شرح قصيدة حديقة الغروب لغازي القصيبي
قصيدة حديقة الغروب
- نوع القصيدة: قصائد حزينة
- شكل القصيدة: عمودية
- الغرض الشعري: الحزن
- عدد أبيات القصيدة: 25 بيتًا
- القافية الشعرية: حرف الراء.
- كاتب القصيدة: الشاعر السعودي غازي القصيبي
كلمات قصيدة حديقة الغروب
إليك كلمات قصيدة حديقة الغروب مكتوبة كاملة، وتتمثل فيما يلي:
- خمسٌ وستُونَ في أجفان إعصارِ
- أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
- أما مللتَ من الأسفارِ ما هدأت
- إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
- أما تَعِبتَ من الأعداءِ مَا برحوا
- يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
- والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
- سوى ثُمالةِ أيامٍ وتذكارِ
- بلى! اكتفيتُ وأضناني السرى! وشكا
- قلبي العناءَ! ولكن تلك أقداري
- أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
- عمري.لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
- أحببتني وشبابي في فتوّتهِ
- وما تغيّرتِ والأوجاعُ سُمّاري
- منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
- وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
- ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
- والغيم محبرتي والأفقَ أشعاري
- إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
- بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ وإصرار
- وكان يأوي إلى قلبي ويسكنه
- وكان يحمل في أضلاعهِ داري
- وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
- لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
- وأنتِ! يا بنت فجرٍ في تنفّسه
- ما في الأنوثة من سحرٍ وأسرارِ
- ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
- يهيمُ ما بين أغلالٍ وأسوارِ
- هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
- رأيتِ مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
- الطيرُ هَاجَرَ والأغصانُ شاحبةٌ
- والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
- لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
- فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
- وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكن بطلاً
- وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
- ويا بلاداً نذرت العمر زَهرتَه
- لعزّها! دُمتِ! إني حان إبحاري
- تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
- وعند شاطئكِ المسحورِ أسماري
- إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
- ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
- وإن مضيتُ فقولي: لم يكن بَطَلاً
- وكان طفلي ومحبوبي وقيثاري
- يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
- وأنت تعلمُ إعلاني وإسراري
- وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
- علي ما خدشته كل أوزاري
- أحببتُ لقياكَ حسن الظن يشفع لي
- أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟
شرح قصيدة حديقة الغروب لغازي القصيبي
إليكم شرح أبيات قصيدة حديقة الغروب للشاعر السعودي غازي القصيبي، وتشمل ما يلي:
تحليل قصيدة حديقة الغروب
قصيدة "حديقة الغروب" للشاعر غازي القصيبي، قصيدة تأملية عميقة، تعبّر عن لحظات التأمل والحنين في نهاية العمر، حيث يتطرق الشاعر لمواضيع عديدة، وفيما يلي تحليل لأهم عناصر قصيدة حديقة الغروب، وتتمثل فيما يلي:
1. عنوان القصيدة: "حديقة الغروب"
- العنوان نفسه يحمل دلالات رمزية قوية؛ حيث يرمز "الغروب" إلى نهاية الحياة، ويرسم الشاعر صورته النفسية في هذه المرحلة. أمّا "الحديقة" فتمثل حياته التي كانت في البداية مليئة بالأزهار والثمار، لكنها وصلت إلى نهاية دورتها مع غروب الشمس.
2. التأمل في العمر والمشيب
- القصيدة تفتتح بحديث الشاعر عن عمره الذي بلغ خمسًا وستين عامًا، وهو ما يشير إلى الشيخوخة التي تسيطر عليه. يتأمل في رحلته الطويلة التي قضاها في مواجهة الصعاب، وكأنه يسرد حكاية حياة طويلة مملوءة بالتجارب.
- في الأبيات التي يقول فيها:
"أما سئمتَ ارتحالاً أيها الساري؟" "أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ"
- يبدو لنا أنه يتساءل عن الإرهاق الناتج عن هذه الرحلة الطويلة، وعن مشقة العداوات التي واجهها، مما يعطي انطباعًا عن الإرهاق النفسي والجسدي.
3. الحنين إلى الأصدقاء والشباب
- يشير الشاعر إلى رفاق العمر والأيام التي قضاها معهم، ويبدو متحسرًا على الماضي حيث يتساءل عن مصيرهم ويستذكر أيام الشباب.
- في قوله:
"والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ"، إذ يُظهر الشاعر مشاعر الوحدة والفقد، وأن رفاقه باتوا مجرد ذكريات بعد أن غادروا الدنيا.
4. علاقته بزوجته
- يعبر الشاعر عن حبه العميق لزوجته وتقديره لتضحياتها، إذ وصفها بأنها كانت رفيقة دربه التي لم تتغير رغم الصعاب.
- "منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها"
- يوحي بمكانتها الخاصة في حياته، ويبرز كيف ساعدت محبتها في تخفيف الأعباء عنه، وكيف كانت المخلصة له طوال هذه الرحلة الشاقة.
5. رمزية الوطن والحنين إليه
- يتطرق الشاعر إلى تعلقه بوطنه وعزيمته التي كرسها لخدمته، معبرًا عن حبه العميق لهذا الوطن، لكنه يقرر الرحيل ويودع الوطن بأسلوب حزين.
- في قوله:
"يا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه لعزّها!" إذ يعبر عن إخلاصه للوطن وتركه إرثه فيه، وكأنه يشعر أن وقته قد انتهى.
6. استشعار الموت والقرب من النهاية
- تأخذ القصيدة طابعًا روحيًا في نهايتها، حيث يناجي الشاعر الله ويعبر عن شوقه للقاء الله طالبًا المغفرة. يبدو أن هذا الجزء هو أكثر الأجزاء عمقًا حيث يحمل بعدًا فلسفيًا عن الإيمان بالله والتوبة.
الأبيات الأخيرة توحي بتسليم الشاعر نفسه لمشيئة الله، حيث يقول:
"أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟" إذ تعكس هذه الأبيات إيمانه العميق ورجاءه في مغفرة الله له.
معاني قصيدة حديقة الغروب
إليك بعض الكلمات التي قد تحتاج إلى توضيح مع معانيها في قصيدة حديقة الغرب، وتتمثل في الآتي:
-
الأعصار: هو الريح العاتية، وهنا يشير إلى القوة والطاقة الجارفة التي يعيشها الشاعر في هذه المرحلة من حياته.
-
السرى: المشي ليلًا أو السفر ليلاً، ويستخدم هنا كاستعارة للرحلة الشاقة والمستمرة التي يخوضها الشاعر.
-
الثمالة: البقايا أو ما تبقى من الشيء، ويستخدم هنا للإشارة إلى بقايا العمر والأيام المتبقية.
-
الوعثاء: المشقة والتعب، ويصف بها الشاعر طبيعة الأسفار المتعبة التي مرّ بها.
-
النوى: البُعد والفراق، يمكن أن يرتبط بالمشاعر التي يعبّر عنها الشاعر تجاه المسافات أو الأماكن البعيدة.
-
فتوّته: فترة الشباب والقوة، وتشير إلى وقت كان الشاعر في أوج شبابه ونشاطه.
-
الزيف: الكذب والخداع، ويستخدم هنا للإشارة إلى الأفكار المزيفة أو الغير أصيلة.
-
عُنف: الشدة والقوة، ويستخدمه الشاعر لوصف حبه الشديد والعميق.
-
جبهة العار: وجه العار أو الخزي، وهو تعبير رمزي يدل على تجنب المواقف التي تسبب الذل.
-
أنوثة: الصفات الجمالية والصفات الحسية المرتبطة بالمرأة، تشير إلى سحر وجمال الأنثى الذي يجذب الشاعر.
اعراب قصيدة حديقة الغروب
إليك إعراب أول خمسة أبيات من قصيدة "حديقة الغروب" للشاعر غازي القصيبي:
خمسٌ وستونَ في أجفان إعصارِ
- خمسٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- وستون: معطوف على "خمسٌ" مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
- في أجفانِ: جار ومجرور، "في" حرف جر، و"أجفانِ" اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- إعصارِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أما سئمتَ ارتحالاً أيها الساري؟
- أما: حرف استفتاح وتفسير لا محل له من الإعراب.
- سئمتَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- ارتحالاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- أيّها: منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ها" حرف تنبيه.
- الساري: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
- أما: حرف استفتاح وتفسير لا محل له من الإعراب.
- مللتَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- من الأسفارِ: جار ومجرور، "من" حرف جر، و"الأسفارِ" اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- ما: حرف نفي مبني لا محل له من الإعراب.
- هدأت: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء للتأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفارِ
- إلا: أداة استثناء ملغاة لا محل لها من الإعراب.
- وألقتك: "ألقت" فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء للتأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- في وعثاءِ: جار ومجرور، "في" حرف جر، و"وعثاءِ" اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- أسفارِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أما تعبتَ من الأعداءِ.. ما برحوا
- أما: حرف استفتاح وتفسير لا محل له من الإعراب.
- تعبتَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- من الأعداءِ: جار ومجرور، "من" حرف جر، و"الأعداءِ" اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- ما: حرف نفي مبني لا محل له من الإعراب.
- برحوا: فعل ماضٍ ناقص من أخوات "كان"، مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "برح".
الصور البلاغية في قصيدة حديقة الغروب
حل اسئلة قصيدة حديقة الغروب
ما هي الموضوعات الرئيسية التي تتناولها القصيدة؟
- تتناول القصيدة موضوعات مثل الحب، الفراق، الندم، والوطن، وتعكس مشاعر الشاعر تجاه حياته وتجربته مع الحب والعلاقات، كما تعبر عن الحنين للأيام الماضية.
كيف يعبر الشاعر عن مشاعره تجاه الرفيقة؟
- يعبر الشاعر عن مشاعره بالحب والامتنان، معبرًا عن رغباته في تقديم حياته من أجل سعادتها. يظهر حنينه ورغبته في الاحتفاظ بالذكريات الجميلة.
ما هي الصور البلاغية التي استخدمها الشاعر في القصيدة؟
- استخدم الشاعر العديد من الصور البلاغية مثل الاستعارة، المجاز، والتشبيه. على سبيل المثال، يشبه الشاعر حالته النفسية بحالة الطير الذي هاجر، مما يبرز مشاعر الفقد والحنين.
كيف تمثل "حديقة الغروب" في القصيدة؟
- تمثل "حديقة الغروب" نهاية مرحلة من الحياة، حيث ترتبط بأفكار الفراق والوداع. تعكس هذه الصورة جمال اللحظات التي مرت، لكنها أيضًا تشير إلى الحزن الذي يرافق الفراق.
ما هو تأثير الإيقاع والقافية على القصيدة؟
- يساهم الإيقاع والقافية في إعطاء القصيدة طابعًا موسيقيًا، مما يجعلها أكثر جذبًا وسهولة في التذكر. يساعد هذا الإيقاع في تعزيز المشاعر المعبر عنها.
كيف يظهر الشاعر تأملاته حول الحياة والموت في القصيدة؟
- يظهر الشاعر تأملاته من خلال حديثه عن الذكريات والأحلام التي فقدها، مما يعكس شعورًا بالعجز أمام قسوة الحياة. يتساءل عن الأقدار ويعبر عن رغبة في استعادة الأيام الماضية.
ما هو الدرس الذي يمكن أن يستفيده القارئ من القصيدة؟
- يمكن أن يستفيد القارئ من الدرس حول أهمية تقدير اللحظات الجميلة في الحياة، وفهم أن الفراق جزء من التجربة الإنسانية. يشجع النص على الاستمرار في الأمل رغم الصعوبات.
نقد قصيدة حديقة الغروب
إليكم بعض النقاط النقدية التي تتناول القصيدة من جوانب متعددة، وتشمل:
النقد الإيجابي
- عمق المشاعر: تعكس القصيدة مشاعر عميقة حول الحياة، الحب، والفراق، مما يجعلها قريبة من قلب القارئ.
- اللغة الجمالية: استخدام لغة شاعرية غنية بالصور البلاغية والتعابير المؤثرة، مما يعزز من جمال النص ويمنح القارئ تجربة شعرية مميزة.
- البنية الموسيقية: المحافظة على الوزن والقافية تضفي إيقاعًا موسيقيًا متناسقًا، مما يسهل على القارئ تذوق الأبيات.
- موضوعات متنوعة: تتناول مجموعة من الموضوعات المهمة مثل الحب والوطن والتحديات، مما يعكس شمولية التجربة الإنسانية.
النقد السلبي
- تكرار المعاني: بعض الأبيات قد تحتوي على أفكار متكررة دون تقديم جوانب جديدة، مما قد يؤدي إلى شعور بالتكرار والملل.
- طول النص: يمكن أن يكون طول القصيدة عبئًا على بعض القراء، مما يجعل التركيز على المعاني الأصيلة أكثر صعوبة.
- رمزية معقدة: بعض الرموز قد تحتاج إلى توضيح أو تفسير، مما قد يجعل القارئ العادي يجد صعوبة في فهمها بشكل كامل.
- نقص في التنوع: بينما تتناول مواضيع عميقة، قد تُشعر بعض القراء بأنها تفتقر إلى تنوع في الأسلوب أو الموضوعات المعالجة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21115