كتابة :
آخر تحديث: 12/09/2024

ايات قرانية عن التفاؤل وكيفية تحقيقه

هناك آيات كثيرة عن التفاؤل في القرءان، فقد جعل الله دنيانا هذه مليئة بالتقلبات لا تستمر على حال واحد، فمن يتأمل في هذه الدنيا يجد فيها الخير والشر والحق والباطل والحزن والسرور في موقع مفاهيم. للأمل والتفاؤل دور في التعامل مع تقلبات حال هذه الدنيا فيعمل كشعاع قوي ينور للمؤمن بصيرته وكل دروب الظلام ويبث في نفسه الصبر والسعادة، لذا في ذلك المقال سنتحدث عن الآيات التي تحث في القرآن على التفاؤل من خلال السطور التالية.
ايات قرانية عن التفاؤل وكيفية تحقيقه

تعريف التفاؤل في القرآن

التفاؤل له أهمية كبيرة جدًا في حياتنا فهو شعور داخلي يبث بداخلنا السرور والصبر و رؤية مستقبلية جميلة، لذلك الإنسان الذي يترك شئونه لله ولا يتعلق بأحد سواه ويعلق أمله عليه لن يقنط أبدًا، ويعرف عن التفاؤل أيضًا أنه نظرة إيجابية عندما تغلق جميع الأبواب، فهو طوق النجاة الوحيد عند المصاعب والمشاكل، والمسلم الذي يتفاءل في حياته ويتوكل على ربه يعيش في سعادة وطموح جميل.

قصص قرآنية عن التفاؤل في الإسلام

وذكر لنا القرآن العديد من الآيات التي تحثنا على التفاؤل، ومنها:

دعوة المسلمين للتفاؤل بشكل صريح في الآيات القرآنية

كقوله تعالى في ســورة آل عمران: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }.

قصة الرسول مع أبو بكر في غار حراء مع التفاؤل

هذا هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول لصاحبه أبو بكر الصديق:{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، فهذه الآيات تملؤنا بالثقة والتفاؤل وتحثنا على الثقة في وعود الله.

قصة سيدنا يعقوب مع التفاؤل

  • ونجد أيضًا أن هناك الكثير من العبر في قصص الأنبياء تحثنا على التفاؤل فما قصه الله سبحانه وتعالى في قصة سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام حين ظل يبحث عن يوسف عليه السلام ويحث أخويه على البحث عنه فهو لم يفقد الأمل أبدًا في الله كقوله تعالى:

{يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

قصة سيدنا موسى مع التفاؤل

  • وما قصه الله علينا في قصة سيدنا موسى الذي كان فقيرًا لا يملك شيئًا وكان يطارد من قبل أشخاص أخرى فأخذ يناجي ربه. ويقول: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، فأجابه الله بعد ذلك بتبشيره بالنبوة و بأنه كليم الله.

قصة سيدنا أيوب مع التفاؤل

  • وسيدنا أيوب عليه السلام الذي أمكثه المرض وكل وسائل الشفاء لم تجد معه بشيء فجلس يتضرع لله ويقول: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ ) فجاء الجواب فورًا من الله واتبعه الفرج بشفاء سيدنا أيوب.

أجمل آيات القرآن عن التفاؤل

وفيما يلي أجمل آيات عن التفاؤل في القرآن:

  • يقول الله تعالى: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ.
  • يقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ.
  • وقوله -تعالى- في الأية الكريمة: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أمرا)
  • (يسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين)
  • وهذه الآية موجهه للمسلمين كافة وتحثهم على البقاء بذلك الحال وهو الاستبشار بنعم الله في انتظار الفرج من الله وبيقين أن الله لن يضيع أجر يقينه وصبره.
  • (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنه).
  • ويقصد بالظلمات هنا هو شعور المؤمن بالضياع والابتلاء، فكل إنسان في هذه الحياة معرض للابتلاء وكما قال الله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)، فمنذ التقاط الإنسان لأولى أنفاسه هو معرض للابتلاء.
  • (حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا).
  • فهذه الآية تخبرنا أنه مهما طال البلاء سيأتي نصر الله حتمًا فلم يأتي يسر قط إلا وجاء قبله عسر، وقد يأتي اليسر في أشد أوقات البلاء التي تواجهنا لذلك يحثنا القرآن على الصبر على فرج الله، فحال المؤمن يعرفه الله وبالتأكيد سينير له طريقه في القريب العاجل، فالله هو الملاذ من كل شر والسلام.
  • (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ)،وقال- تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يسرا)
  • (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
  • (وَلَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسَّتهُ لَيَقولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخور* إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولـئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ كَبيرٌ).
  • ( غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّـهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
  • "لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلك أَمْرًا"
  • "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ"
  • "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
  • " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ"
  • "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
  • "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"
  • وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
  • "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
  • "إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
  • "هُوَ عَلَيَّ هَيِّن"
  • "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
  • "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "
  • "وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِ"
  • " وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
  • "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ"
  • "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ"
  • "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
  • "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"
  • "فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"
  • "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"
  • "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن من الساجدين)

أحاديث عن التفاؤل

حثنا أيضًا رسولنا صلى الله عليه وسلم بالتفاؤل في كثير من أحاديثه، ولعل من أهم الأحاديث التي ورد فيها التفاؤل عن نبينا محمد فيما يلي:

  • روى أبو موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلّم (كان إذا بعث أحدًا من أصحابِهِ في بعضِ أمرِهِ قال: بشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا ، ويسِّرُوا ولا تعسروا).
  • وقال صلى الله عليه وسلّم (لا يَزالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شابًّا في اثْنَتَيْنِ: في حُبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ).
  • وصور الابتلاء كثيرة جدًا لا تقتصر على المرض فقط بل كل ما يضر الإنسان ويعكر صفوة ومزاجه هو ابتلاء، وكل بلاء من الله نؤجر عليه كقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بها من خطاياه).
  • ثبت عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال حينما هاجر مع النبي -عليه الصلاة والسلام- وكانت قبائل العرب تطاردهم: (كُنْتُ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الغارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإذا أنا بأَقْدامِ القَوْمِ، فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، لو أنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا، قالَ: اسْكُتْ يا أبا بَكْرٍ، اثْنانِ اللَّهُ ثالِثُهُما).

كيفية التفاؤل في القرآن الكريم؟

القرآن الكريم يحتوي على العديد من الآيات التي تشجع على التفاؤل وتوجيه الناس نحو الإيمان والأمل في رحمة الله وحكمته. إليك بعض الآيات التي تعزز التفاؤل في القرآن ويمكن للإنسان الاستعانة من العبر والمواعظ التي تحملها كل آية قرأني لتطبيق التفاؤل في حياته من خلال الآتي:

  • الاستفادة من تجارب الآخرين والاستمتاع بالحياة والتخلص من الأفكار السلبية.
  • الإيمان بأن الأمر بيد الله والأخذ بالأسباب والتوكل على الله والاطمئنان بأن الله لن يخذلك أبدا.
  • التفاعل الاجتماعي والحصول على الدعم الاجتماعي من المحيطين يجعلك تشعر بالإقبال على الحياة والتفاؤل.
  • التغاضي عن توافه الأمور التي قد تتسبب في خلق جو مشحون بالخلافات والصراعات.
  • التركيز على الحلول بدلا من المشاكل.
  • الابتعاد عن السلبية (الأفكار - الأشخاص - الأماكن).
  • تحديد الأهداف ووضع طموحات واقعية سهل الوصول إليها.
  • الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية والعقلية.
وفي نهاية الموضوع، نكون قد تحدثنا عن أهم الآيات التي تحدثنا على التفاؤل في القرآن، وتحدثنا أيضًا عن الأحاديث التي وردت عن نبينا محمد عن التفاؤل، ويجب عليك كمسلم أن تتمسك بالتفاؤل تمسكًا جيدًا لتحيا حياة سعيدة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ