آخر تحديث: 18/02/2022
مفهوم الصلابة النفسية ومكوناتها وسمات صاحبها
يشير مصطلح الصلابة النفسية إلى مدى تمتع الفرد بالصحة النفسية والصحة الجسمية رغم تعرضه للكثير من الضغوط والمشكلات التي يمكن أن تدمر حياته إذا لم يتم التعامل معه بشكل إيجابي.
وسوف نتعرف عزيزي القاري من خلال هذا المقال على مفهوم الصلابة النفسية، بالإضافة إلى توضيح سمات الشخصية التي تتميز بها كما سوف نجيب على الأسئلة التي تدور حول هذا الموضوع.
الصلابة النفسية
يرجع هذا المفهوم إلى:
- عالمة النفس كوبازا والتي بذلت كثير من الجهد من أجل التوصل إلى معرفة دور المتغيرات النفسية على حياة الفرد.
- وأشارت إلى أن هذا المفهوم له دور كبير في احتفاظ الفرد بصحته الجسمية والنفسية على الرغم من تعرضه لكثير من الضغوط،
- كما قامت بتعريف الصلابة على أنها اعتقاد عام من جهة الفرد في مدى فاعليته لاستخدام قدرته على الاستعانة بكل المصادر النفسية والبيئية المتوافرة من أجل إدراك وتفسير كافة المشكلات والضغوط ثم مواجهتها بفاعلية.
- وبهذا المعنى تعد الصلابة مرحلة يستطيع الفرد الوصول إليها بعد أن يتعرض لكثير من الضغوط، وبذلك يمكن الاستنتاج من خلالها قدرة الفرد على تحمل الكثير من أنواع الضغوط مع احتفاظه بالتوازن الداخلي والخارجي له.
- ومن الجدير بالذكر يعد عصرنا الحالي هو عصر الضغوطات النفسية ويرجع ذلك إلى كثرة أنواعها نظرا لما يتعرض له هذا العصر من التغيرات التي ساهمت في إحداث كثير من المشكلات والضغوطات لدي كثير من أفراده.
- مما جعل الإنسان يواجه كثير من التحديات لمواجهة هذه الضغوط من أجل السعي وراء تحقيق أهدافه والعمل على تلبية احتياجاته، وبذلك يتمكن الفرد من الحصول على التوافق النفسي والتوافق الاجتماعي مع الأفراد الآخرين.
- كما أن ظروف البيئة التي يعيش بها الفرد تتطلب من الإنسان أن يكون على درجة عالية من التوافق مع هذه الظروف وهذا ما أطلق عليه علماء النفس طرق مواجهة الضغوط والتي يستطيع الفرد من خلال اتباعها أن يتكيف مع ظروف البيئة من أجل تحقيق التوازن الداخلي لذاته وظروف البيئة الخارجية.
- كما يستطيع الفرد أن يحقق هذا التوازن أما عن طريق إدخال التغيرات على الأشياء التي تكون بداخله وهي التي تشير إلى الدوافع، وذلك لكي يستطيع التعامل مع ظروف البيئة وأما عن طريق تغيير أفكاره وأما عن طريق زيادة طاقته أو يمكن تحقيق التوافق عن طريق تغيير أهدافه وطموحاته التي كان قد وضعها قبل سابق من أجل تحقيقها.
- وبذلك تعد الصلابة هي المرحلة التالية لضغوط الحياة والتي تشبه مرحلة النحت والتقويم حيث أن هذه الصفة تقوم بنحت جميع الصفات الغير مريحة التي تكون في شخصية الإنسان فتقوم أولا بتهذيب سلوكه ثم تحسن مساره.
- وذلك عن طريق تنشيط أفكاره والعمل على تنقيتها من الشوائب ثم تجعله يطور من ذاته مع منحه درجة عالية من الثقة بالنفس لكي يستخدمها للنهوض من العثرات التي تعترض طريقه أثناء سيره نحو مستقبله.
مكونات صلابة الشخصية النفسية
من أهم المكونات التي تتميز بها سمة الصلابة ما يلي:
الالتزام:
- وهو يشير إلى مدى اعتقاد الفرد في قدراته وحقيقة ذاته وقيمتها في كل شيء يقبل عليه ويتحقق هذا المبدأ من خلال شعور الفرد بقيمته الحياة من خلال اعتناق الفرد لمجموعة من المبادئ والقيم واعتقاده أن الحياة بالنسبة له هي من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته.
التحكم:
- يتحقق هذا المبدأ من خلال استقلالية الفرد ومدى قدرته على اتخاذ قراراته، بالإضافة إلى أساليبه التي يستخدمها في مواجهة الأزمات وكيفية تحمله للمسؤوليات لكل الأشياء التي تحدث من حوله مهما كانت نتائجها.
التحدي:
- يشير هذا المبدأ إلى ما يطرأ على الفرد من تغير في مختلف جوانب حياته ويعد هذا المبدأ امر مثير وهام حيث يشير إلى النمو للفرد في مختلف جوانب حياته على الرغم من أنه يحمل في معناه الإشارة إلى التهديد.
- ومن أهمية هذا المبدأ بالنسبة للإنسان أن يساعده على اكتشاف البيئة من حوله، كما أنه يمكن الإنسان من التعرف على كثير من المصادر النفسية والاجتماعية التي تساعده في مواجهة الضغوط التي تعترض طريقه بفاعلية.
- كما يستطيع الإنسان أن يظهر التحدي من خلال كيفية اقتحام المشكلات عن طريق حلها بالطرق المناسبة، كما يظهر مبدأ التحدي مدى قدرة الإنسان على المثابرة وذلك عندما يجعل الإنسان يشعر بالشجاعة وعدم الخوف عند مواجهة المشكلات والضغوط.
أهم السمات التي تميز الشخص الصلب نفسيا
هناك بعض الخصائص والصفات التي يتميز بها صاحب الشخصية الصلبة، ومنها ما يلي:
- قدرته الفرد على التعامل الجيد مع الضغوط التي يتعرض لها.
- مدى قدرته على الاحتفاظ بصحته الجسمية والنفسية عندما يتعرض لمشكلات وضغوط بصورة متكررة.
- عدم تعرض الإنسان للإصابة بالاضطرابات السيكوفسيولوجية التي يمكن أن يصاب بها الإنسان نتيجة تعرضه لمجموعة من الضغوط، وينتج عنه معاناة الفرد من أمراض القلب وأمراض الدورة الدموية وذلك إذا لم يتم التعامل مع هذه الضغوط بفاعلية.
- كما أن الشخصية التي تتمتع بالصلابة النفسية تتميز بالتفاؤل، بالإضافة إلى الهدوء الانفعالي الذي يجعل الفرد يتعامل بفاعلية مع الضغوط التي يتعرض لها.
- تستطيع الشخصية التي تتميز بالصحة النفسية أن تستخدم كثير من عناصر التقييم والاستراتيجيات الفعالة في مواجهة الضغوط بفاعلية.
- تحتوي هذه الشخصية على قدر عالي من الثقة بالنفس، ولذلك تعطي المواقف الضاغطة اقل قدرا مما يجعل الموقف اقل ضغطا.
- تتميز هذه الشخصية بأنها تمتلك قدرا أعلى من الصمود والمقاومة مما يجعلها تتمتع بالانضباط الداخلي بدرجة أعلى .
- تتميز هذه الشخصية بأنها شخصية قيادة لا انقيادية، حيث تتسم هذه الشخصية بالنشاط ومزيد من الدافعية.
نظرة الشخصية التي تتمتع بالصلابة النفسية إلى الحياة
ينظر الشخص الذي يتمتع بالصلابة النفسية إلى الحياة نظرة مغايرة تماما عن نظرة الشخص الذي يفتقدها ويرجع ذلك إلى :
- حيث أن الفرد الصلب نفسيا يعتقد قدراته ويستغلها من أجل تمكنه من تحقيق أهدافه مهما تعرض أثناء تحقيقها من عقبات.
- فيعمل على تذليلها عن طريق إظهار قوته في اخذ قراراته التي تكون نابعة من ذاته دون أن يخضع لأي تأثير من أفراد أخرين، كما أنه يكون بالتمسك بمبادئه وقيمته.
- ثم ينمي دافع حب الاستطلاع لديه وبعد ذلك يقوم بتوظيف كل هذا في التخطيط لمستقبله مع اعتقاده الكامل أن النجاح في المستقبل يعتمد أولا وأخيرا على الله .
- ثم علي ما يبذله من مجهود نحو تحقيقه فيجب عليه أن يلغي من مفهومه أن الحظ أو الصدفة يمكن من خلالها أن يحقق النجاح.
- كما يجب عليه أن يتحلى بكثير من الصفات الحميدة التي تتمثل في الصبر والتعاطف مع الأفراد الأخرين والتحمل والتودد إلى النفس والي الأخرين، حيث أن كل هذه الصفات هي أساس الصلابة النفسية.
الفرق بين الشخصية التي تتسم بالصلابة النفسية والشخصية التي تفتقدها
- تتميز الشخصية عديمة الصلابة أنها شخصية خاضعة لغيرها تحب الاستعراض أمام الآخرين، كما إنها تميل إلى التغيير بشكل مستمر وخاصة في الأشياء الغير مفيدة.
- تكثر من لوم ذاتها مما يجعلها شخصية باهتة لا فائدة من وجودها.
الصلابة النفسية هي أمر يستطيع أن يصل له الإنسان من خلال قيامه بالعديد من المهام والأدوار والخطوات التي تمكنه من الحصول على استقراره النفسي أولا، ثم تنمية تعاملاته وعلاقاته في بيئته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11837
تم النسخ
لم يتم النسخ