شرح قصيدة جادك الغيث كاملة
جدول المحتويات
- عن ماذا تتحدث قصيدة جادك الغيث؟
- مناسبة قصيدة جادك الغيث
- كلمات أبيات قصيدة جادك الغيث كاملة
- شرح قصيدة جادك الغيث كاملة
- ما معنى بالدجى لولا شموس الغرر؟
- معانى كلمات قصيدة جادك الغيث
- الصور التعبيرية في قصيدة جادك الغيث
- ما الفكرة الرئيسة للمقطع ب في موشح جادك الغيث؟
- نبذة عن مؤلف قصيدة جاد كالغيث لسان الدين بن الخطيب
عن ماذا تتحدث قصيدة جادك الغيث؟
تتحدث قصيدة جادك الغيث على عدة عناصر رئيسية تشمل الآتي:
- الوصف الطبيعي: الشاعر يستخدم الوصف الطبيعي لتصوير جمال الأندلس وكيف أن هذا الجمال يعزز شعوره بالحنين.
- التباين بين الماضي والحاضر: القصيدة تقارن بين جمال الأندلس في الماضي والفراق الحالي، مما يبرز حجم الأسى والحزن الناتج عن الفقدان.
- الحنين والفراق: تعبر القصيدة عن مشاعر الحنين والشوق التي يشعر بها الشاعر تجاه الأندلس بعد الفراق.
مناسبة قصيدة جادك الغيث
موشحة "جادك الغيث" تعبر عن الحنين إلى الأندلس، وهي تعكس مشاعر الشاعر تجاه فقدانها والذكريات الجميلة المرتبطة بها. في القصيدة، يصف الشاعر جمال الطبيعة في الأندلس وكيف أن الذكريات عن هذه الفترة تجلب له الحزن والأسى، معبرًا عن شوقه وحنينه إلى تلك الأيام الجميلة.
كلمات أبيات قصيدة جادك الغيث كاملة
تتمثل كلمات قصيدة جادك الغيث كاملة، ما يلي:
- جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى *** يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ
- لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما *** في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
- إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى *** تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ
- زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى *** مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ
- والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا *** فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ
- ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما *** كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ
- فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما *** يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ
- في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى *** بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ
- مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى *** مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ
- وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى *** أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ
- حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى *** هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ
- غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما *** أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ
- أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا *** فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ
- تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا *** أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ
- فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى *** وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ
- تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما *** يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي
- وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما *** يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ
- يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا *** وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ
- ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا *** لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ
- فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى *** تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ
- واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما *** يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ
- حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما *** أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ
- وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ *** بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ
- قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ *** بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ
- قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ *** في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ
- ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى *** جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ
- سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى *** ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ
- إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ *** وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ
- فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ *** ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ
- أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ *** في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ
- حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما *** لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ
- سددَ السهمُ وسمى ورمى ففؤاديِ *** نهبهُ المفترسَ إنَ يكنُ جارٍ
- وخابَ الأملُ وفؤادْ الصبِ بالشوقِ يذوبُ *** فهوَ للنفسِ حبيبَ أولٍ
- ليسَ في الحبِ لمحبوبِ *** ذنوبِ أمرهِ معتمدٍ ممتثلٍ في ضلوعٍ قدْ
- براها وقلوبَ حكمِ اللحظِ *** بها فاحتكما لمْ يراقبْ في ضعافِ الأنفسِ
- منصفَ المظلومِ ممنْ ظلما ومجازيً البريءِ منها *** والمسي ما لقلبي كلما هبتْ
- صبا عادهُ عيدُ منْ الشوقِ جديدٍ *** كانَ في اللوحِ لهُ مكتتبا قولهُ إنَ عذابي لشديدٍ
- جلبِ الهمِ لهُ والوصبا فهوَ للأشجانِ في جهدٍ جهيدٍ *** لاعجْ في أضلعي قدْ أضرما فهيَ نارٌ
- في هشيمٍ اليبسِ لمْ يدعْ في مهجتي إلا ذما *** كبقاءِ الصبحِ بعدَ الغلسْ سلمي
- يا نفس في حكمِ القضاءِ واعمري الوقتُ *** برجعى ومتابِ دعكَ منْ ذكرى زمانٍ
- قدْ مضى بينَ عتبىْ قدْ تقضتْ وعتاب واصرفْ *** القولَ إلى المولى الرضى فلهمْ التوفيقُ
- في أمِ الكتابِ الكريمِ المنتهى والمنتمي أسدَ *** السرحْ وبدرَ المجلسِ ينزلُ النصرُ عليهِ
- مثلما ينزلُ الوحيُ بروحِ القدسِ مصطفى اللهِ *** سميَ المصطفى الغني باللهْ عنْ كلِ أحدٍ
- منْ إذا ما عقدَ العهدُ وفيٌ *** وإذا ما فتحَ الخطبَ عقدَ منْ بني قيسْ بنْ سعدْ
- وكفى حيثُ بيتُ النصرِ مرفوعٍ العمدِ *** حيثُ بيتُ النصرِ محميٍ الحمى
- وجنى الفضلُ زكي المغرسْ *** والهوى ظلٌ ظليلٌ خيما والندى هبَ إلى المغترسْ
- هاكها يا سبط أنصارِ العليِ والذي *** إنْ عثرَ النصرُ أقالَ عادةً ألبسها الحسنْ
- ملا تبهر العينُ جلاءً وصقالْ ***عارضتْ لفظا ومعنى وحلا
- قولُ منْ أنطقهُ الحبُ *** فقالَ هلْ درى ظبيَ الحمى أنَ قدْ حمى
- قلبُ صبِ حلهِ عنْ مكنسْ *** فهوَ في خفقٍ وحرٍ مثلما ريح الصبا بالقبسِ
شرح قصيدة جادك الغيث كاملة
هذه القصيدة من أشهر قصائد لسان الدين بن الخطيب، وهي قصيدة أندلسية تتميز بجمال الأسلوب وبراعة التصوير الشعري، وتتمثل شرح قصيدة جادك الغيث فيما يلي:
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
- الشاعر يدعو للمخاطب (المحبوب أو الأندلس) بأن يهطل عليه المطر كما يهطل الغيث، كناية عن الرزق والخير والبركة.
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ
- هنا يتحسر الشاعر على زمن الوصل الجميل الذي عاشه في الأندلس، وكأنه يخاطب هذا الزمن ويشتاق إليه.
لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
- الشاعر يعبّر عن شعوره بأن أيام الوصل في الأندلس كانت كالحلم الذي مرّ سريعاً.
في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
- كأنما كان الوصل يشبه الأحلام التي تظهر أثناء النوم، أو كأنه سرق بطريقة خفية وسريعة مثل لص مختلس.
إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى
- حينما كانت الأيام تحقق أمانيه المتفرقة وتقوده نحو السعادة، في إشارة إلى الفترات الجميلة في حياته.
تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ
- الأيام كانت تسير كما هو مخطط لها، وكأن خطاها كانت ترسم في مسار محدد للسعادة والفرح.
زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى
- يتحدث هنا عن حركة الناس، ما بين أفراد وجماعات، كأنهم يسيرون في مواسم الأفراح والاحتفالات.
مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ
- يشبه هذه التجمعات واللقاءات بتلك التي تحدث في المواسم الكبرى كالحج أو الأعياد، حيث يأتي الناس من كل مكان.
ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما
- يشير إلى الزهور والنباتات التي ارتوت بماء السماء، في وصف للطبيعة الخصبة والجميلة في الأندلس.
فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما
- الحسن والجمال كسا الأرض ثوباً جميلاً مزيناً بأزهى الألوان، في تصوير للطبيعة الخلابة.
في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى
- يتحدث عن الليالي التي كانت تكتم أسرار الحب والعشق، فلا يظهر منها إلا القليل.
مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى
- يتحدث عن نجم الكأس، الذي يعني السعادة والأنس، وقد مال وسقط، في إشارة إلى نهايات تلك اللحظات السعيدة.
سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى *** ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ
- في هذا البيت، الشاعر يصوّر المحبوب على أنه صيّاد يوجه سهمه إلى قلب الشاعر، وكأن قلب الشاعر هو فريسة وقع عليها الاختيار. "سمّى" تعني أن الصياد ذكر اسم الله قبل إطلاق السهم، وهو جزء من الأدب المتبع في الصيد، فيُظهر ذلك مدى دقة المحبوب في إصابة قلب الشاعر.
إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ *** وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ
- هنا، يعبر الشاعر عن مرارة الخيبة والجفاء من المحبوب. حتى وإن خان الأمل وجار المحبوب على الشاعر، فإن قلب العاشق (الصب) لا يزال يذوب من الشوق ولا يستطيع التخلص من حبه.
فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ *** ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ
- رغم كل المعاناة، يبقى المحبوب هو الحبيب الأول في قلب الشاعر. الشاعر يعبر عن تبرير دائم لأفعال المحبوب، فهو يرى أن المحبوب لا يخطئ في الحب، مهما فعل من قسوة أو جفاء.
أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ *** في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ
- يشير الشاعر إلى أن أمر المحبوب هو نافذ ولا يمكن التراجع عنه، فهو أمر مطاع في قلوب قد أنهكها الحب. "براها" تعني أنها قد ضعفت واهترأت بفعل الحب والشوق.
حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما *** لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ
- في هذا البيت، يشير الشاعر إلى أن الحب هو حكم النظرات (اللحظ)، وأن العاشقين قد احتكما للنظرات دون اعتبار لضعف النفوس أو الآلام التي قد تصيبها. بمعنى آخر، النظرات هي التي تتحكم في مصائر العاشقين.
ما معنى بالدجى لولا شموس الغرر؟
يتمثل معنى بيت الشعر "في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى *** بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ" ما يلي؟
- في هذا البيت، يستحضر الشاعر مشهد الليالي الحالكة التي كانت تخفي أسرار العشق والحب (سر الهوى) في ظلامها (الدجى). الليل هنا يمثل حالة من الكتمان والغموض، حيث يبقى الحب مخفياً في تلك الظلمة.
- ولكن، الشاعر يشير إلى أن هذه الليالي لم تكن خالية تماماً من النور، فهي كانت تحتوي على "شُموس الغُرَر". و"شُموس الغُرَر" هنا هي استعارة عن الوجوه المشرقة والمضيئة التي تشبه الشمس، إشارة إلى الأشخاص الذين كانوا ينيرون تلك الليالي بعذوبتهم وجمالهم، فكأنهم شموس تضيء ظلام الليل.
- ومعنى البيت يعبّر عن ليالٍ خفية كان فيها العشق مستوراً، لكن رغم ذلك كان هناك جمالٌ ظاهر يشعّ من بعض الأشخاص الذين جعلوا تلك الليالي أكثر إشراقاً.
معانى كلمات قصيدة جادك الغيث
في قصيدة "جادك الغيث" للشاعر لسان الدين بن الخطيب، يمكن تفسير بعض الكلمات والعبارات التي تستخدم للتعبير عن المشاعر والأحاسيس، هنا توضيح لمعاني بعض الكلمات والعبارات الأساسية:
- جاد: أعطى أو منح.
- الغيث: المطر.
- جادك الغيث تعني أن المطر (أو الرزق والخير) قد نزل عليك، ويُستخدم هنا مجازيًا للإشارة إلى إكرام أو عطاء محبوب.
- همى: نزل أو هطل.
- زمان: فترة زمنية أو عصر.
- الوصل: اللقاء والاتصال.
- الأندلس: منطقة تاريخية في إسبانيا القديمة كانت جزءًا من الخلافة الإسلامية.
- حلم: ما يراه الإنسان أثناء النوم، ويُستخدم مجازًا للإشارة إلى شيء غير واقعي أو مستحيل.
- الكرى: النوم.
- خلسة: سرقة أو خفية.
- المختلس: السارق.
- الدهر: الزمن.
- أشتات: أجزاء أو قطع.
- المنى: الأماني.
- الخطو: المشي أو الحركة.
- يرسم: يحدد أو يخطط.
- زفرات: sighs أو تنهدات.
- فردى: مفرد.
- ثنى: مزدوج.
- الحيا: الحياة أو النماء.
- الروض: البستان أو الحديقة.
- سنا: نور.
- ثغور: أماكن في الفم أو الابتسامة.
- تبسم: الابتسام.
- النعمان: اسم علم قد يُشير إلى الشخص الذي يروي عن المطر.
- ماء السماء: المطر.
- مالك: اسم علم.
- أنس: اسم علم، وقد يُشير إلى السعادة والفرح.
- كسى: لبس.
- ثوبًا: ملابس.
- معلما: مزخرفًا أو مزينًا.
- ليال: ليالي.
- كتَمَت: أخفت.
- سر الهوى: سر الحب.
- الدجى: الظلام.
- شمس الغرر: الشمس المشرقة.
- نجم الكأس: نجم يُستخدم كرمز للشراب أو الرفاهية.
- هوى: ميل أو شوق.
- مستقيم السير: سير منتظم.
- سعد الأثر: السعادة التي تترك أثرًا.
- وطَر: ما يُطلب أو يطمح إليه.
- عيب: خطأ.
- لمح: نظرة سريعة.
- البصر: العين.
- تعني: أنه مر سريعًا كلمح البصر.
- لذ: لذة.
- اللمى: اللمعان.
- هجَم: هجم.
- الصبح: الصباح.
- الحرَس: الحارس.
الصور التعبيرية في قصيدة جادك الغيث
إليكم أهم الصور التعبيرية والجمالية التي تحتوي عليها جادك الغيث قصيدة، وتتمثل فيما يلي:
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
- الصورة هنا تشبيه للحظات الوصال وكأنها مطر يأتي بالخير والخصب. "الغيث" يشير إلى المطر الذي يهطل في وقت الحاجة، وهو دعاء بأن يأتي الخير كما يأتي المطر.
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
- هنا، يشبّه الشاعر فترة الوصال والعيش في الأندلس بالحلم، مما يعبّر عن جمال وروعه تلك الأيام التي تبدو وكأنها غير حقيقية، كالذكريات الجميلة التي لا يمكن لمسها.
فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ
- هذه صورة جميلة للزهور وهي تتفتح في الربيع، فيشبه الشاعر تفتح الزهور بالابتسامة، مما يعطي الحياة والنشاط للمنظر الطبيعي.
في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ
- صورة الليل الذي يغطي أسرار العشق بالظلام، ولكن النجوم (شُموس الغُرر) تنير الليل كما تنير مشاعر الحب قلب العاشق.
مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ
- يشبّه الشاعر النجوم بكأس من الخمر تميل وتهوي، في إشارة إلى تدفق الفرح والبهجة في الليالي الجميلة، ما يعكس صورة للحظة ممتلئة بالسرور والسعادة.
وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ
- يعبر الشاعر هنا عن اللحظات السعيدة التي تكون خالية من العيوب، ولكن عيبها الوحيد هو أنها تمضي بسرعة كالبرق أو لمحة البصر.
فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ
- هنا، يصور الشاعر مشهداً طبيعياً حيث يبدو الماء وكأنه يتحدث مع الحصى، وكأن الطبيعة تهمس لبعضها، وهو تعبير عن الانسجام في الطبيعة والصفاء.
تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي
- في هذه الصورة، يعبر الشاعر عن الورود وكأنها تشعر بالغيرة، فتكتسي بملامح الغيظ، في تشبيه يجسد الورود بمشاعر إنسانية، مما يضفي على المشهد حيوية وديناميكية.
ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ
- يشبّه الشاعر هنا نظرة المحبوب بسحر يسرق القلب، وكأنها تتغلغل في النفس كما يتغلغل الهواء في الرئة، مما يعبر عن مدى تأثير نظرة المحبوب في النفس والعشق.
قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ
- في هذا البيت، يعبر الشاعر عن أن المحبين سواء أكانوا محسِنين أو مذنبين في الحب، يتساوون في مشاعرهم، حيث لا تفرق مشاعر الحب بين الذنوب والإحسان.
سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى *** ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ
- الشاعر يشبه هنا محبوبه بالصائد الذي سدّد سهمًا بدقة ثم أطلقه، ليصيب قلب الشاعر الذي أصبح فريسة للمحبوب. السهم هنا يمثل الحب أو الشوق الذي يخترق قلب الشاعر.
إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ *** وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ
- الشاعر يعبر عن حالة من الخيبة في الحب، حتى وإن جفا المحبوب وخابت آمال العاشق (الصبّ)، فإن قلبه لا يزال يذوب من الشوق والحنين.
فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ *** ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ
- رغم كل المعاناة، يظل المحبوب الحبيب الأول للنفس. الشاعر يبرر كل أخطاء المحبوب، ويرى أنه في الحب لا توجد أخطاء أو ذنوب للمحبوب مهما فعل.
أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ *** في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ
- الشاعر يصف هنا أن قرارات المحبوب وأوامره نافذة وملتزمة داخل قلبه، حتى لو كانت تلك الأوامر تسبب له الألم أو تسبب في إضعافه واستنزاف قوته.
حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما *** لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ
- الشاعر يصف أن النظرات بينه وبين المحبوب هي التي حكمت في علاقتهما، وكأنها قاضٍ في محكمة الحب. هذه النظرات لا تأخذ في اعتبارها ضعف النفوس وما تعانيه من مشاعر.
منصفَ المظلومِ ممنْ ظلما ومجازيً البريءِ منها والمسي
- الشاعر يرى أن الحب يمكن أن يكون عادلاً في بعض الأحيان، حيث ينصف المظلوم ويعاقب الظالم. ولكن في بعض الأحيان، قد يتجاوز الحب حدوده ويعاقب البريء كما يعاقب المذنب.
ما لقلبي كلما هبتْ صبا عادهُ عيدُ منْ الشوقِ جديدٍ
- كلما هبت رياح الصبا (النسيم الرقيق)، يستعيد الشاعر مشاعر الشوق من جديد وكأن كل شيء يعود وكأنه "عيد" جديد في قلبه، أي أن مشاعر الحنين تتجدد.
كانَ في اللوحِ لهُ مكتتبا قولهُ إنَ عذابي لشديدٍ
- يشير الشاعر هنا إلى قدر مكتوب له في اللوح المحفوظ، وأن قدره هو العذاب الشديد بسبب حبه.
جلبِ الهمِ لهُ والوصبا فهوَ للأشجانِ في جهدٍ جهيدٍ
- الشاعر يصف أن الحب قد جلب له الهموم والمرض (الوصب)، وهو دائم المعاناة بسبب شدة مشاعره وأحزانه.
لاعجْ في أضلعي قدْ أضرما فهيَ نارٌ في هشيمٍ اليبس
- الحب قد أضرم نارًا في أضلاع الشاعر، مثل النار التي تشعل الهشيم اليابس، وهي استعارة عن شدة تأثير الحب عليه.
لمْ يدعْ في مهجتي إلا ذما *** كبقاءِ الصبحِ بعدَ الغلسْ
- الشاعر يشبه حالته بعد احتراقه بنار الحب كالصبح الذي يأتي بعد ظلمة الليل، وكأنه لا يبقى منه سوى الذم والشعور بالمرارة.
ما الفكرة الرئيسة للمقطع ب في موشح جادك الغيث؟
تتمحور الأبيات حول عدة أفكار رئيسية:
- شوق إلى الماضي: يشتاق الشاعر إلى فترة الوصل في الأندلس، حيث كان يعيش لحظات من السعادة والفرح التي يشبهها بالأمطار التي تنزل بعد فترة من الجفاف.
- تأمل في جمال الطبيعة: يصف الشاعر كيف أن الطبيعة في الأندلس كانت تتزين بالجمال بعد المطر، وكيف أن الأزهار كانت تبتسم وتعبر عن فرحها.
- سرعة مرور الزمن: يشير الشاعر إلى أن تلك اللحظات الجميلة كانت قصيرة للغاية، كما لو كانت لمحة بصر، مما يزيد من شعوره بالحنين والندم على مرورها بسرعة.
- التباين بين الليل والصباح: يعبر الشاعر عن كيف أن ليالي الوصل كانت مليئة بالسعادة والأنس، ولكن الصباح يأتي بسرعة ويفصل بين هذه اللحظات الجميلة.
- جمال الطبيعة: تعبر الأبيات عن حنين الشاعر إلى ذكريات الحب والأوقات الجميلة في الماضي. يتحدث الشاعر عن جمال الطبيعة والأنس الذي كان يشعر به، ويعبر عن أسفه لمرور الزمن وسرعة انقضاء تلك اللحظات السعيدة. يطلب الشاعر العودة إلى تلك الأيام والتخفيف من همومه وآلامه.
- التعلق بالحب: الشاعر يعبّر عن كيف أن حبه للمحبوب يشكل جزءًا كبيرًا من حياته، رغم بعده الجسدي. فهو يشعر بالحب وكأنه شيء ثابت وضروري، حتى وإن كان بعيدًا.
- التناقض في المشاعر: يلاحظ الشاعر أن المحبوب لا يرتكب الأخطاء في الحب، وهو دائمًا محبوب في نظره، على الرغم من أن هذه المشاعر قد تسبب له الألم.
- الحالة النفسية: الشاعر يشعر بتناقضات داخلية؛ فهو يشعر بالحب العميق ولكن أيضًا يعاني من الألم الناتج عن الفراق والشوق.
- الاستمرار في الأمل: على الرغم من الألم والخيانة أحيانًا، يظل الشاعر مخلصًا لمحبوبه ويأمل في أن يعود السعادة والأنس إلى حياته.
نبذة عن مؤلف قصيدة جاد كالغيث لسان الدين بن الخطيب
لسان الدين بن الخطيب (1313-1374 م) كان أحد أبرز الشعراء والأدباء في الأندلس. وُلد في غرناطة، وحقق شهرة واسعة في مجالات الشعر والنثر، فيما يلي نبذة عن حياته وأعماله:
- النسب والتعليم: اسمه محمد بن عبد الله بن سعد السلماني اللوشي، وُلد لسان الدين بن الخطيب في عائلة نبيلة في غرناطة. تلقى تعليمه على يد أبرز العلماء والأدباء في عصره، حيث برز في الفقه والشعر والأدب.
- العمل السياسي: شغل بن الخطيب عدة مناصب حكومية في مملكة غرناطة، من بينها منصب وزير، مما أتاح له التأثير في الحياة السياسية والثقافية في الأندلس.
- المنفى والوفاة: بعد تدهور الوضع السياسي في غرناطة، تعرض بن الخطيب للمحاكمة والنفي. قضى سنواته الأخيرة في مدينة فاس بالمغرب، حيث توفي عام 1374.
- الشعر: يعتبر لسان الدين بن الخطيب من أبرز شعراء عصره. تتسم قصائده بالعمق العاطفي والتعبير عن الحب والفراق، وكذلك بالاهتمام بالوصف الطبيعي.
- النثر: كتب أيضًا في النثر الأدبي والسياسي، وكان له تأثير كبير في الأدب الأندلسي بفضل أسلوبه الفصيح وموضوعاته المتنوعة.
- أعماله الأدبية: من أشهر أعماله: "مستفاد الفوائد": وهو عمل نثري يعكس تعليمه وفلسفته. "التهاني": مجموعة من قصائده الشعرية التي تعبر عن مشاعره تجاه الأندلس وحياته السياسية والشخصية.
- الموشحات: كان له أيضًا دور كبير في تطوير فن الموشحات، وهو نوع من الشعر الأندلسي الذي يدمج بين العربية والأندلسية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21103