آخر تحديث: 10/11/2023
كيف أشجع خطيبي على الصلاة؟ وهل أصبر على خطيبي الذي لا يصلي؟
كيف أشجع خطيبي على الصلاة؟ وأجعله ملتزمًا بها؟ سؤال مهم خاصة أن الصلاة أولى بها الإسلام عناية وأهمية كبيرة وجعل لها مكانة عظيمة، حتى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوصى بها أمته حين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقد روى عليّ بن أبي طالب رضيَ الله عنه فقال: (كانَ آخرُ كلامِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم). وفي هذا المقال يجيب مفاهيم أدناه على كيف أشجع خطيبي على الصلاة بأسلوب لين وفعال.
هل أصبر على خطيبي الذي لا يصلي؟
من الأسئلة الشائعة التي قد تسألها فتاة خطبها رجل لا يصلي، هو ما إذا تصبر عليه أو تتركه، والجواب حسب أهل الدين هو:
- كلنا ندرك أن الصلاة هي عمود الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة" أخرجه مسلم
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، وأهل العلم قد ذكروا أن تارك الصلاة لا حظ له في الإسلام؛ مستدلين في ذلك بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة".
- وهذا يوضح أهمية إقامة الصلاة من كل مسلم، وفي حال ما كان الرجل متكاسلًا أو متهاونًا عن الصلاة فقد قال الله عنه: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) والويل هو واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه
- لذلك فإن ترك الصلاة والتهاون فيها من الشخص يعد من المعاصي العظيمة، ومعلوم أن عقوبات المعاصي لها آثار سلبية على الفرد في دنياه قبل آخرته، ومن ذلك كما ذكر ابن القيم أنها: تزيل النعم الحاضرة، وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
- ومن عقوبة عدم الصلاة سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلته عنده، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده.
هل من حق الفتاة رفض الزواج من رجل لا يصلي؟
ماذا يقول الدين في الزواج من رجل لا يصلي وهل يحق للمرأة رفض الزواج من تارك الصلاة أو الذي لا يصلي ؟
- يحق للمرأة أن ترفض الزواج من تارك الصلاة، ويُنصح بذلك إلى أن يتوب إلى الله تعالى ويحافظ على صلاته، ولا ينبغي للمسلمة القبول بالزواج من رجل لا يصلي ولا يصح الزواج به.
- كما نعرف جميعا، الصلاة هي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق تاركها والمتهاون بها، قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}
- يقول ديينا الحنيف في تارك الصلاة إن كان جاحدًا لوجوبها أنه كافر بالإجماع، أما تاركها كسلاَ وتهاونا فقد اختلف فيه أهل العلم هل يكفر بذلك أم لا
- لكن إذا عاد الرجل لصلاته وواظب عليها وتاب توبة صادقة فتوبته مقبولة إن شاء الله تعالى، ولا مانع من القبول به زوجا خاصة إذا كان الزواج قد يكون معينا على هدايته
- وعليه، فإنه لا يجب على المرأة الزواج من رجل لا يصلي ولا إثم في رفضه
كيف أشجع خطيبي على الصلاة؟
كيف أشجع خطيبي على الصلاة ؟ ربما تبدأ العملية بأن تجعل الرجل يفهم مقصد الصلاة، وصولا إلى محبتها، وانتظارها بشوق ولهف، وتشمل باقي خطوات التحفيز:
1. القدوة الحسنة
- من طرق التحفيز التي يمكن للمرأة اتباعها وتحفيزه على الالتزام بالصلاة أن تكون هي نفسها قدوة حسنة ومثالًا يحتذي به أمام زوجها، من خلال حفاظها على الصلوات الخمس والتزامها بالسنن والنوافل مع الخشوع.
- من المهم أن تحرص المرأة على التعامل بالحسنى مع زوجها وتسعى لأن تكون بمنظر حسن على الدوام، وأن تُحسن ترتيب بيتها وتهتم بجميع التفاصيل التي ستجعل الرجل يصغي لها ويستمع لكلامها ويأخذ كلامها وتحفيزها على محمل الجد.
- فالله تعالى قد خلق المرأة وميزها عن الرجل بصفات اللين والرقّة، أمّا الرجل فطباعه بالمجمل قاسية وخشنة ولكن للمرأة تأثير عليه برقتها ولطفها ولينها.
2. الدعاء
- أفضل ما قد يقدمه الشخص للآخر هو الدعاء له بالخير، وفي هذه الحالة وفي إطار كيف أشجع خطيبي على الصلاة، يجب على المرأة أن تدعو الله باستمرار أن يهدي زوجها وتتحرّى أوقات الاستجابة وتدعو له أثناء السجود بالصلاح والاستقامة، مع الإلحاح بالدعاء
- الله تعالى مجيب للدعاء وقادر على تغيير حال عبده وإصلاحه وهدايته مهما بلغ من المعصية الذنوب والخطايا
- من المهم في هذه الحالة أن لا تفقد المرأة الأمل وتكون عندها طولة بال إلى أن يعود خطيبها للصلاة
3. الأسلوب اللطيف
- يمكن أن يساعد الأسلوب الحسن واللطيف في التأثير على الخطيب وجعله يفكر جديا في الصلاة والمواظبة عليها
- يمكن للمرأة كذلك أن تلجأ لمحارمها المحافظين على الصلاة والذين بينهم وبين زوجها علاقة مودة واحترام وتطلب منهم التوسط وأن يتحدّثوا مع زوجها عن طريق زيارتهم له بشكل فردي ودعوته إلى الصلاة والحديث عن جزاء تارك الصلاة، ويصطحبوه معهم إلى المسجد، كل ذلك له دور وتأثير على الرجل فالصحبة الصالحة التي تذكر بالخير وطريق الله حتما سيكون لها تأثير.
4. التذكير بفضل الصلاة
- عدا عن التذكير بعقوبة تارك الصلاة أو غير المصلي، من المهم التذكير بفضل الصلاة ودورها وفضلها في الدنيا والآخرة أمامه، وتذكيره أنّها أعظم ركن بعد الشهادتين، وتذكيره بفضائلها الجمّة فهي خير ما فرضه الله تعالى على عباده، وأفضل عبادة يتقّرب بها العبد إلى ربه
- يفضل كذلك تذكيره بأن الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وبأن الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر، وفي السجود رفع للدرجات وتكفير للخطايا
5. الموعظة الحسنة
- من بين طرق التحفيز الفعالة والمؤثرة على الرجل الذي لا يصلي، الحوار معه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحرص على أن يكون الحوار بأسلوب حسن وليّن، والابتعاد عن لغة الاتهام والذم والتكفير
- الكلمات المناسبة أثناء الحوار يجعل الخطاب أكثر قابلية للقبول، وهذه هي الموعظة الحسنة التي أخبر الله عنها في قوله تعالى: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ)
قال العلماء في هذا الموضوع بحرمة بقاء المرأة مع الزوج الذي يصلي، فالواجب عليها أن تحرص ما استطاعت على تقديم الموعظة والنصح له بأسلوب لين وحسن حتى يتقبله ويستجيب معه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20621
تم النسخ
لم يتم النسخ