أهم ضوابط الخطوبة في الإسلام
ضوابط الخطوبة
الخطوبة أو الخِطبة باللغة العربية الفصحى هي طلب المرأة للزواج وهي بداية للنكاح كما أنها الأساس لمعرفة الخاطب والمخطوبة على حقيقتهم دون زيف أو غِش أو خداع، وهناك عدة ضوابط يلزم مراعاتها أثناء فترة الخطوبة خاصة التي تتعلق برؤية الخاطب وهي كالآتي:
خطبة الرجل على خطبة أخيه
- إذا تم خِطبة الفتاة وعلم الخاطب الثاني وقد جاء الرد على الخاطب الأول بالموافقة، فهنا لا يجوز للثاني أن يتقدم لخطبتها إلا إذا انتهت الخطبة الأولى أو أن يأذن له.
- وجاء هذا القول لحديث ابن عمر: "نهى النبي صل الله عليه وسلم أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب".
خلوة الخاطب بخطيبته
- تعد المخطوبة بالنسبة للخاطب أجنبية وفي الدين الإسلامي مٌحرّمة تحريم الزنا وتحريم دواعيه حتى يتم النكاح بالشروط المتعارف عليها.
- يستند على ذلك بما جاء عن الإمام النووي: "وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما، فحرام باتفاق العلماء"، وقال ابن حجر: "منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع".
- كما ورد في حديث ابن عباس: "لا يخلونَّ رجل بامرأة، ولا تُسافرنَّ امرأة إلا ومعها محرم".
- وحديث جابر قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونَّ بامرأة ليس معها ذو محرمٍ منها، فإن ثالثهما الشيطان".
مشروعية النظر إلى المخطوبة
وفيما يتعلق بأهم ما يجب فعله في فترة الخطوبة؟ أوضح جمهور المالكية والحنابلة والشافعية شروط النظر إلى المرأة المخطوبة وهي:
- أن يكون الخاطب الناظر للمرأة يريد الزواج بها وأن يرجو الإجابة رجاء ظاهرا أو يعلم أنه يُجاب إلى زواجها، أو يغلب على ظنه الإجابة، بينما اكتفى جمهور الحنفية باشتراط إرادة نكاحها فقط.
- لا يجوز للخاطب أن ينظر للمرأة التي أقدم على خطبتها بنظرة شهوة وتلذذ خلال مدة الخطوبة، قال الإمام أحمد في رواية صالح: "ينظر إلى الوجه ولا يكون عن طريق اللذة"، وعند المالكية قالوا: "من أُبيح له النظر، فلا يجوز له قصد اللذة".
- أما بالنسبة لتكرار النظر، فقال الرملي: "وله تكريرُ النظر"، ولو أكثر من ثلاثة فيما يظهر حتى يتبيّن له هيئتها، ومن ثم لو اكتفى بنظرة حرم ما زاد عليها، لأنه نظرٌ أُبيح لضرورة فليتقيد بها، وسواء في ذلك أخاف الفتنة أم لا كما قاله الإمام والروياني".
- والرؤية أو النظر من خلال الصور، فقال ابن عثيمين: "لا أرى هذا، لأنه قد يشاركه غيره في النظر إليها، ولأن الصورة لا تحكي الحقيقة تماما، وأنه ربما تبقى هذه الصورة عند الخاطب ويعدل عن الخطبة ولكن تبقى عنده ويلعب بها كما شاء".
هل يجوز للمخطوبين التحدث بالهاتف؟
يعتبر التحدث بالهاتف بين المخطوبين لا بأس منه ولكن في حدود التعارف والسؤال عن حاله وعمله وأمور العبادة، ولكن إذا امتد الأمر لأكثر من ذلك تدخل في باب الخلوة والخروج عن ضوابط الخطوبة المشروعة، ويفضل وجود أحدا من محارمها كي لا تصل الأحاديث إلى ما لا يُحمد عقباه.
هل الخطوبة حرام؟
ليست الخطوبة حرام ما دام هناك التزام بأحكام وآداب العلاقة بين الطرفين وأنها مجرد بداية تؤدي إلى إتمام عقد النكاح، كما أن ليس للخاطب أي حقوق شرعية خاصة على المرأة ولا عليها أن تطيعه ما دامت في بيت أبيها، وأن المعاملة بينهما كمعاملة الأجنبي حتى يتم الزواج.
ما يجوز وما لا يجوز في فترة الخطوبة؟
إن فترة الخطبة تعد من أجمل الأيام التي يقضيها الخاطب والمخطوبة ولكنها مليئة ببعض أمور يجب أن تراعى جيدا لتمرين هذه الفترة بسلام دون أي مشكلات أو حواجز تؤثر على مسألة النكاح عمومًا، ومن بين ضوابط الخطوبة وما يجوز وما لا يجوز نوضح الآتي:
- لا يجوز الخروج والتنزّه بين المخطوبين دون محرم أو رقيب فهي أمور ابتدعها البعض لا يجب التساهل بها، لأنها أول باب لفعل السوء بدعوى أنها خطيبته ثم يفلت وكأن شيئا لم يحدث.
- لا يجوز الظهور أمام الخاطب بملابس كاشفة للجسم والشعر لقوله تعالى: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ".
- عدم جواز الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غرف الشات فهي لقاءات تعتبر خلوة غير شرعية، وستكون مدخلًا للشيطان بكل تأكيد.
- أيضا لا يجوز الجلوس مع الخاطب في البيت دون أحدًا من أهلها، ولا الظهور بكامل زينتها بوضع أحمر الشفاه والمكياج الصارخ ونحو ذلك، بل يجب التعامل مع الخاطب معاملة الأجنبي حتى يتم عقد النكاح.
ما هي حدود الكلام بين المخطوبين؟
- يقول الله تعالى: " فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ ۦ مَرَضٌ"، وهذا بيان ضمن ضوابط الخطوبة بين المخطوبين بألا تخضع المرأة بالقول الذي قد يجُّر ما هو غير مباح من كلام وأحاديث تؤدي إلى الوقوع في الفحشاء أعاذنا الله وإيَّاكم.
- وبالتالي تكون ضوابط الكلام في الخطوبة بأنه يجوز للخاطب أن يتحدث مع خطيبته بما يليق من كلام تحت مسمى أنهما أجنبيان عن بعضهما ولا يجب تجاوز هذا الأمر بحجة أنهما على وشك الزواج.
ما هي ضوابط فترة الخطوبة؟
من خلال مشروعية ضوابط الخطوبة وآدابها، فإن هناك أمورا لا يجب أن تحيد عنها أي أسرة عند تقدُم الخاطب لخطبة المرأة وينبغي أن يُنصح بها كل فتاة نذكر منها الآتي:
- أن تكون الخطوبة فيما تحقق مصلحة النكاح بقدر المستطاع دون أي تجاوزات.
- عدم الخوض في أحاديث تجلب الشهوة أو تجعل الخاطب يطمع في المخطوبة بأكثر مما ينبغي من ضوابط الخطوبة.
- أن يأمن الطرفين أن يقعا في الفتنة.
- الالتزام بالحياء ثم الحياء عند التعامل مع الخاطب.
ما هو الحلال في فترة الخطوبة؟
فترة الخطوبة في الإسلام من أهم المسائل التي اهتم بها أهل العلم والدين، وتوجد عدة أمور في ما يخص ما هو المسموح في فترة الخطوبة، منها ما يلي:
- الرؤية الشرعية حلال بين الخاطب والمخطوبة ولكن أن يرى منها الوجه والكفين فقط لقوله تعالى: " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ".
- يسمح بالزيارات في وجود الأسرتين دون أي إخلال بما جاء في ضوابط الخطوبة شرعا.
- يمكن مبادلة الأحاديث بوجه عام بعيدا عن أي أحاديث تحمل اتجاهات تدخل في العاطفة والشهوة حتى يُتاح للطرفين فهم بعضهما البعض من حيث الاهتمامات والتفكير وغير ذلك.
- من آداب الخطبة في الإسلام، عدم وقوع المصافحة باليد والالتزام بالتحشُّم في الملابس والكلام وكل ما يزيد من قدر المرأة ومكانتها في نظر الخاطب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20932