كتابة :
آخر تحديث: 16/11/2021

اعراض رهاب الساح وأسبابه وتشخيصه وطرق علاجه

قبل أن نتحدث عن اعراض رهاب الساح أو ما يعرف برهاب الخلاء، يجب أن نعرف أولاً بأنه نوع من الاضطرابات النفسية التي تشمل الخوف الشديد والهلع والقلق غير المبرر أو من عدم القدرة على تخطي موقف محرج أو الهروب من أمر صعب الوقوع فيه.
ويتسبب هذا الهلع عادةً في قيام المصاب ببعض السلوكيات التي تتسم بتجنب الأخرين مثل البعد عن الأماكن التي يتواجد فيها الناس والمواقف العادية التي يعتقد أنها تسبب له الإحراج الشديد.
اعراض رهاب الساح وأسبابه وتشخيصه وطرق علاجه

أعراض رهاب الساح

تتمثل الأفعال التي يتجنبها المريض برهاب الساح مثل الانتقال إلى منزل آخر أو السفر بالقطار أو التواجد في مكان مزدحم أو قيادة السيارة أو التسوق مما يقود المصاب إلى الانعزال الاجتماعي مما يؤثر على شخصيته ومهنته، وتتمثل الأعراض في ما يلي :

  • تسارع في نبضات القلب.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
  • الارتجاف والتعرق.
  • الشعور بالبرودة أو الحرارة.
  • الغثيان أو الإغماء أو الإسهال.
  • الشعور بألم شديد في الصدر.
  • مشكلات في البلع.
  • الشعور بعدم انتهاء النوبة.
  • الشعور بعدم القدرة على السيطرة.
  • الشعور بأن كل الناس تحدق به.
  • الخوف من التواجد وحيد في المنزل.
  • الشعور العام بالرهبة.

أسباب رهاب الساح

يحدث اضطراب رهاب الساح ويتطور عند الإنسان عادةً لعدة أسباب تتمثل في :

  • مضاعفات اضطراب الهلع لأن المصاب قد يربط نوبات الهلع بالأماكن أو الموقف التي حدثت فيها ثم يقوم بتجنبها.
  • الجينات الوراثية والتاريخ العائلي تعد سبب في الإصابة برهاب الساح.
  • الخوف الذي يرتبط ببعض القضايا مثل المرض والجريمة والوقوع في حادث، كما أن الأحداث الصادمة مثل موت شخص عزيز تتسبب في الإصابة برهاب الساح.

تشخيص رهاب الساح

أخصائي الرعاية النفسية قد يجري مقابلة مع المصاب برهاب الساح ويسأله عن الأعراض التي يعاني منها، وعن شعوره حيال مغادرة المنزل، ورد فعله عند مواجهته لبعض المواقف مثل وسائل النقل العام والمساحات المفتوحة، والمساحات المغلقة والتجمعات، ويمكن أن يبحث الطبيب عن الإرشادات التالية :

  • تجنب الموقف المحفز أو رفض تواجد المريض في مكان ما دون وجود شخص يثق به.
  • تجنب المريض للمواقف الحياتية بسبب خوفه من عدم القدرة على الهروب أو عدم الحصول على المساعدة في حالة حدوث موقف محرج.
  • تعرض المريض لضائق كبير تؤثر على قدرته على العمل بسبب الخوف والقلق.
  • ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن يعاني المريض من هذا الاضطراب لمدة ستة أشهر قبل التشخيص.
  • قد يحتاج الطبيب إلى أن يثبت أن أعراض المرض لا تنتج عن اضطراب اخر مثل اضطراب القلق الاجتماعي.

علاج رهاب الساح

يتضمن العلاج عادةً طرق متعددة تتمثل في ما يلي :

  • العلاج السلوكي يساعد هذا النوع من العلاج على التغلب على المخاوف والأفكار التي تتسبب في القلق، وذلك عن طرق استخدام العلاج السلوكي والمعرفي وتقنيات الاسترخاء والتأمل في علاج رهاب الساح عن طريق تدريب الدماغ على التفكير بطريقة مختلفة.
  • العلاج بالأدوية يصف الطبيب بعض الأنواع من العلاجات الدوائية التي تساعد في علاج الاكتئاب واضطراب القلق مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • تغيير نمط الحياة يمكن السيطرة على اضطراب رهاب الساح من خلال تغيير في أنماط الحياة والتي تشمل تجنب الكحوليات والمخدرات والكافين، وتناول نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة تمارين التنفس، والتمارين الرياضية بشكل منتظم.

العلاج المعرفي لرهاب الساح يجب أن يدرك المريض الخطر وتنشيط جهاز الاستجابة للطوارئ بالقدر الذي يجعل المريض يدرك وجهة الخطر العضوي الحقيقي، وذلك عن طريق إعداد الفرد للعدوان أو الهروب أو منعه من الحركة بشكل مفاجئ. لكن الاستجابة للطوارئ هي مصدر من مصادر الخطر لأنها تولد شعور في الجسم بالاضطراب وخلل إدراكي معرفي طارئ، لذلك تعد سبب في ظهور سرعة ضربات القلب، والدوار والضعف. وعندما تنشط الاستجابة للطوارئ مثل حالة الهلع يزداد الخوف والقلق ويتعرض المصاب لمزيد من الأعراض وتنشأ حلقة مفرغة من التوقعات المخيفة والمرعبة، حيث أن الإدراك المشوش للخطر يلعب دور هام في هذه الحلقة. إذا يميل المرضى للمبالغة في تقدير الخطر كما أن ذلك يؤثر على الاستجابة الداخلية مثل الإحساسات المرتبطة بالقلق كالدوار وسرعة نبضات القلب وصعوبة التنفس، بجانب التغيرات العضوية والعاطفية الأخرى. الهدف الرئيسي من علاج اضطراب رهاب الساح هو التعرف على سوء التفسيرات المأساوية للأعراض، ففي الجلسة الأولى يستخرج الطبيب الإحساس والأفكار والصور والانفعالات والميول التي تحدث بشكل نمطي خلال نوبة الهلع. كما يقوم الطبيب بتعريف المريض بفكرة أن المعتقدات والأفكار يمكن أن تسهم في إصابة المريض بنوبات الهلع، ويحاول الطبيب تطبيع القلق الأمر الذي يساعد المريض على النظر إلى استجابات القلق كجزء من الاستجابة المعتادة للبدن وكواجب منزلي. يقوم المريض بعمل ملاحظات أخرى عن الصور والأفكار خلال نوبات الهلع أو القلق

وتستخدم هذه البيانات لتحديد الأفكار الخاطئة التي يؤمن بها المريض بشأن الأعراض الخاصة بالهلع ويتم تقييم معتقدات الهلع والمخاوف مستخدمين استبيان خاص بذلك، حيث أن المعتقدات تبدو متضمنة عدة موضوعات أساسية والتي تتمثل في :

_ التصعيد. _ التعرضية. _ العجز عن التكيف.

بعد تحديد المعتقدات الأساسية واستخراج درجة الإحساس بالخوف يصبح الهدف هو الإعداد لنظرة بعيدة غير مأساوية لأعراض الخوف، وفي الغالب فإن أول وسيلة يقع الاختيار عليها هو أسلوب زيادة سرعة التنفس. وهي طريقة تتضمن جعل المريض يتنفس بسرعة وعمق لمدة دقيقتين وملاحظة أثر التنفس السريع وتقدير وجه الشبه بينه وبين الإحساس الناتج عن نوبة الخوف، فإن كان التشابه قوي يوجه المريض إلى نتيجة معناها أن التنفس السريع يزيد من حدة الأعراض. وأن يتعلم أسلوب ضبط النفس أو التحكم في التنفس السريع، وعندما يدرك المريض أن عملية بسيطة غير دوائية يمكن أن ينتج عنها إحساس خوف فإنه سوف يميل إلى لتصحيح إرجاع الأعراض إلى مأسي طبية أو نفسية لها آثار سالبة ومؤذية. وعندما يختفي الخوف وتقل الأعراض حدة فيتم التركيز على ردود فعل المريض لمسببات القلق الموجود في البيئة المحيطة كالعلاقات الأسرية وعلاقات العمل.

كيفية صياغة الخطة العلاجية

  • تحديد المعتقدات السلبية والأفكار عند المريض.
  • تحديد كيفية تفسير المريض معتقداته وأعراضه ومعاناته.
  • تعريف المريض بأن هذه المعتقدات والأفكار يمكن أن تساهم في حدوث نوبات قلق وهلع.
  • تطبيع القلق مما يساعد المريض على تغيير نظرته لاستجابات القلق وأن ينظر لها نظرة خالية من التفسيرات السالبة.
  • خلق نظرة بديلة أكثر تفاؤل وإيجابية الأمر الذي يسهم في تصحيح معتقداته وتفسيراته الخاطئة.
  • ملاحظة الأعراض والتحكم فيها عن طريق التنفس الهادئ والبطيء مما يزيد من كمية الأكسجين الداخل للجسم عبر الشهيق ويعمل على استرخاء الأعصاب.
  • خلق مهارات إيجابية وهادفة وفاعلة وتوكيد الذات وخلق صورة إيجابية لذاته
  • استثمار وإدارة الوقت فيما هو مفيد ومستمر.
  • خلق مهارات تواصلية جديدة.
  • مساعدة المريض لخلق هوايات ونشاطات أكثر متعة.
وبعد أن تعرفنا على اعراض رهاب الساح وكيف يمكن على المريض أن يفهم حالته جيداً ويسعى من أجل التخلص من هذه الأعراض الوهمية المدمرة، والتي تقضي على شخصيته وحياته الاجتماعية وتجعل منه إنسان منبوذ، لا بد من التوكل على الله والسعي للعلاج.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ