شعراء العرب الكبار
محتويات
شعراء العرب
أبو العتاهية 748 ـ 825 م
هو ابو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، المعروف بأبي العتاهية، شاعر بارع وله مقدرة فذة على الوصف والتعبير وشعره مطبوع بطابع السلاسة واللين، ولد بالكوفة في قرية " عين التمر".
وتعاطى بيع الفخار في دكان بالكوفة، وراح يثقف نفسه بكل علوم عصره، ولما حصل على ثقافة واسعة وبدأ ينظم الشعر، رحل إلى بغداد عام 775م فمدح الخليفة المهدي ونال حظوته.
وفي أعوام حياته الأخيرة، أكثر من شعر الزهد، إلى أن توفي ببغداد عام 825 م ودفن بها.
لأبي العتاعية ديوان ضخم طبع عام 1886م، وهو يتضمن قسمان: قسم للزهديات وقسم لسائر أغراض الشعر، امتاز عن شعراء عصره بالابتكارات الصورية والفنية واللغوية الجميلة جدا.
ويرجع إليه الفضل في الارتقاء بالشعر وتوظيفه لغصلاححياة الناس وتقويم سلوكاتهم.
أبو الطيب المتنبي 915 ـ 965م
هو أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي، من أعظم الشعراء العرب قاطبة، وأكثرهم موهبة وشاعرية، أصله عربي يعود نسبه إلى قحطان، ولد بالكوفة وكان والده فقيرا.
أما أمه فقد ماتت وهو طفل صغير، فكفلته جدته وعوضته عن حب الأم وحنانها، نشأ بالكوفة ودرس كل ما أتيح له من علوم وفنون عصره فكون ثقافة عالية ومعرفة واسعة، واشتهر بعلمه وذكائه.
هرب المتنبي من الكوفة بعد أن استولى عليها القرامطة عام 925م، ورجع إليها بعد سنتين.
في نهاية عام 928م، ذهب إلى بغداد رفقة والده فمدح محمد بن عبيد الله العلوي، ثم قصد الشام وراح ينتقل بين بواديها يغرف من اللغة العربية الخالصة ويحفظ أشعار الجاهلية.
وفي عام 933م وصل إلى اللاذقية، ومنها راح ينتقل من عام 941م إلى عام 947م حيث مكث بعض الوقت في أنطاكية وهناك التقى بسيف الدولة أمير حلب فضمه إليه وعاد به إلى حلب وأكرم وفادته وأشركه في بعض غزواته على الروم.
ولكن وشايات الحساد دفعت المتنبي إلى مغادرة حلب والتوجه إلى دمشق، ثم فلسطين ومصصر حيث مدح كافورا الأحشيدي ثم هجاه بعد هروبه من مصر.
وفي عام 965م قتله "فاتك بن جهل الأسدي" وهو في طريقه إلى بغداد، بعد أن سبق للمتنبي وأن هجا أخته.
ترك المتنبي ديوانا ضخما كان هو أول من جمعه ورتبه، وقد طبع في بيروت عام 1887م، على يد الشيخ إبراهيم اليازيجي، وفي شعره حافظ المتنبي على متانة الشعر العربي، وأضفى إليه تجديدا رائعا، وحرره من قيود التقاليد، ومنحه نفسا قويا وبارعا.
أبو العلاء المعري 973 ـ 1057م
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي السعري، حكيم شعراء العربية وفيلسوفهم، ولد بمعرة النعمان عام 973م من أسرة تعشق الأدب وتحترف العلم، كان أبوه شاعرا وأديبا.
وكان جده قاضيا، أطلق عليه لقب " رهين المحبسين" لفقده نعمة البصر في سنته الثالثة والأربعين، ولملازمته بيته.
تعلم قواعد العربية في بلدته واستكملها في كل من حلب وطرابلس وأنطاكية. سافر مرة واحدة إلى بغداد ليعود للعيش بالمعرة حتى وفاته سنة 1057م تقريبا.
من صفات أبو العلاء المعري التشاؤم المفرط، والابتعاد عن الناس والتبرم منهم وكراهية الحياة واعتبارها سبب متاعب الناس ومعاناتهم، ودعا للزهد في كل شيء.
وكان شاعرا عبقريا، له ذاكرة حديدة تحفظ الكثير، أكثر في شعره من الرثاء وضمن كل قصائده مجموعة من الحكم الثمينة التي تعبر عن ذكائه وثقافته الواسعة جدا. درس بعمق الفلسفة اليونانية والهندية وعرف بفصاحته وقدرته اللغوية الفائقة.
من مؤلفاته ديوان " سقط الزند" و"اللزوميات" الذي يتضمن فلسفته وتأملاته العميقة، وقصة طويلة خيالية سماها " رسالة الغفران " وكتاب " الأبك والغصون" و"عبث الوليد".
أبو القاسم الشابي 1909 ـ 1934م
شاعر تونسي معروف، يعتبر الرمز الحقيقي لكل الشعراء الذين احترفوا الثورة، وعبروا عنها في شعرهم بغزارة.
ولد الشابي في ضاحية الشابية بمدينة تورز جنوب غرب تونس، في 24 فبراير 1909، كان والده من المشتغلين بالعلوم الدينية والقضاء الشرعي، التحق عام 1920م بجامع اليتونة وتخرج فيها عام 1928م.
ثم حصل على شهادة الحقوق التونسية عام 1930م، وفي الثلاثينيات بدأ في نشر قصائده في الصحف والمجلات، وراسل مجلة " أبولو" المصرية ونشر فيها مجموعة من قصائده.
وفي سنة 1934م أصيب الشابي بتضخم في القلب وتوفي في 9 أكتوبر من نفس السنو وهو في الخامسة والعشرين من عمره بالمستشفى الإيطالي في تونس العاصمة، ودفن في مسقط رأسه.
يتسم شعره بنزعة إنسانية نبيلة تخاطب الإنسان أينما كان.. دعا الشابي في معظم شعره إلى الالتحام بقضايا التحررن وتغنى بالحرية والآلام الإنسانية..
من مؤلفاته ديوان "أغاني الحياة" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1955م بالقاهرة، وكتاب "الخيال الشعري عند العرب" و"يوميات الشابي" من أدب السيرة الذاتية.
بالإضافة إلى ذلك له مجموعة من الرسائل تبادلها مع الأديب التونسي الراحل محمد الحليوي.
ابن الرومي 836 ـ 896م
هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الملقب بابن الرومي، من أب أصله رومي وأم فارسية، من أكبر شعراء بني العباس، وعلى رأس شعراء العرب المبرزين الممتازين.
ولد سنة 836م ونشأ محبا للطبيعة عاشقا للجمال، اغترف من ينابيع الثقافة السائدة في عصره، فتكونت لديه معرفة عميقة بالفكر والشعر، وتوفي ببغداد عام 896م.
تنوع شعره بين المديح والهجاء والوصف والرثاء، وبرع كثيرا في الهجاء، وأجاد في تصوير دقائق الأشياء، ويعتبر شعره الهزلي، ا,شعره الساخر الأفضل من نوعه.
عاش حياة تعيسة فسخط على كل شيء وسخط على نفسه أيضا، وعرف بخبثه وطول لسانه وأخلاقه المتقلبة ومزاجه السيء.
ابن المعتز 863 ـ 908م
هو أبو العباس بن عبد الله بن الخليفة المعتز بن المتوكل، خليفة وشاعر فحل، ولد في "سامرا" ببغداد، وتتلمذ على يد علماء كبار في عصره من أمثال: المبرد، أبا العباس، أحمد بن سعيد الدمشقي.
نظم الشعر وهو في السادسة من عمره تقريبا، عاش حياة مترفة كلها لهو ومجون وإسراف في اللذة الحسية، ولما توفي الخليفة المكتفي عام 908م، خلفه المقتدر.
ولكنه خلع ونودي بابن المعتز خليفة، فقامت الفتنة وقبض على ابن المعتز وقال عام 908 م، ولم تدم خلافته إلا يوما وليلة لقب خلالها بالمرتضى بالله.
برع ابن المعتز كل البراعة في شعر الوصف، ترك ديوان شعر طبع في مصر عام 1891م، ومجموعة من الرسائل المفيدة والكتب أهمها " كتاب البديع" و"كتاب طبقات الشعراء " ورسالة نقدية في شعر أبي تمام.
امرؤ القيس 500 ـ 543م
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من أنبغ شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات، ولد في نجد وقضى بها طفولته، وكان شاعرا بالفطرة إذ قال الشعر وهو بعد غلام.
وانغمس في حياة اللهو والترف، وطرده والده ملك أسد وغطفان، فتشرد وراح يتنقل بين القبائل رفقة بعض الصعاليك العرب.
ولما ثار بنو أسد على أبيه وقتلوه، ترك الشاعر حياة اللهو عازما على الثأر وتحقق له ذلك بمساعدة " تغلب وبكر "، وعندما أحس بما يدبره له " المنذر" ملك العراقز فر واستجار "السمو أل" فأجاره، وأقام عنده فترة قصيرة.
ثم فكر في أن يستعين بالروم على أعدائه الفرس، فقصد الحارث أمير الغساسنة بالشام ليساعده على السفر إلى القسطنطينية لمقابلة إمبراطور الروم، وتم له ذلك ولكن قيصر الروم أحسن ضيافته.
إلا أنه لم يستجب إلى طلبه ومناصرته، فخرج امرؤ القيس من القسطنطينية يائسا، ولما وصل إلى مدينة أنقرة أصيب بمرض الجدري وتوفي نحو عام 543م.
ضاع معظم شعره ولم يبق منه سوى قصائد قليلة، جمعت في ديوان ونشرت في باريس عام 1837م، وترجم بعد ذلك إلى عدة لغات.
إسماعيل صبري 1854 ـ 1923م
شاعر مصري عرف بشعره العاطفي العذب، نال إجازة في الحقوق، وعين بعد رجوعه إلى مصر في عدة مناصب قضائية وإدارية، ثم عمل محافظا لمدينة الاسكندرية، وبعد تقاعده جعل من بيته صالونا أدبيا كان يجذب مثقفي عصره لحضوره والمشاركة في نقاشاته.
ترك إسماعيل صبري عددا كبيرا من القصائد المطولة والمقطوعات القصيرة، وشعره في مجمله من النوع الذي يحفظ بسهولة لسلاسته ورقته وابتعاده عن الغموض.
أحمد شوقي 1869 ـ 1932م
أحمد شوقي شاعر مصري كبير، لقب بأمير الشعراء العرب، إليه يرجع الفضل في فن المسرح الشعري في الأدب العربي، حارب الاستعمار الانجليزي لمصر بقصائده السياسية التي كانت تثير حماس الشعب.
ولد في القاهرة سنة 1869م، لأب كردي وأم تركية، تربى تربية أميرية وارتبطت حياته بالخديوي إسماعيل فكان شاعر القصر في المناسبات كلها، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة المبتديان الخاصة بأولاد الأمراء.
ثم درس الحقوق وفن الترجمة لمدة سنتين، فأرسل إلى فرنسا عام 1971م لنيل شهادة الحقوق من باريس، وعاد إلى مصر عام 1892م، وبعد ذلك نفي إلى برشلونة بإسبانيا، لمدة خمس سنوات.
كتب خلالها أرجوزته التي استعرض فيها تاريخ العرب، والتي طبعت بعد وفاته، وهي " دول العرب وعظماء الإسلام "، وفي عام 1927م توجه شعراء العرب أميرا للشعر في الوطن العربي، وكانت وفاته عام 1932 عن عمر يناهز 63 عاما.
من مؤلفاته في الشعر المسرحي " مجنون ليلى " و"مصرع كيلوباطرة" إلخ.. أما شعره فقد جمع بعد وفاته في ديوان ضخم سمي ب"الشوقيات" وهو يقع في أربعة أجزاء.
بدر شاكر السياب 1926 ـ 1964م
شاعر عراقي من أكبر شعراء العربية في العصر الحديث، على يديه خرج إلى الوجود الشعر الحر الذي يعتمد على نظام التفعيلة الواحدة، وهو من شعراء القومية العربية المبرزين.
ولقد ولد شاكر السياب بقرية جيكور عام 1926م، وتلقى تعليمه الأولي بها ودراسته العليا ببغداد، توفيت والدته وهو بعد صغير، فعاش يتيما ولم تستطع زوجة الأب تعويضع عن فقدان الأم.
انخرط في الحزب الشيوعي العراقي، وصار مناضلا من مناضليه واعتقل وسجن، وعاش عاطلا ومغتربا ومتشردا، وعرف الفقر والبؤس، وأصيب بمرض قاتل وتوفي في إحدى مستشفيات الكويت عن عمر يناهز 38 عاما.
انقسم شعر السياب إلى أربع مراحل: الرومانسية، الواقعية، التأملية ثم العودة إلى الذات. وفي كل مرحلة من هذه المراحل ظل السياب وفيا للنزعة الإنسانية في شعره حريصا على مواصلة التجديد في شعره شكلا ومضمونا. من أهم دواوينه " أزهار ذابلة".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4760