كتابة : حوريه
آخر تحديث: 13/05/2022

ما هو التأهيل النفسي وكيف يمكن تحقيقه؟

وفي البداية يجب أن نفهم أن الأزمات في الحياة جزء لا يتجزأ من تلك الحياة، وأن أهم هدف من الأهداف التي يحاول الإنسان تحقيقها هو الخروج الآمن تلك الأزمات، فتلك الأزمات مع التعامل الخاطئ معها تسبب آثاراً نفسية سلبية بشكل قد يمتد للعديد من السنوات، وتفوت العديد من الفرص على الإنسان، تلك الفرص التي كان من الممكن أن يحصل عليها إن تعلم كيف يخرج من تلك الأزمات بالخروج الآمن، وكيف يمكنه تعويض ما فقده خلال تلك الأزمات من خلال التأهيل النفسي، لذلك يحاول موقع مفاهيم إلقاء الضوء عليه لكل قارئ.
ما هو التأهيل النفسي وكيف يمكن تحقيقه؟

التأهيل النفسي وكيفية تحقيقه

هناك خطأ كبير يقع فيه الإنسان في مواجهته للأزمات المتلاحقة التي نعيشها على كافة المستويات، سواء كانت الأزمات تخص الحياة الشخصية أو المجتمع المحيط بنا أو حتى العالم الذي نعيش فيه لهذا لا بد أن نتعرف على تعريف التأهيل النفسي، ويتمثل فيما يلي:

  • هذا الخطأ في أن الإنسان قد يعبر أزماته بالتجاهل وعدم المواجهة، وفي هذا الأمر نجد أن الأزمات النفسية لا يتم القضاء عليها أو إنهاء آثارها السلبية، ولكن في الحقيقة أن تلك الآلام تظل تنتج آثارها في جسم الإنسان ونفسيته ولكن تنتقل من الشعور إلى اللاشعور، ومن العقل الواعي إلى العقل الباطن.
  • تلك الآلام التي تسبب العديد من الآثار الجسمية الصعبة، مثل الآلام والأمراض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل الأمراض الجلدية وظهور الحبوب، ومرض الثعلبة، وغيرها من الأمراض.
  • علاوة على ذلك فإن تلك الآلام قد تسبب حالة من الحزن المستمر الدائم الذي لا يعرف الإنسان سببه، فعندما تسأله عن أوضاعه المادية أو الأسرية، يصف الإنسان حاله بأفضل وصف، وأنه لا يشعر بأي خلل في أي مجال من المجالات، ومع ذلك تسيطر عليه مشاعر قهرية من الحزن المستمر الذي لا يعرف مصدره ولا يعرف كيفية التخلص منه.
  • وبذلك فالإنسان يكون في حاجة دائماً لمتابعة نفسه، والنظر في قدرته على إنجاز الأهداف وتحقيق الأحلام، بحيث أنه حين يرى أن هناك نوع من القصور في أي جانب من الجوانب، فإنه في حاجة إلى إعادة تأهيل لتلك المهارات التي تعطلت والقدرات التي توقفت حتى يستعيد استثمارها من جديد في الحياة.

آثار عدم القدرة على التأهيل النفسي

هناك آثار كبيرة يمكن أن تحدث حين يتأخر الإنسان في تأهيل نفسه سريعاً لمواجهة الحياة، فالتأخر في تحقيق التأهيل النفسي بعد الصدمات والأزمات يزيد من الصعوبة مع تأخر الخطوات الإيجابية لهذا:

  • فهناك بعض ردود الفعل التي يحدثها الإنسان بشكل غير متوقع، مثل اتخاذ قرارات بالانفصال عن شريك الحياة بدون مقدمات، أو الغضب السريع بدون مبرر منطقي.
  • كما قد يحدث أن يقرر الإنسان الانتحار فجأة بدون وجود مبرر منطقي لذلك، ففي نظر المحيطين به هو يعيش في حياة مريحة وليس فيها مشكلات، ولكن الإنسان في الحقيقة يدفع ثمن العديد من المشكلات القاسية في الماضي التي لم يتمكن من الخروج الآمن منها حتى قرر الانتحار في وقت لاحق.

علامات الفشل في التأهيل النفسي

هناك علامات إذا ما وجدها الإنسان يعلم أنه في حاجة إلى تأهيل نفسي، وعليك عزيزي القارئ حين تجد في نفسك أحد تلك العلامات أن تسارع في اتخاذ خطوات التأهيل بشكل حاسم، ومنها ما يلي:

  1. حين يجد الإنسان نفسه غير قادر على القيام بواجباته الاجتماعية أو المهنية التقليدية العادية، أو أنه يبذل مجهوداً كبيراً جداً في أمور يفترض أن يؤديها ببساطة سواء كانت في المجال المهني أو الأسري.
  2. عدم القدرة على التحكم في سلوكياتهم وعلاقاتهم بأنفسهم وبمن حولهم، فهم يرون أنفسهم رد فعل لكل الظروف والأحداث التي تجري من حولهم، وأنهم ليس لهم القدرة أو الملكات التي تؤهلهم للتواصل الفعال أو تحقيق أهدافهم البسيطة، أو إنجاز أعمالهم الضرورية اليومية.
  3. ومن العلامات الهامة في الفشل في التأهيل النفسي، أن يكون الإنسان مهملاً في متابعة صحته أو متجاهلاً للأعراض الجسمية التي قد تظهر من وقت لآخر.
  4. كما أننا نجد هذا الإنسان لا يمارس الرياضة البدنية، بل تجده مهملاً بشدة في متابعة العادات الرياضية والعادات الغذائية السليمة، فتجده ليس له اختيار في نوعية الطعام الذي يتناوله، ولا الأماكن التي يود الذهاب إليها.

المهارات الأساسية للتأهيل النفسي

هناك مهارات يجب اكتسابها لكي نتعرف على مشاعرنا ، ونعبر عنها ، ونسيطر على مخاوفنا وانفعالاتنا، ونملك القدرة على قول لا في الوقت المناسب، والحفاظ على مصالحنا في الحياة التي نعيش فيها لهذا:

  • كما أننا في حاجة لتعلم مهارات قيادة النفس، وأننا يمكننا التحكم في مشاعرنا وأفكارنا، ولا نكون مثل الريشة في الهواء يحركها لبعض حسب مصالحهم وأهوائهم، بل نتحكم في أنفسنا لنحقق القيادة السليمة للذات في تلك الحياة.
  • وأن قيادة النفس والتحكم فيها شرط مهم جداً لتحقيق الخروج الآمن من المواقف الصعبة والأزمات التي نمر بها في الحياة، وهناك مهارات مثل مهارة ضبط النفس، ومهارة توكيد الحقوق الشخصية، وغيرها من المهارات التي يجب علينا تعلمها بشكل مستمر لا توقف فيه.

كيف نتعرف على مشاعرنا الحقيقية؟

في البداية يجب أن يتمتع الإنسان بمهارة كبيرة في عدم إنكار أي نوع من أنواع المشاعر التي يشعر بها، فقبول المشاعر مهما كانت غريبة وغير مبررة أو حتى مرفوضة من المجتمع أو من منظومة القيم لا يعني أن لا يعترف بها صاحبها ويعبر عنها لهذا:

  • بل يجب عليه أن يرصد التحركات الوجدانية التي يشعر بها تجاه كل ما حوله، حتى يتفهمها ويدرسها ويتحكم فيها.
  • كذلك يجب أن نفهم أن التوتر العقلي يستتبعه توتر نفسي، لذلك في تعرف الإنسان على نفسه يجب عليه أن يفهم مناطق التوتر في جسده، فهناك بعض الأشخاص يشعرون في حال توترهم بآلام في أماكن محددة من الجسم، مثل البطن أو الأسنان.
  • هنا يجب على الإنسان أن يقوم بعملية تطمين ذاتي واسترخاء نفسي وعضوي لتلك المناطق التي يشعر فيها بالتوتر، فهذا يساعد على فهم الذات، والتقليل من حالة التوتر يمكن أن يتحقق بممارسة الرياضة مثل رياضة المشي.

اسأل نفسك عن السبب وراء المشكلات

وهنا يسأل الإنسان نفسه عن سبب تلك المشاعر، ومتابعة الأحداث التي حدثت قبل الشعور بتلك المشاعر السلبية لهذا:

  • حاول تصنف المشاعر وتسميها، هل هي غضب أم حزن توقعات سلبية، خوف ، إحساس بالذنب، إحراج، إحباط، إثارة، خزي، عار.
  • كما يجب أن يتم تسمية تلك المسميات بمسمياتها الصحيحة، فلا يتم وصف شعور بوصف مهين أو وصف لا يتفق مع قبول الإنسان لذاته، مثل إهانة الإنسان لنفسه وعدم قبوله لها.
  • ففي عملية التصنيف لتلك المشاعر والأحاسيس يجب أن يتسم الإنسان بالحيادية التامة، كما لو كان يراقب نفسه بنظرة عادلة، لأن قبول الذات شرط أساسي من شروط التغيير السليم والتحكم في الذات.
وفي النهاية .. فإن التأهيل النفسي وكيفية تحقيقه من الأمور التي لا يتسع المجال لإحاطة بها في مقالة واحدة ولكننا حاولنا إلقاء الضوء عليها قدر استطاعتنا، وعليك أنت عزيزي القارئ استكمال الطريق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ