ما هو الادراك العقلي في علم النفس والعوامل المؤثرة عليه؟
ما معنى الادراك العقلي؟
- يشير معنى الادراك العقلي ومصطلحه إلى: تلك الإجراءات التي يقوم بها الفرد من أجل فهم جميع المحفزات التي يقوم بمواجهتها كل ثانية من حياته والتي من شأنها أن تؤثر على جودة تركيزه، كما يمكن أن تؤدي إلى تشتيت انتباهه.
- حيث أن الإدراك العقلي يعتمد على كيفية تفسير الشخص لجميع هذه العوامل والمؤثرات التي تحيط من حوله.
- ومن الجدير بالذكر أن معنى الادراك العقلي في علم النفس يتيح للفرد الإبحار في جميع أنحاء العالم كما أنه يجعله يبحر في اتخاذ القرارات التي تكون بشأن أي شيء ابتداء من اختيار ملبسه ومأكله إلى نهاية القرارات الحاسمة التي فيها يتغير مجرى حياته.
- حيث أن الإدراك العقلي يجعل الفرد يعمل على انتقاء الأشياء، كما أن الإدراك العقلي في علم النفس يعبر عن سرعة البديهة التي يمتلكها بعض الأشخاص والتي تتضح من خلال فهم وتفسير الأمور وحقيقة المواقف.
- حيث أن الشخص الذي يمتلك سرعة البديهة يقوم أولا باختيار العنصر الذي يريد الحضور إليه والانتباه له ثم حذف جميع الأشياء الأخرى التي ليست علي قدر من الاهتمام.
- ولذلك يعد الإدراك العقلي في علم النفس هو عبارة عن طريقة التركيز في المهمة الحالية وذلك من أجل منحها انتباه أكثر ثم يتم تنظيم تلك العناصر في الدماغ بشكل منظم أو معاكس.
أنواع الإدراك
الإدراك هو الاستيعاب والفهم للأحداث والمواقف والمعلومات من خلال استقبالها عبر الحواس الخمسة ومعالجتها لاستيعابها وفهمها، وعادة ما تندرج أو ترتبط عملية الإدراك بالحواس الخمس، ومن أهم أنواع الإدراك، ما يلي:
- الإدراك الحسي: ويشمل (الإدراك البصري: هو ما نراه بأعيننا، الإدراك السمعي: هم ما ندركه كم خلال سمعه، الإدراك الشمي: هي الطريقة التي نميز بها روائح الأشياء، الإدراك اللمسي والتذوقي).
- الإدراك المعرفي: التفكير والعمليات العقلية.
- الإدراك الاجتماعي: ويشمل المهارات الاجتماعية وسبل التفاعلات الاجتماعية ومدى القبول والذكاء الاجتماعي والتواصل مع الآخرين.
- الإدراك الذاتي: مرتبط بالثقة بالنفس ومدى تقدير الذات واحترامها وسبل السعي نحو تنمية المهارات الشخصية.
الفرق بين الادراك الحسي والادراك العقلي
الإدراك الحسي هو تلقي إشارات من الخارج وترجمتها لمعلومات من خلال الحواس الخمس للإنسان، بينما الإدراك العقلي هو عملية عقلية تعتمد على القدرات العقلية لكل فرد في استيعاب وفهم الأحداث والمعلومات وترجمتها لحقائق باستخدام العقل والتفكير والربط ومعرفة المقدمات للوصول للنتائج.
خطوات الإدراك العقلي في علم النفس
يمر الإدراك العقلي بعدة خطوات وذلك حتى الانتهاء من تفسير العوامل التي تعرض لها الفرد وهذه الخطوات هي:
الاختيار:
- يعد العالم من حولنا ملئ بالعديد من المحفزات التي لا حصر لها ومع ذلك نحن لا نمتلك الموارد اللازمة في أدمغتنا للاهتمام بكل شيء من حولنا.
- ولذلك فإن الخطوة الأولى لعملية الإدراك العقلي هي عادة ما تكون غير إرادية، ولكن في بعض الأحيان قد تكون الخطوة الأولى إرادية ومتعمدة حيث يجب أولا أن نأخذ القرار بشأن المحفز الذي يجب الانتباه إليه.
التنظيم:
- بمجرد أن يقوم الفرد باختيار محفز من البيئة سواء كان هذا الاختيار بوعي أو بدون وعي فان الاختيار سوف ينتج عنه سلسلة مكونة من ردود فعل متنوعة.
- وذلك في الدماغ ثم يقوم الدماغ تنشيط المستقبلات وذلك من أجل قيام المستقبلات بتحويل الطاقة الداخلة إلى الدماغ إلى نشاط عصبي والتي يتم نقلها إلى الدماغ على شكل مصريات عقلية.
- ثم يقوم الدماغ بترجمة هذا الحافز الذي لم يكن معروفا إلى عدمه مفاهيم، ومن الجدير بالذكر أن هذه المفاهيم المكونة يتم اختيارها بشكل عشوائي واحد تلو الآخر وهذا ما يطلق عليه الإدراك العقلي متعدد القيم.
الترجمة:
- بعد أن يقوم الدماغ بتحديد محفز معين ثم تتدفق الكثير من المعلومات ثم تنظيمها وتفسيرها بطريقة منطقية، وذلك من خلال المعلومات التي تم تخزينها في الدماغ وهذا ما يعني ببساطة أن الفرد المعلومات التي شعر بها ثم تنظيمها في الدماغ من أجل إلى أشياء يمكن تصنيفها.
العوامل التي تؤثر على الإدراك العقلي
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على عملية الإدراك العقلي ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
1. الخبرة:
- للخبرة السابقة دور هام في عملية الإدراك العقلي حيث أن الفرد بناء على خبرته السابقة يتمكن من تفسير المنبهات فمثلا على سبيل المثال قد يرى الشخص الذي تعرض للإيذاء شخصا ما يرفع يده ويرفض توقع تعرضه للضرب.
- وتعتبر اليد المرفوعة من خلال تفسيرهم للمحفز وقد يري الشخص الذي لم يتعرض لأي أذى ولكنه مارس الرياضة هذا التحفيز على انه إشارة لارتفاع أفضل.
- حيث أن الأفراد يتعاملون كل واحد منهم بشكل مختلف عن الآخر مع نفس المحفزات وذلك اعتمادًا على خبرتهم السابقة عن تلك المحفزات.
2. القيم والثقافة:
- تساهم الثقافة في توفير هيكل وإرشادات والعديد من التوقعات والقواعد التي من خلالها يتمكن الأفراد في فهم الظواهر وتفسير السلوكيات.
- حيث أن الدراسات الاثنوجرافية قد أشارت إلى وجود العديد من الاختلافات الثقافية وهذا ما ينتج عنه اختلافات في تفسير الفهم الاجتماعي وكيفية الاستجابة للسلوك وتفسر العواطف.
3. التوقع والرغبة:
- من الممكن أن تتأثر توقعات الفرد وآماله بشأن الحافز على عملية الإدراك العقلي الخاص به.
4. مفهوم الذات:
- يعد مفهوم الذات هو عبارة عن مجموعة من المعتقدات التي يمتلكها الناس عن أنفسهم والتي من ضمنها عناصر الذكاء والهوية إلى أدوار الجنسين إلى غير ذلك.
- فمثلا إذا كان الشخص يعتقد أنه شخص جذاب فقد يقوم بتفسير التحديق له من جانب الغرباء على أنه إعجاب بشخصيته وعلي العكس فإذا كان الشخص غير جذاب يرى التحديق له بأنه شيء سلبي بالنسبة له.
5. الثبات الإدراكي:
- يعبر الثبات الإدراكي عن كيفية إدراك الشخص للأشياء والتي يدركها على إنها تضمن شكل وحجم ولون ثابت لا تغير فيه، وذلك بغض النظر عن التغييرات الكائنة في المنظور والتغيرات في المسافة ودرجة الإضاءة.
6. الدوافع:
- يعد الدافع لها أثر كبير على عملية الإدراك العقلي فمثلا أن ظاهرة الجوع لدى الإنسان سوف يلفت انتباهه رائحة الطعام وذلك على يعشك الشخص السبعان فإنه قد لا يهتم بمثل هذه التفاصيل.
عناصر عملية الإدراك
تعد عملية الإدراك من العمليات المعقدة التي يتم تداخل فيها العديد من العوامل والتي لها تأثير كبير على سير عملية الإدراك في مسارها الصحيح وهذه العوامل تنقسم إلى:
عوامل داخلية:
- الذاكرة: حيث أنه من خلال الذاكرة يقوم الفرد بإدراك الأشياء والمنبهات التي تكون معروفة ومألوفة له من قبل.
- اتجاهات الفرد: تعد ثقافة الفرد واتجاهاته وميوله لها الأثر الكبير في اضطرابات عصبية وتحديد درجة إدراك الفرد وكيفية تعامله مع مثيرات العالم الخارجي.
- الأمراض العضوية والاضطرابات النفسية: تعد هذه الاضطرابات لها تأثير كبير على عملية الإدراك.
العوامل الخارجية:
- والتي تتمثل في شدة المثير ومدى توافر المعلومات فضلا عن عوامل التشابه بين المثيرات.
مشاكل الادراك العقلي
قد يتسبب ضعف الإدراك العقلي إلى حدوث اضطرابات في طريقة الفهم والاستيعاب والتعامل مع الآخرين والبيئة المحيطة والأحداث، ومن مشاكل الادراك العقلي ما يلي:
- مشكلات في الذاكرة.
- الزهايمر.
- الخرف.
- التشتت وصعوبة التركيز والفهم والاستيعاب.
- التوحد عند الأطفال.
- اضطرابات عصبية.
- السلوك التخريبي.
- سوء استخدام اللغة.
- التوهان.
- الفصام
- مشكلات النوم.
- الانفتاح على المباح والمحظور.
علاج الادراك العقلي
إن عملية علاج ضعف الادراك العقلي أمر يحتاج وقت طويل نسبيًا وقفا للحالة الصحية ومدى انخفاض مستوى الادراك العقلي لديه، وعلى المريض اتباع كافة السبل الواردة معا في رفع مستوى الإدراك العقلي لديه، وذلك من خلال الآتي:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالأدوية.
- العلاج بتغيير نمط الحياة المتبع.
- التغذية الصحية وممارسة الرياضة وتناول المياه بكميات كافية.
- قياس دائم لعمليات الإدراك لمعرفة مدى تحسن الحالة من خلال اختبار الادراك العقلي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13416