كتابة :
آخر تحديث: 08/10/2022

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية المعقدة عند الأطفال والنساء

نتعرض دوماً خلال حياتنا للكثير من التجارب التي نجد البعض منها يمر مرور الكرام ولكن البعض الآخر ربما يترك لنا الكثير من الآثار السلبية على مختلف جوانب حياتنا بل والأكثر من ذلك فهي تنطبع علي سلوكنا، للدرجة التي تجعل جل تصرفاتنا منطقية، وهذا ما يعرف باسم اضطراب ما بعد الصدمة وسوف نستعرض في هذا المقال في موقع مفاهيم كافة المعلومات التي تتعلق بالمفهوم وأعراضه بل وسنتناول طرق علاجه، فتابعونا في السطور القادمة.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية المعقدة عند الأطفال والنساء

اضطراب ما بعد الصدمة

في البداية دعونا نتعرف على المقصود من المفهوم العام لاضطراب ما بعد الصدمة، فهو عبارة عن:

  • حدث جلل يمر به الفرد وربما يكون هذا الحدث اعتداء على الفرد ذاته أو ربما على أحد الأشخاص الآخرين بفعل بعض المعتدين.
  • وربما يكون بفعل ظاهرة طبيعية أو ربما يكون بفعل قصة عاشها الشخص ذاته حملت في طياتها الكثير من الخذلان له ومن ثم تركت له آثار سلبية تجسدت في صورة اضطرابات عُرفت باسم اضطرابات ما بعد الصدمة.

أسباب اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)

أي حالة يجدها الشخص مؤلمة يمكن أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن تشمل:

  • حوادث الطرق الخطيرة.
  • الاعتداءات الشخصية العنيفة، مثل الاعتداء الجنسي أو السرقة أو السرقة.
  • مشاكل صحية خطيرة.
  • تجارب الولادة.
  • يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة على الفور بعد تعرض شخص ما لحدث مزعج، أو يمكن أن يحدث بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
  • يُقدر أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديهم تجربة مؤلمة، ولكن ليس من الواضح بالضبط سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة والبعض الآخر لا يصاب بها.

 Post-traumatic stress disorder

لماذا يصاب النساء أكثر من الرجال باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؟

  • من المهم أن تتذكر أنه ليس كل من يعيش في حدث خطير يصاب باضطراب ما بعد الصدمة. في الواقع، لن يصاب معظم الناس بهذا الاضطراب.
    تلعب العديد من العوامل دورًا في ما إذا كان الشخص سيصاب باضطراب ما بعد الصدمة، ولكن بصفة عامة تعد المساء أكثر حساسية وأكثر تعاملا مع الفواجع والأحداث الصعبة بأحاسيس ومشاعر أقوى مقارنة بالرجال وهذا يبرر سبب كونها أكثر تعرضا لهذا الاضطراب.
  • وفيما يلي بعض الأمثلة أدناه، عوامل الخطر تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن تساعد العوامل الأخرى، التي تُسمى عوامل المرونة، في تقليل خطر الإصابة بالاضطراب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

من أكثر التساؤلات التي تُرسل إلينا عن ماهية الأعراض التي يتعرض لها الفرد في ما بعد الصدمة، وهنا يؤكد أخصائي الصحة النفسية أن هناك العديد من الأعراض دعونا نسردها في السطور القادمة:

عرض الذكريات

  • ويُقصد به أن الفرد هنا يتعرض لضغوط نفسية خطيرة للغاية تتمثل في أنه من حين لآخر تتوارد له تلك الأحداث التي كانت سبباً في أزمته وكأنها تحدث لأول مرة وتظل في مُخيلته ليلاً ونهاراً ولا يستطيع أن يتخلص منها بأي شكل من الأشكال.

الانعزال

  • حيث يبدأ الفرد بتجنب كافة الأفراد ويبعد عنهم ولا يرغب في التقرب من أحد ويمر بحالة تشبه لحد كبير أعراض الاكتئاب، الأمر يزداد خطورة بمرور الوقت إلى أن يصل إلى مرحلة تُعرف بمرحلة اللامبالاة والتغاضي عن الجميع وفقد الشغف بكل شيء يُحيط به.

سهل الاستثارة

  • حيث تبدأ في الظهور على الفرد كم لا حصر له من المظاهر الانفعالية حيث نجده سهل الاستثارة وكثير الانفعال لأتفه الأسباب فلا يكون لديه أي قدرة على التحكم في مشاعره ولا انفعالاته في محاولات الرد على الآخرين ممن هم محيطين به، فنجده يتعرض من حين لآخر إلى نوبات من الغضب ربما تكون على فترات بل نجدها نوبات قوية للغاية.
  • من هنا يأتي تحذيرنا الدائم لكافة المحيطين بالشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة حيث إنه يكون دوماً على عدم وعي بما يفعل أو يتصرف.

الأفكار اللاعقلانية

  • تلك النوعية من الأفكار اللاعقلانية تكون بمثابة السمة المميزة للشخص الذي يُعاني من اضطراب ما بعد الصدمة حيث نجده دوماً عُرضه لتلك النوعية من الأفكار حيث تنتابه موجة عارمة من الأفكار السلبية ليس فقط عن ذاته بل عن كافة المحيطين به.

القدرات الإدراكية والمعرفية

  • من أكثر السمات التي تميز مريض اضطراب ما بعد الصدمة أن الأمر لا يقتصر على القصور الواضح في النواحي النفسية بل إننا نجد الأمر يتخطى كل تلك الحدود ليصل إلى النواحي الإدراكية والمعرفية لنفس الشخص.
  • حيث نجد أن مهاراته الإدراكية تبدأ في التدني الشديد إلى مستوى لا يتوقعه أحد ويظهر ذلك جلياً في درجات التذكر والانتباه والتركيز فضلاً عن درجة وعيه بأفعاله وتصرفاته من ناحية وتصرفات وأفعال المحيطين به من ناحية أخرى.

الأعراض الجسدية

  • وهنا الأمر يأخذ شكل آخر متمثلاً في أعراض جسمية يبدأ الفرد الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة من التعرض له متمثلاً في الشعور بضربات قلب سريعة للغاية بشكل ملاحظ فضلاً عن الدوار والدوخة والشعور الدائم بحالة من الغثيان والقابلية للقيء من حين لآخر.
  • كما يتعرض الفرد لحالة من الصداع الدائم فنجده بشكل دائم ومستمر يشكوا من الصداع بشكل ملاحظ.

 Post-traumatic stress disorder

أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة عند الأطفال

يمكن أن يكون لدى الأطفال والمراهقين ردود فعل شديدة تجاه الصدمات، ولكن قد لا تكون بعض أعراضهم مماثلة لأعراض البالغين. تظهر الأعراض أحيانًا عند الأطفال الصغار جدًا (أقل من 6 سنوات)، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض:

  • تبليل السرير بعد تعلم استخدام المرحاض.
  • نسيان كيف أو عدم القدرة على الكلام.
  • تمثيل الحدث المخيف أثناء اللعب.
  • التشبث بشكل غير عادي بأحد الوالدين أو مع شخص بالغ آخر.
  • من المرجح أن تظهر على الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين أعراضًا مشابهة لتلك التي تظهر عند البالغين.
  • قد يصابون أيضًا بسلوكيات تخريبية أو غير محترمة أو مدمرة.
  • قد يشعر الأطفال والمراهقون الأكبر سنًا بالذنب لعدم منع الإصابة أو الوفاة.
    قد يكون لديهم أيضًا أفكار الانتقام.

عوامل الخطر لاضطرابات ما بعد الصدمة

تتضمن بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة ما يلي:

  • العيش في الأحداث الخطيرة والصدمات.
  • رؤية شخص آخر يتألم أو يرى جثة.
  • صدمة الطفولة.
  • الشعور بالرعب أو العجز أو الخوف الشديد.
  • الحصول على دعم اجتماعي ضئيل أو معدوم بعد الحدث.
  • التعامل مع الإجهاد الإضافي بعد الحدث، مثل فقدان أحد الأحباء، أو الألم والإصابة، أو فقدان الوظيفة أو المنزل.
  • وجود تاريخ من المرض العقلي أو تعاطي المخدرات.

كيف أعالج نفسي من الاضطراب؟

تتضمن بعض العوامل التي قد تعزز التعافي بعد الصدمة ما يلي:

  1. اطلب الدعم من أشخاص آخرين، مثل الأصدقاء والعائلة
  2. العثور على مجموعة دعم بعد حدث صادم
  3. تعلم الشعور بالرضا عن أفعال الفرد في مواجهة الخطر
  4. امتلاك استراتيجية إيجابية للتكيف، أو طريقة لتجاوز الحدث السيئ والتعلم منه
  5. القدرة على التصرف والاستجابة بفعالية رغم الشعور بالخوف.

طرق علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يحتاج المريض النفسي المصاب بالصدمة إلى طرق علاج فعالة تمكنه من التخلص من آثار الصدمة النفسية والجسدية، وتجعله يتقبل الوضع الذي عليه، ومن هذه ال\رق ما يلي:

العلاج المعرفي السلوكي

وقد ظهرت العديد من الدراسات النفسية في محاولة منها لعلاج كافة الأعراض الناجمة عن اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن الغالبية العظمى منها جاءت لتؤكد على فعالية العلاج المعرفي السلوكي كمنهج مميز وذو كفاءة وفعالية في علاج اضطراب ما بعد الصدمة.

ولكن دعونا نتعرف عن الآلية التي يمكن من خلالها أن يتدخل العلاج المعرفي السلوكي، وتشمل:

  • يقوم المعالج السلوكي بالعمل على إعادة التفكير العقلاني للفرد الذي يعاني من الاضطراب من خلال أن يضع الفرد في مواجهة مع ذاته ومع سلوكه، ولكن في صورة مواجه من أجل ضبط الذات.
  • يتم البدء في تدريب العميل علي الأفكار المنطقية والتفكير المنطقي وتعزيز كل ما هو إيجابي في شخصيته ونبذ كل ما هو سلبي، ومنحه قدر كبير وكافي من الوعي.
  • هذا الوعي من شأنه أنه يُغير فكرته عن كل ما يحيط به من ناحية وعن أفكاره اللاعقلانية والغير منطقية التي ترتبط بالحادث أو بالصدمة التي تعرض لها من ناحية أخرى.
  • فالغرض الأساسي من العلاج المعرفي السلوكي هنا هو العمل على إيجاد حالة من الصحة النفسية بداخل العميل (المريض) من أجل تحقيق ما يُعرف بالمصالحة الذاتية، ومن هنا يتضح لنا أن هناك علاقة وثيقة بين الضبط الذاتي من جهة والصحة النفسية من جهة أخرى.

 Post-traumatic stress disorder

العلاج الكيميائي لاضطرابات ما بعد الصدمة

  • على الرغم من فعالية العلاج النفسي في مجال اضطرابات ما بعد الصدمة لكن لا يمكن لنا أن نغفل الدور الفعال الذي تقدمه العلاجات الكيميائية والمقصود بها هنا الأدوية.
  • حيث نجد أن تلك النوعية من العلاجات تُخاطب في المقام الأول كيمياء المخ، وتعمل عليها منذ البداية وتأثيرها يكون موجها لها بشكل مباشر ومركز.
  • من هنا تأتي أهميتها وفعاليتها الكبيرة في علاج اضطرابات ما بعد الصدمة جنباً إلى جنب مع العلاجات والتدخلات التابعة للصحة النفسية، فهي تعمل على استعادة حالة التوازن الكيميائي التي يكون المريض في حاجة إليها ومفتقدها نتيجة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
  • ولكن يُجدر بنا هنا أن ننوه أن مثل تلك النوعية من الأدوية يجب أن تكون تحت إشراف متخصص (طبيب نفسي) قادر علي وصفها بالشكل السليم، فلا تعرضوا حياتكم للخطر وتستخدموا أدوية بدون إشراف الأطباء المختصين..

كيف تساعد العلاجات بالكلام الناس على التغلب على اضطرابات ما بعد الصدمة؟

تعلم العلاجات الحوارية الناس طرقًا مفيدة للرد على الأحداث المخيفة التي تسبب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لديهم. بناءً على هذا الهدف العام، قد تكون أنواع العلاج المختلفة:

  • علم عن الصدمة وآثارها
  • استخدم مهارات الاسترخاء والتحكم في الغضب
  • قدم نصائح لتحسين النوم والنظام الغذائي وعادات التمارين الرياضية
  • ساعد الناس على التعرف على الشعور بالذنب والعار والمشاعر الأخرى حول الحدث والتعامل معها
  • ركز على تغيير كيفية تفاعل الناس مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. على سبيل المثال، يساعد العلاج الأشخاص على مواجهة ما يذكرهم بالصدمة.

متى تحصل على المشورة الطبية؟

  • من الطبيعي أن تمر بأفكار مزعجة ومربكة بعد حدث صادم، لكن معظم الناس يتحسنون بشكل طبيعي خلال أسابيع قليلة.
  • يجب أن ترى طبيبًا عامًا إذا كنت لا تزال تعاني أنت أو طفلك من المشاكل بعد حوالي 4 أسابيع من التجربة الصادمة، أو إذا كانت الأعراض مزعجة بشكل خاص.
  • إذا لزم الأمر، يمكن لطبيبك العام إحالتك إلى أخصائيي الصحة العقلية لمزيد من التقييم والعلاج.
ومن هنا ننصح أي فرد يتعرض لاضطراب ما بعد الصدمة عليه أن يُحاول العودة إلى حياته الطبيعية ويملأ حياته بمجموعة من الأنشطة الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، كما عليه أن يتعرف على أصدقاء جدد ويكتشف من جانبه هواياته ويعمل على تنميتها، ومن هنا سيبدأ في إعادة الثقة مرة أخرى سواء بنفسه أو بالعالم المحيط به ويتغلب من جانبه على ذاك الاضطراب.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ