ما هي صفات الشخص الانطوائي في علم النفس؟
جدول المحتويات
صفات الشخص الانطوائي في علم النفس
بدأ الحديث عن هذه الشخصية بين المهتمين والباحثين في علم النفس منذ ستينات القرن الماضي.
وتقول الدراسات العلمية بخصوص هذه الشخصية أن هناك فرق واحد فقط بينها وبين الشخصية المنفتحة أو ذات العقل والتفكير المتفتح.
وهذا الفرق هو في المصدر الذي تستمد كل شخصية منهما طاقتها منه، حيث يرغب الانطوائي في التواجد بمفرده كثيرا في أماكن هادئة أو في الطبيعة.
وهذا الأمر يشعره بالسلام الداخلي، ومن ثم يمكنه القيام بمهامه الاعتيادية بكل سهولة أو التواجد مع الآخرين لسبب أو لآخر.
حيث يمثل كل من الهدوء والسلام والطبيعة المصادر التي يشحن منها الشخص الانطوائي طاقته، والتي منها يكون قادرا على إنجاز الكثير من الأمور في حياته.
وهذا الأمر عكس الشخصية المنفتحة أو الاجتماعية أكثر حيث تستمد تلك الشخصية طاقتها من التواجد مع الآخرين أو في الأماكن المزدحمة والمليئة بالحيوية والنشاط.
ويقول علماء النفس أن الشخصية الانطوائية لا تميل للانطوائية أو اعتزال الآخرين بنسبة 100%.
بل إن بها بعض السمات الأخرى التي تجعلها شخصية منفتحة على العالم الخارجي أو بها بعض الصفات التي تجعلها اجتماعية بعض الشيء مع الآخرين.
أما عن:
الصفقات التي تميز الشخصية الانطوائية
- أولا: تفضيل الكتابة عن الكلام أو الحديث مع الآخرين بشكل مباشر
الشخصية الانطوائية تحب أن تتحدث مع الآخرين عن طريق الكتابة أو المراسلات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا تحب أبدا أن تتكلم بشكل مباشر أو وجها لوجه مع الآخرين أو حتى في الهاتف، حيث أن هذه الشخصية تكون بطيئة جدا في اتخاذ بعض القرارات المصيرية في حياتها.
وتميل إلى التفكير أكثر من مرة قبل القيام بأي أمر، لذلك تفضل هذه الشخصية الكتابة.
لأن الكتابة تجعلها تفكير مليئا قبل أن تفرغ ما تريده على الورق أو الرسالة الإلكترونية.
أما الحديث أو الكلام بشكل مباشر مع الطرف الآخر، خاصة إذا كانت الشخصية الانطوائية غير مستعدة لهذا الأمر، فيكون مزعجا لها، وقد تتهرب من هذا الأمر.
- ثانيا: الرغبة في الانعزال عن الآخرين لبعض الوقت أو لفترات طويلة
الكثير من البشر لا يفضلون الجلوس بمفردهم أو الانعزال عن الآخرين أو الأصدقاء.
فهذا الأمر بالنسبة لهم يتسبب لهم في المزيد من الشعور بالألم أو الوحدة او الملل والخوف.
ولكن هذا الأمر بالنسبة للشخصية الانطوائية ممتع للغاية، ولا يشكل لها أي مشكلة أو صعوبة.
بل تجد هذه الشخصية متعة رهيبة في الجلوس بمفردها بعيدا عن الناس والضوضاء.
وتوجد الشخصية الانطوائية لنفسها الكثير من الأنشطة والأمور التي يمكن ممارستها أثناء تلك العزلة، والتي تسليها أو تؤنسها في عزلتها هذه.
ومن الأمور التي تفضل ممارستها الشخصية الانطوائية أثناء جلوسها بمفردها هي الرسم أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو الأعمال اليدوية أو مشاهدة أفلام الهادئة والرومانسية.
يقول علماء النفس أن الشخصية الانطوائية تزيد فترة انعزالها عن العالم أو الآخرين بحسب مدة انخراطها مع المحيطين بها.
معنى أن الشخصية الانطوائية تحب أن تتواجد مع الأصدقاء أو العائلة أو حضور المناسبات الإجتماعية، ولكن بشكل قليل أو غير زائد عن الحد.
وعندما تستغرق في هذا الأمر لفترة معينة تشعر بحاجتها للعزلة أو الجلوس بمفردها من أجل أن تشحت طاقتها مرة أخرى للخروج إلى العالم.
لأن هذه الشخصية تشعر أن طاقتها تستنزف عندما تتواجد بكثرة وسط التجمعات أو الأماكن المحتظمة بالبشر.
هناك بعض الصفات الأخرى التي منها يمكن التعرف على الشخصية الانطوائية، والتي منها:
- ميل الآخرين أو المحيطين بالشخصية الانطوائية في استشارتها أو أخذ النصيحة والمشورة منها في أي أمر معقد، لما تتمتع به هذه الشخصية من تفكير عميق، ورجاحة العقل.
- تقوم الشخصية الانطوائية بعزل نفسها عن الآخرين عندما تتواجد معهم في مكان واحد
مثلا تقوم هذه الشخصية بوضع سماعات الأذن أثناء ركوب المواصلات العامة أو السير في الشارع حتى لا تتأثر بما يحدث من حولها أو بما تسمعه من الآخرين.
- تتجنب الشخصية الانطوائية الدخول في صراعات أو مناقشات حادة مع المحيطين أو الوقوع في مواقف محرجة أو مواجهة مع الطرف الآخر.
- لا تشعر هذه الشخصية بالرغبة في التمادي مع الشخص الآخر في الحديث خاصة إذا كان تافها أو غير مجدي بالنسبة لها.
- تتميز هذه الشخصية بعدم المبادرة أو البدء في الحديث مع الطرف الآخر.
- لا تملك هذه الشخصية أصدقاء مقربين أو علاقات وثيقة وعميقة مع المحيطين بها.
معلومات عامة عن الشخصية الانطوائية
يعتقد الكثيرون أن هذه الشخصية مصابة بمرض نفسي أو عقلي، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك.
هذا النوع من الشخصيات يرى أنه من الأفضل أن يجلس الإنسان لفترات طويلة بمفرده من أجل أن يتأمل أو يفكر في أمر ما بشكل عميق ومنطقي.
حتى يصل في النهاية إلى اتخاذ القرار المناسب له أو يقوم بعمل أمر ما بشكل ناجح ومثالي.
ولذلك الانطواء أو الرغبة في العزلة ليس مرض نفسي أو عقلي يستوجب العلاج، حيث أن الشخصيات الانطوائية تتعامل بشكل محترم مع الآخرين ومع ذاتها.
ولا يكون لديها أي نوايا سيئة تجاه ذاتها أو الآخرين أو رغبة في ايذاء الطرف الآخر بالابتعاد عنه أو العزلة، بل ترى أنها ترتاح أكثر في العزلة.
إذا شعرت الشخصية الانطوائية بالرغبة في الانسحاب من موقف اجتماعي معين أو من موقف آخر يجمعها مع الآخرين بسبب عدم ارتياحها في هذا التجمع.
فتقوم على الفور بتنفيذ تلك الرغبة، والانسحاب فورا من المجلس حتى بدون أن يشعر الآخرين بذلك.
مما يجعل انطباع الآخرين عنها أنها شخصية غير مسئولة أو غير مهذبة، ولكنها عندما تقوم بهذا الأمر لا تقصد أن توصل رسالة معينة للطرف الآخر بعدم احترامها له.
وإنما ترغب فقط في الانعزال فور شعورها بعدم الارتياح دون التفكير في إيذاء الطرف الآخر نفسيا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13557