ما معنى النفاس وكيفية تجنب مضاعفاته؟
ما معنى النفاس؟
معنى النفاس هو ذلك الوقت الذي يعقب عملية الولادة مباشرةً، حيث تقوم فيه المرأة باسترداد صحتها والتعافي بشكل تدريجي، كما يجب على المرأة الاهتمام بنفسها في هذه الفترة؛ لأنها من الأوقات الحرجة. وذلك لكثرة حالات الوفاة بها، كما يعود الرحم فيها إلى حجمه الطبيعي ومهامه التي كان عليها قبل حدوث الحمل. بالإضافة إلى استعادة جميع أجهزة الجسم لوظائفها الحيوية والعضوية، وليس الرحم فحسب، كما تتضمن هذه المرحلة تخلص الرحم من بقايا الدم المخزن خلال فترة الحمل، فيعود الرحم بعد وصوله إلى ١١٠٠ جرام ليصبح ٥٠ جراماً وهو الحجم الطبيعي للرحم قبل الحمل، وتتحسن عملية التنفس للمرأة وفقًا لذلك.
كما تتلاشى الاختلافات كلهن التي قد طرأت على جسمها كالتالي:
- انقباض الرحم ورجوع حجمه تدريجيَّا للحجم الطبيعي الذي كان عليه قبل حدوث الحمل، بالإضافة إلى حدوث بعض التقلصات للعضلات الملساء للشرايين، ويتم الضغط على الأوعية الدموية، فيندفع الدم بشكل كبير، كما تحدث تجديدات لبطانة الرحم بشكل سريع ليتم استردادها.
- يستعيد المهبل حجمه نسبيَّا لاسيما لدى المرأة التي لا تقوم بإرضاع طفلها طبيعيَّا، وذلك لارتفاع معدل هرمون الإستروجين.
- يتراجع عنق الرحم بشكل سريع، لكن لا يصل لحالته التي كان عليها قبل حدوث حمل.
- تتوقف استعادة جدار البطن لحالته التي كان عليها قبل حدوث الحمل على قيام الأم بالأنشطة الرياضية التي تقوي عضلات البطن مجددا، وتزيل عنها حالة.
- الضعف التي طرأت عليها خلال فترة الحمل.
- تعتبر مرحلة الحمل هي المرحلة التي يقوم فيها الجسم بتحضير ثدي الأم لعملية الرضاعة، وذلك بتزايد إنتاج الغدد اللبنية، إذ تسهم المشيمة في إتاحة معدلات كبيرة من هرمون البروجيسترون وهو بدوره يعزز إفراز الخلايا للحليب بمعدلات قليلة، وفي حالة خروج المشيمة تنقص معدلات ذلك الهرمون، وبالتالي يُنتج الحليب، وتتم عملية الرضاعة الطبيعية.
- تقوم المبايض لدى المرأة باستكمال مهمتها الطبيعية، ولكن ذلك يختلف من امرأة لأخرى، فالأم التي ترضع أطفالها طبيعيَّا معرضة لتوقف الدورة الشهرية وبالتالي الإباضة.
ما هي مدة النفاس؟
- فترة النفاس ليست واحدة عند النساء، حيث إن طبيعة جسم المرأة من العوامل التي قد تحدد تلك الفترة، كما أن كيفية إتمام الولادة يعد من هذه العوامل أيضًا، ويتميز دم النفاس باللون الأحمر الفاتح في أول أسبوع.
- ثم بعد ذلك يصير لونه غامق، إلى أن يتحول إلى اللون البني، وقد يتلاشى نهائيا بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة، كما أن الإفرازات قاتمة اللون قد تستمر في النزول، وبالطبع إذا استمر الدم في النزول بصورة كبيرة يُنصح باستشارة الطبيب على الفور.
النفاس في الشريعة الإسلامية
- تحدد فترة النفاس وفقًا للشريعة الإسلامية بأربعين يومًا، وفي حالة عدم نزول الدم قبل ذلك يجب على المرأة الاغتسال والعودة إلى ممارسة العبادات كالصلاة والصيام.
- بينما إذا تواصل نزول الدم ليُكمل الأربعين يومًا يمكن للمرأة الانتظار وعدم الصلاة والصوم إلا بعد انقضاء المدة، أما إذا تواصل نزول الدم بعد ذلك يعتبر استحاضة.
- ولكن من الضروري مراعاة معرفة المرأة لوقت نزول الدورة الشهرية لديها، إذ إنه قد يتم ذلك عقب الانتهاء من فترة النفاس (الأربعين يوماً)، وبالتالي لا يكون استحاضة، بل هو بذلك متعلق بالطمث.
تعليمات للأم في فترة النفاس
عند التحدث عن معنى النفاس تستغرق فترة النفاس ما يقرب من ٤٠ يوماً من بعد الولادة، وهذه الفترة قد تطول، وقد تقصر بحسب طبيعة جسم كل امرأة، كما تتضارب مشاعر الأم بين الاستمتاع بمولودها والإرهاق الناتج عن فترة الحمل، بالإضافة إلى الآلام المصاحبة لعملية الولادة، وعلى هذا فهي في حاجة لتحقيق المعادلة الصعبة بحيث تستطيع أن تهتم بنفسها وصحتها وأيضًا بطفلها.
ويتم ذلك من خلال الالتزام بالتعليمات التالية:
- الاستعانة بالأقارب والزوج في أي أمر من الأمور المنزلية؛ كتجهيز الطعام أو ترتيب المنزل أو الاهتمام بالأطفال.
- الراحة التامة، وذلك لكي تستطيع السهر مع الطفل في حالة عدم انتظام نومه، كما أن حصولها على الراحة سيسهم في تعافيها بشكل أسرع.
- أن تعتمد في غذائها على الطعام الصحي المتكامل الذي يشمل الفواكه والخضروات والبروتين والحبوب الكاملة، وذلك بغرض أن تسترد صحتها في وقت قصير.
- القيام ببعض الرياضات المناسبة مثل رياضة المشي، وذلك لدعم الطاقة الإيجابية لدى المرأة وعدم إطالة فترة تعافيها وشفائها، بالإضافة إلى تجنب ممارسة الرياضات الشاقة إلا بعد الولادة بشهر ونصف على الأقل.
- عدم رفع أي شيء ثقيل الوزن أو شده، وتجنب القيام بالشؤون المنزلية قبل فوات أسبوع بعد إتمام الولادة.
- تجنب العلاقة الحميمية إلى أن يتوقف الدم، ويتم شفاء جرح الولادة تمامًا، كي لا تحدث أية أضرار له؛ وبالتالي يحدث نزيف.
- شرب السوائل الدافئة والماء بكميات كبيرة، حيث يساعد ذلك على تهدئة تقلصات الرحم.
- الاهتمام بالجرح والحرص على عدم تعريضه للتلوث كي لا يلتهب.
- التدفئة الجيدة لمكان تواجد المرأة وعدم الخروج في الهواء.
ما هي حمى النفاس، وما هي أعراضها؟
حمى النفاس من المضاعفات المرتبطة بالنفاس، إذ تنتج من حدوث عدوى في المشيمة، وقد تنتقل إلى الدم وتسبب تعفنه، لذا فهي من أخطر المشكلات التي قد تواجه المرأة بعد الولادة، ولكن بعد أن تطور العلم، بالإضافة إلى تطور طرق تقديم الرعاية الصحية للمرأة بعد الولادة قَلّ حدوث حمى النفاس؛ ومن أعراضها ما يلي:
- زيادة في درجة حرارة جسم المرأة لتتجاوز ٣٨ درجة.
- ظهور رائحة غير مقبولة للإفرازات التي تخرج من الرحم.
- حدوث صداع.
- الإحساس بالبرد الشديد وبالتالي رعشة.
- عدم الرغبة في تناول الطعام.
- الإحساس بالألم الشديد في منطقة البطن مع وجود ألم في رحم المرأة أيضًا.
- صعوبة في استعادة الرحم لحجمه الأصلي.
- ظهور التهابات في ثدي المرأة التي تقوم بإرضاع طفلها طبيعيًّا.
أسباب حمى النفاس
تحدد الطريقة المتبعة في الولادة مدى إمكانية حدوث العدوى في فترة النفاس، إذ إن معدل حدوث العدوى تتراوح من 1% إلى 3% ممن تتم ولادتهم طبيعيًّا، أما من يقومون بالولادة القيصرية يتراوح معدل حدوث العدوى لديهم من 5% إلى 20%، ومن الجدير بالذكر وجود عدة أسباب تزيد من احتمالية حدوث عدوى للمرأة وإصابتها بحمى النفاس.
وهذه الأسباب منها ما يلي:
- الوزن الزائد للمرأة.
- الأنيميا.
- حدوث نزيف شديد فور إتمام عملية الولادة.
- الإفراط في فحص المهبل وقت الدخول في ألم الولادة.
- الإفراط في فحص الجنين داخل الرحم.
- حدوث التهاب في جرح الولادة القيصرية.
- حدوث عدوى المسالك البولية.
- بقاء أجزاء من المشيمة داخل رحم المرأة عقب الولادة.
علاج حمى النفاس
يتم علاج حمى النفاس عن طريق الطب، وذلك من خلال:
- المضادات الحيوية التي ينصح بها الطبيب بما يتناسب مع نوع البكتيريا المتسببة في حمى النفاس، أو عن طريق الأعشاب.
- وذلك من خلال شرب الحلبة الدافئة أو الأغذية التي تحتوي على الحلبة، ولكن باعتدال فهي تسهم في دعم مناعة المرأة ضد أي عدوى.
- بالإضافة إلى تناول فاكهة الرمان؛ حيث إن الرمان يعتبر من مضادات الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وذلك وفقا لما قد أشارت إليه الدراسات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6788