ما تأثير الصدمة النفسية على الدماغ وأعراضها وطرق الخروج منها؟
ما هي الصدمة النفسية؟
قبل معرفة ما هو تأثير الصدمة النفسية على أجهزة الدماغ يجب أولا معرفة ما هي الصدمة النفسية:
- الصدمة النفسية هي عبارة عن حدث مفاجئ أو غير متوقع تسبب جرحا أو ألم نفسي شديد للشخص. وهذا الحادث قام أو قال فيه الشخص بفعل أو قول شيء لم يرغب في القيام به أو قوله، أي حدث بشكل إجباري له، أو تم الاعتداء عليه فيه أو إيذائه بدنيًا أو نفسيًا مثل حوادث الاغتصاب أو الضرب من العائلة.
- كل هذه المواقف تسببت في شعور الشخص بالخوف والتوتر والقلق، وهذه المشاعر تكون هي المؤثرة على حياة الشخص بشكل كبير. وتظهر في صورة مرض عضوي أو جسدي بسبب تأثير الصدمة على الدماغ بشكل كبير أو شديد.
- والمرض النفسي هو عرض من أعراض صدمة نفسية شديدة أو قاتلة، فهو تعبير عالي جدا عن الصدمة النفسية.
تأثير الصدمة النفسية على الدماغ
الصدمة النفسية أو تأثيرها يمكن أن يمتد لأشهر أو سنوات حسب شخصية كل فرد يتعرض لها، فهناك أشخاص يتخطون الأمر في شهور، وهناك من تستمر معهم الصدمة النفسية لسنوات كثيرة، ويتمثل تأثيرها في:
- ملازمة للشخص العمر بأكمله، وتصبح جزءًا أصيلًا من سيكولوجيته في الحياة. وذلك في حالة عدم انتباه الشخص لحالته النفسية أو الجسدية المتردية التي وصل لها بسبب هذه الصدمة.
- فالمرض العضوي أو النفسي ما هو إلا رسالة للشخص توضح له أن هناك صدمة أو شعور سلبي معين يجب عليه أن يحرره أو يتخلص منه.
- تؤثر الصدمة النفسية في أكثر من جانب أو مستوى معين لحياة الشخص.
- وهذه المستويات تبدأ من الطريقة التي يتخذ بها الشخص قراراته، وتنتهي بمدى استجابته اللاوعية لكل ما يتعرض له في الحياة.
تقول الدراسات العلمية عن الصدمة النفسية وتأثيرها على الدماغ، أن هناك ثلاثة مناطق بالدماغ هي الأكثر تأثرا بالصدمة النفسية، وتشمل:
- وهذه المناطق الثلاثة هي اللوزة، وهي مركز العاطفة والغريزة في الدماغ.
- والحصين وهو المسئول على ذاكرة الشخص.
- أما الجزء الثالث في الدماغ الذي يتأثر بالصدمة النفسية هو قشرة الفص الجبهي. وهو الجزء المسئول عن تنظيم مشاعر وعاطفة الشخص.
- كما أن هذه الأجزاء الثلاثة تعمل معها لإدارة شعور الشخص بالإجهاد البدني والذهني.
تأثير الصدمة النفسية على اللوزة
- اللوزة هي الجزء المسؤول عن العواطف والشهوات والذاكرة بالدماغ، وهي عبارة أن أنسجة عصبية به. كما أن الوظيفة الأساسية للوزة هي التعرف على الخوف الذي يشعر به الشخص، واكتشاف هذا الخوف.
- ولذلك تقوم اللوزة بالتعرف على كل ما يحيط بالشخص، ويشكل تهديدًا واضحًا له، ويجعله يشعر بالخوف، وذلك من خلال الاعتماد على الحواس الخمس في تجميع هذه المعلومات.
- وعندما يشعر الشخص بالبتاعه\ديد أو الخوف من أمر معين تبدأ اللوزة بالدماغ في الاستجابة لهذا الخوف، وذلك دون أن يعي الشخص بذلك.
- كما أن اللوزة بعد أن يتعرض الشخص لصدمة نفسية ما تصبح شديدة التحفيز أو النشاط في حال تعرضت لأي مثير للصدمة.
في حال زاد نشاط اللوزة أثناء تعرضها لمثير ما للصدمة النفسية تبدأ ظهور أعراض معينة على الجسم وتتأثر الحالة النفسية والمزاجية للشخص. من ضمن هذه الأعراض:
- الشعور بالإجهاد الشديد، والتي يمكن أن يشعر به الشخص لفترات طويلة من حياته، ويصبح إجهاد مزمن.
- دخول الشخص في حالة من الهياج العصبي والبكاء الهستيري على أقل الأسباب.
- يشعر الشخص عندما يزداد نشاط اللوزة لديه بأنه خائف بشكل مريع أو زائد عن الحد. ومن الممكن أن يشعر بذلك بدون سبب واضح أو حدث معين يتسبب في كل هذا الخوف.
- الأرق وصعوبة شديدة في النوم، أو النوم بشكل متقطع.
- ومن ثم يشعر الشخص بأنه مضغوط أو غير مرتاح، ويجد صعوبة كبيرة في الشعور بالاسترخاء والهدوء.
الصدمة النفسية والحصين
- يعتبر الحصين جزء من الجهاز الحوفي بالدماغ، وهو المسئول عن ذكريات الشخص من حيث الاحتفاظ بها، واسترجاعها مرة أخرى.
- بالإضافة أيضا إلى أن الحصين هو المسئول عن شعور الشخص بالزمن أو الحاضر والماضي.
تقول الدراسات العلمية أنه عندما يتأثر الحصين بالصدمة النفسية يصغر حجمه بحيث يصبح أقل بكثير من حجمه الطبيعي. ولذلك في هذه الحالة سيكون من الصعب على الشخص أن يتذكر بعض الأمور أو الذكريات. أو أنه ستكون لديه ذكريات معينة هي الحاضرة فقط في ذهنه بغض النظر عن الوقت الذي مضى أو مر على حدوثها.
- عندما يتأثر الحصين بالصدمة النفسية يبدأ الشخص بالشعور بالخوف والتهديد والخطر في حال تذكر أو تعرض لأي مثير خاص بصدمته النفسية.
- وسرعان ما يقوم برد فعل تجاه هذا الأمر، والذي يكون واحدًا من الإثنين.
- وهما إما أن يقوم الشخص برد فعل عنيف أو انتقامي من الذين تسببوا له في هذا الأمر.
- أو ينسحب من المشهد أو عن الآخرين بسبب شعور الدماغ بأن هناك خطرا يهدد سلامة وأمن هذا الشخص.
الصدمة النفسية وقشرة الفص الجبهي
- هذا الجزء من الدماغ هو المسؤول عن تحكم الشخص في عواطفه، وهو الجزء الذي يتأثر بعد الصدمة مباشرة، وتتأثر بعده باقي أجزاء الدماغ.
- فعلى سبيل المثال قبل إصابة الشخص بالصدمة النفسية، عندما تبدأ اللوزة في إرسال مشاعر الخوف إلى قشرة الفص الجبهي بالدماغ.
- ستقوم القشرة الدماغية بالتفاعل مع هذا الخوف بشكل عقلاني أو حيادي، بحيث لا يؤثر هذا الخوف على حياة الشخص أو مسيرة حياته.
- ولكن الوضع يختلف بعد تعرض الشخص لصدمة نفسية حيث لا تستطيع قشرة الفص الجبهي بالدماغ التعامل بعقلانية مع هذا الخوف.
- وتجد صعوبة في ذلك، مما يجعل الشخص مضطربًا ومتوترًا معظم الوقت.
- وتتأثر حياته بشكل كبير، ويصاب بالعديد من الأمراض النفسية والتي منها الاكتئاب والوسواس القهري.
أعراض الصدمة النفسية على الدماغ
هناك العديد من الأعراض على مستوى الدماغ والجهاز العصبي نتيجة التعرض للصدمة النفسية، من بين الأعراض الشائعة للصدمة النفسية على الدماغ تشمل:
- انخفاض القدرة على التواصل العاطفي مع الآخرين، والرغبة في الانعزال.
- الشعور بالإرهاق العام والإحباط.
- الصداع النصفي.
- فقدان جزئي للذاكرة وصعوبة في تذكر التفاصيل اليومية أو الأحداث الحديثة.
- تقلبات في المزاج.
- صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر، والأحلام الكوابيس.
- الصعوبة في التركيز أو الانتباه.
هل الصدمة النفسية تسبب الجنون؟
- الصدمة النفسية بشكل عام لا تسبب الجنون بمعنى الإصابة بحالة دائمة من الجنون أو الخرف، ومع ذلك، قد تسبب الصدمة النفسية تأثيرات نفسية شديدة قد تتضمن أعراضًا مثل الارتباك الشديد، والتشتت، والخوف المفرط، والهلاوس المؤقتة.
كيفية الخروج من الصدمة النفسية؟
التعافي من الصدمة النفسية يتطلب الوقت والصبر، وإليك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للخروج من الصدمة النفسية، وتشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي: تسمح لنفسك بالشعور بما تشعر به والتعامل معه بشكل صحي.
- الدعم النفسي: أحد الأصدقاء القريبين أو أفراد العائلة الذين تثق بهم، أو ابحث عن دعم من متخصصين مثل الاستشاريين النفسيين أو الأطباء النفسيين.
- الراحة والاسترخاء والتأمل: استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل للمساعدة في تهدئة العقل والجسم وتخفيف التوتر.
- تغيير نمط الحياة: اتباع نمط غذائي متوازن وصحي - ممارسة الرياضة - ممارسة الأنشطة والهوايات - الابتعاد عن مسببات الصدمة.
علامات الشفاء من الصدمة النفسية
إليك بعض العلامات التي قد تدل على الشفاء من الصدمة النفسية، وتشمل ما يلي:
- التأقلم مع التغييرات الناجمة عن الحدث النفسي، واستعادة الحياة اليومية بشكل طبيعي.
- تحسن العلاقات الاجتماعية والعاطفية، والقدرة على التفاعل بشكل صحي مع الآخرين.
- تقبل الحدث الناشئ كجزء من التجربة الحياتية، والتصالح مع المشاعر المتعلقة به
- استعادة الشعور بالأمان النفسي والعاطفي، والثقة في القدرة على التعامل مع التحديات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12255