تعريف الإعاقة الذهنية وأسبابها وطرق التعامل معها
جدول المحتويات
مفهوم الإعاقة
إن كثرة عدد الأطفال أو المواليد من أصحاب الإعاقات الذهنية المختلفة دعا المسؤولين أو المهتمين بالأمر من الدول المختلفة بالبحث والاهتمام حول هذه الفئة من الناس الذين يطلق عليهم أيضاً ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كانت الدراسة حولهم لتحديد أسباب الإصابة بالإعاقة العقلية أو طرق العلاج الممكنة أو الحالات التي يمكن علاجها وتستجيب للعلاج والحالات الأخرى التي لا يمكن أن تستجيب للعلاج، حيث أن البحث في مراحل مبكرة من عمر الطفل يمكنه أن يساعد في العلاج أو تطوير الحالة بشكل أفضل وذلك عن طريق التأهيل والتدريب والمتابعة لمختلف الحالات.
وتعرف الإعاقة الذهنية بأنها تأخر في النمو العقلي للطفل أو عدم نمو الدماغ بصورة طبيعية أثناء نمو الطفل أو منذ بداية وجوده في رحم الأم وحتى بلوغه خمسة سنوات، فتحدث اضطرابات في عقل الإنسان وفي الوظائف الطبيعية التي يجب أن يؤديها، فتؤثر بشكل سلبي جداً على حياته الشخصية والاجتماعية والعلمية والعملية.
ولا ترتبط الإعاقة الذهنية بوجود إعاقة جسدية حيث يمكن أن يكون صاحب الإعاقة الذهنية سليم جسدياً للغاية، كما أنها لا ترتبط بشكل مباشر بمرض التوحد على الرغم من أنه يسبب الإعاقة الذهنية، ولكنها عبارة عن اضطراب عقلي نشأ أو تكون بفعل مجموعة من الأسباب الطبية أو البيئية أو الوراثية، والآن يجب أن نعرف الأسباب.
أسباب حدوث الإعاقة الذهنية
تتعدد أسباب الإعاقة الذهنية التي يمكننا توضيحها في النقاط التالية:
- الولادة الصعبة أو تعسر الولادة وعدم نزول الجنين بسهولة الأمر الذي يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين للدماغ بشكل سريع أو طبيعي فتحدث اضطرابات عقلية تتفاوت في شدتها باختلاف الحالة التي تعرضت الأم لها.
- تعرض الطفل للحوادث التي تصيب الدماغ بعد الولادة أو في عمر صغير.
- العوامل الوراثية أو الجينية الموروثة من الأبوين مثل نقص نسبة الذكاء بشكل حاد وهي عوامل تؤثر على العقل بدرجة كبيرة.
- عدم حصول الأم الحامل على التغذية الجيدة التي تتسبب في ضعف النمو العقلي للطفل.
- الإصابة بالتهابات أو أمراض في الدماغ تتسب في حدوث تلف جزئي في الخلايا التي تغذي الدماغ، أو حالات الإصابة في الجهاز العصبي المركزي للطفل، ومن أهم تلك الأمراض المسببة للإعاقة الذهنية والتي تصيب الطفل غالباً في عمر صغير هي ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر والإصابة بالتشنجات، والإصابة بمرض السحايا، أو مرض الحصبة باختلاف أنواعه، أو الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي.
- تناول الأم للعقاقير الطبية أثناء الحمل بدون استشارة الطبيب، أو استنشاق الغازات السامة الأمر الذي يترتب عليه تلف الجهاز العصبي المركزي للطفل.
- تناول الأم الحامل للمشروبات الكحولية أو تناول قدر كبير جداً من الكافيين وغيرها من الأطعمة الضارة لعقل الطفل.
تصنيف الإعاقة الذهنية
يمكن تقسيم أو تصنيف الإعاقة الذهنية إلى عدة تصنيفات يمكننا توضيحها في ما يلي:
الإعاقة الذهنية البسيطة
وهي أبسط أنواع الإعاقة وأقلها في الدرجة أو أقل أنواع الإعاقة وضوحاً، ويمكن أن يصاب بها الطفل عندما يقدر معدل الذكاء لديه من خمسة وخمسين إلى سبعين نقطة.
الإعاقة الذهنية المتوسطة
وهي الدرجة المتوسطة من الإعاقة الذهنية وتكون أقل خطورة وشدة من الدرجة الشديدة وأكبر من الدرجة البسيطة، ويقدر فيها مستوى ذكاء الفرد من أربعون وحتى أربعة وخمسون نقطة.
الإعاقة الذهنية الشديدة
هي أخطر أنواع ودرجات الإعاقة الذهنية حيث يتراوح معدل ذكاء الفرد المصاب بها من خمسة وعشرون إلى تسعة وثلاثون نقطة، كما تظهر الأعراض بشكل واضح جداً على المصاب أو يكون أحياناً صعب التعامل معه.
الإعاقة الذهنية الشديدة جداً
وهي أشد خطورة من الإعاقة الشديدة حيث يصعب حتى على الأطباء التعامل معها أو يمكن إيداع المصاب بها في مستشفى الأمراض العقلية.
الفرق بين الإعاقة الذهنية وبين المرض العقلي
يمكن أن يصاب الطفل بالإعاقة الذهنية بداية من وجوده في رحم الأم وحتى بلوغ ثمانية عشرة عام، أما المرض العقلي فهو يصيب أشخاص كانوا طبيعيين ويبدأ من عمر ثمانية عشرة عام فما فوق، ويمكن أن ينتج المرض العقلي من المرض النفسي بشكل تدريجي.
الإعاقة الذهنية لا تحتاج إلى دواء أو علاج طبي للشفاء منها لأنها تحتاج فقط إلى تدريبات وجلسات تعديل السلوك، أما المرض العقلي فإنه يحتاج إلى طبيب مختص في علاج أو التخفيف من حالات المرض العقلي.
الأشخاص المصابون بالإعاقة الذهنية دائما تنخفض لديهم معدلات الذكاء أما نسبة الذكاء للمرضى العقليين فيمكن أن تكون مرتفعة مثل الشخص الطبيعي أو أكثر، لكنهم ينفصلون تماماً عن الواقع المحيط بهم.
بالنسبة لذوي الإعاقة الذهنية فإنهم يعانون غالباً من تأخر لغوي وفي نطق الكلمات، أما المصابين بالأمراض العقلية فيعانون من الهذيان وليس التأخر اللغوي.
كيفية التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنياً
- من واجب الأهل أن يتقبلوا طفلهم المصاب بإعاقة ذهنية لأن الطفل ليس له أي ذنب في ما حدث له أو قد يكون الأهل هم السبب في ما حدث لطفلهم، لذلك فمن واجبهم أو أقل ما يمكن أن يقدموه للطفل هو التقبل لحالته واحترامه لأن الطفل يشعر بما يدور حوله ويحس مثلما نحس.
- يجب على الأم أن تنتبه لتعبيراتها ولغة جسدها وأن تكون مبتسمة قدر الإمكان، كما يجب عليها أن تقدمه لكل من تتعامل معه بفخر وبثقة كبيرة لأنه إنسان له حق الحياة بشكل طبيعي.
- على البشر أن يتقبلوا فكرة الاختلاف بين البشر فكل شخص له مميزاته الخاصة التي تجعله مختلف عن غيره من الناس لذلك فإنه من واجب الأهل احترام الطفل ذو الإعاقة الذهنية أو غيرها من الإعاقات، فالفرق فقط في القدرات العقلية.
- على الأهل متابعة الحمل منذ البداية للحصول على تشخيص مبكر عن أي احتمال لإصابة الطفل بإعاقة ذهنية حيث أن التشخيص المبكر يساعد على اتخاذ الإجراءات اللازمة والعلاج بشكل سريع.
- دور الإعلام هام جداً في توعية الأسرة والمجتمع بطرق التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال الإعلانات وتسليط الأضواء على طرق احتواء هذه الفئات، كما أن دمج هذه الفئات في المجتمع يساعد على الاستفادة من طاقاتهم ومنحهم الثقة بالنفس وتقديم أفضل ما لديهم للمجتمع.
- توعية المدارس والمعلمون بأهمية استقبال الأطفال من ذوي الإعاقات المختلفة عن طريق توفير غرف وفصول مخصصة لهم لاحتوائهم وتدريس ما يناسب قدراتهم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16966