مضاعفات وأعراض إكتئاب ما بعد الولادة ومدى تأثيره على الطفل
محتويات
الإكتئاب
يعد الإكتئاب من الأمراض النفسية التي يعاني المصابين بها سواء من الرجال أو النساء بالحزن الشديد واليأس والإحباط، فهم يعانون من فقدان الدوافع والقدرات لتحقيق أحلامهم وطموحهم في الحياة، مما يؤثر بشكل أو بآخر بانخفاض الإحساس بالسعادة وتقدير الذات. كما يعانون من اضطرابات الأكل والنوم ويكونون تحت سيطرة الأفكار السلبية والسيئة.
يتم تشخيص الاكتئاب طبيا بحسب حالة المريض ومدى تمكن الاكتئاب منه، فنجد أنه يمر بثلاث مراحل بحسب شدة الأعراض التي تظهر على المريض: اكتئاب خفيف، اكتئاب متوسط، اكتئاب شديد. هذا الأخير يعد الأشد خطورة لكونه قد يؤدي بصاحبه إلى الانتحار.
ما يميز الإكتئاب أيضا أنه من الأمراض التي لا يمكن تحديدها في مدة زمنية معينة، لكونه قد يستمر لأسابيع أو لأشهر أو لسنوات. وعدى عن كون الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا، فإنه وحسب الدراسات والأبحاث الطبية، يصنف هذا المرض النفسي بكونه السبب الرئيسي الثاني بعد اضطرابات القلب والأوعية الدموية في حدوث الإعاقة على مستوى جميع أنحاء العالم.
الإكتئاب والحمل
في حالة إصابة المرأة الحامل بالاكتئاب فهذا سيجعلها لا تستطيع الاعتناء بنفسها، مما قد يتسبب في حدوث مشاكل مثل:
- الاجهاض.
- الولادة المبكرة.
- نقص وزن الطفل عند ولادته.
تتجلى خطورة عدم علاج الاكتئاب أثناء الحمل إلى انتقاله إلى ما بعد الولادة، حيث تطول مدة الاصابة بهذا الداء إلى عدة أشهر إضافية، مما يجعل الطفل الرضيع يتأثر سلبا على صعيد نموه الجسماني والنفسي والعقلي.
إكتئاب ما بعد الولادة
هو مجموعة من الاضطرابات المزاجية التي تصاحب النساء خلال فترة النفاس وقد تدوم إلى سنة ما بعد الولادة أو أكثر. تختلف شدة هذه الاضطرابات من سيدة لأخرى حسب طبيعة الأعراض المصاحبة لهذه الحالة.
غالبا ما تظهر علامات الإصابة بالاكتئاب بعد مرور أسابيع أو أشهر ما بعد الولادة، وقد تستمر هذه الأزمة إلى حين بلوغ الطفل العامين من عمره. فاكتئاب ما بعد الولادة يطلق أيضا على الفترة المحيطة بالولادة حيث يحدث أن تصاب الأم بهذه الأعراض قبل الولادة بأيام قليلة.
أسباب حدوث إكتئاب ما بعد الولادة
يرتبط السبب الرئيسي لحدوث اكتئاب ما بعد الولادة بالتغيرات العاطفية التي تؤدي إلى حدوث اضطرابات لدى الأم، حيث تشعر الأم بعدم كفائتها وفقدان هويتها كما تنتابها مشاعر الاحساس بالذنب والقلق وغيرها من المشاعر المضطربة الناتجة عن التغيرات الهرمونية والنفسية والاجتماعية، والتي تعمل على تمهيد الأم إلى الدخول في حالة الاكتئاب.
أعراض إكتئاب ما بعد الولادة
تشبه أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة تلك المتعلقة بالاكتئاب بصفة عامة، فيما يلي أبرز تلك الأعراض:
- تقلب المزاج وفقدان الرغبة في الاستمتاع بنعم الحياة.
- اضطراب الوزن حيث تعاني المكتئبة إما من زيادة أو نقصان في الوزن.
- حدوث اضطرابات في النوم حيث قد تعاني المصابة بالاكتئاب من فرط النوم أو الأرق.
- حدوث اضطرابات على مستوى الأنشطة الحركية.
- التعب والإرهاق.
- فقدان الطاقة.
- الشعور بالذنب.
- تشتيت التركيز.
- التفكير في الموت والانتحار.
مضاعفات إكتئاب ما بعد الولادة
في حال إصابة الأم بالاكتئاب فهناك احتمال حدوث العديد من المضاعفات، من بينها:
- احتمالية تكرار الإصابة بالاكتئاب جد عالية حيث يعتبر هذا الأمر جد شائع بنسبة 50% لدى الأشخاص الذين سبقت لديهم الإصابة بهذا الداء.
- استمرار أعراض وعلامات الاكتئاب حتى بعد حدوثه، هذا الأمر غالبا ما يحدث لدى الحالات التي لم تستمر في العلاج حتى التأكد من الشفاء التام من هذا المرض.
- تطور المرض إلى الاكتئاب الحاد أو المزمن.
- انتحار المريض حيث أغلب الأشخاص (حوالي 70%) الذين يموتون بسبب الانتحار هم أشخاص يعانون من الاكتئاب، وذلك في محاولة وقف المعاناة التي تبدو لهم أنها تفوق تحملهم.
- ظهور مشاكل صحية أخرى لها علاقة بالاضطرابات المتعلقة بالاكتئاب سواء جسدية أو نفسية، مثل:
- القلق.
- الإدمان كإدمان الكحول مثلا أو الإفراط في تناول بعض الأدوية كالمهدئات والحبوب المنومة..
- ارتفاع خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، السكتات الدماغية، السكري من نوع 2.. ناهيك عن كون الاكتئاب يتسبب وبشكل مباشر في إضعاف المناعة في جسم الإنسان مما يسمح للعديد من الأمراض الأخرى التمكن من المصاب وبسرعة.
طرق علاج إكتئاب ما بعد الولادة
تنفيذ العلاج المناسب سيعجل من شفاء الأم ويضمن حماية الطفل من التأثر من أعراض هذا الاكتئاب، خاصة وأنه وكما سبق الذكر أعلاه قد تستمر إصابة الأم إلى حدود السنتان وبالتالي ترتفع نسبة إصابة الطفل بعدوى الاكتئاب هاته.
هناك عدة طرق لعلاج هذا الاكتئاب:
- العلاج بالأدوية من خلال تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، لكون آثارها الضارة والسامة على الطفل ضعيفة أو تكاد تكون منعدمة. هذا العلاج يفضل استخدامه بالنسبة للأم التي تعتمد الرضاعة الطبيعية لتغذية طفلها.
- العلاج الهرموني حيث يتم تزويد الأم بالاستروجين لمساعدتها على التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة خاصة عندما يصاحب هذا العلاج تناول أدوية مضادة للاكتئاب.
- العلاج النفسي حيث تقدم جلسات العلاج النفسي المساعدة اللازمة لمساعدة الأم على تخطي هذه المرحلة ومنع تطورها.
إصابة الآباء باكتئاب ما بعد الولادة
قد يتأثر الأب من إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة وتنتقل العدوى له فيعاني نفس ما تعانيه الأم، فحسب الدراسات التي ظهرت مؤخرا تقول بأن حوالي 25% من الرجال يعانون من ظهور أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الولادة مقارنة مع 7% تظهر لديهم نفس الأعراض خلال الثلاثة أشهر الأولى من الولادة.
هذه الدراسات أثبتت أن الأباء أيضا يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة إن كانت زوجاتهم يعانين منه.
تأثير إكتئاب ما بعد الولادة على الطفل
إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة يؤثر سلبا على الطفل من حيث النمو النفسي والسلوكي، حيث نجد الطفل يعاني من التهيج والقلق والاضطراب، كما يعاني من صعوبة في التعلم واضطراب النوم.. وغيرها من المشاكل التي تصيب الطفل نتيجة ارتباطه الوثيق مع أمه والذي يؤثر أيضا على معدل نموه الطبيعي من حيث الوزن والطول.
الأمهات المكتئبات بصفة عامة يجدن صعوبة في رعاية أطفالهن خاصة الطفل الحديث الولادة حيث قد لا تهتم لما يحدث مع طفلها أو تتفاعل معه بشكل سلبي، مما يفقد الطفل الشعور بالأمان وبالتالي يفقد الاحساس بالتعلق الكبير بها، مما يجعله معرضا للاصابة بالاجهاد والتوتر العاطفي الذي سيمتد لسنوات طويلة لاحقا، كل هذا يجعله يتعلم عدم الثقة في الآخرين وبالتالي يفقد الثقة بنفسه، الشيء الذي سيؤثر سلبا في مسيرة تعلمه وإدراكه لما يجول في محيطه.
أيضا الام التي تعاني من الاكتئاب تجد صعوبة في تلبية احتياجات طفلها كما يحدث في الحالات العادية حيث تهرع الأم عند سماع بكاء طفلها لتوفير ما تعتقد أنه بحاجة له من طعام وتغيير حفاضات، أو منحه الحب والرعاية من خلال حضنه ومداعبته والسهر على راحته وغيرها من الأمور التي تقوم بها الأم بعفوية وبشكل عادي؛ لكن لا تستطيع الأم المكتئبة منحها لطفلها والتي تتسبب في حدوث مضاعفات لاحقا.
تأثير إكتئاب الأم على الطفل حسب مراحل عمره
فيما يلي سنتعرف على مدى تأثير اكتئاب ما بعد الولادة أو اصابة الأم بالاكتئاب على الطفل بحسب مراحل عمره:
ما بين الولادة إلى السنوات الأولى:
- ارتباط هش ما بين الطفل والأم.
- صعوبة في التفاعل مع الأم حيث يشعر بالغضب وعدم الرغبة في البقاء برفقتها.
- اضطرابات في النوم.
- تأخر نمو الطفل.
- آلام مغص الأطفال بشكل متكرر.
- عدم القدرة على تعلم المهارات والنمو بشكل طبيعي مقارنة مع الأطفال الآخرين.
الطفل ما قبل مرحلة التمدرس الأولى:
- أقل استقلالية.
- أقل اندماج واهتمام بالتواصل مع الآخرين.
- أكثر ميل للعدوانية والتدمير.
- أقل رغبة واهتماما بالذهاب إلى المدرسة.
الطفل في سن التمدرس:
- يعاني من مشاكل في السلوك.
- يعاني من صعوبات في التعلم.
- يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- لا يبلي بلاءََ حسنا في المدرسة.
- أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والمشاكل الصحية العقلية الأخرى.
في سن المراهقة:
يعاني المراهقون الذين تعاني أمهاتهم من الاكتئاب من عدة مشاكل، من بينها:
- عرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد.
- عرضة للإصابة باضطرابات القلق.
- عرضة للإصابة باضطرابات في السلوك.
- عرضة للانحراف وتناول المخدرات وشرب الكحول.
- عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص في الانتباه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_2540