشخيصه وطرق العلاج.

ما هو الاضطراب ثنائي القطب؟

يعرف ثنائي القطب بأنه:

  • حالة صحية عقلية، تسبب تقلبات مزاجية حادة لدى المريض. وهي أمور تؤثر بصورة كبيرة على حياة المريض ومهامه اليومية، كأن تنخفض نسبة التركيز والنشاط والقدرة على التفكير الواضح السوي.
  • من ناحية أخرى، يعد مرض ثنائي القطب حالة تستمر مدى الحياة، بمعنى آخر أحد الأمراض المزمنة. وعلى الرغم من ذلك يمكن السيطرة على الأعراض والتعايش مع المرض، باتباع خطة علاجية مع مختص، ومساعدة من المحيط.

أنواع مرض ثنائي القطب

يوجد نوعان أساسيان من مرض ثنائي القطب بصورة رئيسية، تختلف فيما بينها من حيث سلوك المريض وشدة الأعراض لديه. وحتى تصبح الصورة أوضح، نختصر لكم الأنواع فيما يلي:

  • النوع الأول: يتميز المصابون بالنوع الأول من الاضطراب ثنائي القطب، بإصابتهم بنوبات هوس شديدة قد تسبب انفصال المريض عن الواقع. وعادة ما يحدث هذا النوع من النوبات ليليه نوبة اكتئاب شديدة.
  • النوع الثاني: على عكس ما يحدث لمصابي النوع الأول، لا نجد هنا نوبات من الهلوسة الشديدة، إنما يتعرض المصابون إلى نوبات اكتئاب حادة ومزعجة لفترة طويلة.

أعراض مرض ثنائي القطب

تختلف أعراض مرض ثنائي القطب من شخص إلى آخر، كما من المتوقع أن تتغير مع مرور الوقت. ومع ذلك يوجد مجموعة من الأعراض التي تساعد الطبيب المختص على تشخيص الحالة، نختصرها في النقاط التالية:

الهوس

  • الذي يؤدي إلى ظهور مشاكل واضحة في أداء المهام المختلفة في العمل أو الدراسة. كما يمكن أن يتحول إلى هوس شديد يُعرف علميًا بالهذيان، الذي يستدعي دخول المشفى لتلقي العناية الطبية الصحيحة.
  • ويظهر الهوس على شكل تقلبات مزاجية حادة، كان يشعر المصاب بالتفاؤل الشديد أو التشاؤم الشديد. إلى جانب المبالغة في المشاعر وقلة النوم والثرثرة والتشتت.

نوبات اكتئاب

  • تتمثل نوبات الاكتئاب بالشعور بالحزن الحاد واليأس إلى جانب البكاء وفقدان الاهتمام والشغف. إذ تؤثر بشكل واضح على حياة المريض في جوانبها المختلفة.

تغيرات في الوظائف الحيوية

  • تتمثل التغيرات التي تحدث لمريض ثنائي القطب، في تغيرات ملموسة في النوم، التي تأتي إما على شكل أرق شديد أو النوم لساعات طويلة. ويمكن أن يعاني المريض من الاضطرابات المتعلقة بالطعام، كفقدان الشهية أو تناول العام بشراهة كبيرة.

تغيرات في الوظائف الإدراكية والتفكير

  • عادةً ما يصاحب المرضى صعوبات في التفكير والتعلم، إلى جانب الشعور بالملل السريع والسلوك البطيء. أما أكثر الأعراض خطورة هي التفكير بالانتحار أو التخطيط له.

أسباب مرض ثنائي القطب وعوامل الخطر

  • كحال معظم الأمراض والاضطرابات النفسية، لا يعد السبب الرئيسي والدقيق وراء الإصابة بمرض ثنائي القطب معروفًا. ومع ذلك يوجد عدة أسباب وراء تطور الإصابة مثل، الأسباب بيولوجية تعود إلى تغيرات في دماغ الأشخاص المصابين.
  • من ناحية أخرى، تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في إصابة الشخص بهذا المرض، وخاصة مع وجود أقرباء من الدرجة الأولى.

اضطرابات مرافقة للاضطراب ثنائي القطب

تترافق الإصابة بمرض ثنائي القطب بظهور وتطور اضطرابات أخرى، بحيث تستدعي العلاج الطبي الدقيق. ولعل أبرز هذه الاضطرابات ما يلي:

  • اضطرابات القلق
  • اضطرابات الأكل
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
  • مشاكل الكحول أو المخدرات
  • مشاكل الصحة الجسدية
  • أمراض القلب
  • مشاكل الغدة الدرقية

ثنائي القطب في العالم العربي

تشير الأبحاث العلمية أن الاضطرابات ثنائية القطب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، إذ يمكن أن تصيب ما يقارب 5٪ من الناس حول العالم ومن مختلف المراحل العمرية.

  • ومع ذلك، لا توجد أبحاث كافية لدى المنظمات العالمية حول هذا الاضطراب في العالم العربي. فمن المعروف أن زيادة انفتاح وتقبل المجتمعات للعلوم والتغيرات، يؤدي إلى الكشف المبكر والسريع عن الاضطرابات النفسية نظرًا لصعوبة اكتشافها.
  • إلا أن الأخبار الجيدة هي الاطلاع الكبير التي وفرته شبكة الإنترنت، الأمر الذي سهل التعرف على آخر الأبحاث في كل بلدان العالم، إلى جانب المبادرات الاجتماعية والطبية، وتسليط الصور في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، على المشاكل النفسية وضرورة الاهتمام بالصحة العقلية.
  • وعليه نتفاءل في هذا التغير ولو كان بطيء، عله يساهم في تحقيق الأجواء العلاجية الفعالة لمرضى الاضطراب ثنائي القطب، وليحقق الدعم الكافي لمحيطهم ومَن يهتم بهم.

تاريخ ثنائي القطب

  • ربما يكون الاعتقاد السائد عن المواضيع المتعلقة بالصحة العقلية والنفسية، هو أمر حديث في عالم الطب. إلا أن ظهور المفاهيم التي تحاكي مفاهيمنا الطبية الحديثة وخاصة فيما يتعلق باضطراب ثنائي القطب، تعود إلى عام 400 قبل الميلاد تقريبًا.
  • إذ استطاع الفيلسوف الشهير والطبيب الملقب بأبو الطب أبوقراط، توثيق حالتين مزاجيتين متطرفتين لشخص مصاب بهذا الاضطراب. إذ أشار إلى الحالة الأولى باسم الشعور بالضعف الشديد أو الاكتئاب، في حين سمى الثانية الشعور بالحيوية أو الإثارة المفرطة، وهو ما يشار إليه حاليًا بالهوس.
  • في حين تعمق الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون بمعنى الهوس وأسبابه، واتفق مع أبقراط على أن أسباب الهوس بيولوجية ولا تتعلق بردود أفعال شديدة تجاه حالة معينة.
  • وعليه بقي مفهوما الاكتئاب والهوس يعبران عن حالتين منفصلتين، حتى حلول القرن التاسع عشر الميلادي. إذ صاغ الطبيب الفرنسي جان بيير فالريت هذه الأعراض، باعتبارها أعراض لاضطراب نفسي واحد يعاني خلاله المصاب، من موجات متناول من الكآبة والهوس وهو ما يحدث بالفعل مع مرضى ثنائي القطب.

متى تجب مراجعة الطبيب المختص؟

  • لا يدرك المصابون باضطراب ثنائي القطب عادةً مدى تأثير التقلبات المزاجية الحادة على حياتهم وسلوكهم وقراراتهم. الأمر الذي يؤثر على توقيت وطريقة تلقيهم للعلاج المناسب.
  • فإذا كنت نفسك تعاني من الأعراض التي تضم تقلبات مزاجية حادة، أو تمر في موجات من الاكتئاب والهوس أو أعراض نفسية تؤثر على سلامتك العقلية، أو كان في محيطك أحد الأشخاص الذي يعاني من تلك الأعراض، من الضروري طلب المساعدة الطبية من المختصين.
  • وتذكر أن العلاج الصحيح هو طريقك الوحيد حتى تعيش حياة صحية ومتوازنة.
  • وفي الختام، لا تقل الاضطراب والأمراض النفسية والعقلية أهمية عن الأمراض العضوية. بل أنها تحتاج إلى الكثير من المتابعة والتركيز، فهي أمور تضمن اكتشافها المبكر وبالتالي تلقي العلاج المناسب.
لذلك لا ترددوا في التحدث عن كل ما تشعرون به من أشخاص تثقون بهم. وتذكروا أن المعالج النفسي هو مرشدك الذي يساعدك حتى تتخلص من الظلمات في عقلك، لتعيش حياة سعيدة وصحية، دمتم وأحبائكم بألف خير.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع