ما هو اعوجاج القرنية للاطفال وأسبابه وطرق علاجه؟
ما هو اعوجاج القرنية للاطفال؟
يُعرف اعوجاج القرنية للاطفال بأنه حالة تحدث عندما تكون قرنية العين غير منتظمة بشكلٍ ما، ويطلق عليه الإستغماتزم أو اللابؤرية، مما يؤدي إلى انحراف الضوء وعدم التركيز بشكل صحيح على الشبكية، مما يتسبب في اضطراب في الرؤية. وعادة ما يظهر هذا الاعوجاج في الشهور الأولى ومع نهاية العام الأول تبدأ القرنية في ضبط الزوايا، ولكن في بعد الحالات يستمر هذا الاعوجاج ويتطلب العلاج.
أسباب انحراف القرنية عند الاطفال
كي نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى انحراف القرنية، يجب توضيح الأجزاء الداخلية للعين بصورة تفصيلية، حيث أن العين تتكون من:
الشبكية
- هي من أهم أجزاء العين، وتتمثل وظيفتها في تكوين الصورة الأمامية التي نقوم برؤيتها.
القرنية والعدسة
- هي عبارة عن أجزاء تحتاج اليهم الشبكية حتى يصل الضوء إليها، وتتشكل الصورة، لهما مظهر منحني قليلًا، وفي حالة زيادة هذا الانحناء عن المعدل الطبيعي
- يحدث انكسار الضوء في اتجاهين مختلفين داخل الشبكية، ولذلك تكون الصورة المتكونة مهزوزة، وغير واضحة.
يوجد نوعان من انحراف النظر
- فربما قد يكون ناتج عن انحراف القرنية ويطلق علية الانحراف القرني، وربما يكون ناتج عن تقوس عدسة العين ويسمى الانحراف العدسي.
- يظهر انحراف القرنية عند الأطفال منذ ولادتهم، ولكن تتم ملاحظته عبر مراحل تقدم عمر الطفل.
- لا يعود انحراف القرنية إلى زيادة التعرض للأشعة الضارة مثل الهواتف المحمولة والتلفزيون وغيرها، بالإضافة إلى أن القراءة المستمرة لا تزيد من وضع تلك الحالة سوءا.
كما توجد بعض العوامل أيضا التي تلعب دور إضافي في حدوث انحراف القرنية، وتشمل كل من الآتي:
- العوامل الوراثية، وهي عبارة عن الجينات المتوارثة عبر الأجيال، إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بتلك المشكلة.
- التعرض لجراحة العين المتكررة.
- إصابة شديدة في العين.
- ضعف القرنية، ويطلق عليها القرنية المخروطية، وذلك لأنها تكون رقيقة وخفيفة للغاية.
أعراض انحراف القرنية
بعض الأشخاص الذين يعانون من انحراف القرنية لا تظهر عليهم أي نوع من الأعراض على الإطلاق، كما أنها تكون غير ملحوظة. ولكن بعض المرضى الذين تكون حالتهم متأخرة، تظهر عليهم العديد من الأعراض المزعجة، حيث أن انحراف القرنية لا يؤدي فقط الى مشكلة في البصر.
بل توجد عدة أعراض مترافقة، ومن أبرزها:
- زغللة شديدة في العينين عند الرؤية.
- الحساسية اتجاه مصدر الضوء.
- الصداع النصفي.
- صعوبة التمييز بين الألوان، والأشكال عن بعد.
- إجهاد العين بسرعة عند القراءة أو الكتابة، أو مشاهدة التلفاز.
تشخيص انحراف القرنية
يجب على المريض الذي يعاني من الأعراض التي تم ذكرها في الفقرة السابقة، أن يذهب إلى طبيب العيون على الفور، ويقوم الطبيب بتحديد حالة المريض عن طريق إجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة بدقة، ومعرفة مدى درجة انحراف القرنية.
وهذه الفحوصات هي:
كشف النظر
- هو عبارة عن مخطط يضم عدد من الحروف مختلفة الاتجاهات، يتم وضعها أمام المريض، وفحص قوة بصر كل عين
- وذلك من خلال وضع حاجز على إحدى العينين بالتناوب دون الضغط عليهما، وإذا كانت نتيجة الفحص هي 20/20 يشير الى سلامة البصر تمامًا.
فحص الانكسار الضوئي
- يتم إجراء هذا الاختبار عن طريق جهاز يسمى محرك الإبصار، يوضع أمام عيني المريض للكشف عن حالة عدسة العين، فهي تمثل المجال الأساسي للرؤية الواضحة
- وعندما يكون في اضطراب بها، ينصح الطبيب بعمل نظارة طبية على حسب درجة ضعف العدسة.
فحص وظيفة القرنية
- يستخدم الطبيب هذا النوع من الفحص للكشف عن درجة انحناء قرنية العين، وما هي مدى قوة وظيفتها في تركيز الضوء الداخل للعين، يعد هذا الفحص مهم للغاية عند خضوع المريض لعمليات العيون مثل زرع العدسة، وذلك للحد من مضاعفات خطيرة.
طرق علاج انحراف القرنية
بعد أن يقوم الطبيب بتشخيص حالة المريض، يتم تحديد العلاج على حسب درجة المشكلة التي يعاني منها، ويتم علاج انحراف القرنية بعدة طرق مختلفة، وهي:
ارتداء النظارات الطبية
- هي من أكثر الوسائل الشائعة التي يكثر استخدامها كخيار أول لتقليل حدة مشكلة انحراف القرنية وتصحيح الرؤية، يعتمد مبدأ تركيبة عدسات النظارات الطبية، هي تزويد درجات الإبصار مما يقوي من عدسة العين في وظيفتها
- ويطلق على العدسة المستخدمة في حالات انحراف القرنية هي عدسة أحادية الرؤية، ومن خلالها يستطيع الشخص رؤية جميع الأشياء بوضوح على المسافات البعيدة والقريبة
- وفي حالة أن الشخص يعاني من قصر النظر، يقوم الطبيب بتزويد درجة العدسة على حسب مدى الرؤية الواضحة، وينصح بعد ذلك بأجراء فحوصات دورية ومتابعة كل سنة.
ارتداء العدسات اللاصقة
- تعتبر العدسات اللاصقة واحدة من أهم الطرق المساعدة في توضيح الرؤية، تعمل كطريقة ثانية بدلا من النظارات الطبية، تستخدم من قبل الفتيات والأشخاص البالغين المصابين بانحراف القرنية او اضطراب البصر
- وقد تسبب لهم النظارة مظهر مزعج وغير مرغوب، ولكن قد تحتاج العدسات الو النظافة التامة وترطيب العين، ومتابعة الطبيب في حالة حدوث حساسية أو التهاب في العين.
جراحة إصلاح القرنية
- بعد ظهور تقنيات الليزر في الفترة الأخيرة أصبح من الممكن إصلاح تقوس القرنية باستخدام تلك الأشعة الضوئية، دون التعرض للعتبات الجراحية الكبرى ومضاعفاتها الكثيرة، كما يمكن إصلاح القرنية بواسطة ارتداء نوع خاص من العدسات لمدة يوم كامل
- حيث أنها تقوم بتغيير شكل السطح المقوس للقرنية بسهولة، وتناسب تلك التقنية الأشخاص الذين لديهم انحراف بسيط في القرنية، ولكن ينصح بعدم ارتدائها في النهار او عند الخروج من المنزل، ويطلق عليها Orthokeratology.
تحذيرات عند استخدام الليزر لعلاج اعوجاج القرنية
تعد جراحة الليزر من أحدث الجراحات الطبية المستخدمة في الفترة الحالية، حيث أنها تعطي نتيجة سريعة وفعالة في تصحيح انحراف القرنية والأبصار، ولكن توجد العديد من الاحتياطات التي يجب معرفتها حول جراحة الليزر وهي:
الفئة العمرية للشخص
- تستخدم الجراحة بالليزر فقط عند الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 18 عام، حيث أن تكون تلك الفترة حرجة، ويتم اكتمال نمو العين
- ولذلك اذا تم إجرائها قبل هذا العمر المحدد، فربما لا تنجح العملية بالدرجة المطلوبة، او ستعود المشكلة بعد مرور فترة من العملية.
الحمل والرضاعة
- تحدث الكثير من الاضطرابات الهرمونيًة للسيدات خلال أشهر الحمل والرضاعة الطبيعية، وهذا قد ينتج عنه زغللة العين أو تعرضهما للجفاف بشكل مستمر، مما يصعب على الطبيب تشخيص الحالة
- بالإضافة إلى أن الأدوية المستخدمة لتوسيع العينين بعد إجراء الفحوصات اللازمة، تسبب ضرر شديد على الجنين، وقد ينتج عنها التشوهات الخلقية أيضا.
المشاكل الصحية
- توجد العديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي تشكل عائق رئيسي لإجراء عملية الليزر، ومنها مرض السكري، والجلوكوما، أو الإصابة بعدوى بكتيرية شديدة خلال الفترة السابقة.
تناول بعض العقاقير
- يجب على الطبيب مراجعة التاريخ المرضي للشخص، ومعرفة ما هي الأدوية أو المكملات الغذائية التي يستخدمها قبل تحديد العملية، ومنها مركبات الأدوية الستيرويدية
- حيث أنها تسبب جفاف العين، وتأخير فترة تماثل الشفاء، وربما تسبب مضاعفات خطيرة وهي الإصابة ندوب القرنية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5497
